التذكرة الكافية بسنية ترك الجهر بالتسمية في الصلاة الجهرية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد :فقد شرع الله ذكر التسمية في في أول أفعال كثيرة كالأكل والشرب والنحر والجماع والغسل والتيمم والوضوء وركوب الدابة وركوب البحر ،والغرض من التسمية التبرك في الفعل المشتمل عليه ،ولذلك لا تشرع التسمية في المحرمات أو المكروهات ؛ لأن الحرام لا يراد كثرته وبركته وكذلك المكروه ومن جملة الأفعال التي تشرع التسمية في أولها قراءة الفاتحة في الصلاة فيشرع بدأ قراءة الفاتحة بالتسمية عند جمهور العلماء خلافا للمالكية الذين يرون أن التسمية ليست من القرآن إلا في سورة النمل ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾[1] ،وهذا خلاف الرأي الراجح في كون التسمية بعض آية في سورة النمل ،وأيضا آية مستقلة ليست من الفاتحة ولا من غيرها لكتابتها بخط القرآن ،وقد أجمع الصحابة أن ما بين دفتي المصحف من القرآن ،وكتبها الصحابة سطرا مفصولا ،وكونهم فصلوها عن السورة التى بعدها دليل على أنها ليست منها[2] ،وإذا كانت قراءة التسمية مشروعة في أول الفاتحة فمن العلماء من قال يسن الجهر بها ومن العلماء من قال يسن ترك الجهر بها ،ومن العلماء من قال يجوز الأمران ،والراجح هو سنية ترك الجهر بها ،وهو قول جهور العلماء ،وقد أحببت في التذكير به في بحث ،وأسميته : (( التذكرة الكافية بسنية ترك الجهر بالتسمية في الصلاة الجهرية ))،وكان مكونا من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة فما كان من توفيق فمن الله ، وما كان من خطأ أو نسيان فالله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه والصلام عليكم ورحمة الله .