اظهرت دراسة إحصائية تناولت المهام الوظيفية والمراحل العمرية لمرشحي انتخابات المجلس البلدي بمنطقة الرياض، سيطرة موظفي الدولة على النسبة الأكبر من عدد الناخبين الراغبين في خوض أول انتخابات بلدية شاملة، حيث تبين ان 193 مرشحاً من جملة المرشحين الـ698 الذين تقدموا بطلبات بترشيح أنفسهم لعضوية المجلس يعملون في وظائف حكومية ويمثلون نسبة 27.6% في حين احتل المتقاعدون المرتبة الثانية بـ111 مرشحاً يمثلون نسبة 16%، فيما جاء المتسببون ثالثاً بـ94 مرشحاً وبنسبة تبلغ 13.4% من اجمالي الراغبين في الترشيح. وكشفت الدراسة التي اعدتها (المدينة) بناء على القائمة الأولية للمرشحين والتي أعلنت منتصف الأسبوع الماضي، ان عدد العاملين في المؤسسات التعليمية (معلمين وموظفين) بلغ 91 مرشحاً ويمثلون نسبة 13.1%، وبلغ عدد المرشحين ممن يعملون في منشآت القطاع الخاص 82 مرشحاً بنسبة 11.7%، كما اتضح حسب الدراسة الاحصائية ان عدد رجال الاعمال وصل إلى 79 بنسبة بلغت 11.3، في وقت كانت التوقعات تشير إلى ان (أصحاب المال) سيكونون الأعلى من بين كافة المتقدمين للترشيح، غير انهم جاءوا في المركز السادس حسب التصنيف الذي قسم المهام الوظيفية إلى نحو 12 نوعاً. وتبين لـ(المدينة) ان عدد عمد الاحياء كان 21 مرشحاً فقط بنسبة 3%، يليهم الأكاديميون من أساتذة جامعات ووكلاء كليات بـ11 مرشحاً يمثلون ما نسبته 1.6% من اجمالي عدد المتقدمين 698، وتساوى المهندسون والمحاميون بنفس العدد الذي بلغ خمسة مهندسين وخمسة محامين ليمثلوا بذلك نسبة مقدارها 0.07% من كامل العدد، في وقت تفوق فيه الطلاب على الأطباء المتخصصين حيث بلغ عددهم كمرشحين أربعة أشخاص بنسبة 0.06% بينما كان هناك طبيبان فقط تقدموا للترشيح بنسبة 0.03% من مجموع عدد المرشحين في الدوائر السبعة المحددة بالرياض. واشارت الدراسة الميدانية إلى تفوق الدائرة الثانية (بلدية النسيم) على بقية الدوائر الأخرى من حيث عدد المرشحين حيث بلغ عددهم 133 مرشحاً بنسبة 19.1% من جملة المرشحين، تلتها الدائرة الثالثة (بلدية الروضة) بنسبة 17.3% بعدد بلغ 121 مرشحاً، ثم الدائرة الرابعة (بلدية الشمال) بعدد 101 مرشح وبنسبة 14.5%، فالدائرة السادسة (بلدية المعذر) بـ99 مرشحاً يمثلون نسبة 14.2% وبلغ عدد مرشحي الدائرة السابعة (بلدية الشفا) 93 مرشحاً بنسبة 13.3%، بينما جاءت الدائرة الأولى (بلدية العريجاء) في المرتبة السادسة بعدد المرشحين حيث بلغ عددهم 80 مرشحاً بنسبة 11.4%، وأخيراً الدائرة الخامسة (بلدية الملز) بنسبة 10.2% وبعدد 71 مرشحاً. وبحسب دراسة المراحل العمرية فقد بينت الدراسة الاحصائية التي قامت بها (المدينة) ان عدد المرشحين ممن تتراوح أعمارهم ما بين 26 و45 سنة قد بلغ 319 مرشحاً بنسبة 45.8%، وان 356 مرشحاً من جملة المرشحين الـ698 تتراوح أعمارهم ما بين 46 و65 سنة ويمثلون نسبة 51% في حين بلغ عدد المرشحين ممن تزيد أعمارهم على 70 سنة 23 مرشحاً بنسبة 3.2%. وتفوقت الدائرة الثانية على بقية الدوائر الأخرى من حيث المرشحين الشباب ممن تتراوح أعمارهم ما بين 26 و45 سنة حيث بلغت نسبتهم 20.5% في المائة تلتها الدائرة الثالثة بنسبة 15.9% ثم الدائرة السابعة بنسبة 14.7%، والسادسة بنسبة 13.8%، ثم الدائرة الرابعة بنسبة 13.5%، فالدائرة الأولى بنسبة 10.9%، وأخيراً الدائرة الخامسة بنسبة 10.7%، وجاءت الدائرة الرابعة في مقدمة الدوائر من حيث عدد المرشحين الذين تزيد أعمارهم على 70 سنة حيث بلغت نسبتهم 30.3% تلتها الدائرة السابعة والثالثة بنسبة متساوية بلغت 17.4% ثم الدائرة الأولى بنسبة 13.5%، فالدائرة السادسة والثانية بنسبة 8.8% على التوالي، وأخيراً الدائرة الخامسة بنسبة 4.4%. وخلت القائمة الأولية لمرشحي انتخابات المجلس البلدي بالرياض من وجود امراء أو وزراء، في وقت كشفت فيه الدراسة عن سيطرة العشائرية على العدد الإجمالي لقائمة الراغبين في الترشح البالغ عددهم 698 ناخباً، خاصة الدائرة الثانية (بلدية النسيم) والتي بلغ عدد المتقدمين اليها نحو 133 مرشحاً. امام ذلك، ينتظر ان تعلم لجنة الاشراف المحلية لانتخابات منطقة الرياض في التاسع والعشرين