صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }

  1. #1
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }

    * كتابْ { لا بدّ أنْ تَكونِي دَاعِيَة}!



    نعَمْ لابدّ أن تكوني داعيـة ..
    فكما قد قيل ..
    وراء كلّ رجلٌ عظيمْ ( امرأة ) !
    هذَا الكِتَاب ..
    أحببتُ أن نُقَلِّبَ صفحاتُه معاً . .!
    وقدْ قال عنه فضيلة الشيخ/د.سلمان العودة .. بعد قراءتِه..



    . . .


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
    قرأت الكتاب المرفق, وقد أعجبتني فكرته, وجودة أسلوبه, ونبـل هدفه, فهو يسد فراغــًا مهمـًا في حياة الفتاة المسلمة,
    خصوصـًا حين يكتب بقلم إحدى بنات جنسها,
    ولم أجد مـا أعلق على الكتاب سوى الثناء عليه شكلاً ومضمونـًا, لغة وفكرة,
    والدعاء للأخت الكريمة التي قامت بكتابته فجزاها الله خيرًا وبارك في جهدها,
    وجعلها قدوة في جيلها والحمد لله رب العالمين.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    أخوكم /
    سلمان بن فهد العودة




    . . .






    وقد أعجبني .. ففكرت أني أنزل بعض المميز فيه بين زخاتنا ..
    وأسأل الله أن يفيدكـنّ حبيباتنا وينال على اعجابكنّ واستحسانكنّ ..
    وأتمنّى أن يكون خفيفاً يسيراً سهلاً ميسّرَاً .. مفيداً ..



    ويزيد من الهمَمْ . !
    لتصلْ الى القممْ . !



    وحَتّى لا يكُونْ من الّصعبِ عليكم قراءته أو التثاقُلْ والتكاسُل .. وَهَذا من طَبِيعَة الانْسَان الضّعيفْ ..
    ولذلكْ غالياتي .. سأحاولْ أن أختار ما يصل إليكن ( بيسر وسهولة )




    . . .




    اذا سمحتِي فضلاً لا أَمرَاً اذا لاحظتي أي ملاحظة على الموضوع أو اقتراح لاتتردّدِي بوضعه هنا .. فـ جلّ منْ لا يُخْطِئ ..
    وَ أَسْألهُ جلّ وَعَلا التوفيقَ والسّدَادْ ..

    إنتظروا فـ كونُوا مَعَنَا




    . . .
    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  2. #2
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }

    بدايةً :


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيبنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :
    إلى كل حبيبة للرحمن ، حفيدة خديجة وعائشة ونسيبة والرميصاء ،
    من اصطفاها الله على الباقيات باتباع منهجه ، الغريبة القابضة على دينها تلسعها الجمرات في خضم الفتن ولا تبالي ! /
    اسألي الله الثبات ، واعملي بالأسباب المعينة على الثبات .. فأنت في نعمة لو أدركتها النساء الأخريات لعدن سريعاً إلى الإسلام منهاجاً وتطبيقاً .





    . . .




    لذلك عليك أن لا تكتفي بإصلاح نفسك والمضي بها ، بل ينبغي أن تأخذي في طريقك الذين ران ضباب الماديات على رؤيتهم فتُـاهوا في الطريق .. في نفس الوقت الذي تدفعين فيه لصوص الفضيلة وتقاومينهم !
    انظري إلى المتوارين خلف التيه والضلال بعيــن الشفقة أولاً .. فثمة أشيــاء كثيرة ستتغير من حولنا ، ثم اسلكي سبل الدعوة الصحيحة والمتنوعة .
    " فالعقيدة تتجرد من فاعليتها أحياناً لأنها فقدت الإشعاع الاجتماعي فأصبحت جذبية فردية ، وصار الإيمان إِيمَانُ فَرْدْ متحلّل من صلاته بوسطه الاجتماعي ،
    وعليه فليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها ، وإنما المهم أن نرد إلى هذه العقيدة فاعليتها وقوتها الإيجابية وتأثيرها الاجتماعي ، وفي كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم وجود الله ، بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده ، ونملأ به نفسه باعتباره مصدراً للطاقة . (*1)
    و شعيرة الحق ينبغي أن تسود في حياة شفافة متخلصة من أوشاب زواياها المعتمة حيث تتلاقى الأرواح الخبيثة للتآمر على أسلوبها ، كما يتكاتف قطاع الطرق عادة ضد أمن بلاد ما ". (*2)


    . . .




    . . .


