صفحة 24 من 27 الأولىالأولى ... 142223242526 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 231 إلى 240 من 261

الموضوع: ذرية ضعافا-ذرية طيبة (Extended Family)

  1. #231

    افتراضي

    مما يعزز أهمية البناء العائلي الممتد ما يلي


    لقد وقفت على مسألة "الوقف" , " الحبس" , "السبيل" في الشريعة الغراء

    ووجدت انها مشروعة كما جاء في بعض الأحاديث النبوية الشريفة منها


    ما جاء في الحديث الصحيح في مشروعية الوقف ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب : حبس الأصل وسبل الثمرة أي اجعله وقفا حبيسا . رواه الشيخان في صحيحهما .

    لكن كما تعلمون أن الكثير من الأوقاف و السبل التي أوقفها أجدادنا منذ زمن بعيد رحمهم الله

    قد تعطلت و تشاجر الذرية عليها, ولم يقم بمصالحه أحد إلا من رحم الله.


    تصور أن هناك وقف لجدك العشرون مثلا , من من الذرية سيرعى مصالح ذلك الوقف

    خاصة إذا كان هذا الوقف محصورا على الذرية المتسلسلة من ذلك الجد.

    فأحد أسباب توقف تنفيذ وصية ذلك الجد , هو التفكك العائلي او الترابط غير المثمر أو غير القادر على الأقل لإدارة أوقاف أجدادهم.


    تصور أيضا أن جدك العشرون و التاسع عشر والثامن عشر و السابع عشر حتى جدك الثاني كلهم قد أوقفوا جزء من أملاكهم لصالح ذراريهم و ذراري ذراريهم, ألا يُفترض أن تكون الأسرة من الترابط و التعاون ما يكفل لتلك الوصايا أن تنفذ على أكمل وجه.

    أعتقد ان الجواب سيكون نعم.

    إذا يفترض في لغتنا الحديثة ان يكون هناك لجنة من الأسرة ترعى مصالح تلك الأوقاف
    وهذه اللجنة تعقبها أخرى بعد موتها او بعد عجزها عن إدارة أوقاف أجدادهم, ويتم نظاما أسريا أن تشكل سلسلة من اللجان المتعاقبة لإدارة أوقاف أجدادهم وكل لجنة تسلم من بعدها
    كل جيل من الأجيال فيه لجنة لرعاية ما نحن بصدده.

    و الأوقاف يطرأ عليها مايطرأ , من مرور شارع بها و يحتاج إلى نزع ملكية و البحث عن عقار آخر مكافئ للعقار الأول....الخ

    لا حظ أن هذه الأوقاف خاصة إذا كانت مخصوصة بالذرية ستتراكم مع الزمن و ستشكل ثروة جيدة لكل جيل يستفيد منها.


    أخلص من هذا , أنه ما دام الوقف التسبيل مشروع, فلا بد من أن تنظم العائلة نفسها بنظام يكفل رعاية مصالح الوقف المتجمع خلال السنين العديدة لأجدادهم.

  2. #232

    افتراضي





    آداة جديدة من أجل ترابط أسري أفضل
    قد أكون ألمحت لها سابقا

    من الأدوات الرحمية أو القرابية التي تساهم في ربط ذوي القربى بعضهم ببعض استجابة لقول الله عز وجل

    " واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ان الله بكل شيء عليم "

    " النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين الا ان تفعلوا الى اوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا"

    أقول من الأدوات الرحمية التي أنادي بها اليوم هي تشكيل لجنة الرياضيين داخل العائلة

    و المقصود معلمي و معلمات الرياضيات داخل العائلة الكبيرة "آل فلان"

    و يكون من أهدافهم ما يلي:

    1
    الرقي بأنفسهم في هذا العلم. يعني ما يتوقف الخريج الجامعي على ما درسه من مقررات في الجامعة, بل يواصل طلبه لهذا العلم والتبحر فيه و إن لم يكن طلبه لذلك نظاميا. فيمكنه الاستفادة من أساتذة الجامعة ذوي نفس التخصص من اسرتهم أو ممن يتفق معهم في أهدافهم من ذوي قرباهم.


    2
    تقصي طلبة وطالبات العائلة المتميزون والمخفقون في الرياضيات, و تصميم برامج دورية
    لرفع مستوى المخفقين, و العمل على زيادة تميز المتميزين.