من شهر يناير الجاري القائمة النهائية للمرشحين، لتبدأ في نفس يوم الإعلان الحملات الانتخابية للمرشحين والتي تستمر 12 يوماً يتوجه بعدها الناخبون الـ150 الف إلى صناديق الاقتراع لكي تبوح تلك الصناديق بالنتائج النهائية التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر.. لتكلل عرساً انتخابياً حقيقياً تحمس له اغلب الناخبين. وفي الاثناء حاولت (المدينة) اجراء استطلاع للمواطنين حول اتجاهاتهم الانتخابية عبر عينات عشوائية، حيث أثبتت النتائج العملية لسير الآراء هذه ان اختيارات القرار تركزت على فئة الشباب وأصحاب الخبرة كما لوحظ تفاعل متواضع مع المتقاعدين والمتسببين والطلبة الراغبين في خوض غمار انتخابات المجلس البلدي، كما عبر المشاركون في استطلاع (المدينة) عن رضاهم على سير العملية الانتخابية حتى الآن، آملين ان تساعد التشريعات الخاصة للبلدية المرشحين على الوفاء بوعودهم التي سيقطعونها خلال حملاتهم الانتخابية. هذا ويتوقع ان تغطي اعلانات المرشحين للمجلس البلدي الصحف المحلية عشية الانتخابات، في وقت يؤكد فيه المراقبون ان الدعاية الانتخابية للمرشحين ستركز في عمومها على الخدمات الناقصة في دوائرهم مثل التعهد بتوفير شبكات الصرف الصحي.. واحكام عملية توزيع وملكية الاراضي، وإنشاء منتديات لقاء للشباب وللاطفال وحتى المسنين مع الوعد بتوسيع المساحات الخضراء، وتقديم كل ما من شأنه اسعاد المواطن في حياته اليومية، وهو ما يجعل الاعتقاد يتجه إلى ان كل المرشحين يصبون في خانة واحدة هي خدمة المواطن وتكريس المشاركة الشعبية في شؤون الحياة اليومية. ومع بدء العد التنازلي لانطلاق الحملات الانتخابية للمرشحين استنفرت الاستعدادات طاقات وهمم كل أصحاب المهن التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالانتخابات كاصحاب الخيام وتجار الأغنام ومالكي المطاعم والخطاطين وأصحاب شركات الدعاية والإعلان وغيرهم. ويؤكد العاملون في هذه المهن انهم يعتبرون فترة التحضير للانتخابات هي (شهر عسل) يعوضهم عن اي ركد في الفترات التي لا تصاحبها اعمال نشطة. وفي جولة ميدانية لـ(المدينة) في شوارع الرياض يلاحظ استعدادات محلات الخطاطين ومكاتب الأفراح المسؤولة عن توفير الخيام للمقار الانتخابية، فضلاً عن المطابع المختصة في اعداد الملصقات التي تحمل شعارات المرشحين وربما صورهم. وهناك أيضاً المطاعم المتخصصة في اعداد البوفيهات الضخمة داخل المقار الانتخابية، وهناك أيضاً (الأغنام) التي تعتبر اساساً للولائم الانتخابية، الامر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها استغلالاً للوضع الحالي. ويرى أصحاب المطاعم ان عملهم قد يتحسن خلال الفترة القريبة المقبلة جراء الطلب المتزايد من قبل المرشحين في حملاتهم الانتخابية، وذلك على جميع صنوف الطعام المختلفة لاسيما الاكلات الشعبية السعودية، مؤكدين انهم اجروا كافة الاستعدادات لاستقبال الأيام المقبلة من اجل الانتخابات، متوقعين ان يكون العمل بمستوى الطموح المطلوب. وبدأ أصحاب هذه المطاعم بالتجهيز لمخاطبة المرشحين بعد إعلان قوائمهم المبدئية، بهدف التعاقد معهم لتلبية كافة متطلباتهم خلال أيام الدعاية الانتخابية، مع اعدادهم عروضات جديدة بالأسعار وتوفير خدمات التوصيل، اما أصحاب محلات تعهدات المناسبات الذين يوفرون الخيام والكراسي والسجاد وما شابه فيتطلعون هم أيضاً إلى انتعاش عملهم في هذه الفترة من خلال بناء المقرات الانتخابية للمرشحين في مختلف مواقعهم، ويتوقع ان يزداد الطلب على طلب هذه الخدمات خلال الفترة المقبلة خاصة مع قرب انطلاقة الحملات الانتخابية للمرشحين. ومن المقرر ان تساهم الحملات الانتخابية في ايجاد قاعدة جديدة للديموقراطية في المملكة من خلال استخدام المرشحين مقراتهم الانتخابية من استراحات وخيام وصالونات عرض لتنظيم لقاءات مع الناخبين وعرض برامجهم الانتخابية ومصافحة الناخبين واجراء نقاش معهم ما يعزز العلاقات داخل المجتمع ويتيح تكوين وتبادل الأفكار، لتتكون بذلك ظاهرة فريدة في حياة شعب المملكة وتمثل قاعدة الديموقراطية الشعبية.
http://www.almadinapress.com/index.a...rticleid=90689