    لنتذكر أن الأمة لا تنهض بمجتمعاتٍ متآكلة من الداخل !، وأنّ عليها أن تُـصلح نفسها لكي تواجه من حولَها ..
    علينا أن ننصر الله لينصرنا ، لننصر دينه في أنفسنا ومجتمعنا كي ينصرنا علىأعدائنا في الداخل والخارج .
    إنّ النصر لا يأتي إلا بالعمل الدؤوب والصبر .. لا بالتواكل والدعاء فقط ، حتى وإن استغرق عمر ذلك العمل والصبر أجيالاً عديدة ، فما هو في عمر الأمم إلا ومضة سريعة..!
    وأعظم من يقوم بهذه المهمة - مهمة صنع الانتصار- هو:

    { المرأة } نصف المجتمع الذي يلد ويربي النصف الباقي ،

    التي تهز المهد بيد وتهز العالم باليد الأخرى.. .. .. .. .. .. ... .. ....




    . . .



    فلابد من توظيف الصحوة النسائية بشكل أعمق وأوسع ، حتى لا تصبح مجرد طاقة كامنة معرضة للاضمحلال والتلاشي أو الانحصار في زوايا معينة .
    والنتيجة لا تسبق سببها ..

    فتأملي !
    لذلك قدمنا لك ِ جهد المقلين هذا لعله يكون أحد الأسباب التي تصنع النتائج ..
    إن أصبنا فمن الله عز وجل ، وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان
    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  3. #3
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }

    ( فضل الداعية والجزاء الذي ينتظرها )


    .
    .
    .

    - الداعية هي سبب للنصر والتمكين في الدنيا..( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..) آل عمران 110


    .


    - تبليغ الداعية يُكسِبها دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمبلغين. :" نضر الله امرءاً سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه... " رواه أحمد


    .


    - الداعية ممن يشملهم الله برحمته الغامرة .. ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّه وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم ) .التوبة 71


    .


    - للداعية أجر عظيم يتضاعف بعدد الذين يستجيبون لها .. " من دعاء إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً " . رواه مسلم


    .


    - يكفي الداعية شرفاً وكرامة أن قولها يعتبر أحسن الأقوال ، وأن كلامها في التبليغ أفضل الكلام ..( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) . فصلت 33


    .


    - الداعية من المفلحين والسعداء في الدنيا والآخرة : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران 104 .


    .


    - يكفي الداعية فخراً أن تسببها في الهداية خير مما طلعت عليه الشمس وغربت ..".. فو الله لأن يهدي بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم " رواه البخاري وفي رواية : " خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت " .


    .


    - الداعية تُثبت معاني الخير والصلاح في الأمة. ..( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..) آل عمران 110- الداعية صمام أمان المجتمع وعامل إزالة الشر والفساد .. ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) . المائدة 78


    .


    - الداعية تبعث الإحساس بمعنى الأخوة والتكافل واهتمام المسلمين بعضهم ببعض..

    ( الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) . التوبة 71

    .

    انتظرونا
    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  4. #4
    مساعد باحث
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    جمهورية مصر العربية
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }

    شكر الله لك أختي الفاضلة جهدك الكبير، وأدعو الله أن يجعلنا ممن يسمع بقلبه، وبنتهي ويأتمر بأوامر الله.
    جزاك الله كل خير.

  5. #5
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }


    العفوو أخيتي الفاضله..
    وإيآك جزاك الله خيراً..



    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  6. #6
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }

    .
    (
    لماذا علينا أن ندعو إلى الله ونضاعف الجهود حالياً
    ؟ ) !


    .


    إضافة إلى ما ذكر سابقاً علينا أن نتذكر أن الهدف الأساسي للإسلام هو إنقـــاذ البشرية ، وإخراجها من عبادة الآخــرين إلى عبــادة الله ، ومن الظالمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام
    .

    .

    .


    لهذا قال الرسـول صلى الله عليه وسلم : (إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، والرجل فكنزعهن، ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقتحمون فيها) . رواه البخاري .


    .


    والناس اليوم أحوج إلى مـن يأخذ بأيديهم إلـى جــادة الدين القيم والاستشراف الروحي بعدمـا سلكوا خط الانحدار الذي أركس إنسانيتهم الحقيقية وحدا بهم إلى المادية والإفــلاس الروحـي ، ليس فقط من لم يعرف الإسـلام بل حـتى المسلميــن الذين يحملون اسمه فقط و يجهلون كنهه الحقيقي !


    .

    .


