أبدى تربويون مخاوفهم من انتشار» لغة الإنترنت» واستخدامها بكثرة من قبل الشباب في محادثاتهم عبر الأنترنت، مبينين أنها تهدد اللغة العربية وتساعد على ضياعها، بل وتؤثر على سلوك الشباب بشكل عام.
وتجاوز عدد مستخدمي الأنترنت في السعودية لعام 2011م، حوالي 11 مليون مستخدم حسب الدراسات، وأغلبهم من الشباب بنسبة 50% في سن ما بين 16 إلى 35 عاما، حيث لوحظ ظهور لغة جديدة يستخدمها الشباب في برامج المحادثات عبر الأنترنت، وتتكون هذه اللغة من كلمات عربية تمزج بلغات أجنبية وتستبدل أحرفها بالأرقام، حيث يمثل حرف الحاء «7» والهمزة «2» والعين «3» وكلمة أنت «u» وكلمة لي عودة تكتب « برب» وغيرها.
لغة العصر
«الشرق» التقت بعض الشباب وناقشتهم عن مدى تقبلهم هذه اللغة، من بينهم عبدالله علي آل عبدالله وهو طالب في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة جازان، حيث سماها بـ «لغة العصر» ورأى أنها نوع من التحضر والتطور لأنها لغة دولية متعارف عليها في برامج المحادثات، كما أنها سهلة الكتابة وسريعة الفهم، وأضاف «لا أعتقد وجود أثر سلبي على اللغة العربية من استخدام هذه الألفاظ، فللغة أماكنها الصحيحة، كالمدارس والصحف الرسمية، وهذه لغتنا نحن الشباب فيما بيننا ولا نفرضها على أحد». وبيّن كل من يحيى بن علي وإدريس بن حسن وهما طالبان في المرحلة الثانوية، أن الشباب يلجؤون لهذه اللغة كنوع من الترفيه لأنها أصبحت لغة لجميع من يستخدم برامج الأنترنت. واعتبر هادي مدخلي طالب حاسب، هذه اللغة سهلة في كتابتها وخفيفة على من يدخل برامج المحادثة، منوها أنه يخرج بها عن «التقليدية في الكتابة»، ويقول»توفر لغة الأنترنت التي يستخدمها الشباب الوقت والجهد في الكتابة وتوصل ما نريد قوله بكلمات بسيطة وقليلة ومفهمومة».
ووصف حسن حكمي الشباب الذين لا يستخدمون هذه اللغة بعدم التحضر، كونه لا يعرف لغة جيله.
نسيان الكلمات العربية
وأكد معلم اللغة العربية جردي مجممي، على تأثير انتشار هذه اللغة بين الشباب، وسلبياتها على اللغة العربية، ويوضح «شباب اليوم هم رجال الغد، فإن استخدام الشباب لهذه اللغة ينسيهم الكثير من الكلمات العربية الأصلية، وتأثير تلك المصطلحات بات ملموسا في حديث الشباب، فيجب توعيتهم إلى أهمية اللغة، عن طريق عقد دورات تثقيفية في المدارس والجامعات، كما يتوجب على أصحاب المواقع الإلكترونية التحذير من استخدام هذه اللغة».
وعَدّ المشرف التربوي محمد المحنشي اختيار الشباب لغة خاصة بهم نوعا من الهروب، ويضيف «يعتبر الشباب المصطلحات المستخدمة في حديثهم وسيلة اتصال سريعة الإيقاع، ويجب أن يعوا أنه لا يوجد لغة نقية سليمة كاللغة العربية الفصيحة، ومن هنا يبرز دور الأسرة والمجتمع في متابعة المستجدات، والتوعية بما فيه ضرر»، مشيرا إلى تأثير هذه المصطلحات على اللغة العربية، وتأثير الأنترنت على الشباب السعودي بشكل عام، حيث سلب منهم متعة القراءة والاطلاع سواء من خلال الكتب أو الصحف، وأصبحت ثقافة أغلبهم مستمدة من الأنترنت.
http://www.alsharq.net.sa/2012/04/04/200260