النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نساء خلف القضبان.. ضحايا الجهل والفقر والبطالة وظلم المجتمع

  1. #1
    مدير وصاحب الموقع
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مكة المكرمة
    المشاركات
    4,413
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي نساء خلف القضبان.. ضحايا الجهل والفقر والبطالة وظلم المجتمع

    دموع وتوبة وندم.. مفردات ثلاث تشكل مشاعر فتيات يقبعن خلف القضبان بعد جرائم ارتكبت في حقهن وحق المجتمع. ورغم الجرم الفادح إلا أنهن يؤكدن أنهم ضحايا لا مجرمات وأن الظروف فقط هي التي جعلتهن يحملن لقب “سجينة”. فقد يكون الإهمال الأسري السبب.. وربما البطالة والجهل وربما أسباب أخرى لا نعرفها. ورغم اختلاف الأسباب إلا أن الحقيقة المرة هي بقائهن خلف القضبان لسنوات طويلة حسب الجرم. “المدينة” روت قصص هؤلاء السجينات.. فإحداهن شاركت مع عصابة للإيقاع برجل أمن والنصب عليه. وثانية تقول «أنا ضحية أسرة مفككة وأنصح الأسر بالحفاظ على البنات».. وثالثة تعترف: نعم زورت.. ولا أحد يزورني من اهلي في السجن. ورابعة تروي حكايتها المؤلمة وتقول انها تزوجت عرفيا واستخدمها زوجها في السرقة ثم القاها في الشارع. وزميلتها تؤكد انها كانت مع 5 نساء ورجل شكلوا عصابة للسرقة والنصب ، وسجينة اخرى تقول ان زوجها دفعها للسرقة ثم طلقها بعد دخولها السجن. كلها قصص ولكن السؤال: كيف وصل بهن الحال الى هذا المصير المجهول.. هذا ما سيجيب عليه تحقيق «المدينة» خلال السطور التالية. البداية كانت مع السجينة (ث) هي مقيمة من بلد عربي من مواليد مكة تنحدر من أسرة متوسطة الدخل لم تكمل تعليمها وتوقفت عند الصف الأول ابتدائي وغير موظفة، ولم تحاول الالتحاق بعمل. تزوجت وهي في الـ 16 من العمر وعقب سنة من زواجها توفي والدها. قضيتها نصب واحتيال كان ضحيتها رجل أمن حاولت مع مجموعة من الأشخاص الذين شكلوا عصابة كما تقول وحاولوا الايقاع بأحد رجال الأمن ومحاولة النصب عليه بأن لديهم كمية مخدرات وما عليه إلا أن يأتي بالمال ليشتري ما لديهم، ولكن وقعوا في كمين ووصلت إلى السجن والهدف من وراء تلك العملية الحصول على المال فقط. تقول عندما اصبحت سجينة أدركت فداحة الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسي فهذه الكلمة جارحة وهذه المرة ليست الأولى لها فقد سبق أن أودعت السجن بسبب قضية مخدرات. وتضيف انها ضحية أسرتها المفككة فالوالد متوفى والزوج مهمل فهي الزوجة الرابعة وأن زواجها كان غصبا عنها وليس برضاها لكن لظروفها المادية كان لا بد أن تتزوج رجلا يكبرها بالسن جاهلا غير متعلم فحاولت البحث عن صدر حنون كما تقول. وهنا في داخل الزنزانة تتحدث عن زيارة الاهل لها قالت: ان افراد اسرتها يأتون لزيارتها ما عدا زوجها فهو لم يحضر لزيارتها وقبل دخولها السجن كان هذا الزوج لا يسأل زوجته اين تذهب وعند طلبها لإيصالها لمكان ما كان يقوم بتوصيلها دون السؤال عمن يقطن ذلك المكان وهذا ما سهل لها الانحراف وكانت (ث) تسكن مع اهل الزوج وابنائه وزوجاته. وبعد أن غالبتها دموعها سكتت قليلا ثم قالت: لا بد ان تحافظ الاسر على بناتها من الضياع وايضا الفتيات يحاولن بقدر الإمكان الابتعاد عن الوقوع في الخطأ أو بدون تصحيح الغلط بغلط اكبر منه. وأشارت إلى أن السجن هذه المرة أثر فيها بشكل كبير. ويرجع ذلك الشعور لكونها اصبحت أما لطفلين (ولد وبنت) وهما الآن موجودان عند والدتها وأيضًا هي الآن مدركة لحجم المشكلة فهي تخاف على أولادها وأخواتها وعلى نفسها فكل ثانية تمر عليها بعيدًا عن أسرتها كانت تحاسب نفسها وتقول: لو كان الزمن يعود للخلف لما ارتكبت تلك الأخطاء ولما استسلمت للظروف فأنا نادمة على كل خطوة أوصلتني إلى هذا المكان. حكاية المزورة الافريقية وتوقفنا عند سجينة أخرى وهي (ح) افريقية من مواليد مكة ايضا غير متعلمة وغير موظفة تبلغ من العمر 25 عاما مطلقة، ولديها بنت تعتبر نفسها من الطبقة المتوسطة، من حيث الدخل المادي عاشت يتيمة الأب وقبض عليها بتهمة التزوير فقد قامت بحيازة إقامة مزورة وأودعت سجن النساء وحكم عليها بعقوبة سنة سجن، وكانت المرة الأولى لها في السجن ولكن مسمى سجينة سيطاردها كما تقول. والمؤلم أنه لم يأت أحد لزيارتها منذ دخولها السجن وتوجه رسالة للمقيمات والمقيمين تقول فيها: انظروا ما هي نتيجة التزوير التي أوصلتني لهذا المكان فأنا محرومة من زيارة الأهل وحرمت أيضًا من رؤية ابنتي فهذا الطريق لن يوصلك إلا للخسران والعزل عن العالم خلف قضبان السجن. ومن جانب آخر أصبحت (ح) تحفظ خمسة أجزاء من القرآن والتحقت بحلقات التحفيظ هنا في السجن وتقول: عند خروجي من السجن سأحاول أن أكون انسانة مختلفة لأقاوم نظرة المجتمع القاسية، ولكن أتمنى ألا ينجرف من هم في مثل ظروفي ويخسروا سمعتهم بسبب التزوير فهناك طرق نظامية كانت ستحفظ لي سمعتي فبالتأكيد ستصبح نظرة المجتمع والصديقات لي بأنني إنسانة بلا قيمة وملتصق بي مسمى سجينة. زواج عرفي مدمر ولعل السجينه (أ) تحمل حالة مؤلمة حاورناها لمعرفة سبب دخولها السجن وهي مقيمة عربية تقول إنها وصلت في دراستها الى المرحلة المتوسطة ثم توقفت متزوجة وأم لستة ابناء (بنتان وأربعة أولاد) من زوج سابق من جنسيتها ثم طلقها ولها نحو 28 سنة بالمملكة. ومنذ ست سنوات تزوجت من رجل سعودي زواجًا عرفيًا فكانت قضيتها قضية اخلاقية وسرقة وأخذت حكم 5 سنوات وتقول هذه السجينة انها كانت تعتقد انه زواج مسيار وعند القبض عليهما هي وزوجها ادعت أنها زوجته السعودية الموجود اسمها بكرت العائلة بإيعاز من الزوج ولكن لم تنطل تلك الحيلة على رجال الأمن فأرفقت قضية تزوير للقضية الاخلاقية، وأودعت السجن وهي لم تكن المرة الاولى لها فقد سبق لها أن دخلت السجن