ماذا نكتب؟ ولمن؟
في طريقى الى القصيم قادما من الرياض, توقفت في احد محطات الوقود للصلاة, فلفت انتباهي رجل طويل القامة عريض المنكبين في مسجد المحطة, وعند خروجنا من المسجد استقل سيارة عليها اسم شركة مقاولات هو يعمل لديها, وكانت سيارته تلك واقفة بجانب سيارتي. دار حديث بيني وبينه, واخبرني بانه مهندس ميكانيكي يعمل لدي هذه الشركة.
فقلت له من كم سنه تعمل معها؟ فقال اكثر من خمس سنوات.
فقلت له هل انت خريج جامعة فقال نعم تخرجت من احد الجامعات المصرية.
فقلت حسنا. ثم اردفت قائلا لو قدر لك ان تضع بعضا من لمساتك على المقررات الدراسية التي درستها في الجامعة , فهل ستضيف شيئا من خلال تجربتك العملية؟
فتنفس الصعداء, وقال بكل تأكيد, فوجدت عند الرجل مخزونا علميا عمليا مهملا, واخذا يسترسل في الحديث عما سيضيفه للمقررات لو قدر له المشاركة في اعادة صياغة المقررات التي درسها في الجامعة.
فقلت له لما لا تفكر في تدوين مرئياتك تلك وتسعي جاهدا على نشرها كحلقات في الصحف السيارة او في الصحف التعليمية.
وهذا فيه نوعا من رد الجميل للجامعة التي تخرجت منها,
و رد الجميل للنظام التعليمي العام في البلاد العربية,
وبنفس الوقت هو تنفيس لما يختلج في صدرك حول الفراغ بين كل من المقررات الدراسية في الجامعات وبين الواقع العملي في الشركات والمؤسسات في الساحة,
كما انك يمكن تعتبرها مشاركة صحفية ترجوا ثوابها من الله, وما احوجنا للحسنات. وانت بفعلك هذا تتصدق على الحقل التعليمي بمجمله.
فأخذ ينظر الى بعينين لا معتين مع لسان صامت وعقل تجري فيه العمليات التفكيرية بشكل سريع, ثم اردف قائلا
في هذه الحالة ستخرج الجامعة انسان عربي ولا كل الناس, ثم واصل حديثه عن مواصفات هذا الخريج, تلك المواصفات التي فعلا يحتاجها سوق العمل.
وواعدني بانه سيفعل ما قلته له
انتهي الحوار
اقول نعم يمكنك ايه الخريج ايته الخريجة في اي حقل علمي انت ان تساهم من خلال تجربتك العملية في تغذية الجامعات التي درستك , وتضيف بعضا من مرئياتك على المقررات الدراسية من خلال كتاباتك الصحفية, فالجامعات من المجتمع وإليه, ولا تقل انا تخرجت وكفي, بل ان اولادك و بناتك وذرية جيرانك وذرية عائلتك وقبيلتك وذرية اصدقائك كلهم سينتفعون من مرئياتكم, وستنتفع امتكم من خلف هذه المرئيات. وتذكر قول المولى جل وعلى "وتعاونوا على البر والتقوي ولا تعاونوا على الإثم واعدوان", وقوله تعالى "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره". و قول المصطفي صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وقال في حديث آخر "الدين النصيحة: قلنا لمن يا رسول الله, قال ....الحديث"
التوقيع
قسم الإعلام الإسلامي في الجامعة الإسلامية للعلوم الإنسانية والإجتماعية