نشرت صحيفة الشرق الاوسط في عددها الصادر يوم لاثنيـن 22 رمضـان 1421 هـ 18 ديسمبر 2000 العدد 8056 الخبر التالي:
الرياض: عبد الله الغامدي وحنان الزير
شنت اسرائيل اول هجوم على المواقع السعودية، بعد اكثر من 35 يوما من الهجوم الالكتروني الذي تنظمه مجموعة من محترفي اختراق الاجهزة عبر شبكة الانترنت بالعالم العربي، استهدفت المواقع الحكومية والبريد الالكتروني لوزراء الحكومة الاسرائيلية لاغراقها واعطابها.

وقامت مجموعة المتسللين «الهكرز» الاسرائيلية بالتعاون مع مجموعة اخرى من الهكرز السوفيت باختراق موقع شركة سعودي اون لاين wwwsaudionline.com.sa التي تتخذ من الدمام مقرا لها، ووضعت العلم الاسرائيلي على الصفحة الرئيسية للموقع وكلمة شكر للمتعاونين الروس في هذه العملية، اضافة الى رسالة عنوانها «تم اختراق الموقع بواسطة الموساد».

ويأتي هذا الهجوم الذي حدث يوم الجمعة الماضي ردا على الهجمات المتكررة على المواقع الاسرائيلية من قبل مجموعة من المخترقين المحترفين العرب، اذ تقوم هذه المجموعة بنشر رسائل عبر رسائل البريد الالكتروني عن الموقع الاسرائيلي المستهدف وساعة الصفر، بعد ان تعرفت على خصائص الموقع والطريقة المثالية لتدميره واعطاله، لتبدأ عمليات القصف المتكررة لفترة تتجاوز الساعة، مستخدمين بها العديد من البرامج والطرق التي تدمر المواقع والجهاز الخادم السيرفي بالكامل.

واشار الدكتور اياس الهاجري مدير مركز امن المعلومات بوحدة خدمات الانترنت في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الى ان دور المدينة يكمن في تقديم خدمة الانترنت لمزودي الخدمة والذين بدورهم يقدمونها الى جميع المستخدمين في السعودية، ومن ضمن الخدمات التي يقدمها مزود الخدمة استضافة المواقع، والتي تقع مسؤلية حمايتها على الجهات المستضيفة لها، اما باستخدام برامج الحماية او الجدران النارية، والمدينة غير معنية بحماية الاخرين، ودور المدينة غير مباشر يتمثل في توعية مزودي الخدمة بأهمية اتخاذ اجراءات امنية كافية لحماية اجهزتهم من الاختراقات، وبالتالي حماية المواقع المستضافة على تلك الاجهزة. كما ان المدينة نبهت في العديد من اللقاءات بمزودي خدمة الانترنت في السعودية البالغ عددهم 31 شركة، الى ضرورة اخذ الاحتياطات اللازمة والكفيلة بحماية خادماتها من الاختراق، من برامج وجدران نارية.

ثغرات أمنية وسبق للدكتور خالد الطويل عميد كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ان نبه الى وجود ثغرات امنية في خادمات مزودي خدمة الانترنت في السعودية، فقد وجدت دراسة حول جميع مزودي الخدمة قبل عام، ان 99 في المائة من محاولات الاختراق ناجحة، ولا بد من ايجاد السبل الكفيلة بصد هذه الثغرات حفاظا على المعلومات والبيانات المتوفرة عليها.

وقد تضررت الصفحة الرئيسية لموقع wwwsaudionline.com.sa والتي وضع بداخلها العلم الاسرائيلي ورسالة شكر للهكر الروس المتعاونين في هذه العملية، واوضح جون مارتن مدير شركة سعودي اون لاين «ان العملية تمت مساء يوم الجمعة واستمرت مدة 45 دقيقة، فيما لم يتأثر من هذه العملية سوى الصفحة الرئيسية للموقع فقط، بينما لا تزال جميع معلومات و بيانات الشركة محتفظة بها». واضاف مارتن الى ان الشركة عاودت انشاء الصفحة الرئيسية بعد 40 دقيقة من العملية، فيما لم تتم ايه عملية احتلال، ولا تزال بيانات العملاء محفوظة ببرامج حماية والجدران النارية بعيدا عن المخترقين».

واوضح الماسترز وهو احد قادة عمليات الهكر السعودية ضد المواقع الاسرائيلية والتي بدأت عمليات الهجوم مع بدء انتفاضة القدس باعلان الجهاد الالكتروني عبر المواقع الاسرائيلية البريد الالكتروني بارسال قائمة المواقع المستهدفة وساعة الصفر لك منها وطريقة الهجوم المناسبة. واوضح الماستر «انني استخدم طرق منوعة في عمليات الاختراق، فقد كنت في بادئ الامر على اتصال مستمر عن طريق البريد الالكتروني بجماعات الهكرز الاسرائيلية وأحد افرادها المنظم الى مجموعتها المتعددة بقصد التجسس على العمليات المستهدفة للمواقع الاسلامية والعربية وساعة الصفر واسلوب الهجوم، وبعد ان تزايدت اعداد العمليات الفاشلة من قبلهم، بدأت الشكوك لديهم بوجود عمليات تجسسية ضمن مجموعاتهم تفشي اسرار العمليات المجدولة، مما دعاهم الى التخلي عن عدد كبير من اعضاء المجموعة غير المعروفين لديهم، مما ادى الى تقلص عدد افراد المجموعات الهجومية الاسرائيلية وإضعاف العمليات الهجومية، وادى بالتالي الى الاستعانه باخرين كالهكرز الروس، علما بانه لا يمكن لاحد منهم التعرف على موقعي الاصلي لانني اوهمتهم بأنني من شرق اسيا، وذلك مهما كانت درجة احترافه والمحترفون يعلمون كيف يتم ذلك».

