د. سعيد بن حمد الربيعي
شهد قطاع التعليم بصفة عامة وقطاع التعليم العالي بصفة خاصة في سلطنة عمان تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية وذلك منذ بدء النهضة المباركة في عام 1970م، وقطعت السلطنة شوطا متقدما في التوسع كما وكيفا. ويأتي توسيع نطاق خدمات التعليم العالي في السلطنة وفقا للأسس والمرتكزات التي يتم رسمها واعتمادها في الخطط الخمسية للتنمية، وفي إطار خطة تطوير وتنمية الموارد البشرية الوطنية التي تأخذ عادة مكان الصدارة في أولويات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية . ومع أن قطاع التعليم العالي أسهم في إعداد كوادر عمانية مؤهلة بما يتناسب مع متطلبات المرحلة السابقة، إلا أنه يحتاج إلى مزيد من العناية والتطوير لأنه يعتبر حجر الزاوية من أجل بناء أجيال قادمة مسلحة بالعلم والمعرفه. ويواجه التعليم مجموعة من التحديات تطلب دراسة وتحليل الوضع الراهن ، والوقوف على مكامن الضعف في المنظومة التعليمية ومحاولة وضع الحلول المناسبة لها من خلال وضع خطة مستقبلية للتعليم مبنية على أسس وقواعد علمية ، ولذا فقد تم إعداد مشروع لتطوير التعليم في السلطنة يشمل التعليم العام والعالي. ونظرا لطبيعة ورشة العمل فإن التركيز في هذه الورقة سيتمحور حول التعليم العالي. وتتركز محاور مشروع الاستراتيجية على عشرة محاور أساسية ، وتتضمن: الرؤى والأهداف ، التعليم ودور البيئة الخارجية، المواءمة في التعليم، الجودة في التعليم، التعاون والشراكة في التعليم، إدارة التعليم، الإطار القانوني والتنظيمي للتعليم، المرافق والبنى التحتية لمؤسسات التعليم، وربط التعليم العام بالتعليم الأساسي. وفي هذه الورقة سيتم التطرق إلى عدد من المواضيع، وتشمل الآتي: - الوضع الراهن للتعليم العالي في سلطنة عمان. - التحديات التي تواجه التعليم العالي. - أهمية التخطيط الاستراتيجي للتعليم العالي. - الجهات المشاركة في وضع الاستراتيجية - محاور الاستراتيجية - برنامج إعداد الاستراتيجية - تقويم تنفيذ الاستراتيجية - ارتباط نموذج سلطنة عمان بالواقع الخليجي ونامل أن تقدم الورقة نموذجا يمكن أن يكون إضافة جيدة على التجارب الخليجية الأخرى في إطار تطوير المنظومة التعليمية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وأن تتوصل إلى بعض التوصيات التي قد ترتبط بطرق تفعيل وثيقة الآراء للأمير عبد الله بن عبد العزيز .
http://www.almadinapress.com/index.a...rticleid=93584