قال الله سبحانه و تعالىيأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولانساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) الحجرات(11) . أي لا يسخروا ولا يستهزءوا بهم والعرب تقول سخر منه بكسر الخاء ،يسخر بفتح الخاء على القياس إذا استهزأ به واستخف به ، والسخرية : الاستهزاء ، وحكى أبو يزيد : سخرت به ، وهزأت به ، وقال الأخفش : سخرت منه وسخرت به ، وضحكت به ، وهزأت به كل ذلك يقال . ومن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب التي يكرهها أصحابها ، وهو اسم غير الذي سمي به الإنسان ، والمراد هنا لقب السوء ، والتنابز بالألقاب أن يلقب بعضهم بعضا ويتداعوا بالألقاب وهي التي يسوء الشخص سماعها ويحس فيها سخرية وعيبا …… ومن حق المؤمن على أخيه ألا يناديه بلقب يكرهه ويزري به ، فكل فرد في المجتمع الإسلامي له كرامته التي لا تمس ، بل إن أساسيات الأدب الإسلامي عدم إيذاء المسلم بأي وسيلة كانت ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم : لا يظلمه، ولا يحقره ، ولا يخذله .وقد غير الرسول صلى الله عليه وسلم أسماء وألقابا كانت في الجاهلية لأصحابها فهذا أبو جبيرة بن
الضحاك قال : نزلت فينا بني سلمه (ولاتنابزوا بالألقاب) ، قال قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة فكان إذا دعا أحد منهم باسم من تلك الأسماء قالوا يا رسول الله انه يغضب من هذا فنزلت : ( ولاتنابزوا بالألقاب) ،والتنابز : التفاعل من النبز بالتسكين ، وهو المصدر ، والنبز بالتحريك اللقب ، والجمع أنباز ، والألقاب جمع لقب ، وهو لقب السوء _ كما أسلفنا _ وقال ابن جرير : اللمز باليد والعين واللسان والاشاره ، والهمز لا يكون إلا باللسان . لكن القرطبي يستثني من هذا من غلب عليه الاستعمال كالأعرج ،والأعمى ، والأحدب ،وكذلك النووي قال:إذا كان الإنسان معروفا بلقب كالأعشى ،والأعرج والأعمى ،والأصم وغيرهم جاز تعريفهم بذلك ، ويحرم إطلاقه على وجه التنقص ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى ..، أما قوله تعالى : (بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) أي بئس الصفة والاسم الفسوق وهو التنابز بالألقاب كما كان أهل الجاهلية يتناعتون بعد ما دخلتم في الإسلام وعقلتموه (والله أعلم ) .
ولكن كتب التاريخ ، ومعاجم الأدباء ،تعج بالألقاب التي اشتهر بها الشعراء والأدباء والكتاب ،وقد عرفوا بها قديما وحديثا ، حتى انه إذا ذكر
اسم شاعر أو أديب تكاد تنكره وما إن يذكر لقبه فيتبادر إلى ذهنك ذلك الشاعر الفحل أو الأديب البارع ،أو الكاتب العظيم ، فلقبه طغى على اسمه بغض النظر عن سوءه من حسنه ، شعرهم متداول ، أدبهم متناول ،واسمائهم تكاد تكون نسيا منسيا ،قرن شعرهم وأدبهم بألقابهم فنحن نقول : ذو القروح ، الملك الضليل ، المتنبي ، عكة العسل ،المستوغر ،ذو الإصبع ، ذو الرمة ، الأقيشر ، الجاحظ ، لكن من هم ؟ وماهي أسباب إطلاق هذه الألقاب عليهم ؟ لنقف عليها ونتعرف على أصحابها ، ولماذا حازوا على هذه الألقاب ، لتشريف الشخص أم لإنقاص قدره ومكانته بين أفراد قبيلته أو مجتمعه ، أم لصفة امتاز بها ، أم لكلمة قالها فعلقت به أم لبلد قدم منها ،أم لمهنة أو حرفة انخرط بها .
العرب تحتقر الصناعة ويذمون أصحابها وينسبونهم إلى الخمول والضعف لأنه ينبغي للفارس أن يكسب رزقه بسيفه وغزواته ،فقد هجا عمرو بن كلثوم النعمان أبا قابوس وعيره لأن أمه كانت بنت صائغ فقال:
لحا الله أدنانا إلى اللؤم زلفة وألأمنا خالا ، وأعجزنا أبـا
وأجدرنا أن ينفخ الكير خاله يصوغ القروط والشنوف بيثربا
وربما أخذ القائم على مهنة ما اسمها فطغى على اسمه فمثلا السباك ، السماك ،الصائغ ،الفوال ، الفاكهاني ،فيكون لقبه الحرفي طغى على اسمه واسم قبيلته وكنيته .والتجارة لم تكن أحسن حظا من الصناعة وهي لم تعرف بغير المدن كمكة المكرمة ، والمدينة المنورة ( يثرب) ،والشام ،واليمن ،وقد عيرت قريش بها فكان مكتوب على باب الندوة _ وهذا ما رواه ابن سلام-
ألهي قصيا عن المجد الأساطير ورشوة مثلما ترشي السفا فير
وأكلها اللحم بحثا لاخليط له وقولها :رحلت عير ،أتت عـير
ولكن هناك من تساوى اسمه مع لقبه فأيهما ذكرت عرف بأحدهما مثل ذو القروح ، الملك الضليل ، الذائد أمرؤ القيس بن حجر الكندي المولود في نجد، وسمي بذي القروح لاصابته إما بالجدري حسب الرواية الأولى، أما الثانية فانه اهدي اليه كساء وكان مسموما ومات قبل أن يبلغ أنقرة فهو الشاعر الأول وهو أول من فتق عيون الشعر للشعراء ، وهو رأس فحول شعراء الجاهلية كما جاء بجواهر الأدب000والمقدم في الطبقة الأولى ، فهو أول من اجاد القول في استيقلف الصحب ، وبكاء الديار وتشبيه النساء بالضباء ، والمها بالبيض ، وفي وصف الخيل بقيد الأوابد ، وترقيق النسيب وتقريب مآخذ الكلام وتجويد الاستعارة ، وتنويع التشبيه وذلك لسعة خياله بكثرة رحلاته وهو أحد أصحاب المعلقات وقد قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هو قائد لواء الشعراء إلى النار 0
وهناك من طغى لقبه على اسمه وكنيته ، وسوف نتناول من حاز على لقبه من خلال شعره هو فمثلا :
المستوغر هو ربيعة بن كعب بن سعد ، وسمي المستوغر لقوله في فرس :
ينش الماء في الربلات منها نشيش الرضف في اللبن الغير
وهو قديم من المعمرين وعاش ثلاثمائة سنة وعشرين سنة والشاهد قوله :
ولقد سئمت من الحياة وطولها وعمرت من عدد السنين مئينا
مائة حدتها بعدها مائتان لي وازددت من بعد الشهور سنينا
هل ما بقى إلا كما قد فاتني يـوم يمر وليـلـة تحدونـا
المثقب :هو محصن بن ثعلبة ، وهو من نكرة ، وهو قديم جاهلي ، ولعله كان في زمن عمرو بن هند وسمي المثقب لقوله:
رددن تحية وكنن أخرى وثقبن ، الوصاوص للعيون
البعيثهو خداش بن بشر من بني مجاشع من ولد خالد بن بيبة ،ولقب بالبعيث لقوله :
تبعث مني ما تبعث بعدما أمرت قواي واستمر عزيمي
ذو الرمة : هو غيلان بن عقبة بن بهيش وهو من بني صعب بن ملكان بن عدي بن عبد مناة ،ويكنى أبا الحارث وهو من عشاق العرب المشهورين وانما سمي بذي الرمة لقوله في الوتد :
لم يبقى منها أبد الأبيد غير ثلاث ما ثلاث سود
وغير مرضوخ القفا موتود أشعث باقي رمة التقليد
وأما شعره فقد قال عنه جرير :أبعار غزلان ، ونقط عروس ، وقال الفرزدق : ما أحسن ما يقول .
