بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد في مفهوم القرآن والسنة
التوحيد:هوالاقرار المصاحب بالفعل بأن الفاعل الوحيد هو الله ،اوهو
الاعتقاد والفعل بلا اله الا الله ظاهرا وباطنا، فالايمان بوحدانية الله لايتم
الا بالاعتقاد والفعل فأن من اعتقد بالوحدانية وخالف فعله اعتقاده فقد اشرك
ومن فعل وكان فعله مطابقا للوحدانيه لكن اعتقاده مخالفا اياها فقد اشرك
ايضا
فالمثال الاول هو كما كان يعبدون مشركو قريش الله بان يضعوا الاصنام واسطة
للقربى فانهم يقرون بوجود الله ووحدانيّته لكنهم فيا الفعل يشركون فقال
تعالى( ولئن سئلتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله) الزمر 27
وقوله(ومانعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ) الزمر 3 فقد وصفهم بالكذب لان الكذب
عند الله هو الكاذب في العباده ووصفهم بشده الكفر لانهم كفروا بالوحدانيه
فوقعوا بالشرك واما المثال الثاني فهو ما كان عند المنافقين فأن افعالهم
ظاهرها وحدانيه لكن قلوبهم لاتقر بذلك فهم يخفون الباطل ويظهرون الحق فهم
كمن يقول لااله الا الله ولا يعتقد بها . فالتوحيد اذن ركن حساس جدا ويجب
علينا ان نفهمه بصورته الحقيقيه التي لا مجال لتاويلها لان الواحد الاحد قال
( ان الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به ) وقال (ان الله لا يغفر ان
يشرك به ويغفر ما دون ذالك لمن يشاء) النسا ء 48 وقبل ان ندخل في متعلقات
التوحيد اريد ان انوه الى ان هناك علماء ابدوا رايهم في التوحيد وقالوا انه
لايكون الافي العبادات وهذه مشكله فلو سئلهم سائل وقال لو كان هناك شخص
يؤدي العباده لله لكنه يعتقد بان الذي يرزقه غير الله فما حكمكم فيه ؟!!
فبالتاكيد انه واقع بالشرك وقد ياتي سائل آخر فيقول ان في الصلاة دعاء
يسمى القنوت فهناك من يسأل الله مباشرة وهناك من يساله بواسطة فهل هذا من
التوحيد فقولكم ان التوحيد في العباده ففي هذه الطريقه قد ادخل اسماءا لغير
الله قداستعان بها مع ذلك اقررتم له بالايمان وخالفتم بذلك انفسكم
ومن العلماء منقال ان للشرك صورة واحده هي التي ذكرها القرآن بجملة( من
دون الله) اي الاعتقاد والعمل بان هناك مخلوق مستقل عن الله وهذه ايضا شبهة
يجب الابتعاد عنها والاحتياط منها فالملتزم بها سوف يقع بالشرك لامحال
وذلك لان الله سبحانه لمّا ذكر في القرآن هذه الصوره من الشرك لانها هي
السائده عند تلك الاقوام فلو فرضنا ان هناك شخص يعتقد بالاصنام انها غير مستقله
عن الله بحيث انها ترزق وتحفظ وتخلق باذن الله فهل هذا من التوحيد؟!
بلا شك انه شرك والعياذ بالله ، وقد بين الله تعالى في آية واحده وفيها
بحثان(واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان)البقره 186
البحث الاول: ان الله سبحانه في جميع ما انزل من سؤآل كان يبتدأ الاجابه
ب(قل) منها(ويسئلونك عن الروح قل) و(يسئلونك عن الاهله قل)و(يسئلونك عن
الساعه قل) الخ .الا في هذه الايه سحب (قل) منها لماذا؟؟
البحث الثاني:ان الله سبحانه اورد الفعل(يجيب) لانه يحتوي في داخله
الاجابه على الحفظ والرزق والرحمه واللطف والرءفه والعون والاغاثه....الخ من
اختصاصات الله
فجواب البحث الاول: ان الله عز وجل اراد صفة الكلام للمتكلماي الامر خاص
به سبحانه فلم يجعل الرسول وسيطا لنقل الدعاء.
اما جواب البحث الثاني:لما اورد الله الفعل(اجيب) اراد اختصاص الاجابه له
فان قال القائل(من دون الله اوباذن الله)فقد قال الله تعالى(فاني قريب
اجيب دعوة الداعي اذا دعان) فكلتا الحالتين تصبح شركا اذا دعا شخص غير الله
اوتوجه لغير الله فاعتقاده سواء كان مستقل او غير مستقل فهو شرك؛ وهناك
علماء قالوا ان الواقع الدنيوي هو الذي يحدد الواقع القرآني وفي هذه مشكله قد
تؤدي الى الشرك او الكفر او الجحود مثال ذلك أن المشركين كانوا يطلبون
الرزق والحفظ من الاصنام اي يشركون بالله من حيث الربوبيه التي هي من اختصاصه
وحده لان هناك آيات تستنكر افعالهم في قوله (اربابا من دون الله) و
(اندادا من دون الله).فينفذ الشيطان لهم ذلك باذن الله فهل هذا الواقع حجة
والعزيز الحكيم يقول(ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين) الذاريات 56
فنستفيد من ذلك ان الشيطان غايته عكس الواقع القرآني حتى يغوي به الجميع
فيوقعهم بالشرك او الكفر اوالعصيان فقد اورد الله سبحانه في الكتاب التنبيه
عن محاولات الشيطان المعنويه لتزين الاعمال الكفريه ومحاولاته الماديه كما
في قصة ايوب (ع) قبل نبوّته قال تعالى(واذكر عبدنا ايوب اذ نادى ربه اني
مسني الشيطان بنصب وعذاب) ص 41 وقوله (واستفزّ من استطعت منهم بصوتك واجلب
عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد) الاسراء63 .
والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته