النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إلى أهل غزة علاقة المعاصي بتمكين العدو القاسي

  1. #1

    افتراضي إلى أهل غزة علاقة المعاصي بتمكين العدو القاسي



    إلى أهل غزة علاقة المعاصي بتمكين العدو القاسي



    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين

    أما بعد :

    فهذه كلمة إلى كل مسلم و مسلمة عامة و إلى إخواني و أخواتي في غزة خاصة حول علاقة المعاصي بتمكين العدو القاسي فقد كثرت المعاصي بصورة لم تكن من قبل في جل البلاد الإسلامية و إن لم يكن الكل و لاشك أن هذه المعاصي لها دور في تسلط العدو على المسلمين و لحوق الهوان و الذل بالأمة الإسلامية من أعدائهم الكفرة الملاعين .

  2. #2

    افتراضي التعريف بالمعاصي

    و المعاصي


    مفرد معصية ، و المعصية خلاف الطاعة قال ابن منظور: (( العصيان خلاف الطاعة، عصى العبد ربه إذا خالف أمره. وعصى فلانٌ أميره يعصيه عصياً وعصياناً ومعصية إذا لم يطعه فهو عاص وعَصِيّ ))[1] و قال الجوهري : (( العصيان خلاف الطاعة ))[2] و قال ابن تيمية (( المعصية هي مخالفة الأمر الشرعي، فمن خالف أمر الله الذي أرسل به رسله، وأنزل بهكتبه فقد عصى ))[3] .








    [1]- لسان العرب لابن منظور مادة عصى
    [2]- الصحاح للجوهري مادة عصى
    [3]- مجموع الفتاوى لابن تيمية

  3. #3

    افتراضي علاقة المعاصي بتمكين العدو القاسي و نيله من المسلمين

    و للمعاصي دور كبير في تمكين العدو و نيله من المسلمين فالمعاصي سبب في هوان العبد على ربه و كيف يُكرم من هان على الله ؟!! قال تعالى :﴿ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾[1] أفق أيها العاصي أترجو أن يكرمك الأعداء و أنت تعصي الله إن المعاصي ستكون سببا في هوانك على العدو و تمكن العدو منك كفاك ذنوب قال ابن القيم عن عقوبات المعاصي : ( ومن عقوباتها : سقوط الجاه و المنزلة و الكرامة عند الله و عند خلقه فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم و أقربهم منه منزلة أطوعهم له و على قدر طاعة العبد تكون منزلته عنده فإذا عصاه و خالف أمره سقط من عينيه فأسقطه من قلوب عباده ، وإذا لم يبق له جاه عند الخلق و هان عليهم عاملوه على حساب ذلك فعاش بينهم أسوأ عيش خامل الذكر ساقط القدر زري الحال لا حرمة له )[2].




    و المعاصي سبب في الذلة كما أن الطاعات و الإيمان سبب في العزة قال تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾[3] فالعزة تزداد بزيادة الإيمان والطاعة و تقل بقلة الإيمان والطاعة حتى يصبح الشخص من الأذلة يذله هذا وذاك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم »[4] و قال الحسن البصري : ( أبى الله إلا أن يذل من عصاه ) ، و قال المعتمر بن سليمان : ( إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته ) أفق أيها العاصي أترجو أن تكون عزيزا على الأعداء و الله قد أذلك بسبب ذنوبك و مكن العدو منك كفاك ذنوب.



    و المعاصي سبب في هلاك الأمم ، والأمم تهلك بالكوارث الكونية أو بالأمراض و بتسلط الأعداء قال تعالى : ﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ﴾[5] أي : ألم يعلم هؤلاء الذين يجحدون وحدانية الله تعالى واستحقاقه وحده العبادة, ويكذبون رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم ما حلَّ بالأمم المكذبة قبلهم من هلاك وتدمير, وقد مكنَّاهم في الأرض ما لم نمكن لكم أيها الكافرون, وأنعمنا عليهم بإنزال الأمطار وجريان الأنهار من تحت مساكنهم؛ استدراجًا وإملاءً لهم, فكفروا بنعم الله وكذبوا الرسل, فأهلكناهم بسبب ذنونهم, وأنشأنا من بعدهم أممًا أخرى خلفوهم في عمارة الأرض؟[6] أفق أيها العاصي أترجو ألا تهلك و أنت مقيم على المعاصي !!!


