بُسِم الله آلرحِمن آلرحِيًم
السَلآمُ عَليْكُمْ وَرَحْمَةُ الله ..~
/
من أخلاق سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ، انخلاع قلوبهم من أجساهم في كل مرضة يمرضونها ؛ لاحتمال أن تكون تلك المرضة إخراجا ً لهم ، فلا يمكنهم التوبة ولا تدارك الحقوق ، فيذهبون إلى الأخرة وهم عصاة ، كالعبد الآبق – الهارب- الذي هرب من سيده بعد كثرة مخالفاته فأحيط به وأُحضر إلى سيده .
دخل الحسن البصري على رجل ٍ وهو يجود بنفسه فقال : إن أمرا ً هذا آخره لحقيق ُ ُ أن يُزهدَ في أوله
ودخلوا على عُتبة الغلام في مرض ِ موته فقالوا : كيف تجدك ؟ فأنشد يقول :
خرجت من الدنيا وقامت قيامتي......غَدَاة يُقل الحاملون جنازتي
وعَجّل أهلي حفر قبري وصيّروا ......خروجي وتعجيلي إليه كرامتي
كأنهم لم يعرفوا قطُّ صورتي....... غَـــدَاَةَ أتى يومي على وليلتي
ولما حَضرتْ إبراهيم النخعي الوفاة بكى فقيل له في ذلك فقال : إني أنتظر رسولا ً يأتيني من ربي ، هل يبشرني بالجنة أو بالنار .
فتأمل ياأخي في نفسك ، واعلم أنك محتضِر على الدوام ولا تملك لنفسك نفسا ً واحدا ً ، واكثر من الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار ، والله يتولانا وإياك بهدايته ، ويمنُّ علينا بأسباب رحمته .