باحث: 80 ٪ من المخزون المعلوماتي للإرهابيين مستمد من الإنترنت
نشرت صحيفة المدينة في عددها الصادر يوم الجمعة 6 فبراير 2009 ميلادى - 11 صفر 1430 هجرى الخبر التالي:
اكد الباحث المتخصص في جرائم الانترنت محمد عبدالله المنشاوي ان جرائم الانترنت اصبحت تشكل خطرا متعاظما، معرفا إرهاب شبكة الأنترنت بأنه “أي شكل من أشكال الإرهاب الذي يستخدم تقنية المعلومات كسلاح لأهداف سياسية أو اجتماعية أو دينية تتوجه لزرع الخوف والتوتر بين الأفراد أو عمل ما من شأنه من انتهاك الممتلكات العامة أو الخاصة أو تهديد أمن الدول”.
وقال انه ونظراً لخطورة استخدام المنظمات الإرهابية لشبكة الانترنت فقد وقعت (30) دولة بتاريخ 8/9/1422ﻫ في بودابست أول اتفاقية دولية لمكافحة الإجرام عبر الانترنت، وتمثل الاتفاقية الأولى الملزمة في إطار الانترنت وستسمح بالرد على العمليات الإرهابية المرتكبة ضد الأنظمة المعلوماتية وجمع الإثباتات الالكترونية على الجنح المرتبطة بالإرهاب. وقال ان الارهابيين يستمدون 80 ٪ من مخزونهم المعلوماتي من مواقع إلكترونية.
واضاف: كما دعت خطورة استخدام الانترنت من قبل المنظمات الإرهابية، وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا إلى الاتفاق بتاريخ 5/5/2006م في فينا على تعزيز تعاونهم في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب خاصة عبر شبكة الانترنت، ويعتبر هذا الاتفاق الأول من نوعه بين أوروبا والولايات المتحدة وروسيا. واشار المنشاوي الى انه سبق للمملكة العربية السعودية في عام (1425ﻫ) استضافة مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب وقد نصت وثيقة المؤتمر على إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.
وبين ان المجموعات الإرهابية تستخدم حالياً تقنية المعلومات لتسهيل الأشكال النمطية من الأعمال الإجرامية وهم لا يتوانون عن استخدام الوسائل المتقدمة مثل الاتصالات والتنسيق، وبث الأخبار المغلوطة، وتوظيف بعض صغار السن، وتحويل بعض الأموال في سبيل تحقيق أهدافهم.
ويرى جيرهارد شندلر من قسم مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية الألمانية بأن الانترنت أصبح جزءا مهما وعنصرا فاعلا فيما قد يطلق عليه بالإرهاب الرقمي في ظل عصر العولمة والمعلوماتية، حيث استطاعت منظمة القاعدة أن توظف الانترنت بطريقة فاعلة ومنهجية من أجل التواصل بين الخلايا الإرهابية وبث سمومها المتطرفة وتحديد أهدافها ورسم سياساتها، والمواقع الالكترونية التي لها علاقة بالإرهاب وأنشطته تمتلك القدرة على التوالد، فما إن يتم اكتشاف موقع وتعطيله حتى يظهر آخر.
الإرهاب الرقمي أشد خطرًا
وقال ان العناصر الأساسية لاستخدام الأنترنت في أغراض إرهابية “الارهاب الرقمي” تتنوع وتتطور يوميا، مستدركا انه يمكن تصنيف هذه الاستخدامات في ثمانية عناصر أساسية هي: التنقيب عن المعلومات حيث تعتبر شبكة الانترنت في حد ذاتها مكتبة إلكترونية هائلة الحجم تكتظ بالمعلومات الحساسة التي يسعى الإرهابيون للحصول عليها مثل أماكن المنشآت النووية والمطارات الدولية، والمعلومات المختصة بسبل مكافحة الإرهاب، وبذلك يكون 80٪ من مخزونهم المعلوماتي معتمداً في الأساس على مواقع إلكترونية متاحة للكل، دون خرق لأي قوانين أو بروتوكولات الشبكة.