في منطقة عسير بتهمة ترويج مخدرات وسقط الحكم عنها بسبب عدم وجود إثبات واعتراف أخرى بانها هي المروجة وليست هي لذلك خرجت بعد 8 أشهر من المدة المقررة وهي 4 سنوات كما تقول. وتشير إلى أن السبب الحقيقي وراء لجوئها للزواج العرفي هو تخلي زوجها السابق عنها وعن أبنائه رغم أنه متواجد بالمملكة فكانت تعاني من مصاريفهم وتعجز عن توفيرها لأن أربعة من الابناء مصابون بمرض في الغدد جعلهم قصار القامة (اقزام) وهذا مرض وراثي من والدهم فهو يعاني من نفس المرض وكان علاجهم بمكرمة من الملك فهد (رحمه الله) لأنهم يحتاجون لعلاج مدى الحياة وحاولت العمل بإحدى الحضانات وكان لها ذلك وبعد فترة فصلت وبعد بحث مضن عن عمل يكفل لها العيش بكرامة وجدت وظيفة متواضعة في مشغل نسائي وأيضا تم فصلها منه من ثم تحولت إلى بيع الملابس من المنزل فكانت تتنقل من بيشة الى ابها للترويج لتجارتها. وتضيف انها كانت تنوي عمل مشروع صغير من المنزل، خاصة أنها تجيد الطبخ وعمل الحلويات والمعجنات وهذا سيساعدها بعد الخروج من السجن لعمل أكلات من المنزل وبيعها في محيط الجيران والمعارف، فقد جربت هذه المهنة قبل مجيئها إلى هنا ولقيت إقبالًا من بعض المحيطين بها. وتقول: نصيحتي للنساء عامة أن يحذروا من الزيجات المريبة وكل خطوة قبل أن نقدم عليها نفكر في عواقبها بشكل جدي لنتفادى الوقوع في مثل هذه الحالة التي جعلتني متهمة بقضية أخلاقية وأنا لم أكن أعلم مدى خطورتها كنت فقط أبحث عن الستر والاهتمام بأولادي وتوفير متطلباتهن بشكل يحفظ لهم كرامتهم ولم أكن أعلم أن زواج المسيار موثق في المحاكم لأن زوجي كان يقول إن زواجنا مسيار وليس عرفيًا والمسيار مسموح به شرعًا، ولكن زواجنا لم يوثق في المحكمة. وعند زواجها العرفي من شخص سعودي وفر لها ولابنائها مسكنا مريحا ومصروفا شهريا، ولم تشعر بالتقصير من أي ناحية تقول إن أهلها في فلسطين لا يعرفون عنها شيئًا منذ سنتين لأن مسمى سجينه، يعتبر عارًا في مجتمعها وبين أقاربها وتقول إنها ندمانة أشد الندم أنها وضعت نفسها وأسرتها في هذا الموقف وتتمنى من أولادها أن يغفروا لها هذا الخطأ، الذي وضعهم في هذا الموقف. حكاية مثيرة لعصابة النساء (م) مقيمة عربية من مواليد جدة عاشت يتيمة الأب لذلك لم تستطع إكمال تعليمها بسبب تدهور الحالة المادية للأسرة فتوقفت في تعليمها عند الرابع ابتدائي وتزوجت في سن التاسعة عشرة ولديها خمسة أبناء وهي سيدة غير عاملة، ووصل بها الحال إلى أن أصبحت مطلقة منذ عامين وسبب تواجدها هنا أنه تم القبض عليها في قضية سرقة مع مجموعة أشخاص كونوا عصابة للسرقة مكونة من خمس نساء ورجل ولكنها ليست المرة الاولى لـ (م) بل أودعت السجن من قبل ذلك في قضية سرقة أيضا وقضت ستة أشهر خلف القضبان، ولكن في المرة السابقة قامت بالسرقة بتحريض من الزوج على حد قولها، الذي يمتهن هو وأسرته السرقة وتقول كنت أعاني من الإهمال والفقر فزوجي لا يوفر لي أي شيء من متطلباتي وغير ذلك تزوج بأخرى وأهملنا بشكل كبير أنا وأبنائي وعند طلبي للمصروف كان يأمرني بالسرقة لتوفير الأكل واللبس لأبنائي، كما أنه شخص عاطل عن العمل وعند اللجوء لأهلي قالوا لي هذا اختيارك ولن نستطيع أن نصرف على ابناء زوجك فعددهم كبير وأهلي أسرة فقيرة جدًا. كانت تصف نظرة المجتمع لها عقب خروجها من السجن للمرة الأولى، فالكثير من عائلتها ابتعدوا عنها وقطعوا زياراتهم لها، وكانوا يشعرون بالحرج مما فعلته فأسرتها لم يسبق لأحدهم دخول السجن فكانوا يرون السجينة عارًا عليهم لذلك طلبت الطلاق وبعد معاناة استطاعت الحصول على حريتها وابتعدت عن الزوج الذي اوقعها في السرقة حتى أوصلها للسجن وتسبب في هجر أهلها لها. تقول (م) إنها عقب الطلاق عملت في مدرسة كعاملة، ومن ثم انتقلت لمكة، ومع ذلك لم تحاول أن تكمل تعليمها فهي لا تملك مواهب أو ميولًا معينة، وهي الآن تشعر بالندم على ما اقترفته من أخطاء وتعد نفسها وأبنائها بترك هذا الطريق والعودة إليهم وتقول: إن ابناءها الآن متواجدون في اليمن لذلك هي ستلحق بهم عند خروجها من السجن فهم لا يزالون بحاجة لرعاية فأكبرهم فتاة في التاسعة عشرة من عمرها وأصغرهم يبلغ العاشرة من العمر ووالدهم مسجون أيضًا في جدة في قضية سرقة وتصرخ بحرقة تقول: أنا ضحية زوج مهمل وصديقات سيئات فعقب الطلاق رفض طليقي أن يبقى أبنائي معي بل سمح لاثنين فقط من الذكور والثلاثة الآخرين كانوا يعيشون مع والدهم فكنت أشعر بالألم لفراقهم. سحر الخادمات الآسيويات وهذه (س) من جنوب شرق آسيا تعمل خادمة منزلية قامت بسحر بنات كفيلها لمنعهن من الزواج وهي لم تمض لديهم سوى سبعة أشهر فقط، تقول إنهم اسرة طيبة ولم يؤذوها ولكن لم نستطع معرفة لجوئها للسحر وتقول إنها من أسرة فقيرة جدًا في بلدها، وكانت تتقاضى راتب 600 ريال سعودي وهذه المرة الاولى التي تدخل فيها السجن ولها ثلاث سنوات في السجن وهي المرة الأولى التي تأتي فيها للمملكة. ثم توجهنا بالحوار للسجينة (ن) تلك السيدة التي تبدو امرأة متزنة في حديثها من مواليد مكة من أسرة متوسطة الدخل وغير متعلمة فهي لا تقرأ ولا تكتب وغير موظفة لديها أربعة ابناء (اثنان ذكور ومثلهما إناث) أحدهم توفي بعد دخولها السجن وهو أكبر أبنائها. قضيتها قتل قامت في لحظة غضب بقتل زوجها، وتبرر ذلك بأنها تعاني من اضطرابات نفسية، وكانت تتردد على بعض المشايخ للرقية، ولكن عقب ذلك تغيرت معاملة الزوج وكثرت المشاكل بين الزوجين وتحول من زوج طيب القلب الى زوج قاسٍ وأب غليظ في تعامله مع ابنائه تقول (ن): حاولت الحصول على الطلاق من زوجي بعد استمرار المشاكل فكان رافضًا، وتشير إلى أنها لجأت لوساطة بعض أفراد العائلة لإقناعه بالطلاق ولكنه كان متمسكًا برفضه. فازداد الضغط النفسي على هذه الزوجة المجبرة على العيش مع زوج