نادرا ما تخلو الدراسات و الأبحاث العلمية من القيود (Limitations) و/أو المشاكل (Problems). لذلك، من الضروري أن يشير الباحث في دراسته إلى القيود أو المشاكل التي واجهها في الدراسة و قد أثرت سلبيا على نتائج الدراسة سواء من ناحية صحتها، قوتها، مدى إمكانية تعميمها (Generalization)، و غيرها.
في حالة عدم الإشارة للقيود و/أو المشاكل في حال وجودها في الدراسة، قد يؤدي ذلك بلا شك إلى:
- التقليل من قوة الدراسة و جهد الباحث، نظرا لأن القيود و المشاكل غالبا ما تأثر على الدراسة أو نتائجها أو أي جوانب أخرى فيها بشكل أو بآخر، و بالتالي، عدم الإشارة في الدراسة قد يؤخذ على أنه جهل من الباحث أو قلة خبرة.
- التقليل من مصداقية الدراسة أو الباحث، حيث أنه في أحيان أخرى، قد يتوقع البعض بأن الباحث لم يقم بالإشارة إلى القيود و المشاكل التي واجهها في محاولة منه لإخفاء عيوب الدراسة للحفاظ على سمعته أو قوة الدراسة.
- ظهور الباحث أو الطالب بمظهر غير جيد و إنه غير ملم بأصول البحث العلمي في حال تجاهله أو عدم ذكره للقيود و المشاكل في حال كان هنالك مناقشة للبحث أو الدراسة كما هو الحال في دراسات الماجستير و الدكتوراة، و بالتالي، فقدان الدرجات.
لا بد أن يحرص الباحث على الإلمام بكافة جوانب دراسته من إيجابيات أو سلبيات و أن يحاول قدر الإمكان أن يقلل السلبيات المختلفة و أثرها على الدراسة.
طريقة ذكر القيود و المشاكل في الدراسة
قد يتساءل البعض، مالعمل في حالة إكتشاف وجود بعض القيود أو المشاكل المختلفة في الدراسة و التي ستؤثر بلاشك على الدراسة و على نتائجها؟
الجواب هو أنه يمكننا التطرق إلى هذه القيود و المشاكل في أحد الأقسام في البحث أو الدراسة و الذي قد يسمى بقيود و مشاكل الدراسة (Limitations and Problems) أو أي إسم مشابه، حيث يقوم الباحث في هذا القسم بشرح القيود و المشاكل المختلفة و ما هو الأثر الذي ستتسبب به هذه القيود و المشاكل و كيف ستؤثر على الدراسة.
هذا القسم غالبا ما يكون في أحد الأقسام التي تأتي بعد الأقسام الخاصة بشرح استراتيجيات البحث أو الدراسة و غيرها.
يقوم الباحث في هذا القسم غالبا بالتطرق إلى المشاكل و التحديات التي:
- واجهها الباحث و لم يستطع أن يتجنّبها أو يتغلب عليها إما: لضيق الوقت أو لعدم توفر الموارد و الإمكانيات اللازمة (أموال، معلومات، الخ…).
- واجهها الباحث و أستطاع أن يتجنبها، يوفر حلول لها أو أستطاع أن يقلل من أثرها السلبي على الدراسة أو البحث.
هل أذكر جميع المشاكل و القيود أو العقبات التي واجهتها؟
هناك مشاكل و عقبات و قيود صغيرة قد لا يكون من المهم التطرّق لها في هذا القسم خصوصا في حالة لم يكن لها أي أثر يذكر على الدراسة بشكل أو بآخر.
لكن، هناك بعض القيود و المشاكل و التحديثات و التي لا بد من التطرّق لها مثل تلك التي لها أثر على:
- بعض أو عدد من النقاط في الرسالة.
- مخرجات أو نتائج الدراسة.
- إمكانية تعميم النتائج الخاصة بالدراسة (مثل مشاكل التحيّز).
نقاط للإستفادة عند التطرق إلى قيود و مشاكل الدراسة
- كن صريحا و أمينا عند التحدث عن المشكلة.
- لا تحاول التغاضي أو إهمال ذكر أي أجزاء مهمة لكي لا يعتقد الآخرين بأنك تحاول إخفاء المشكلة.
- لا تقلل من قوة الدراسة بل حافظ على توازن معقول بين جوانب النقص و جوانب القوة و التميز.
- وضّح بإختصار الطرق التي من الممكن إتباعها في حال توفر فرصة أخرى لتجنب أي من المشاكل أو القيود (مثلا: في حال توفر فرصة أخري قد يقوم البحث بـ…….لتجنب الوقوع في المشكلة).
- وضّح أي النقاط في الدراسة تأثرت بالمشكلة التي تتحدث عنها، ففي كثير من الأحيان، تؤثر بعض المشاكل و القيود على جوانب معينة في الدراسة بينما جوانب أو نقاط أخرى في الدراسة قد تكون قوية و لم تتأثر (مثلا قد تكون هناك جزئيات تطرّق لها البحث قد تكون مفيدة لأبحاث أخرى مستقبلية).
- لا تفصل و تتحدث عن المشاكل بإسهاب مع ذكر أي تفاصيل مهمة، فمن غير المعقول مثلا أن يكون طول البحث 50 صفحة و 7 صفحات منها مشاكل و قيود و عقبات.
- بعد سردك و مناقشتك للمشاكل، قم بتذكير القارئ بشكل مختصر بأهمية الدراسة أو الفائدة من نتائج الدراسة حتى و لو كان هنالك مشاكل من تحيّز أو غيره.
Although the mentioned limitations, the study provides…
نقلاً من مدونة الدكتور عبدالرحمن حريري . .