أكدت دراسة حديثة أعدها د. محمود الشرقاوي الأستاذ بجامعة دار العلوم الإسلامية ''ديوبند'' بالهند أن الإسلام قد حمل الآباء والمربين مسؤولية تعليم الأولاد وتنشئتهم على التزود بالعلم والثقافة وتركيز أذهانهم على الفهم المستوعب والمعرفة المجردة وقال الباحث في الدراسة التي أعدها بعنوان ''تربية الطفل في الإسلام'' ان أول آية نزلت على الرسول الكريم كانت ''اقرأ باسم ربك الذي خلق''. وأشار الباحث إلى أن المسلمين الأوائل أدركوا بإيحاء القرآن قيمة العلم ومنزلته وضرورته في سعادة الأمم والأفراد، حيث كانوا أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب فاجتهدوا في محو أميتهم بكل الوسائل حتى أطلقوا سراح الأسير إذا هو علم عدداً من أبناء المسلمين القراءة والكتابة، وأطلقوا لأنفسهم سراح النظر في الكائنات، فأدركوا منها ما يسعدهم في الحياة، ويجعلهم أئمة يهدون بأمر الله. وأوضح الباحث أن الإسلام يجعل التعليم إجبارياً وإلزامياً، روى ابن ماجة عن أنس بن مالك رضى الله عنه انه قال قال رسول الله (ص) ''طلب العلم فريضة على كل مسلم'' ولفظ المسلم في الحديث عام يشمل الذكر والأنثى على السواء، فإذا كان طلب العلم في نظر الإسلام فريضة على كل مسلم ومسلمة، وإذا كان المستنكف عن تعلم العلم أو تعليمه مهدداً من قبل الشرع بالعقوبة وإذا كان من يكتم العلم النافع ملجماً بلجام من نار يوم القيامة، أفلا يدل كل ذلك على أن الإسلام دين يجعل تعلم العلم أو تعليمه واجباً إلزامياً، وأكد د. الشرقاوي انه في ظل تلك التوجهات وتلك المعاني بلغت الجامعات الإسلامية مرتبة رفيعة لم يكن لها مثيل في ذلك الحين في بلاد العالم مما جعل الأوربيين ينظرون إليها على أنها الصورة المثالية للجامعات وإنما تمثل التعليم الجامعي الصحيح الذي ينبغي أن يتبع. وعن شأن تعليم الأطفال أوضح الباحث ما ذكره ابن سينا في كتابه ''السياسة'' من آراء قيمه فى تربية الأولاد ونصح بتعليم الطفل القرآن الكريم وفى نفس الوقت تعلم حروف الهجاء والقراءة والكتابة ويدرس قواعد الدين، ثم يروى الشعر ويبتدي بالرجز ثم القصيدة، مما يعين في التأدب والتهذيب وفق بيان فضل التعليم الجمعي على الفردي لأنه أرفع لسأمة الموادب وملل الطفل معاً، كما تحدث ابن خلدون عن أهمية تحفيظ القرآن، وأوضح أن تعليم القرآن هو أساس التعليم لأنه شعار من شعائر الدين الذي يؤدى إلى رسوخ الإيمان وغرس الأخلاق الكريمة.
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=102675