    هؤلاء الغرقى بحاجة إلى من
    ينتشلهم مما هم فيه ، ومن الظلم تركهم لأنفسهم التي تتخبط في التيه
    .

    .

    فمن ذا الذي يستطيع انتشالهم غير
    الدعاة ؟ وكيف سيكون الحال إذا تخلوا عن هذه المهمة العظيمة ؟
    في نفس الوقت الذي تتسارع فيه خطا المفسدين تجر معها معاول الهدم ..!

    .

    امرأة نصرانية حضرت أحد المؤتمرات التي أقيمت للتعريف بالدين الإسلامي ، وبعد سماعها لتعريف مختصر لخصائص هذا الدين ومميزاته قالت : " لئن كان ما ذكرتموه عن دينكم صحيحا أنكم إذن
    الظالمون
    ! فقيل لها : ولماذا؟ قالت : " لأنكم لم تعملوا على نشره بين الناس والدعوة إليه " !!

    .

    للأسف بعض المستقيمات يتلكأن في طريق الدعوة ، بسبب ضباب في الطريق، أو يترددن بسبب شبهات معترضة ، أو يتراجعن بسبب اعتراضات المثبطين وأهل الهوى الضلال ، وإنما الواجب عليهن أن يثقن بأنفسهن ودعوتهن،
    وأن يعزمن عزائمهن ، ولا يلتفتن إلى وسوسة شياطين الإنس والجن ، بل عليهن أن يشقن طريق الدعوة إلى الله
    ، بما فضلهن الله به من التزام بالدين ، فهن أمثل من في الساحة ، وهن أهل للإصلاح .

    .

    أختي الكريمة :
    تأملي ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) .
    فصلت 33

    الاستفهام في الآية بمعنى النفي ، أي : لا أحسن قولاً .
    والغرض منه انتفاء هذا الشيء
    ، وتحدي المخاطب أن يأتي به ، فإذا كان عنده شيء أحسن من هذا فليأتِ به ..!

    أختاه :
    انظري إلى جهود المبشرين والمنصرين وأهل
    الضلال كم يبذلوا ليضلوا الناس ، ونحن الذين اصطفانا الله لحمل رسالته نتخاذل و
    نتقاعس
    ..!

    .

    .

    أحد الدعاة كان منتدبا مع مجموعة من الدعاة من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود للدعوة في بعض دول أفريقيا ..

    قال : "
    في رحلة شاقة إلى قرية من القرى وكانت السيارة تسير وسط غابة كثيفة وكان الطريق وعراً وعورة يستحيل معها أن تسرع السيارة اكثر من 20كم في الساعة وقد بلغ منا الإرهاق مبلغه وكأن البعض قد ضاق صدره من طول الرحلة وبدأ يتأفف من شدة الحر وكثرة الذباب والغبار الذي ملأ جو السيارة .
    وفجأة شاهدنا على قارعة الطريق امرأة أوربية قد امتطت حماراً وعلقت صليباً كبيراً على صدرها وبيدها منظار ودربيل .. وعند سؤالها عن سبب وجودها في هذه الغابة تبين أنها
    تدعو للصليب في كنيسة داخل القرية ولها سنتان . فقالـوا : (اللهم إنا نعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة
    " . (3)


    .


    والآن قارني بينك يابنة التوحيد وبين هذه الضالة المضلة .. ثم اسألي نفسك
    : ماذا قدمتُ للدين ؟
    و ألا يستحق منا هذا الدين شيئاً من الجهد في الدعوة إليه
    ؟

    .

    .


    ------------
    (*1) (2*) : مالك بن نبي رحمه الله .
    (3) : من إجابات الشيخ ابن باز رحمه الله .



    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  7. #7
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }

    كيف تؤهلين نفسك للدعوة ؟

    إعداد المرأة الداعية نفسها جيداً لهذا الدور وتحمل مسؤولياتها المُـناطة بها تجاه مبادئها و الآخرين يعد أمراً عظيماً وقد يكون غاية في حد ذاته ..ولا يتأتى ذلك إلا بتوافر الشروط اللازمة لها للقيام بذلك الدور الذي يمكن وصفه نوعياً وكمياً إن كان مؤهلاً لذلك ..
    وقد يخضع باستمرار للتقويم من داخلها و من الآخرين كذلك ..
    وضعي في ذهنك أنك إذا أعددت نفسك جيداً لمهمة الدعوة فهذا يعني أنك أنجزت نصف المهمة ...



