كان لاتسامِ واقعنا المعاصر بحتمية التكريس لاستقرار النمط الأوحد تجلياتٌ عدة؛ أهمها العمل على إسقاط الاعتبارات الاستيراتيجية والخصوصية المتنامية إلى حدٍ ما ، وبالتحديد في دول العالم الثالث ، حتى تنمحي بذور المقاومة ، مع تقديم معطى اقتصادي و سياسي و حضاري وثقافي ، على هذا النحو من الترتيب المقصود ، ولهذا بات العمل على إزاحة المثقف وانحسار الثقافة ركيزة هامة لتحقيق ذلك النمط الأحادي ، ولعل هذا ما يتماس مع مفهوم العولمة على وجه التقريب .
كما كان لاتساع الفجوة الحضارية بين دولٍ تتكتَّل اقتصادياً فتنتج وتبدع ودولٍ أخرى تستهلك وتترجم وتعرِّب وتُمصِّر وتنسخ .. ، كان لهذا أثره في أن يشيع ــ على سبيل المثال ــ مصطلح العولمة في كثير من كتاباتنا ، بينما لا يزال المصطلح يبحث له عن مدلول مادي واضح في بلاده التي نشأ فيها ؛ مما يعني هذا أن ثمار هيمنة النمط الأوحد قد بدأت في الطرح الفعلي .