أدلة الوحيين على حرمة الصلاة في مسجد الحسين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو معرفة عامة المسلمين بحرمة الصلاة في مسجد الحسين الذي بالقاهرة فهو يحوي ضريحا ،ولكنه ليس ضريح الحسين قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( الْمَشْهَدُ الْمَنْسُوبُ إلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - الَّذِي بِالْقَاهِرَةِ كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ بِلا نِزَاعٍ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ الْمَعْرُوفِينَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ الَّذِينَ يَرْجِعُ إلَيْهِمْ الْمُسْلِمُونَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ لِعِلْمِهِمْ وَصِدْقِهِمْ . ولا يُعْرَفُ عَنْ عَالِمٍ مُسَمًّى مَعْرُوفٍ بِعِلْمِ وَصِدْقٍ أَنَّهُ قَالَ : إنَّ هَذَا الْمَشْهَدَ صَحِيحٌ . وَإِنَّمَا يَذْكُرُهُ بَعْضُ النَّاسِ قَوْلا عَمَّنْ لا يُعْرَفُ عَلَى عَادَةِ مَنْ يَحْكِي مَقَالَاتِ الرَّافِضَةِ وَأَمْثَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْكَذِبِ . فَإِنَّهُمْ يَنْقُلُونَ أَحَادِيثَ وَحِكَايَاتٍ وَيَذْكُرُونَ مَذَاهِبَ وَمَقَالاتٍ . وَإِذَا طَالَبْتهمْ بِمَنْ قَالَ ذَلِكَ وَنَقَلَهُ ؟ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عِصْمَةٌ يَرْجِعُونَ إلَيْهَا . وَلَمْ يُسَمُّوا أَحَدًا مَعْرُوفًا بِالصِّدْقِ فِي نَقْلِهِ وَلَا بِالْعِلْمِ فِي قَوْلِهِ ؛ بَلْ غَايَةُ مَا يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ : أَنْ يَقُولُوا : أَجْمَعَتْ الطَّائِفَةُ الْحَقَّةُ . وَهُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ الطَّائِفَةُ الْحَقَّةُ الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ الْمُؤْمِنُونَ وَسَائِرُ الْأُمَّةِ سِوَاهُمْ كُفَّارٌ)( مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/450 فصل المشهد المنسوب إلى الحسين ) ،وقرر ذلك أيضاً ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية ،هذا وقد تضافرت النصوص على حرمة الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ، ومنها قوله r :« لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » ( متفق عليه ) ومعنى اتخاذ القبور مساجد الصلاة عليها أو الصلاة إليها أو بناء المساجد عليها ،والنهى عن اتخاذ القبر مسجداً يستلزم النهى عن بناء المسجد عليه ،و النهي عن بناء المساجد على القبور يستلزم النهي عن الصلاة فيها ؛ لأن النهي عن الوسيلة يستلزم النهي عن المقصود بها ،والتوسل بها إليه فإذا نهى الله عن بيع الخمر فالنهي عن شربه داخل في ذلك بل النهي عنه من باب أولى ،والقاعدة أن النهى يفيد التحريم ما لم يأت ما يصرف التحريم إلى الكراهة ،وهناك من يقول قبر الرسول r بني عليه المسجد ،فلماذا تحرمون أيها السلفيون بناء المساجد على القبور ؟ والجواب أن التحريم والتحليل لله وحده ،وما عرفنا أن ذلك حراماً إلا بأدلة من السنة فالسنة بينت أن ذلك حراماً ،ولسنا نحن ،و مسجد النبي r لم يبن على القبر بل بني في حياة النبي r ، وقبر النبي r ليس في المسجد حتى بعد إدخاله ، فهو في حجرة مستقلة عن المسجد فليس المسجد مبنيًّا عليه ، والنبي rدفن في بيته- في بيت عائشة رضي الله عنها- ثم دفن صاحباه معه ، فلما وسع الوليد بن عبد الملك المسجد أدخل الحجرة فيه على رأس المائة الأولى من الهجرة ،وبذلك يتضح أنه r وصاحبيه رضي الله عنهما لم يدفنوا في المسجد ، وإدخالهم فيه بسبب التوسعة ليس بحجة على جواز الدفن في المساجد ؛ لأنهم ليسوا في المسجد ، وإنما هم في بيته r ، وعمل الوليد لا يصلح حجة لأحد في ذلك ، وإنما الحجة قال الله قال رسوله r .واعلموا أخوتاه أن النهي عن الذهاب إلى مسجد الحسين من باب إنكار المنكرأيضاً فقد قال تعالى :﴿و َتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ (المائدة من الآية 3) فآلالاف الناس يذهبون إلى مسجد الحسين ،وإلى ضريحه المزعوم ويدعون الحسين ،ويتوسلون به ،ويستغيثون به ،وينذرون له ،وهذا شرك أكبر مخرج من الملة فدعاء الأموات والاستغاثة بهم ،والتقرب إليهم بالذبح والنذر ليكونوا شفعاء ، ووسطاء إلى اللّه كفر ،وكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشرع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص , وصرفه لغيره شرك وكفر فالله أمر الناس أن يدعوه وحده فإذا دعوا غيره فقد أشركوا ،و أمر الله بالتوسل إليه ؛ لذلك التوسل لغيره شرك ،والنذر لله عبادة ،والنذر لغيره شرك ،وأمر الله بالاستعاذة به وحده من الشرور كلها وبالاستغاثة به في كل شدة ومشقة فالاستغاثة بغيره شرك ، ولا فرق في هذا بين أن يعتقد الشخص أنهم مستقلون في تحصيل مطالبه أو متوسطون إلى الله , فإن المشركين يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ،ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فأنت عندما تذهب إلى مسجد الحسين إما أن تنكر على الناس هذا الشرك و إلا فلا تكن مع هؤلاء القوم ،ولمزيد من التفصيل انظر كتاب تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد للعلامة الألباني ،و فتاوى ابن باز حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور ، و كتاب كيف نفهم التوحيد ؟ للشيخ محمد بن أحمد باشيل هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وكتب ربيع أحمد سيد طب عين شمس الفرقة السادسة الخميس 18/1/ 2007 م