متسلط ومهمل كما تقول، فلجأت إلى أهله للشكوى لهم من معاملة ابنهم القاسية فأخبروها انه سيتزوج بأخرى وانه تم عقد قرانه، فقامت (ن) بإحراق المنزل والذي هو عبارة عن شقتها هي واسرتها والزوج كان نائمًا بداخلها فلم تترك النار شيئًا ومات الزوج وأودعت سجن النساء وتشرد الابناء الذين لا ذنب لهم سوى انهم سيحرمون من والديهم مدى الحياة فالأب توفي والأم هي القاتلة وقد يكون مصيرها القصاص فيصبحون ايتامًا بلا والدين وبلا مأوى وبلا صدر حنون يستمع لشكاواهم ويهتم لأمرهم ويحتويهم من الضياع. وعن زيارات الاهل تقول: نعم يقوم أفراد أسرتي بزيارتي، ولكن أبنائي لا أرى منهم سوى الابن فقط والبنات لصغر سنهن لا يأتين لزيارتي. وعن شعورهم تجاه هذه الجريمة، التي راح ضحيتها والدهم ومن تسبب فيها هي والدتهم توضح انها لم تسمع منهم ما يبين أنهم ناقمون عليها بل إنهم راضون بقضاء الله وقدره وتقول انها الاولى من عائلتها التي اودعت السجن فلم يسبق لهم ان دخلوا هذا المكان لا ذكورًا ولا إناثًا وكانت لا تعلم أن فيه سجون للنساء وتقول بألم ان الزوج عندما يمتلك مبلغًا من المال حتى وان كان بسيطًا لايفكر الا بالزواج من أخرى واهمال اولاده وزوجته السابقة وهذا ليس عدلًا، وان كتب الله لها عمرًا جديدًا وخرجت لأولادها فلن تحتك بالمجتمع لكي لا ترى نظرة جارحة منهم للسجينة. سجن وجلد فتاة سعودية (ن) فتاة سعودية تبلغ من العمر 21 سنة غير متعلمة ولا تعمل، هي الآن متزوجة ولديها طفل، كما انها ليست المرة الأولى التي تدخل فيها الى السجن تقول انها دخلت السجن للمرة الاولى في سن الرابعة عشرة بسبب قضية حمل سفاح، وأودعت دار الفتاة وحكم عليها بالسجن والجلد وعند خروجها من السجن استقبلتها أسرتها وكأن شيئًا لم يكن لكي لا تعود لتلك الغلطة، ولكن كانت تشعر بالحرج من تصرفات المجتمع فأصبحوا ينظرون لها على أنها سجينة وفتاة منحرفة فيمنعون بناتهم من الجلوس والحديث معها لذلك عادت الى الضياع مجددًا، خاصة أن والدتها موظفة وتقول انها دائمًا بعيدة عنها، ولكن تحمل والدها الجزء الاكبر من سبب وصولها لما هي فيه تقول إن والدها كان مسجونًا في قضية نصب واحتيال وانتحال شخصية رجل أمن للنصب على الناس والأم مشغولة بوظيفتها وهي طفلة في الثانية عشرة من العمر فلم تجد مهربًا من ذلك الاهمال الا اللجوء لمن استغل ضعفها وجهلها وصغر سنها حتى وقعت الخطيئة وقبض عليها وهي حامل في سن الرابعة عشرة، وتشير إلى أن ما دفعها للجوء لذلك الرجل الذي سلب براءتها أن أخوالها استغلوا غياب الأب وكانوا يقومون بتعذيبها وربطها بالسلاسل والضرب المبرح حتى اصبحت تكره المنزل وتخاف من تسلط اخوالها. وتضيف: لو ان اخوالي أعطوا لنا الحرية والثقة لم نلجأ للغلط فهم كانوا يتعاملون معنا بقسوه ولا يريدوننا ان نخرج من المنزل او نختلط بأحد ويمنعونا حتى من التواصل مع الجيران وهذا هو سبب ضياعي لأن القسوة هي اكبر اسباب الضياع غير ذلك كانوا يعايرونني بانني ابنة مسجون حتى شقيقتي التي تكبرني لأنها متعلمة وطبيبة كانت تقول ابوك وضع رؤوسنا في الوحل وفضحنا لذلك تراكمت تلك النظرات بالدونية علي وانني ابنة سجين حتى اتجهت لطريق الضياع. فنحن خمسة اخوة ولدان لا يزالن صغيران في المرحلة الابتدائية وثلاث فتيات احداهن طبيبة والاخرى لازالت في المرحلة الثانوية وانا وحرمت من التعليم بسبب حالة مرضية كان المتسبب فيها والدي فعند التحاقي بالمدرسه قام الوالد بضربي على منطقة الرأس، مما تسبب في وجود التهابات وكان يحدث لي اغماءات متكررة، مما جعل اسرتي تطوي قيدي نهائيًا وأنا لازلت في بداية الصف الاول الابتدائي. وعقب ذلك كنت أتمنى الالتحاق بالتحفيظ ولكن تأخر الاقدام على هذه الخطوة فبعد خروجي من القضية الاولى تم عقد قراني على ابن عمتي ولكن لم يتم الزواج وأصبحت مطلقه قبل الزواج فاجتمعت علي مصيبة الطلاق والسجن وسببت لي حرجًا كبيرًا وسط المجتمع المحيط بي لذلك كنت أشعر بتأنيب الضمير واحزن كثيرًا على وضعي ولماذا أنا هكذا؟. وبحثت عن الحنان كما تقول مع رجل آخر وتم القبض عليهم واودعت السجن بقضية اختلاء وعقب خروجها كانت تشعر بالضياع فلجأت للبحث عمن يخفف عنها معاناتها فكانت تبحث عن العطف والحب عبر الماسنجر وتلبي لمن يحادثها ويسمعها كلمات الغزل كل طلباته إلى أن وصل بها الحال إلى فتح الكاميرا لأحد الاشخاص والذي استغل ذلك في تهديدها والضغط عليها للخروج معه ولكن بعد أن وجدها تقابل تهديده بالتهميش تخلى عن تنفيذ الفكرة، ومن ثم وقعت في خطأ المكالمات المرئية مع بعض الشباب وقاموا بتهديدها ولكنها رفضت الانصياع لهم. ووقعت في غرام أحد الشباب حتى أنها كانت تلجأ له عند طردها من البيت لان والدها كما تقول يطردها من المنزل فلا تجد مكانا تذهب له الا بيت ذلك الشاب وبقيت فترة طويلة حتى وقعت في جرم آخر وهو الحمل السفاح للمرة الثانية فقاموا بالضغط على هذا الشاب ليتزوجها وبالفعل تم الزواج وانجبت ولدا وانقطعت عن اسرتها فهي لا تفارق زوجها لأنها تحبه ولأنه احتواها بعد ان كانت تعيش بلامأوى ولا اسرة. والحالة الاخيرة كانت لـ (ج) وهي سيدة من دولة عربية تعليمها ابتدائي فقط تبلغ الاربعين من العمر غير موظفة متزوجة للمرة الثانية اكبر ابنائها يبلغ 23 سنة تزوجت برجل سعودي وانجبت منه اربعة ابناء وحصلت على الجنسية السعوديه وانفصلت وتزوجت بآخر سعودي ايضا وانجبت منه ثلاثة ابناء تقول(ج) انها كانت تحتاج للمادة، خاصة بعد اهمال الزوج لواجبه وتهميش احتياجاتها المالية. اتهمت بأنها تمتهن القوادة لاكثر من 14 سنة، فبدأ الامر بالتنازل عن شرفها مقابل الحصول على ما تريده من تسهيلات في بعض الدوائر من ثم عند كبر العمر لجأت الى القوادة على غيرها من الفتيات فكانت تسهل اللقاءات المحرمة في منزلها أحيانا وأغلب