    لهذا نطرح أمامك بعض الأمور التي ينبغي التحلي بها ومراعاتها :

    أولاً /
    الإخلاص والصدق


    تحتاجين إلى كمية غير محدودة من إكسير الأعمال ومفتاحها وهو ( الإخلاص) في القول والعمل ، كي يقبل عملك ، و يتولد لديك الصبر والاحتساب ، والعزيمة القوية ، وعدم استحقار المعروف مهما كان صغيراً ..
    لا تتركي الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه.. فترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص هو الخلاص من هذين، فلا تطلبي لعملك شاهدا غير الله .


    .

    ابتغي وجه الله في الدعوة إليه وابتغي نصرة دينه ، ولا تنتظري جزاءً أو شكوراً ، فلا يجتمع الإخلاص مع حب الثناء في قلبٍ واحد ، فاسعي إلى كتمان حسناتك وأفضالك ككتمانك سيئاتك ، وإلى استواء الذم والمدح من العامة عندك ، ونسيان رؤية الأشخاص في الأعمال، وترك استقصاء ثواب العمل في الدنيا .


    .


    وتذكري دوماً الإخلاص هو سبب القبول عند الله تعالى، وهو كذلك سبب الإتقان، فما أخلص إنسان في شيء إلا وأتقنه ، وأن الإخلاص يتطلب اتهام النفس بالتقصير دائما، والخشية من عدم الإحسان، وذلك يدفع إلى التطور الدائم إلى الأحسن، فإن الذي يتهم نفسه بالتقصير يعمل على الدوام على الارتقاء إلى الأفضل كي يسلم من ذلك.



    .


    واعلمي أن ّ الإخلاص يبعث على الصبر والأمل الدائم، لأن المخلص عمله لله فهو يرجو ثوابه، وثوابه مكتوب سواء قبل الناس دعوته أم ردوها، لذا فإنه إذا جعل الإخلاص نصب عينيه لم يبال بقبولهم أو إعراضهم، لعلمه أن الله يكتب ثوابه في كلا الحالتين، بخلاف الذي لا يخلص فإنه يجعل همه الأول قبول الناس، فإذا لم يقبلوا مل وترك دعوتهم.
    لتكن خطاك في طريق الدعوة كخطوات من يمشي على رمل ناعم لا يُسمع لها وقع ، لكن بالتأكيد سيكون لها أثر بين .
    ولا تنسي أنّ من صدق الله صدقه ..

    فصدقك في حمل دعوتك وتبليغها أمر مهم جداً ، فاصدقي الله في الدعوة لأجله ، واصدقي الدعوة في انسجام الظاهر والباطن لديك .
    وآثري الصدق في أعمالك وتحريه حتى تكون خالصة لوجه الله ، فإن لم تكن كذلك فاعلمي مسبقاً أن ما تقومين به هباءً منثوراً ..!
    واحرصي على صدق الأقوال والأفعال و تحريه بعيداً تماماً عن الكذب أو التورية مهما حدث ، فلا تكوني باباً تنفذ منه السهام .
    وضعي في ذهنك دائماً أنك حينما تصدقين الله في دعوتك ويسري الصدق في حياتك ومنهاجك فإن الله سيجزيك بصدقك وستكونين عند الله وعند الناس صادقة محبوبة ، مقربة موثوقة ، وسيتقبلون ما تدعين إليه لأنهم تقبلوك ، فمن صدق الله صدقه !



    .

    والمؤهّلاتُ الباقية قريباً باذن الله ..


    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  8. #8
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }

    ثانيَاً / عُلُوُّ الْهمّـه

    .


    استصغري مادون النهاية من معالي أمر الدعوة إلى الله ، ضعي هدفاً لك بلوغ الغاية التي يريد الله أن تبلغيها..
    كما كان الرسل الكرام على رأس قائمة عالي الهمة في هذا المجال ، وكما كان محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الغاية العظمى, والمثل الأعلى إذ لم يكن همه هداية قومه من قريش أو من العرب فحسب وإنما خاطب ملوك العالم و رؤساءه كي ينقذ البشرية بأكملها ..

    " ثقي بالله عز وجل واصدقي في التوكل عليه, وحسن الظن به, فتقوية هذه العناصر تعتبر من الوسائل الجذرية لاكتساب فضيلة قوة الإرادة وعلو الهمة , فضعف الإرادة والهمة من عدم الثقة بالنفس..