    و المعاصي سبب في محق الرزق و البركات قال تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾[7] أي : و لو أنَّ أهل القرى صدَّقوا رسلهم و اتبعوهم واجتنبوا ما نهاهم الله عنه, لفتح الله لهم أبواب الخير من كلِّ وجه, ولكنهم كذَّبوا, فعاقبهم الله بالعذاب المهلك بسبب كفرهم ومعاصيهم[8] ، و العلم و الإِلهام و المطر من بركات السماء و النبات و الخصب و الرخاء و الأمن و العافية من بركات الأرض ، و الأمن يمحق بالفتن الداخلية و بتسلط العدو و عدوانه أفق أيها العاصي أترجو الأمن والأمان و السلامة من الأعداء و أنت مقيم على المعاصي !!!




    و المعاصي سبب في عدم استجابة الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «و الذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ، و لتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم »[9]فإذا كان عدم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سبب في عدم استجابة الدعاء فاقتراف السيئات من باب أولى ، و في فضل الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يزيد في العمر إلا البر ولا يرد القدر إلا الدعاء »[10]و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة » [11] و من هنا يتضح أهمية الدعاء ، و أن الدعاء مفزع المظلومين ، و ملجأ المستضعفين، به تُستجلب النعم، وبمثله تُستدفع النقم فإذا لم يستجب الدعاء فقد ضاع سبب عظيم في استجلاب النعم و استدفاع النقم و لاشك أن من أعظم النعم الأمن و الأمان و من أعظم النقم تسلط العدو .








    [1] - الحج من الآية 18
    [2]- الداء والدواء لابن القيم ص 81 - 82
    [3]- المنافقون من الآية 8
    [4] - حديث صحيح صحيح الجامع للألباني حديث رقم : 2831
    [5]- الأنعام الآية 6
    [6]- التفسير الميسر
    [7]- الأعراف الآية 96
    [8]- التفسير الميسر
    [9]- حديث حسن صحيح الجامع للألباني رقم 7070
    [10] - قال الألباني : حديث حسن سنن ابن ماجة رقم 90
    [11] - حديث حسن صحيح الجامع للألباني رقم 7739

  4. #4

    افتراضي دعوة إلى اجتناب المعاصي

    أخوتي و أخواتي و بعد أن عرفنا علاقة المعاصي بتمكين العدو القاسي ، وأنها تؤخر النصر و تمكن العدو فعلينا أن نقلع عنها كي نرضي ربنا و كي لا نساعد العدو في النيل منا أو من أخواننا فاجتناب المعاصي و فعل الطاعات و الإيمان سبب للاستخلاف في الأرض و التمكين في البلاد و الظهور على الأعداء قال تعالى : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾[1] و عمل الصالحات يكون بالقيام بشرائع الدين وتنفيذ أوامر الله و اجتناب نواهيه هذاوالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الأربعاء 10 محرم 1430 هـ 7 /1 / 2009 م



    [1]- النور الآية 55

المواضيع المتشابهه

  1. ايجاد علاقة احصائية
    بواسطة نمير نادر في المنتدى خدمات طلابية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-23-14, 07:29 PM
  2. علاقة حجم العينة بالمتغيرات بالاسلوب الاحصائي
    بواسطة أميرة بلا وطن في المنتدى التحليل الاحصائي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-12-10, 10:29 PM
  3. أثر ، فاعلية ، دور ، علاقة ؟
    بواسطة lily في المنتدى ابجديات البحث العلمي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-25-08, 11:26 PM
  4. علاقة الرسول بالاشعة الحمراء
    بواسطة سري للغاية في المنتدى نفحات إيمانية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-15-08, 10:49 PM
  5. علاقة الربيع بالاكتئاب عند المرأه
    بواسطة bioc في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-26-06, 07:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جميع الحقوق محفوظة لموقع منشاوي للدرسات والابحاث