اللقاءات كانت خارج منزلها وتكون وسيطة فقط بين الشاب والفتاة بمقابل مادي تشترطه هي لتوفير الفتيات لمن يبحثون عن المتعة الحرام ولم تكن هذه هي المرة الأولى لـ (ج) بل سبق لها دخول السجن في قضيتين الاولى عندما كانت في الثلاثين من العمر وجميع القضايا أخلاقيه مابين دعارة واختلاء. ------------------------- مدير سجون مكة: نعامل السجينة كإنسانة لها حقوق وعليها واجبات قال العميد عطية عثمان الزهراني مدير سجون مكة المكرمة لـ “المدينة”: ان المديرية العامة للسجون تعمل على تأهيل وإصلاح النزلاء على وجه العموم، وكان ذلك جزءًا من الاعمال الموجهة لهذه الفئة بهدف إعادتهم للمجتمع كأعضاء فاعلين بما في ذلك النساء. ونحن ننظر من خلال ذلك على ان نعامل السجينة كإنسانة لها حقوق وعليها وواجبات بغض النظر عن ما أقترفته من مخالفه بما يحفظ كرامتها وإنسانيتها وحقوقها في الحياة كإنسانة. ومن خلال ذلك يتم معالجة السلوك الخاطئ ولدينا ولله الحمد عدد من الاختصاصيات سواءً الاجتماعية او النفسية يدرسن حالات السجينات، وبعد ذلك يقدمن النصيحة لهن ويوجهن التوجيه المناسب. كما أنه من خلال القسم المختص يتم التنسيق مع إدارة التعليم واللجنة الوطنية لمساعدة السجناء وأسرهم والمفرج عنهم وجامعة أم القرى والشؤون الصحية والدعوة والإرشاد ودار أم الوفاء لتحفيظ القرآن وغيرهم بإقامة العديد من البرامج الثقافية والاجتماعية وعمل محاضرات بهدف النصح والارشاد وتعديل السلوك وأيضًا التدريب على بعض الحرف وإقامة الدروس وغير ذلك على مدار العام ويوجد لدينا مدرسة للنساء تتبع إدارة التعليم وكذلك التدريب على الخياطة وايضًا بعض الحرف والاشغال اليدوية والفنية وكذلك مدرسة لتدريس القرآن ومكتبة كل ذلك لتستفيد منه النزيلات ويصب في إطار الاصلاح والتأهيل. ------------------------- مواطنون: لا نقبل الزواج من سجينة ولا نمانع في توظيفها رغم الآراء المتضاربة إلا أن هناك شبه إجماع من المواطنين برفض الزواج من السجينة بعد خروجها. يقول ابو محمد: لا أقبل الزواج بسجينة وإن قبلت انا فلن يرحمني المجتمع المحيط بي خاصة أنني من بيئة قبلية ترفض ذلك كما أنها لا تصلح ان تكون اما ومربية لأولادي ولن اسمح لاخواتي وبناتي الجلوس معها خاصة لو كانت صاحبة قضية أخلاقية ولو كنت رب عمل ان كان في عمل السجينة احتكاك بالجمهور لن اقبل بتوظيفها فسمعة المكان مهمة ووجود سجينة قد يضر بالمكان وأنا أراها مجرمة وضحية في نفس الوقت مهما كانت الظروف المؤدية للخطأ. أما العم حمزة فقال: أسمح لأبنائي بالزواج من سجينات ولن أقبل بمخالطتها لبناتي وقريباتي ولا أقبل بتوظيفها حتى وإن كانت ضحية. وتقول سميرة وهي فتاة جامعية في العقد الثاني من العمر: لا أقبل أن يتزوج أحد محارمي بسجينة ولن اقبل بجلوس اخواتي الصغار او التحدث معها باستثناء اخواتي الكبيرات والمدركات فلا مانع من ذلك وعن توظيفها شيء عادي فهي كعاملة لا تختلف عن غيرها وأنا أرى أنها ضحية وليست مجرمة. أما سيف فقال: مسألة ارتباطي بفتاة سجينة تحدده الجريمة، التي ارتكبتها وعادي ان تخالط قريباتي بشرط ألا تكون قضية شرف وعن توظيفها قالت: لا أجد مانعا من ذلك، وهناك مجرمات وضحايا فمنهن من تكون ضحية لظروف اما ان تكون ظروف معيشية او بسبب اشخاص استغلوا عاطفة الانثى. ------------------------- حقوق الإنسان: 90% من المنحرفات سلوكيا “ضحايا” قال د. محمد السهلي عضو جمعية حقوق الإنسان انه لم يسبق للجمعية زيارة سجون النساء في مكة، ولكن قام وفد نسوي من جمعية حقوق الانسان بزيارة لدار رعاية الفتيات، وهناك تقارير سجلت عدة ملاحظات من أبرزها تعمد بعض المشرفات بالدار تجريح السجينة بماضيها، وقد يستخدمن بعض السجينات لحاجتها للمال في خدمتهن والعمل بالدار بمقابل مادي. واضاف: نحن بصدد طرح موضوع زيارة السجون النسائية، وسيقوم بذلك وفد من الاخوات منسوبات جمعية حقوق الإنسان. وعن نظرة المجتمع للسجينة على انها مجرمة قال: لا يعرف في الإسلام ما يسمى بمجرم والمجرمون هم أهل النار كما يوضح القرآن وانما تكون في بداية الامر متهمة وإن ثبتت عليها التهمة اصبحت مدانة. وأتمنى ان يزول مصطلح مجرم ومجرمة ومن ثم هل هذه المدانة ضحية؟. واشار الى ان اكثر من 90% من المنحرفات سلوكيا ضحايا وأنا مسؤول عن كلامي فهن ضحايا للجفاف العاطفي الذي تجده الفتاة من والديها او اخوتها او اسرتها والمتزوجة من زوجها أو من القسوة او العنف الاسري او الشح في النفقة فقد تجد شيئًا من بغيتها مع شخص لا يخاف الله عز وجل واليوم الاخر فتنساق وراءه لعلها ان تجد عنده ما تبحث عنه كل امرأة، وهو ان تجد العطف والحنان والحماية والرعاية ممن يسمى برجل. ------------------------- أكاديمي: الخير والشر ابتلاء والمهم الاستفادة من الخطأ يقول الاكاديمي الدكتور احمد البناني إن البشر كلهم معرضون لأقدار الله تعالى التي لا تفلت منها نفس بوعد صادق من خالق الكون وبارئ الأنفس ومبتليها بالخير والشر ليختبر صبرها قال تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون)، والفتنة في اللغة هي الاختبار يقال فتنت الذهب أي اختبرت معدنه والمؤمنون اكثر تعرضا للفتن من غيرهم. فقد جاء في الحديث: إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط. وبغض النظر عن سبب دخول السجن للمرأة أو الرجل فإن العاقل هو من يتعظ ويندم على خطئه إن كان قد أخطأ ويحتسب الأجر من الله تعالى إن كان مظلوما، ولا يفقد الثقة في نفسه وقدرته على تجاوز هذه المحنة ويقوي علاقته بربه جل وعلا ولا يسمح للشيطان أن يتلاعب به فيفقده توازنه ويجره إلى المزيد من الخطأ بحجة تغير نظرة المجتمع له بعد خروجه من السجن، وليثبت لنفسه أولا ثم للمجتمع أنه بعد مروره بهذه التجربة أصبح خيرًا مما كان.



