خاطرة تربويةثبات المؤمن
لا يكن قلبك كالإسفنجة ؛ تشرب كل شيء , وليكن قلبك كالزجاجة ؛ تدرك الأشياء بصفائها , وترد الأشياء بصلابتها , [ ابن القيم الجوزية ]. إن المؤمن صاحب الإيمان العميق الواعي , هو الذي يستطيع الثبات أمام المغريات الدنيوية , والتيارات الفكرية ؛ لأن إيمانه قائم على العقيدة الصحيحة , وقد تشرب قلبه من أسس العقيدة الصحيحة , ونما عليها نمواَ يجعله لا يقبل إلا ما يوافق شريعته , وعقيدته , ومبادئه , فيستسيغه , ويقبله . أما غير ذلك ؛ فيلفظه , ويرفضه , فقلبه بذلك كالزجاجة ؛ يؤمن بالذي يوافق صفاء معتقده , ويرد ما يعارض صفاء معتقده بقوته , وتربيته التي اجتناها في التربية العقيدية الصحيحة , . أما القلب المريض الذي سيطرت عليه الشبهات , واستحكم , وتغلغل فيه كل ما هو غير صالح ؛ فتراه بعد ذلك ينموا نموا ضعيفا , صفاؤه مشوب بالمبادئ , والعقيدة المنحرفة ؛ لذا تراه يقبل كل م اعرض عليه , فهو بذلك كالإسفنجة , لا يستطيع رد ما يرد عليه ؛ لهونه , وضعفه .
(من كتاب : بوارق دعوية وقطرات إيمانية )