    والثقة بالله مع حسن التوكل عليه وحسن الظن به تمنح الإنسان عامة والداعية خاصة ثقةً بسداد ما بينّه أمرا متوكلة ً فيه على ربها, وأملاً بمعونة الله في تحقيق النتائج التي ترجوها , فتقوى بذلك إرادتها وتعلو همتها " . (*)


    وضعي دائما مرضاة الله - عز وجل- لك هدفا وتذكري أن جائزته العظمى هي الجنة ، وسلعة الرحمن هذه ليست رخيصة ..

    ثَالِثَاً / الصـبر والاحتساب


    .

    " الصبر ضياء " . رواه مسلم .
    الصبر خصلة عظيمة يحتاجها الإنسان عموماً والداعية خصوصاً .. ذلك لأنها ستتعرض في طريق الدعوة للكثير من المحن التي تحتاج صبراً يذوبها ولا يفت عضدها فتكمل المسير ..
    قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران 200 .
    من هنا يجب أن تعودي نفسك على الصبر ، وأن لا تجزعي ، ولتعلمي بأنه ستأتي عليكِ أيام ٌ صعبة تتعرضين فيها للأذى و السخرية والتثبيط والمشقة والتعب ..
    فعند مجيء هذا عليك أن تتذكري صبر من هم خير منك ِ في سبيل إبلاغ رسالة الله من الأنبياء والرسل ، ولتعلمي بأن الله أمر من هو خير منك بالصبر على أذى الكفار و المنافقين.. فكيف يكون حالك ِ ..؟
    قطعاً إنه أحوج بكثير إليه .. فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ) . طه 130 .


    .


    إن ّرسولنا الكريم قد نالته ألوان مختلفة من البلاء ، ضرب و شتم وضيق عليه وعلى أصحابه ، فكان صبره في القمة في ميدان البلاء .

    .

    فتعرفي على أنواع الأذى التي تعرض لها حبيبنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، واستحضريها دائماً ، سيهون الأمر عندها ، و ستطيب نفسكِ بعد أن تتذكري الجزاء الذي أعده الله للصابرين :


    (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً) .. الفرقان 75 .

    .

    (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) .. فصلت 35.

    .


    ( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) . الإنسان 12.

    .


    لا تكوني كالسعفة التي تشتعل بسرعة وتنطفئ بسرعة ، وأدركي جمال هذا العمل الذي تقومين به ، و لتفخري بأنك ِ في زمن الانشغال بأمور هذه الحياة انشغلت ِ بما هو خير من ذلك، و عليكِ أن لا تقنطي من رحمة الله ، واحتسبي الأجر عنده ، فقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن العسر لا يدوم لمن احتسب و صبر وعلم أن ما أصابه بمقدور الله وأنه لا مفر له من ذلك ..

    .

    في الصبر شيء من القسوة، وشيء من الشدة؛ ولكن عاقبته أحلى من العسل..

    .
    صبراً جميلا ما أقرب الفرجا ** من راقب الله في الأمور نجا
    من صدق الله لم ينله أذى ** و من رجـاه يكـون حيث رجــا

    .


    رَابِعاً / الأخلاق الحسنة



    خالقي الناس بخلق حسن .
    لقد بعُث الرسول ليتمم مكارم الأخلاق ، والأخلاق فهي لحمة الإسلام وسداه , وليست فقط الإطار الذي يصون حدوده ويُنتهى عنده ..!


    وما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن ، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وحسن الخلق مع الناس يجمعه أمران بذل المعروف قولاً وفعلاً وكف الأذى قولاً وفعلاً..


    إن طريقك إلى قلوب الناس هو أخلاقك الحسنة أمامهم ومعهم ..

    ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضواْ مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران (159 )

    فهي من أكثر وسائل التأثير على النفوس إذا تمثلت فيك القدوة الصالحة ، وأنتِ لن تسعي الناس بأموالك أو جاهك ولكن يسعهم منك بسط الوجه وحسن الخلق .


    .

    اقرئي سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ ستجدين أنه كان يلازم الخلق الحسن في جميع أحواله ، وخاصة في دعوته إلى الله تعالى ، فأقبل الناس إليه ودخلوا في دين الله أفواجا بسبب هذا الخلق العظيم .
    إن عليك أن تعملي على تهيئــة نفوس هؤلاء بأخلاقك الحسنة وروح العطف والسمــاحة لتتقمص أفكار الإسلام وتدرك معانيه فتنفذ إلى دواخلهم ومجريات تفكيرهم التي تحدد بالتالي تصرفاتهم وسلوكهم !
    وتذكري أن الرسول بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، فكيف تدعين الناس وأنت لم تلتزمي بها ، والأنظار إليك أسرع ، والنقد عليك أشد ..!

    .