جران العود لقد ذهب اسمه ولم يكد يعرف وسمي جران العود لقوله لامرأتيه :
خذا حذرا يا حنتي فإنني رأيت جران العود قد كاد يصلح
صريع الغواني هو مسلم بن الوليد ، وكان مداحا محسنا ، وأكثر مدائحه في يزيد بن مزيد ، وداود بن يزيد المهلبي ، والبرامكة ،وتولى في خلافة المأمون بريد جرجان فلم يزل بها حتى مات .ولقب بصريع الغواني لقوله :
هل العيش إلا أن تروح مع الصبا وتغدو صريع الكأس والأعين النجل
وهو أول من الطف من المعاني ورقق في القول
أما القسم الثاني من نال لقبه من خلال صفة امتاز بهاعن غيره فعلى سبيل المثال
النابغة الذبياني : وهو أبو أمامة زياد بن معاوية ، لقب بالنابغة لنبوغة في الشعر فجاءه وهو كبير بعد أن امتنع عنه صغيرا ، وقد طال عمره طويلا ومات قبل البعثة وهو من اصحاب المعلقات 0
علقمة الفحل : هو علقمة بن عبدة بن ناشرة التميمي ، شاعر جاهلي مجيد من اقران امريء القيس ، ولقب بعلقمة الفحل من أجل ان يتميز عن شاعر آخر من قبيلته وقيل سمي علقمة الفحل أنه خلف امرؤ القيس على زوجته ، وهو من اصحاب المعلقات 0
النابغة الجعدي : هو حسان بن عبدالله الجعدي العامري ، قال الشعر في الجاهلية ثم استعصى عليه دهرا ، ثم نبغ في الشعر بعد ظهور الاسلام ولذلك لقب بالنابغة ، وقد أنكر الخمر وما تفعل بالعقل وهجر الأزلام والأوثان وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا فض فوك فبقي عمره لم تنقض له سن 0
سيبويه : هو عمر بن عثمان مولى بني الحارث بن كعب ولقب بسيبويه لجمال وجهه ومعناها بالفارسية رائحة التفاح 0
أما القسم الآخر فهو ماينسب إلى أمه نظرا لمكانتها التي ( ربما ) تفوق مكانة والده وشهرتها تعلو أو لجمالها فمنهم على سبيل المثال
ابن دارة : هو سالم بن مسافع من ولد عبد الله بن غطفان بن سعد واسم أمه دارة من بني أسد وسميت دارة لجمالها شبهت بدارة القمر ويمسب لأمه0
ابن الطثرية :هو يزيد بن الطثرية ، ولطثرية أمه ، وهي من طثر بن عنز بن وائل ، وقتله بنو حنيفة اما التفسير الآخر فهو ما ينسب الى إمرأة احبها او تزوجها 0
جميل بثينة : هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري ، عشق ابنة عمه بثينة ، عشقا أشتهر به فلقب بجميل بثينة : قال يقول عنه عبد الرحمن بن زهر " جميل أشعر أهل الإسلام " أما عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري:جميل أشعر أهل الجاهلية والإسلام 0 ومن عفته أنه قال : لا نالتني شفاعة محمد إن كنت وضعت يدي عليها لريبة ، وقد أورد بداية عشقهما :
وأول ما قاد المودة بيننا بوادي بغيض يا بثين سباب
فقلنا لها قولا فجاءت بمثله لكل كلام يا بثين جوا ب
مجنون ليلى : هو قيس بن بن معاذ ويقال قيس بن الملوح أحد بني بني جعدة ،ولقب بالمجنون لذهاب عقله بشدة عشقه وكان الأصمعي يقول: لم يكن مجنونا ولكن كان فيه لوثة كلوثة أبي حية وهو من أشعر الناس على أنه نحلوه شعرا كثيرا ،رقيقا يشبه شعرة وهو من عشاق العرب المشهورين وفي ذلك يقول:
