أكدت دراسة ميدانية أعدها الدكتور عبد الله بن عبد العزيز اليوسف الأستاذ المساعد بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بتكليف من وزارة الشؤون الاجتماعية حول الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للأطفال الذين يقومون بالتسول أمام إشارات المرور أو في الميادين العامة، أن 88% من أمهات هؤلاء الأطفال أميات مقابل 12% يحملن الشهادة الابتدائية أو ما دونها، وأن 94% من أمهات الأطفال المتسولين لا يعملن و50% من آباء أولئك الأطفال أيضا لا يعملون حيث إن 75% منهم أميون، والأغلبية من ولاة أمور الأطفال المتسولين لا يكترثون بتعليم أبنائهم أو حثهم على الدراسة أو متابعتها.
وجاء في الدراسة أيضا أن الدور الكبير يكون على عاتق الأم في تشجيع الأبناء على امتهان التسول حيث أبدى ما نسبته 70% من الأطفال المشمولين بالدراسة انهم يمارسون التسول بتشجيع ودعم الأم التي ربما تغضب لرفض التسول مما يعرضهم للضرب والامتهان من قبل آبائهم، وكشفت الدراسة أن أعدادا من الأطفال المتسولين ينحدرون من عائلات كثيرة العدد حيث أشارت إلى أن 85% ممن شملتهم الدراسة من اسر يزيد عدد أفرادها على 9 أشخاص وأغلبيتهم من غير السعوديين، كما أن من بينهم من لا يجيدون الحديث باللغة العربية.
وخلصت الدراسة إلى توصيات جاء فيها أن الأطفال المتسولين يساهمون في إيجاد جيل أمي مورث ثقافة الفقر من الآباء إلى الأبناء ويساعدون في استمرار حلقة الفقر وتكريسها داخل تلك الأسر. وحذر الباحث الدكتور اليوسف من أن العدد الكبير من الأطفال المتسولين أمام إشارات المرور وفي الميادين العامة يجدون الطريق ممهدا أمامهم لانخراطهم في مجموعات تحولهم للأعمال الإجرامية كالسرقة أو الاستغلال من الغير مطالبا بمعالجة الظاهرة والظروف الأسرية لأولئك الأطفال والحد من ظاهرة تسول الأطفال بالشوارع والقيام بحملة مكثفة وشاملة وطويلة الأمد وبتعاون جاد من كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية للقضاء بشكل نهائي وحاسم على هذه الظاهرة.

http://www.alwatan.com.sa/daily/2005...al/local05.htm