    لذلك تخلقك بالخلق الكريم أوجب و ألزم ، فاحرصي على اكتساب مكارم الأخلاق ، وجاهدي نفسك وروضيها حتى تتحلى بها .. وداومي على تزكية النفس وتهذيبها لتكون دعوتك بحالك قبل مقالك .

    .

    .

    ------------
    (*) : من موسوعة نضرة النعيم بتصرف ..


    .


    بقيَ مِنَ المؤَهّلات الشّيء الْبَسِيطْ ثُمّ يُصَرَّحُ لَكِ بالدّعْوَة !

    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  9. #9
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }



    خَامِسَاً : سلاح القرآن و العلوم الشرعية والثقافة

    .


    " لا بد في حق الداعية إلى الله والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر من العلم لقوله سبحانه : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يوسف 108
    والعلم هو ما قاله الله في كتابه الكريم ، أو قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة ، وذلك بأن تعتني بالقرآن الكريم والسنة المطهرة؛ لتعرفي ما أمر الله به وما نهى الله عنه ، وتعرفي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله وإنكاره المنكر ، وطريقة أصحابه رضي الله عنهم ، وتتبصري في هذا بمراجعة كتب الحديث ، ومراجعة أقوال العلماء في هذا الباب ، فقد توسعوا في الكلام على هذا وبينوا ما يجب ...

    .

    والتي تنتصب لهذا الأمر يجب عليها أن تعنى بهذا الأمر حتى تضع الأمور في مواضعها؛ فتضع الدعوة إلى الخير في موضعها ، والأمر بالمعروف في موضعه ، على بصيرة وعلم حتى لا يقع منها إنكار المنكر ، بما هو أنكر منه ، وحتى لا يقع منها الأمر بالمعروف على وجه يوجب حدوث منكر أخطر من ترك ذلك المعروف الذي تدعو إليه . (*)

    .


    فضلاً على أن ّ قراءة القرآن الكريم الذي هو زاد الدعاة الأول ، يشرح الصدور، ويبدد الغموم..
    ويزيد في الإيمان: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
    يونس 57
    إنه يقص عليك حقيقة الصراع الذي بين الحق والباطل، و يبشرك بالنصر القريب ، ويثبتك في المحن، ويعدك الخير والمثوبة: ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف 110
    فإذا قرأتيه تمثليه في نفسك وعيشي آياته لحظة بلحظة، تجدين نفسك فيه، وتستشعرين معانيه، وتوجهين خطابه إلى ذاتك ..

    كما أن عليك أن تكوني مطلعة لما يحدث حولك من أحداث وما يكون في المجتمع من أخبار، هذا الاطلاع لابد منه لتقويم الأحداث وتحديد المفيد منها والتحذير من الضار ، لا أن تتقوقعي في عالمك الخاص بعيداً عن مجريات الأحداث المختلفة ..

    إن أكثر الناس لا يدرون ما يكاد لهم من قبل أعدائهم، ويخلطون بين الصديق والعدو، فلابد من إيقاف الناس على حقيقة الأعداء ، وهذه إحدى مهماتك ..اقرئي ثم اقرئي كل مفيد ، حتى تكوني ذات علم وثقافة ووعي ، تدفعك نحو الأمام بثبات ورسوخ وثقة .

    سَادِسَاً / انسفي هذا الحاجز

    .


    حاجز "الخجل " من دعوة الآخرين ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، المذموم الذي لا يجلب الخير لصاحبته إذا كانت على حق، والحق أحق أن يتبع ..!
    انظري إلى أهل الباطل كيف يتفننون في الدفاع عن ضلالهم بدون حياء ٍ من الله أو من خلقه ..
    يا لها من مفارقة مؤلمة !
    راقصة أو فنانة ساقطة تدافع عن صنيعها وتحض الأخريات على خوض ما خاضته بينما تتردد الصالحة في دعوة الغير إلى الله وكف المنكر ولو بكلمة !
    ليس بمستغرب على أهل الباطل التمادي في غيهم ، ولكن يحق لنا أن نتساءل : أين أنتِ أيتها الصالحة ؟ لماذا تتركين الميدان لهم ؟
    إما أن تطرحي الخجل وتقدمي بشجاعة.. وإلا ستتقدم غيرك من داعيات الباطل وستأخذ مكانك ، وبقدر تقصيرك يكون إقدامهما ..

