تشكل الدراسات السابقة أهمية كبرى لأي باحث، بل أن توفرها من عدمه أساس استمرار الباحث فيم اختار من مشكلة، وعلى ذلك فهي تزود الباحث بالنتائج التي توصلت لها الدراسات السابقة ومن ثم يني عليها الباحث دراسته وهو الهدف الأساس من الدراسات السابقة.
غير أنها تشكل أهمية بالنسبة للباحثين المستجدين (تحديدا) حيث توفر لهم كما من المعلومات النظرية الجاهزة، وليس هذا فحسب، بل أنها تساعدهم في تحديد المراجع والدراسات التي يمكن الاستفادة منها ، ولكن كيف يمكن الاستفادة من الدراسات السابقة وكتابة ما تم الاستفادة منه، وأين، وما هو الأسلوب الأنسب في ذلك.
والإجابة على السؤال تختلف بحسب مهارة الباحث وخبرته في البحث العلمي، فمثلا مبتدئي البحث يمكنهم استعراض اسم الباحث (السابق) وتاريخ نشر بحثه وموضوع بحثه واستعراض ملخص تلك الدراسة ابتداء من المشكلة وانتهاء بالتوصيات، ثم يتم التعقيب عليها من جانب مدى الاتفاق أو الإختلاف معها ودونما الإشارة للمقارنة بين النتائج، حيث أن المقارنة بالنتائج سيكون في مرحلة متقدمة بعد الوصول للنتائح وتحليلها في الدراسة الجديدة.
ويستمر الباحث (المبتدئ) في استعراض الدراسة التي تليها مراعيا البدء بالدراسة الأحدث حتى يصل لأقدم دراسة، وقد يستعرض الباحث دراسات عديدة في أكثر من مجال وهنا يفضل استعراض الدراسات حسب مجالات كل منهما.
بينما يكتفي الباحث المحترف بذكر أسم الباحث وسنة النشر ومن ثم يستعرض النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسة، ويمكنه أيضا أن يناقش أثناء العرض نتائج أكثر من دراسة ومن ثم الاتفاق والاختلاف معهم وكذا محاولة تقييم تلك الدراسات. ويجب أن يراعى عند استعراض الدراسات الإشارة لها ب( تلك ) الدراسات لأن هذه الإشارة تيسر على القارئ فيما بعد أن العبارات التي يقرأها لباحثين سابقين وليست للناقل.
وفيما يتعلق بمكان عرضها فيختلف حسب النموذج التي تسير عليه المؤسسة العلمية والتي قبلت الخطة البحثية وأقرتها ، حيث يعرض بعضهم الدراسات السابقة بعد المشكلة من أجل تعزيزها وإبرازها، بينما يعرضها البعض في الفصل الثاني ، وأعتقد أن عرضها عقب الإطار النظري متبع لدى الغالبية من المؤسسات البحثية والأكاديمية ولعل ترتيب عرض الدراسات السابقة حسبما ورد في المخطط الموجود في المنتدى على هذا الرابط http://www.minshawi.com/vb/showthread.php?t=1269
شائعا ومعتمدا في العديد من المؤسسات البحثية.
وتعد الدراسات المنشورة في دوريات علمية مختصة أقوى علميا من غيرها، ويليها في ذلك التجارب العملية المبنية على تجريب علمي، ثم الأطروحات العلمية المقدمة للحصول على مؤهلات علمية كالدبلومات العليا والماجستير والدكتوراه، ثم ما يطرح في ورش العمل والمؤتمرات والندوات، ويمكن الاستفادة من بعض المقالات المنشورة في الصحف للكتاب المعروفين بالدقة العلمية مع عدم التركيز على ذلك بشكل كبير.
أرجو أن أكون قد ساهمت بما يفيد والله أعلم.