    دموع وتوبة وندم.. مفردات ثلاث تشكل مشاعر فتيات يقبعن خلف القضبان بعد جرائم ارتكبت في حقهن وحق المجتمع. ورغم الجرم الفادح إلا أنهن يؤكدن أنهم ضحايا لا مجرمات وأن الظروف فقط هي التي جعلتهن يحملن لقب “سجينة”. فقد يكون الإهمال الأسري السبب.. وربما البطالة والجهل وربما أسباب أخرى لا نعرفها. ورغم اختلاف الأسباب إلا أن الحقيقة المرة هي بقائهن خلف القضبان لسنوات طويلة حسب الجرم. “المدينة” روت قصص هؤلاء السجينات.. فإحداهن شاركت مع عصابة للإيقاع برجل أمن والنصب عليه. وثانية تقول «أنا ضحية أسرة مفككة وأنصح الأسر بالحفاظ على البنات».. وثالثة تعترف: نعم زورت.. ولا أحد يزورني من اهلي في السجن. ورابعة تروي حكايتها المؤلمة وتقول انها تزوجت عرفيا واستخدمها زوجها في السرقة ثم القاها في الشارع. وزميلتها تؤكد انها كانت مع 5 نساء ورجل شكلوا عصابة للسرقة والنصب ، وسجينة اخرى تقول ان زوجها دفعها للسرقة ثم طلقها بعد دخولها السجن. كلها قصص ولكن السؤال: كيف وصل بهن الحال الى هذا المصير المجهول.. هذا ما سيجيب عليه تحقيق «المدينة» خلال السطور التالية. البداية كانت مع السجينة (ث) هي مقيمة من بلد عربي من مواليد مكة تنحدر من أسرة متوسطة الدخل لم تكمل تعليمها وتوقفت عند الصف الأول ابتدائي وغير موظفة، ولم تحاول الالتحاق بعمل. تزوجت وهي في الـ 16 من العمر وعقب سنة من زواجها توفي والدها. قضيتها نصب واحتيال كان ضحيتها رجل أمن حاولت مع مجموعة من الأشخاص الذين شكلوا عصابة كما تقول وحاولوا الايقاع بأحد رجال الأمن ومحاولة النصب عليه بأن لديهم كمية مخدرات وما عليه إلا أن يأتي بالمال ليشتري ما لديهم، ولكن وقعوا في كمين ووصلت إلى السجن والهدف من وراء تلك العملية الحصول على المال فقط. تقول عندما اصبحت سجينة أدركت فداحة الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسي فهذه الكلمة جارحة وهذه المرة ليست الأولى لها فقد سبق أن أودعت السجن بسبب قضية مخدرات. وتضيف انها ضحية أسرتها المفككة فالوالد متوفى والزوج مهمل فهي الزوجة الرابعة وأن زواجها كان غصبا عنها وليس برضاها لكن لظروفها المادية كان لا بد أن تتزوج رجلا يكبرها بالسن جاهلا غير متعلم فحاولت البحث عن صدر حنون كما تقول. وهنا في داخل الزنزانة تتحدث عن زيارة الاهل لها قالت: ان افراد اسرتها يأتون لزيارتها ما عدا زوجها فهو لم يحضر لزيارتها وقبل دخولها السجن كان هذا الزوج لا يسأل زوجته اين تذهب وعند طلبها لإيصالها لمكان ما كان يقوم بتوصيلها دون السؤال عمن يقطن ذلك المكان وهذا ما سهل لها الانحراف وكانت (ث) تسكن مع اهل الزوج وابنائه وزوجاته. وبعد أن غالبتها دموعها سكتت قليلا ثم قالت: لا بد ان تحافظ الاسر على بناتها من الضياع وايضا الفتيات يحاولن بقدر الإمكان الابتعاد عن الوقوع في الخطأ أو بدون تصحيح الغلط بغلط اكبر منه. وأشارت إلى أن السجن هذه المرة أثر فيها بشكل كبير. ويرجع ذلك الشعور لكونها اصبحت أما لطفلين (ولد وبنت) وهما الآن موجودان عند والدتها وأيضًا هي الآن مدركة لحجم المشكلة فهي تخاف على أولادها وأخواتها وعلى نفسها فكل ثانية تمر عليها بعيدًا عن أسرتها كانت تحاسب نفسها وتقول: لو كان الزمن يعود للخلف لما ارتكبت تلك الأخطاء ولما استسلمت للظروف فأنا نادمة على كل خطوة أوصلتني إلى هذا المكان. حكاية المزورة الافريقية وتوقفنا عند سجينة أخرى وهي (ح) افريقية من مواليد مكة ايضا غير متعلمة وغير موظفة تبلغ من العمر 25 عاما مطلقة، ولديها بنت تعتبر نفسها من الطبقة المتوسطة، من حيث الدخل المادي عاشت يتيمة الأب وقبض عليها بتهمة التزوير فقد قامت بحيازة إقامة مزورة وأودعت سجن النساء وحكم عليها بعقوبة سنة سجن، وكانت المرة الأولى لها في السجن ولكن مسمى سجينة سيطاردها كما تقول. والمؤلم أنه لم يأت أحد لزيارتها منذ دخولها السجن وتوجه رسالة للمقيمات والمقيمين تقول فيها: انظروا ما هي نتيجة التزوير التي أوصلتني لهذا المكان فأنا محرومة من زيارة الأهل وحرمت أيضًا من رؤية ابنتي فهذا الطريق لن يوصلك إلا للخسران والعزل عن العالم خلف قضبان السجن. ومن جانب آخر أصبحت (ح) تحفظ خمسة أجزاء من القرآن والتحقت بحلقات التحفيظ هنا في السجن وتقول: عند خروجي من السجن سأحاول أن أكون انسانة مختلفة لأقاوم نظرة المجتمع القاسية، ولكن أتمنى ألا ينجرف من هم في مثل ظروفي ويخسروا سمعتهم بسبب التزوير فهناك طرق نظامية كانت ستحفظ لي سمعتي فبالتأكيد ستصبح نظرة المجتمع والصديقات لي بأنني إنسانة بلا قيمة وملتصق بي مسمى سجينة. زواج عرفي مدمر ولعل السجينه (أ) تحمل حالة مؤلمة حاورناها لمعرفة سبب دخولها السجن وهي مقيمة عربية تقول إنها وصلت في دراستها الى المرحلة المتوسطة ثم توقفت متزوجة وأم لستة ابناء (بنتان وأربعة أولاد) من زوج سابق من جنسيتها ثم طلقها ولها نحو 28 سنة بالمملكة. ومنذ ست سنوات تزوجت من رجل سعودي زواجًا عرفيًا فكانت قضيتها قضية اخلاقية وسرقة وأخذت حكم 5 سنوات وتقول هذه السجينة انها كانت تعتقد انه زواج مسيار وعند القبض عليهما هي وزوجها ادعت أنها زوجته السعودية الموجود اسمها بكرت العائلة بإيعاز من الزوج ولكن لم تنطل تلك الحيلة على رجال الأمن فأرفقت قضية تزوير للقضية الاخلاقية، وأودعت السجن وهي لم تكن المرة الاولى لها فقد سبق لها أن دخلت السجن في منطقة عسير بتهمة ترويج مخدرات وسقط الحكم عنها بسبب عدم وجود إثبات واعتراف أخرى بانها هي المروجة وليست هي لذلك خرجت بعد 8 أشهر من المدة المقررة وهي 4 سنوات كما تقول. وتشير إلى أن السبب الحقيقي وراء لجوئها للزواج العرفي هو تخلي زوجها السابق عنها وعن أبنائه رغم أنه متواجد بالمملكة فكانت تعاني من مصاريفهم وتعجز عن توفيرها لأن أربعة من الابناء مصابون بمرض في الغدد جعلهم قصار القامة (اقزام) وهذا مرض وراثي من والدهم فهو يعاني من نفس المرض وكان علاجهم بمكرمة من الملك فهد (رحمه الله) لأنهم يحتاجون لعلاج مدى الحياة وحاولت العمل بإحدى الحضانات وكان لها ذلك وبعد فترة فصلت وبعد بحث مضن عن عمل يكفل لها العيش بكرامة وجدت وظيفة متواضعة في مشغل نسائي وأيضا تم فصلها منه من ثم تحولت إلى بيع الملابس من المنزل فكانت تتنقل من بيشة الى ابها للترويج لتجارتها. وتضيف انها كانت تنوي عمل مشروع صغير من المنزل، خاصة أنها تجيد الطبخ وعمل الحلويات والمعجنات وهذا سيساعدها بعد الخروج من السجن لعمل أكلات من المنزل وبيعها في محيط الجيران والمعارف، فقد جربت هذه المهنة قبل مجيئها إلى هنا ولقيت إقبالًا من بعض المحيطين بها. وتقول: نصيحتي للنساء عامة أن يحذروا من الزيجات المريبة وكل خطوة قبل أن نقدم عليها نفكر في عواقبها بشكل جدي لنتفادى الوقوع في مثل هذه الحالة التي جعلتني متهمة بقضية أخلاقية وأنا لم أكن أعلم مدى خطورتها كنت فقط أبحث عن الستر والاهتمام بأولادي وتوفير متطلباتهن بشكل يحفظ لهم كرامتهم ولم أكن أعلم أن زواج المسيار موثق في المحاكم لأن زوجي كان يقول إن زواجنا مسيار وليس عرفيًا والمسيار مسموح به شرعًا، ولكن زواجنا لم يوثق في المحكمة. وعند زواجها العرفي من شخص سعودي وفر لها ولابنائها مسكنا مريحا ومصروفا شهريا، ولم تشعر بالتقصير من أي ناحية تقول إن أهلها في فلسطين لا يعرفون عنها شيئًا منذ سنتين لأن مسمى سجينه، يعتبر عارًا في مجتمعها وبين أقاربها وتقول إنها ندمانة أشد الندم أنها وضعت نفسها وأسرتها في هذا الموقف وتتمنى من أولادها أن يغفروا لها هذا الخطأ، الذي وضعهم في هذا الموقف. حكاية مثيرة لعصابة النساء (م) مقيمة عربية من مواليد جدة عاشت يتيمة الأب لذلك لم تستطع إكمال تعليمها بسبب تدهور الحالة المادية للأسرة فتوقفت في تعليمها عند الرابع ابتدائي وتزوجت في سن التاسعة عشرة ولديها خمسة أبناء وهي سيدة غير عاملة، ووصل بها الحال إلى أن أصبحت مطلقة منذ عامين وسبب تواجدها هنا أنه تم القبض عليها في قضية سرقة مع مجموعة أشخاص كونوا عصابة للسرقة مكونة من خمس نساء ورجل ولكنها ليست المرة الاولى لـ (م) بل أودعت السجن من قبل ذلك في قضية سرقة أيضا وقضت ستة أشهر خلف القضبان، ولكن في المرة السابقة قامت بالسرقة بتحريض من الزوج على حد قولها، الذي يمتهن هو وأسرته السرقة وتقول كنت أعاني من الإهمال والفقر فزوجي لا يوفر لي أي شيء من متطلباتي وغير ذلك تزوج بأخرى وأهملنا بشكل كبير أنا وأبنائي وعند طلبي للمصروف كان يأمرني بالسرقة لتوفير الأكل واللبس لأبنائي، كما أنه شخص عاطل عن العمل وعند اللجوء لأهلي قالوا لي هذا اختيارك ولن نستطيع أن نصرف على ابناء زوجك فعددهم كبير وأهلي أسرة فقيرة جدًا. كانت تصف نظرة المجتمع لها عقب خروجها من السجن للمرة الأولى، فالكثير من عائلتها ابتعدوا عنها وقطعوا زياراتهم لها، وكانوا يشعرون بالحرج مما فعلته فأسرتها لم يسبق لأحدهم دخول السجن فكانوا يرون السجينة عارًا عليهم لذلك طلبت الطلاق وبعد معاناة استطاعت الحصول على حريتها وابتعدت عن الزوج الذي اوقعها في السرقة حتى أوصلها للسجن وتسبب في هجر أهلها لها. تقول (م) إنها عقب الطلاق عملت في مدرسة كعاملة، ومن ثم انتقلت لمكة، ومع ذلك لم تحاول أن تكمل تعليمها فهي لا تملك مواهب أو ميولًا معينة، وهي الآن تشعر بالندم على ما اقترفته من أخطاء وتعد نفسها وأبنائها بترك هذا الطريق والعودة إليهم وتقول: إن ابناءها الآن متواجدون في اليمن لذلك هي ستلحق بهم عند خروجها من السجن فهم لا يزالون بحاجة لرعاية فأكبرهم فتاة في التاسعة عشرة من عمرها وأصغرهم يبلغ العاشرة من العمر ووالدهم مسجون أيضًا في جدة في قضية سرقة وتصرخ بحرقة تقول: أنا ضحية زوج مهمل وصديقات سيئات فعقب الطلاق رفض طليقي أن يبقى أبنائي معي بل سمح لاثنين فقط من الذكور والثلاثة الآخرين كانوا يعيشون مع والدهم فكنت أشعر بالألم لفراقهم. سحر الخادمات الآسيويات وهذه (س) من جنوب شرق آسيا تعمل خادمة منزلية قامت بسحر بنات كفيلها لمنعهن من الزواج وهي لم تمض لديهم سوى سبعة أشهر فقط، تقول إنهم اسرة طيبة ولم يؤذوها ولكن لم نستطع معرفة لجوئها للسحر وتقول إنها من أسرة فقيرة جدًا في بلدها، وكانت تتقاضى راتب 600 ريال سعودي وهذه المرة الاولى التي تدخل فيها السجن ولها ثلاث سنوات في السجن وهي المرة الأولى التي تأتي فيها للمملكة. ثم توجهنا بالحوار للسجينة (ن) تلك السيدة التي تبدو امرأة متزنة في حديثها من مواليد مكة من أسرة متوسطة الدخل وغير متعلمة فهي لا تقرأ ولا تكتب وغير موظفة لديها أربعة ابناء (اثنان ذكور ومثلهما إناث) أحدهم توفي بعد دخولها السجن وهو أكبر أبنائها. قضيتها قتل قامت في لحظة غضب بقتل زوجها، وتبرر ذلك بأنها تعاني من اضطرابات نفسية، وكانت تتردد على بعض المشايخ للرقية، ولكن عقب ذلك تغيرت معاملة الزوج وكثرت المشاكل بين الزوجين وتحول من زوج طيب القلب الى زوج قاسٍ وأب غليظ في تعامله مع ابنائه تقول (ن): حاولت الحصول على الطلاق من زوجي بعد استمرار المشاكل فكان رافضًا، وتشير إلى أنها لجأت لوساطة بعض أفراد العائلة لإقناعه بالطلاق ولكنه كان متمسكًا برفضه. فازداد الضغط النفسي على هذه الزوجة المجبرة على العيش مع زوج متسلط ومهمل كما تقول، فلجأت إلى أهله للشكوى لهم من معاملة ابنهم القاسية فأخبروها انه سيتزوج بأخرى وانه تم عقد قرانه، فقامت (ن) بإحراق المنزل والذي هو عبارة عن شقتها هي واسرتها والزوج كان نائمًا بداخلها فلم تترك النار شيئًا ومات الزوج وأودعت سجن النساء وتشرد الابناء الذين لا ذنب لهم سوى انهم سيحرمون من والديهم مدى الحياة فالأب توفي والأم هي القاتلة وقد يكون مصيرها القصاص فيصبحون ايتامًا بلا والدين وبلا مأوى وبلا صدر حنون يستمع لشكاواهم ويهتم لأمرهم ويحتويهم من الضياع. وعن زيارات الاهل تقول: نعم يقوم أفراد أسرتي بزيارتي، ولكن أبنائي لا أرى منهم سوى الابن فقط والبنات لصغر سنهن لا يأتين