تعلقت ليلى وهي غرة صفيرة ولم يبد للأتراب من ثدييها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا إلى اليوم لم نكبر ولم يكبر البهم
وعندما صدت عنه بالحديث أنشأ يقول :
كلانا مظهر للناس بغضا وكل عند صاحبه مكين
ابن قيس الرقيات : هو عبيد الله بن قيس أحد بني عامر بن لؤي ، وسمي بالرقيات لأنه كان يتشبب بثلاث نسوة يقال لهن رقية
وأما القسم الآخر فهو ما ينسب إلى صنعته أو شوهد على هيئة غريبة فمثلا
الكسائي : هو علي ين حمزة مولى بني أسد وأصله من فارس 0 ولقب بالكسائي لأنه دخل الكوفة وهو( محرم )بكساء فلقب بذلك 0
الحريري : هو القاسم بن علي بن محمد بن عثمان ، وقد ولد ببلدة المشا – قرب البصرة – وقد وضع المقامات الخمسين 000ولقبه الحريري نسبة إلى الحرير وعمله أو بيعه وقد غلب لقبه على كنيته ( أبو محمد )
وهناك قسم آخر نسب إلى خصلة غير مرغوبة في الإنسان فمثلا :
المتنبي : هو أحمد بن الحسين الجعفي ، من بني سعد العشيرة بن مذحج ، ينتهي نسبه إلى بني كهلان وهي قبيلة يمانية ذات فصاحة ، وكنيته أبو الطيب ،ولقبه المتنبي ، ولقب بالمتنبي لادعائه النبوة
يقول الهاشمي :هو الشاعر الحكيم ، صاحب الأمثال السائرة ، وخاتم الثلاثة الشعراء ، وآخر من بلغ شعره غاية الارتقاء ، وقد اعترف المعري بأبي الطيب ويقدمه على نفسه وغيره .وما كتب المتنبي بيتا من الشعر إلا وفيه حكمة ، تجده على ألسن العامة كما هو على السن العلماء ، ولا خلاف عند أهل الأدب في أنه لم يبلغ بعد المتنبي في الشعر من بلغ شأوه أو داناه ، ومن حكمه الخالده قوله :
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليـث يبتسم
أعيذها منك نظرات صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
إلى آخر قصيدته ، وله أيضا :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ويقول أيضا :
ومن العداوة ما ينالك نفعه
ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
وقوله :
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى أن الكواكب في التراب تمـور
الخنساء :وهي تما ضر بنت عمرو بن الشريد السلمية ، وسميت الخنساء لجمالها ،والخنساء هي البقرة الوحشية تشبه بها المرأة لحسن عينيها ، وكانت من أجمل نساء عصرها ، تميزت بالرثاء خاصة بعد فقدان أخيها صخر0
زياد الأعجم : هو زياد بن جابر بن عمرو بن عامر من عبد القيس ويقال زياد بن سلمى ، وسمي الأعجم للكنة فيه ,وقصته مع الفرزدق مشهورة وهي عندما
أراد الفرز دق هجاء عبد قيس فباغ ذلك زيادا الأعجم فبعث إليه لا تعجل حتى أهدي إليك هدية ، فانتظر الفرز دق الهدية فبعث إليه :
ما ترك لي الهاجون إن هجوته مصحا أراه في أديم الفرز دق
ولا تركوا عظما يرى تحت لحمه لكاسره أبقوه للمتعـرق
سأكسر ما أبقوه لي من عظامه وأنكت مخ الساق منه وأنتفي
وأنا وما تهدي إن هجوتنا لكالبحر مهما يلق في البحر يغرق
فلما بلغه الشعر قال : ليس لي إلى هجاء هؤلاء من سبيل ما عاش هذا العبد .