وثانيا الاتصالات: حيث يساعد الانترنت المنظمات الإرهابية المتفرقة في الاتصال ببعضها البعض والتنسيق فيما بينها وذلك نظراً لرخص تكاليف الاتصال باستخدام الانترنت، مقارنة بالوسائل. ثالثا :التعبئة وتجنيد إرهابيين جدد حيث تحافظ المنظمات الإرهابية على بقائها واستمرارها باستقطاب عناصر جديدة، وتستغل هذه المنظمات تعاطف الآخرين من مستخدمي الانترنت مع قضاياهم، ورابعا: إعطاء التعليمات والتلقين الإلكتروني وفي هذا الصدد يزخر الانترنت بكم هائل من المواقع التي تحتوي على كتيبات وإرشادات تشرح طرق صنع القنابل والأسلحة الكيماوية الفتاكة وكيفية استخدامها، ولايجد مستخدم الانترنت صعوبة بالغة في العثور على مثل هذه المواقع، وقد رصدت عام (2005م) ما يقرب من ثمانية آلاف موقع عند استخدام محرك البحث "غوغل" للبحث عن كلمات مثل “إرهابي”.
خامسا: تعتبر شبكة الانترنت وسيلة للاتصال بالغة الأهمية بالنسبة للمنظمات الإرهابية للتخطيط والتنسيق: حيث تتيح لهم حرية التنسيق الدقيق لشن هجمات إرهابية محددة.
وسادسا الحصول على التمويل: ويستعين الإرهابيون ببيانات إحصائية سكانية منتقاة من المعلومات الشخصية التي يدخلها المستخدمون على الشبكة من خلال الاستفسارات والاستطلاعات الموجودة على المواقع الإلكترونية، في التعرف على الأشخاص ذوي القلوب الرحيمة ومن ثم يتم استجداؤهم لدفع تبرعات مالية لأشخاص اعتباريين، يمثلون واجهة لهؤلاء الإرهابيين، ويتم ذلك بواسطة البريد الالكتروني بطريقة ماكرة لا يشك فيها المتبرع بأنه يساعد إحدى المنظمات الإرهابية.
وسابعا : مهاجمة المنظمات الإرهابية الأخرى حيث تستخدم الأنترنت كحلبة مصارعة بين المنظمات الإرهابية وبعضها، وبين أعضاء المنظمة الواحدة، وتكثر المناظرات والخلافات بين المنظمات الإرهابية، وتمتلئ مواقعهم الالكترونية بالسباب واللعان حتى بين أعضاء المنظمة الواحدة.
وثامنا: تستخدم المنظمات الإرهابية شبكة الانترنت كوسيلة دعائية واسعة الانتشار لنشر أعمالهم.
تجربة سعودية رائدة
واوضح المنشاوي ان الجهود الأمنية التي بذلت والتي تمكنت بفضل الله من القضاء على الزمرة الفاسدة، كانت محل اشادة الكثيرين وموضع دراسة علمية من الدول الغربية حيث أكدت دراسة أمريكية أعدها الدكتور كريستوفر بوسيك، وهو خبير أمريكي يعكف منذ سنوات على درس الاستراتيجيات السعودية لمكافحة الإرهاب، أن التجربة السعودية في محاربة الارهاب الإلكتروني تعتبر درساً مفيداً للآخرين يمكن أن يعكفوا على دراستها، وأشارت الدراسة إلى الأنظمة الصارمة التي استنتها السعودية لمكافحة استخدام الأنترنت لنشر التطرف والإرهاب، وأشادت الدراسة بحملة السكينة لاستعانتها بعلماء أكفاء للدخول في غرف الدردشة الإلكترونية للتحاور مع الباحثين عن استزادة في علوم ومعارف دينهم، بما يضمن اقتيادهم بعيداً عن بؤر الفكر التكفيري. وأكدت الدراسة أن الحملات الأمنية الصارمة التي نفذتها الجهات الأمنية السعودية أرغمت المتطرفين على تفادي استخدام الإنترنت للتواصل وتمرير المعلومات، وأضحى هؤلاء يفضلون التواصل وجهاً لوجه، مستخدمين الأقراص الصلبة المتنقلة والفلاش لتبادل المعلومات.
http://www.al-madina.com/node/102239
رد مع اقتباس