    أختي الصامتة :
    كفى خجلاً ، انسفي هذا الحاجز الذي تسوغين به العجز والقعود نسفاً ، بتغيير النفس الذي لا بد وأن يسبقه شعور بالحاجة إلى هذا التغيير، ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم) الرعد 11 ، فاخلصي النيَّة والعزم في أن تتغيري لأجلك ولأجل الدعوة .
    حاولي تدريجياً ، بدعوة القريبين جداً منك ، ثم كل من حولك ، ثم العامة ..
    كما أن هناك الكثير من الوسائل الدعوية غير المباشرة التي ستنقلك إلى رحاب الممارسة الفعلية المستمرة تدريجياً ، والتي سيأتي بعضها لاحقاً ..
    وأكثري من ترديد هذا الدعاء
    : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي ) طه 25 ، 26 ، 27 ، 28

    .

    سَابِعَاً / لا تتركيهم

    أهلك ، أقربائك ، صديقاتك ، زميلاتك ، وكل من حولك .. كوني معهم ، ولا تتقوقعي على ذاتك .. فوجودك معهم بحد ذاته دعوة من حيث تصرفاتك فضلاً عن الممارسات الدعوية الأخرى ..
    ـ ليس المطلوب أن تلقي كلماتك ثم تمضين لا تشاركينهم أحزانهم وأفراحهم، إنما المطلوب أن تخالطيهم وتنفذي إلى قلوبهم بحسن الكلام والبشاشة والنجدة لكل ملهوف، فذلك يقبل بقلوبهم إليك، فيمكن تغيير أحوالهم..

    .

    والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.. و من خالط الناس ونزل منازلهم ثم ارتقى بهم إلى الإيمان والتقوى والعمل الصالح هو العظيم حقا.
    ابتعدي فقط إذا لم تستطيعي تغيير المنكرات حال وقوعها ، أو إذا لم تأمني الفتن والانجراف ..
    الأمر الآخر هو أن عليك ألا تنقطعي أو تنعزلي عن أخواتك الصالحات ولا تختلطي بهن ، فالمرء ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فما بالك إذا كثرت كما هو الحال في زماننا هذا ؟!


    (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) . القصص 35 .


    اتصلي بالأخوات الصالحات كي تتواصلي وتتواصي معهن بالحق وتتواصي بالصبر ، ثم قومي بدعوة الأخريات إلى مجالس ذكركن الطيبة والاستفادة والتذكير بتوبة الله ورحمته ومغفرته وجزائه والاستزادة من فضله تعالى .


    .



    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  10. #10
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: مختارات من كتابْ { لَا بُدْ أنْ تَكُونِيْ دَاعِيّةْ }



    خَامِسَاً : سلاح القرآن و العلوم الشرعية والثقافة

    .


    " لا بد في حق الداعية إلى الله والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر من العلم لقوله سبحانه : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يوسف 108
    والعلم هو ما قاله الله في كتابه الكريم ، أو قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة ، وذلك بأن تعتني بالقرآن الكريم والسنة المطهرة؛ لتعرفي ما أمر الله به وما نهى الله عنه ، وتعرفي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله وإنكاره المنكر ، وطريقة أصحابه رضي الله عنهم ، وتتبصري في هذا بمراجعة كتب الحديث ، ومراجعة أقوال العلماء في هذا الباب ، فقد توسعوا في الكلام على هذا وبينوا ما يجب ...

    .

    والتي تنتصب لهذا الأمر يجب عليها أن تعنى بهذا الأمر حتى تضع الأمور في مواضعها؛ فتضع الدعوة إلى الخير في موضعها ، والأمر بالمعروف في موضعه ، على بصيرة وعلم حتى لا يقع منها إنكار المنكر ، بما هو أنكر منه ، وحتى لا يقع منها الأمر بالمعروف على وجه يوجب حدوث منكر أخطر من ترك ذلك المعروف الذي تدعو إليه . (*)

    .


    فضلاً على أن ّ قراءة القرآن الكريم الذي هو زاد الدعاة الأول ، يشرح الصدور، ويبدد الغموم..
    ويزيد في الإيمان: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
    يونس 57
    إنه يقص عليك حقيقة الصراع الذي بين الحق والباطل، و يبشرك بالنصر القريب ، ويثبتك في المحن، ويعدك الخير والمثوبة: ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف 110
    فإذا قرأتيه تمثليه في نفسك وعيشي آياته لحظة بلحظة، تجدين نفسك فيه، وتستشعرين معانيه، وتوجهين خطابه إلى ذاتك ..

    كما أن عليك أن تكوني مطلعة لما يحدث حولك من أحداث وما يكون في المجتمع من أخبار، هذا الاطلاع لابد منه لتقويم الأحداث وتحديد المفيد منها والتحذير من الضار ، لا أن تتقوقعي في عالمك الخاص بعيداً عن مجريات الأحداث المختلفة ..

    إن أكثر الناس لا يدرون ما يكاد لهم من قبل أعدائهم، ويخلطون بين الصديق والعدو، فلابد من إيقاف الناس على حقيقة الأعداء ، وهذه إحدى مهماتك ..اقرئي ثم اقرئي كل مفيد ، حتى تكوني ذات علم وثقافة ووعي ، تدفعك نحو الأمام بثبات ورسوخ وثقة .

    سَادِسَاً / انسفي هذا الحاجز

    .


    حاجز "الخجل " من دعوة الآخرين ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، المذموم الذي لا يجلب الخير لصاحبته إذا كانت على حق، والحق أحق أن يتبع ..!
    انظري إلى أهل الباطل كيف يتفننون في الدفاع عن ضلالهم بدون حياء ٍ من الله أو من خلقه ..
    يا لها من مفارقة مؤلمة !
    راقصة أو فنانة ساقطة تدافع عن صنيعها وتحض الأخريات على خوض ما خاضته بينما تتردد الصالحة في دعوة الغير إلى الله وكف المنكر ولو بكلمة !
    ليس بمستغرب على أهل الباطل التمادي في غيهم ، ولكن يحق لنا أن نتساءل : أين أنتِ أيتها الصالحة ؟ لماذا تتركين الميدان لهم ؟
    إما أن تطرحي الخجل وتقدمي بشجاعة.. وإلا ستتقدم غيرك من داعيات الباطل وستأخذ مكانك ، وبقدر تقصيرك يكون إقدامهما ..

    أختي الصامتة :
    كفى خجلاً ، انسفي هذا الحاجز الذي تسوغين به العجز والقعود نسفاً ، بتغيير النفس الذي لا بد وأن يسبقه شعور بالحاجة إلى هذا التغيير، ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم) الرعد 11 ، فاخلصي النيَّة والعزم في أن تتغيري لأجلك ولأجل الدعوة .
    حاولي تدريجياً ، بدعوة القريبين جداً منك ، ثم كل من حولك ، ثم العامة ..
    كما أن هناك الكثير من الوسائل الدعوية غير المباشرة التي ستنقلك إلى رحاب الممارسة الفعلية المستمرة تدريجياً ، والتي سيأتي بعضها لاحقاً ..
    وأكثري من ترديد هذا الدعاء
    : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي ) طه 25 ، 26 ، 27 ، 28

    .

    سَابِعَاً / لا تتركيهم

    أهلك ، أقربائك ، صديقاتك ، زميلاتك ، وكل من حولك .. كوني معهم ، ولا تتقوقعي على ذاتك .. فوجودك معهم بحد ذاته دعوة من حيث تصرفاتك فضلاً عن الممارسات الدعوية الأخرى ..
    ـ ليس المطلوب أن تلقي كلماتك ثم تمضين لا تشاركينهم أحزانهم وأفراحهم، إنما المطلوب أن تخالطيهم وتنفذي إلى قلوبهم بحسن الكلام والبشاشة والنجدة لكل ملهوف، فذلك يقبل بقلوبهم إليك، فيمكن تغيير أحوالهم..

    .

    والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.. و من خالط الناس ونزل منازلهم ثم ارتقى بهم إلى الإيمان والتقوى والعمل الصالح هو العظيم حقا.
    ابتعدي فقط إذا لم تستطيعي تغيير المنكرات حال وقوعها ، أو إذا لم تأمني الفتن والانجراف ..
    الأمر الآخر هو أن عليك ألا تنقطعي أو تنعزلي عن أخواتك الصالحات ولا تختلطي بهن ، فالمرء ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فما بالك إذا كثرت كما هو الحال في زماننا هذا ؟!


    (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) . القصص 35 .


    اتصلي بالأخوات الصالحات كي تتواصلي وتتواصي معهن بالحق وتتواصي بالصبر ، ثم قومي بدعوة الأخريات إلى مجالس ذكركن الطيبة والاستفادة والتذكير بتوبة الله ورحمته ومغفرته وجزائه والاستزادة من فضله تعالى .


    .



    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. كتاب مختارات من كتاب وسائل المدرب الناجح
    بواسطة minshawi في المنتدى الكتاب الالكتروني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-07-09, 06:43 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جميع الحقوق محفوظة لموقع منشاوي للدرسات والابحاث