لزيارتي. وعن شعورهم تجاه هذه الجريمة، التي راح ضحيتها والدهم ومن تسبب فيها هي والدتهم توضح انها لم تسمع منهم ما يبين أنهم ناقمون عليها بل إنهم راضون بقضاء الله وقدره وتقول انها الاولى من عائلتها التي اودعت السجن فلم يسبق لهم ان دخلوا هذا المكان لا ذكورًا ولا إناثًا وكانت لا تعلم أن فيه سجون للنساء وتقول بألم ان الزوج عندما يمتلك مبلغًا من المال حتى وان كان بسيطًا لايفكر الا بالزواج من أخرى واهمال اولاده وزوجته السابقة وهذا ليس عدلًا، وان كتب الله لها عمرًا جديدًا وخرجت لأولادها فلن تحتك بالمجتمع لكي لا ترى نظرة جارحة منهم للسجينة. سجن وجلد فتاة سعودية (ن) فتاة سعودية تبلغ من العمر 21 سنة غير متعلمة ولا تعمل، هي الآن متزوجة ولديها طفل، كما انها ليست المرة الأولى التي تدخل فيها الى السجن تقول انها دخلت السجن للمرة الاولى في سن الرابعة عشرة بسبب قضية حمل سفاح، وأودعت دار الفتاة وحكم عليها بالسجن والجلد وعند خروجها من السجن استقبلتها أسرتها وكأن شيئًا لم يكن لكي لا تعود لتلك الغلطة، ولكن كانت تشعر بالحرج من تصرفات المجتمع فأصبحوا ينظرون لها على أنها سجينة وفتاة منحرفة فيمنعون بناتهم من الجلوس والحديث معها لذلك عادت الى الضياع مجددًا، خاصة أن والدتها موظفة وتقول انها دائمًا بعيدة عنها، ولكن تحمل والدها الجزء الاكبر من سبب وصولها لما هي فيه تقول إن والدها كان مسجونًا في قضية نصب واحتيال وانتحال شخصية رجل أمن للنصب على الناس والأم مشغولة بوظيفتها وهي طفلة في الثانية عشرة من العمر فلم تجد مهربًا من ذلك الاهمال الا اللجوء لمن استغل ضعفها وجهلها وصغر سنها حتى وقعت الخطيئة وقبض عليها وهي حامل في سن الرابعة عشرة، وتشير إلى أن ما دفعها للجوء لذلك الرجل الذي سلب براءتها أن أخوالها استغلوا غياب الأب وكانوا يقومون بتعذيبها وربطها بالسلاسل والضرب المبرح حتى اصبحت تكره المنزل وتخاف من تسلط اخوالها. وتضيف: لو ان اخوالي أعطوا لنا الحرية والثقة لم نلجأ للغلط فهم كانوا يتعاملون معنا بقسوه ولا يريدوننا ان نخرج من المنزل او نختلط بأحد ويمنعونا حتى من التواصل مع الجيران وهذا هو سبب ضياعي لأن القسوة هي اكبر اسباب الضياع غير ذلك كانوا يعايرونني بانني ابنة مسجون حتى شقيقتي التي تكبرني لأنها متعلمة وطبيبة كانت تقول ابوك وضع رؤوسنا في الوحل وفضحنا لذلك تراكمت تلك النظرات بالدونية علي وانني ابنة سجين حتى اتجهت لطريق الضياع. فنحن خمسة اخوة ولدان لا يزالن صغيران في المرحلة الابتدائية وثلاث فتيات احداهن طبيبة والاخرى لازالت في المرحلة الثانوية وانا وحرمت من التعليم بسبب حالة مرضية كان المتسبب فيها والدي فعند التحاقي بالمدرسه قام الوالد بضربي على منطقة الرأس، مما تسبب في وجود التهابات وكان يحدث لي اغماءات متكررة، مما جعل اسرتي تطوي قيدي نهائيًا وأنا لازلت في بداية الصف الاول الابتدائي. وعقب ذلك كنت أتمنى الالتحاق بالتحفيظ ولكن تأخر الاقدام على هذه الخطوة فبعد خروجي من القضية الاولى تم عقد قراني على ابن عمتي ولكن لم يتم الزواج وأصبحت مطلقه قبل الزواج فاجتمعت علي مصيبة الطلاق والسجن وسببت لي حرجًا كبيرًا وسط المجتمع المحيط بي لذلك كنت أشعر بتأنيب الضمير واحزن كثيرًا على وضعي ولماذا أنا هكذا؟. وبحثت عن الحنان كما تقول مع رجل آخر وتم القبض عليهم واودعت السجن بقضية اختلاء وعقب خروجها كانت تشعر بالضياع فلجأت للبحث عمن يخفف عنها معاناتها فكانت تبحث عن العطف والحب عبر الماسنجر وتلبي لمن يحادثها ويسمعها كلمات الغزل كل طلباته إلى أن وصل بها الحال إلى فتح الكاميرا لأحد الاشخاص والذي استغل ذلك في تهديدها والضغط عليها للخروج معه ولكن بعد أن وجدها تقابل تهديده بالتهميش تخلى عن تنفيذ الفكرة، ومن ثم وقعت في خطأ المكالمات المرئية مع بعض الشباب وقاموا بتهديدها ولكنها رفضت الانصياع لهم. ووقعت في غرام أحد الشباب حتى أنها كانت تلجأ له عند طردها من البيت لان والدها كما تقول يطردها من المنزل فلا تجد مكانا تذهب له الا بيت ذلك الشاب وبقيت فترة طويلة حتى وقعت في جرم آخر وهو الحمل السفاح للمرة الثانية فقاموا بالضغط على هذا الشاب ليتزوجها وبالفعل تم الزواج وانجبت ولدا وانقطعت عن اسرتها فهي لا تفارق زوجها لأنها تحبه ولأنه احتواها بعد ان كانت تعيش بلامأوى ولا اسرة. والحالة الاخيرة كانت لـ (ج) وهي سيدة من دولة عربية تعليمها ابتدائي فقط تبلغ الاربعين من العمر غير موظفة متزوجة للمرة الثانية اكبر ابنائها يبلغ 23 سنة تزوجت برجل سعودي وانجبت منه اربعة ابناء وحصلت على الجنسية السعوديه وانفصلت وتزوجت بآخر سعودي ايضا وانجبت منه ثلاثة ابناء تقول(ج) انها كانت تحتاج للمادة، خاصة بعد اهمال الزوج لواجبه وتهميش احتياجاتها المالية. اتهمت بأنها تمتهن القوادة لاكثر من 14 سنة، فبدأ الامر بالتنازل عن شرفها مقابل الحصول على ما تريده من تسهيلات في بعض الدوائر من ثم عند كبر العمر لجأت الى القوادة على غيرها من الفتيات فكانت تسهل اللقاءات المحرمة في منزلها أحيانا وأغلب اللقاءات كانت خارج منزلها وتكون وسيطة فقط بين الشاب والفتاة بمقابل مادي تشترطه هي لتوفير الفتيات لمن يبحثون عن المتعة الحرام ولم تكن هذه هي المرة الأولى لـ (ج) بل سبق لها دخول السجن في قضيتين الاولى عندما كانت في الثلاثين من العمر وجميع القضايا أخلاقيه مابين دعارة واختلاء. ------------------------- مدير سجون مكة: نعامل السجينة كإنسانة لها حقوق وعليها واجبات قال العميد عطية عثمان الزهراني مدير سجون مكة المكرمة لـ “المدينة”: ان المديرية العامة للسجون تعمل على تأهيل وإصلاح النزلاء على وجه العموم، وكان ذلك جزءًا من الاعمال الموجهة لهذه الفئة بهدف إعادتهم للمجتمع كأعضاء فاعلين بما في ذلك النساء. ونحن ننظر من خلال ذلك على ان نعامل السجينة كإنسانة لها حقوق وعليها وواجبات بغض النظر عن ما أقترفته من مخالفه بما يحفظ كرامتها وإنسانيتها وحقوقها في الحياة كإنسانة. ومن خلال ذلك يتم معالجة السلوك الخاطئ ولدينا ولله الحمد عدد من الاختصاصيات سواءً الاجتماعية او النفسية يدرسن حالات السجينات، وبعد ذلك يقدمن النصيحة لهن ويوجهن التوجيه المناسب. كما أنه من خلال القسم المختص يتم التنسيق مع إدارة التعليم واللجنة الوطنية لمساعدة السجناء وأسرهم والمفرج عنهم وجامعة أم القرى والشؤون الصحية والدعوة والإرشاد ودار أم الوفاء لتحفيظ القرآن وغيرهم بإقامة العديد من البرامج الثقافية والاجتماعية وعمل محاضرات بهدف النصح والارشاد وتعديل السلوك وأيضًا التدريب على بعض الحرف وإقامة الدروس وغير ذلك على مدار العام ويوجد لدينا مدرسة للنساء تتبع إدارة التعليم وكذلك التدريب على الخياطة وايضًا بعض الحرف والاشغال اليدوية والفنية وكذلك مدرسة لتدريس القرآن ومكتبة كل ذلك لتستفيد منه النزيلات ويصب في إطار الاصلاح والتأهيل. ------------------------- مواطنون: لا نقبل الزواج من سجينة ولا نمانع في توظيفها رغم الآراء المتضاربة إلا أن هناك شبه إجماع من المواطنين برفض الزواج من السجينة بعد خروجها. يقول ابو محمد: لا أقبل الزواج بسجينة وإن قبلت انا فلن يرحمني المجتمع المحيط بي خاصة أنني من بيئة قبلية ترفض ذلك كما أنها لا تصلح ان تكون اما ومربية لأولادي ولن اسمح لاخواتي وبناتي الجلوس معها خاصة لو كانت صاحبة قضية أخلاقية ولو كنت رب عمل ان كان في عمل السجينة احتكاك بالجمهور لن اقبل بتوظيفها فسمعة المكان مهمة ووجود سجينة قد يضر بالمكان وأنا أراها مجرمة وضحية في نفس الوقت مهما كانت الظروف المؤدية للخطأ. أما العم حمزة فقال: أسمح لأبنائي بالزواج من سجينات ولن أقبل بمخالطتها لبناتي وقريباتي ولا أقبل بتوظيفها حتى وإن كانت ضحية. وتقول سميرة وهي فتاة جامعية في العقد الثاني من العمر: لا أقبل أن يتزوج أحد محارمي بسجينة ولن اقبل بجلوس اخواتي الصغار او التحدث معها باستثناء اخواتي الكبيرات والمدركات فلا مانع من ذلك وعن توظيفها شيء عادي فهي كعاملة لا تختلف عن غيرها وأنا أرى أنها ضحية وليست مجرمة. أما سيف فقال: مسألة ارتباطي بفتاة سجينة تحدده الجريمة، التي ارتكبتها وعادي ان تخالط قريباتي بشرط ألا تكون قضية شرف وعن توظيفها قالت: لا أجد مانعا من ذلك، وهناك مجرمات وضحايا فمنهن من تكون ضحية لظروف اما ان تكون ظروف معيشية او بسبب اشخاص استغلوا عاطفة الانثى. ------------------------- حقوق الإنسان: 90% من المنحرفات سلوكيا “ضحايا” قال د. محمد السهلي عضو جمعية حقوق الإنسان انه لم يسبق للجمعية زيارة سجون النساء في مكة، ولكن قام وفد نسوي من جمعية حقوق الانسان بزيارة لدار رعاية الفتيات، وهناك تقارير سجلت عدة ملاحظات من أبرزها تعمد بعض المشرفات بالدار تجريح السجينة بماضيها، وقد يستخدمن بعض السجينات لحاجتها للمال في خدمتهن والعمل بالدار بمقابل مادي. واضاف: نحن بصدد طرح موضوع زيارة السجون النسائية، وسيقوم بذلك وفد من الاخوات منسوبات جمعية حقوق الإنسان. وعن نظرة المجتمع للسجينة على انها مجرمة قال: لا يعرف في الإسلام ما يسمى بمجرم والمجرمون هم أهل النار كما يوضح القرآن وانما تكون في بداية الامر متهمة وإن ثبتت عليها التهمة اصبحت مدانة. وأتمنى ان يزول مصطلح مجرم ومجرمة ومن ثم هل هذه المدانة ضحية؟. واشار الى ان اكثر من 90% من المنحرفات سلوكيا ضحايا وأنا مسؤول عن كلامي فهن ضحايا للجفاف العاطفي الذي تجده الفتاة من والديها او اخوتها او اسرتها والمتزوجة من زوجها أو من القسوة او العنف الاسري او الشح في النفقة فقد تجد شيئًا من بغيتها مع شخص لا يخاف الله عز وجل واليوم الاخر فتنساق وراءه لعلها ان تجد عنده ما تبحث عنه كل امرأة، وهو ان تجد العطف والحنان والحماية والرعاية ممن يسمى برجل. ------------------------- أكاديمي: الخير والشر ابتلاء والمهم الاستفادة من الخطأ يقول الاكاديمي الدكتور احمد البناني إن البشر كلهم معرضون لأقدار الله تعالى التي لا تفلت منها نفس بوعد صادق من خالق الكون وبارئ الأنفس ومبتليها بالخير والشر ليختبر صبرها قال تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون)، والفتنة في اللغة هي الاختبار يقال فتنت الذهب أي اختبرت معدنه والمؤمنون اكثر تعرضا للفتن من غيرهم. فقد جاء في الحديث: إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط. وبغض النظر عن سبب دخول السجن للمرأة أو الرجل فإن العاقل هو من يتعظ ويندم على خطئه إن كان قد أخطأ ويحتسب الأجر من الله تعالى إن كان مظلوما، ولا يفقد الثقة في نفسه وقدرته على تجاوز هذه المحنة ويقوي علاقته بربه جل وعلا ولا يسمح للشيطان أن يتلاعب به فيفقده توازنه ويجره إلى المزيد من الخطأ بحجة تغير نظرة المجتمع له بعد خروجه من السجن، وليثبت لنفسه أولا ثم للمجتمع أنه بعد مروره بهذه التجربة أصبح خيرًا مما كان.

    http://www.al-madina.com/node/282325

  2. #2

    افتراضي

    حقائق مؤلمة

    حسب متابعاتي أرى ان الحل الأمثل للوقوف دون الانحدار الموصوفة انواعه هنا

    ان نسعى لنشر افكار الموضوع في ركني المعنون بـــ


    "ذرية ضعافا - ذرية طيبة"


    الله جل في علاه وصف لنا في كتابه الكريم الكثير من العلاقات الاجتماعية و خاصة في حقل ذوي القربى و نحن البشر الذين استهترنا بهذه العلاقات و لم نعرها اهتمامنا بشكل كافي, لذا حتما سنحصد نتاج استهتارنا.

    فهل من عودة و مراجعة حسابات؟


    شكرا لك استاذ منشاوي

  3. #3
    مدير وصاحب الموقع
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مكة المكرمة
    المشاركات
    4,413
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    شكرا لمرورك استاذي الكريم
    ورأيك مناسب وفقك الله

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جميع الحقوق محفوظة لموقع منشاوي للدرسات والابحاث