الحطيئة :هو جرول بن أوس بن مالك العبسي ويلقب بالحطيئة لقصره وقربه من الأرض ، ويكنى أبا مليكة ، ولكن غلب على كنيته
الأخطل :هو غياث بن غوث بن الصلت التغلبي ،من أهل الحيرة ،ويلقب بالأخطل لخبث لسانه وقيل لطول أذنيه .وقد حظي عند خلفاء عصره فتمرغ بنعيمهم ، وكان شديد التمسك بنصرانيته ، وقد عرض عليه الإسلام هشام بن عبدالملك ولكنه تمسك بدينه وهو من أصحاب الملحمات وقد عمرالأخطل حتى شاخ وتوفي في خلافة الوليد بن عبدالملك
الفرزدق :هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم من تميم ، ولقب بالفرزدق ( وهو الفرزدق هو الرغيف الضخم الذي تجففه النساء للفتوت ) ، لغلظه وقصره وقيل لغلاظة وجهه وجهومته وكنيته أبو فراس لكن لقبه فاق كنيته واسمه ، ولد بالبصرة من أب كريم جواد ، وخاله الصحابي الأقرع بن حابس رضي الله عنه ،حفظ القرآن وقال الشعر صغيرا وفاق كثير من الشعراء في الكبر ،وقد قال مالك بن الأخطل " وجدت جريرا يغرف من بحر ، والفرزدق ينحت من صخر "فقال الأخطل " فجرير أشعرهما ثم أنشأ يقول :
اني قضيت قضاء غير ذي جنف
لما سمعت ولما جاءني الخبر
ان الفرزدق قد شانت نعامته
وعظة حية من قومه ذكر
يقول ابن سلام :"وقد ولج الهجاء بينه وبين جرير أربعين سنة لم يغلب واد منهما على صاحبه ،ولم يتهاج شاعران في الجاهلية ولا في الإسلام بمثل ما تهاجيا به"، ويقال لولا جرير والفرزدق لضاع نصف اللغة 000ولما توفي الفرزدق قال فيه جرير :
فلا ولدت بعد الفرزدق حامل
ولا ذات بعل من نفاس أبلت
أبو نواس : لقد تضاربت الأقوال في نسبه ، ولكن على المشهور أنه الحسن بن هانئ مولى الحكم بن سعد العشيرة من اليمن ، وكان يكنى أبا علي ثم تكنى بأبي نواس لظفيرتين من الشعر كانت تنو سان على عاتقه وهو صبي فكان هذا اللقب المعروف به إلى يومنا هذا ، وقد ولد بالأهواز في فارس سنة 145هجرية ، وقيل انه تاب آخر عمره من الفسق والمجون والاستهتار وكانت وفاته في بغداد عن عمر يناهز اربع وخمسين سنة 0
الجاحظ : هو عمر بن بحر الكناني بالولاء ، وقيل بل كناني بالصليب ، ولقب بالجاحظ لجحوظ عينيه 0 وقد خلف أكثر من مائتي كتاب وله نوادر كثيرة 0الأعشى الأكبر : هو ميمون بن قيس بن جندل ، ينتهي نسبه إلى بكر بن وائل ولقب بالأعشى لسوء بصره وكني بأبي بصير تفاؤلا بالشفاء، وله قصة طريفة مع كسرى فقد سمعه كسرى يقول :
آرقت وما هذا السهاد المؤرق
وما بي من هم وما بي معشق
وقد فسر قوله لكسرى وقالوا " رغم انه سهر من غير مرض أو عشق " فقال : فهذا إذا لص 0
بقلم/الدكتور علي الكريديس- لاتنسى زيارتي
kfsc\keireidisa