واضاف الماسترز اختراق سعودي اننا نتشارك مع جميع المجموعات المختلفة في مجموعة الجهاد الالكتروني ونتراسل مع المجموعات الاخرى وبدأنا في تحذير اصحاب هذه المواقع المستهدفة والتي والحمد لله لم تتضرر من الهجمات الى الان». واوضح الماسترز «لقيت مواقع الجهاد ضد المواقع الاسرائيلية استجابة كبيرة واصبح عدد زوارها كبيرا ووجدنا ان عدد المشاركين في القوائم البريدية لها يزداد بشكل غير عادي. وعندما دققنا النظر في العناوين البريدية المشاركة وجدناها اسماء متكررة في مواقع بريدية مختلفة مما يدعو الى الشك بان هناك عملية تجسسية ضد عملياتنا الهجومية من قبل اسرائيل، فبدأنا تقليص اعدادنا الى مجموعة من الهكرز المحترفين لشن هجمات تجسسية تدميرية في نفس الوقت لمواقع الحكومة الاسرائيلية»، وتابع «وبدأنا ارسال البيانات بعد ذلك للاشخاص الموثوق فيهم، الى ان بلغنا 10 اشخاص محترفين، في ما لا نحتاج الى الكثرة الا في عمليات اغراق المواقع بطلبات الانضمام، عن طريق الارسال الى البريد الالكتروني للموقع، والتي تؤدي الى شل الموقع وتعطيله، وتكمن مهام هذه المجموعة في اخذ البيانات والمعلومات من المواقع الحكومية بينما تخطط هذه المجموعة المحترفة الى عمليات لن تفصح عنها قبل اتمامها بالكامل».

وقد نبهت المجموعات الاخرى الى «وجود عمليات تجسسية من خلال ارسال التعليمات عبر البريد الالكتروني، مما ادى الى اتمام 35 عملية تدمير ناجحه لمواقع اسرائيلية خلال اربعة ايام من قبل ثلاثة من المخترقين المحترفين، بينما قامت مجموعة الهكرز الاسرائيلية من تدمير 18 موقعا عربياً خلال الفترة الماضية، تستعين احيانا بالهكر من روسيا والمانيا». ولا تحتاج مجموعة الهكرز المحترفة الى اعداد كبيرة لاختراق المواقع بل تحتاج الى عدد بسيط دقيق في تعامله مع الموقع، واستخدام اكثر من جهاز من قبل كل شخص لتضليل رقم الاي بيIP بروتوكول الانترنت للمستخدم الهكرز. بينما في المجموعات الجهادية كنا اكثر من 2800 شخص في نفس اللحظة ندخل الموقع المستهدف وندمر السيرفر الذي عليه الموقع الحكومي بالكامل. وتكمن مهمة العدد الكبير من المخترقين في ارسال عدد كبير من الرسائل للموقع عن طريق امر في البرنامج تقوم المجموعة باستخدامه تلقائيا، وهو كفيل بتدمير الموقع خلال ساعة.

واوضح الماستر اننا سنواصل هجومنا على جميع مواقع الحكومة الاسرائيلية الى ان يتم تدميرها جميعا، ومن ثم نتجه الى المواقع التي تحارب الاسلام. وقبل هذا التوجه كنا نحارب المواقع الاباحية بنفس الطريقة، كما ان المجموعة في تزايد مستمر ونستخدم برامج لتضليل رقم «الآي بي» بارسال 4000 رقم أي بي في الساعة لتضليل الرقابة عن موقع المخترقين.

وتستخدم المجموعات طريقتين لاختراق المواقع، عن طريق «الدوس» او «الويندوز» وباستخدام برامج التعريف برقم «الاي» بي للمواقع مثل «نيو ترايسر». وتقوم برامج الاختراق مثل برنامج «ايفل بينج» بارسال موجات «بينج» للمواقع، والذي يحتاج الى عدة اشخاص للعمل لتعطيل الموقع المستهدف.

وتقوم المجموعات الاسرائيلية باختراق المواقع باستخدام طريقة الاغراق بارسال طلبات انضمام للموقع باشتراك الاف الاشخاص، مما يودي الى اغراق الموقع وتعطيله مثل ما حدث لموقع حزب الله، اما ما حدث لموقع سعودي اون لاين فهو عملية اختراق لم تمس بياناتها ولم يحتل الموقع بوضع رقم سري عليه. ويسمح برنامج «بورت سكان» البحث عن المنافذ المفتوحة في الموقع، مما يمكن المخترق المحترف بالنفاذ الى الموقع وتغيير محتوياته وصفحته الرئيسية وتغيير الرقم السري للموقع ويمنع اصحابه من الدخول اليه وتعديله، ويصبح ملكا للهكرز.

وانضم الى المجموعات التي تستهدف المواقع الاسرائيلية مجموعات من شرق اسيا التحقت اخيرا بمجموعات الجهاد الالكتروني ضد اسرائيل.
http://www.asharqalawsat.com/details...5&issueno=8056