الفقر والكساد في أمريكا


ديفيد يوسبورن - الإندبندنت

ترجمة/ علاء البشبيشي 28/3/1429
05/04/2008



"طوابع الغذاء التي توزع على المحتاجين، أضحت رمزًا للفقر في الولايات المتحدة الأمريكية. هذه البلد الذي أظهرت الإحصائيات وجود 28 مليون من أهلها يعتمدون على هذه الطوابع للعيش، وهي إشارة خطيرة تنبئ بكارثة اقتصادية، خاصة إذا ظهر ذلك في أغنى بلدان العالم". بهذه الكلمات لخّصت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرها حول تزايد معدلات الفقر والكساد، وتدنى مستويات المعيشة في الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل الكَبْوة التي طال أمدها.

ديفيد يوسبورن كتب من نيويورك يقول: كلنا نعرف أن الأمور لا تسير على ما يرام في بورصة "وول ستريت"، لكن الأمور ربما تكون أسوأ على أرض الواقع؛ فقد أظهرت الإحصائيات الحكومية أن أعدادًا هائلةً من الأمريكيين بدأوا في الاعتماد وبصورة كاملة على طوابع الغذاء للحصول على الطعام لهم ولذويهم، بعد أن اجتاح الركود أمريكا في الفترة الأخيرة.

وتتوقع التقديرات الحكومية أنه وبحلول السنة المالية القادمة والتي تبدأ في أكتوبر، سيكون هناك 28 مليون أمريكي سيعتمدون على طوابع الغذاء الحكومية للحصول على الطعام، وهو العدد الأعلى منذ ما يقارب النصف قرن من الزمان، وتحديدًا منذ ستينيات القرن الماضي.

هذه الزيادة– حيث وصل العدد العام الماضي 2007 إلى 26.5 مليون شخص– مرتبطة جزئيًا بالجهود الأخيرة لرفع مستوى الوعي ببرنامج الغذاء، والتحول من الطوابع الورقية، إلى البطاقات الإلكترونية، وقبل هذا كله يوجد الضغط- الذي سببه الاقتصاد الأمريكي المحاصر- على المواطن الأمريكي العادي. أضف إلى ذلك الارتفاع الجنوني في الأسعار، وفقدان الوظائف المفاجئ، وغيرهما من الأمور التي ساهمت في الوصول بأمريكا إلى هذه الهاوية.

اقتصرت آثار هذا الركود حتى الآن على قطاع الإسكان، وانفصال آلاف العائلات، لكن الأزمة بدأت تصيب البلاد في مقتل؛ فمعظم الأمريكيين أصبحوا يرون في توفير وجبات الطعام تحديًا لا يستطيعون مواجهته. وربما لا تُعتبر طوابع الغذاء التي توزع على الفقراء مقياسًا دقيقًا لحالة البلاد الاقتصادية، لكنها على الأقل تقرب الصورة للأذهان.

ولاية ميتشيجان على سبيل المثال، بدأت في هذا المسلسل منذ سنوات، بتدهور بنيتها الصناعية، خاصة في مجال صناعة السيارات، مما أدّى إلى تسريح المزيد من الأيدي العاملة. والآن، يوجد واحد من كل ثمانية أمريكيين في هذه الولاية يعتمدون كلية على طوابع الغذاء، وهو ضعف ما كان عليه العدد في العام 2002 في نفس الولاية.

مورين سوربت، المتحدث باسم برنامج الغذاء في ميتشيجان، يقول: "شهدنا زيادة مأساوية خلال الأعوام الأخيرة، لكننا نراها في تزايد أكثر خلال الشهور القليلة الماضية" ويضيف سوربت: "إنها زيادة متواصلة، وبدون البرنامج ربما لن يجد بعض العائلات والأطفال الطعام".

هذه المأساة ليست مقصورة على ولاية بعينها؛ فقد سجلت أربعين ولاية ارتفاعًا في طلبات الحصول على الطوابع، بينما توجد 6 ولايات على الأقل، من بينهم فلوريدا، وأريزونا، وميريلاند، سجلوا ارتفاعًا نسبته 10% خلال العام الفائت، أما في جزيرة روده، فارتفعت النسبة إلى 18% في العامين الأخيرين.

أحد المستفيدين من هذه الطوابع، ويدعى هوبرت ليبنيكس، يؤكد أنه لا يستطيع بأي شكل الاستغناء عنها. فبعد خروجه من السجن، لم يجد مكانًا يؤيه غير ملاجئ مانهاتن، ولا طعامًا يقيته إلا عن طريق طابع الغذاء الذي يسحب به طعامًا من متجر مورجان ويليامز. وبالأمس لم يجد هو وخطيبته المقعدة، كريستين تشولتز، غير 28 سنتًا، وهو ما يكفي لجلب موزة واحدة، وكوبًا من القهوة يتقاسمانه.

ويقول ليبنيكس: " في بعض الأحيان كنتُ أقايض أصحاب المتاجر أنا ومجموعة من زملائي على أن يعطونا أموالاً نقدية مقابل بطاقات الغذاء، رغم أن ذلك يعتبر مخالفًا للقانون، لكننا كنا نفعل ذلك، فقد كنتُ أتلقى 7 دولارات نقدًا مقابل البطاقة التي تساوي 10 دولارات.

ويرى ريتشارد إنرايت مدير متاجر مورجان ويليامز أنه بالرغم من ثبات عدد مستخدمي هذه البطاقة هذه الأيام، إلا أن عددهم سوف يزداد قريبًا.
دائرة الزراعة تقول بأن تكلفة إطعام أسرة منخفضة الدخل، مكونة من 4 أفراد ارتفعت 6% خلال الأشهر الإثنى عشرة الأخيرة، لذلك فالبطاقات نفسها لم تعُدْ تكفي لشراء الاحتياجات الضرورية للعائلات الفقيرة.



=======================
http://www.islamtoday.net/articles/s...24&artid=12215

الاسلام اليوم