    3
    السعي لتأليف القصص الأدبية في مجال الرياضيات, لتسهيل هذا العلم على الناشئة
    و يمكنهم البحث في أحد محركات البحث عن موضوعا بعنوان "قصص احصائية" حيث أن الفكرة موضحة هناك. كما يمكنهم التفكير في تأليف الكتب المنهجية في هذا العلم, ككتب مساعدة في التعليم او مقررات جامعية أو مقررات متخصصة جدا ككتاب في التفاضل فقط او كتاب في التكامل فقط او كتاب في المصفوفات فقط او كتاب في حلول كثيرات الحدود فقط..الخ
    فلربما اشتهرت تلك العائلة في المستقبل بهذا النوع من العلوم, يمكن تشتهر عائلة ممتدة بالرياضيات وعلومه و أخرى بالفيزياء و أخرى بالكيمياء, و أخري بالفلك...و هكذا.

    كنت أقرأ في كتاب عنوانه "تاريخ الإحصاء" الأسس التاريخية و الفلسفية للإحصاء و الإحتمال / د. عبدالطيف يوسف الصديقي.

    ففي صفحة 27 من هذا الكتاب ذكر ما نصه "لقد كان لعائلة برنولي دور كبير في تطور الإحتمال الرياضياتي و في قياس اللاحتمية , هذه العائلة ذائعة الصيت في تاريخ الرياضياتية, عشرات من هذه العائلة كان لها مساهمات متميزة و رائعة في مجالي الرياضيات والفيزياء"

    أقول هذا من باب ما تم لي ملاحظته من ضعف كبير في صفوف طلبة الجامعة في هذه المادة.

    وكمرجع لهذا يمكنكم زيارة الرابط التالي

    101 ريض مشاكل وحلول

    http://www.s-qu.com/forum/showthread.php?t=30309

    و

    أولادنا والرياضيات

    http://www.minshawi.com/vb/showthread.php?t=4377


    و

    قصص احصائية

    http://www.minshawi.com/vb/showthread.php?t=3186


    دعونا ننفض الغبار عن كواهل عقولنا و ندخل العصر من أوسع أبوابه.

    دعونا نستثمر الطاقات العلمية المهمشة في عوائلنا, او التي توقفت عند حد تقديم دروسهم لطلبة المدارس, ثم باقي يومهم لا علاقة لهم بذلك العلم.

    دعونا نميز كل عائلة ممتدة بفن معين من فنون العصر, كما هو معرف بين الناس حاليا "ذولا فلاليح", "ذولا قصاصيب" , "ذولا صواغ" , "ذولا نجارين" , "ذولا صناع"..الخ من التعريفات التي تعارف عليها الناس إلى وقت قريب

    هل من مناصر أم أن الفكرة فوق مستوى أسرنا الممتدة؟


  3. #233

    افتراضي

    إعتراض و رد

    لقد عرضت هذا المشروع على مجموعة من الدكاترة "كسمنار" فلما تعرضت لأهمية

    قيام الأسرة بتشكيل قاعدة بيانات لها, تحتوي على العديد من إحصائيات الأسرة كــعدد (المواليد السنوي داخل الأسرة, المسنين, المعلمين والمعلمات بتخصصاتهم, طلبة وطالبات التعليم العام بمختلف مراحلهم التعليمية, ذوي الإحتياجات الخاصة, الدخول الشهرية المتفاوته داخل الأسرة, عدد الفقراء و الموسرين, عدد أساتذة الجامعات, عدد المهنين و الفنيين....الخ)

    قام أحد الدكاترة و قال: هذا ليس من مهامنا بل من مهام الدولة التي تعيش فيها تلك الأسرة, فالدولة هي المسؤولة عن إجراء تلك الإحصائيات من أجل وضع الخطط.

    قلت له: لا خلاف, الدولة عليها دورها, ونحن ككوادر لأسرنا علينا ما علينا من إجراء إحصائيات داخل أسرنا من أجل وضع خطط جزئية لبناء أسرنا بناء ربانيا يتناسب مع عصر المعلوماتية.


    هذا النوع من الإعتراض يذكرني باعتراض حصل في أوربا (قرييا من عام 1538م) حول قيام بعضا من الباحثين بإجراء إحصاء للمواليد الجدد و المرضى و أسباب الوفايات الحديثة و عدد عقود الزواج و التعميد الكنسي.

    فقد ورد

    في كتاب عنوانه "تاريخ الإحصاء" الأسس التاريخية و الفلسفية للإحصاء و الإحتمال / د. عبدالطيف يوسف الصديقي.

    في صفحة 22 من هذا الكتاب ما نصه

    "و حتى فلاسفة القرن الثامن عشر نظروا إلى أن حصر المرضى أو المواليد يعتبر تدخلا في شؤون الإلهية و لكن سرعان ما كبح هذا الرأي بفضل المعارضة الشديدة"

    ومن الأوامر الرسمية التي كللت تلك المعارضة بالنجاح ما ورد في النص التالي من نفس الكتاب و الصفحة

    "بدأت التسجيلات ...في إنجلترا عام 1538م بأمر قضائي من قبل الملك هنري الثامن و لكن الأمر يعود في الواقع إلى القائد الثوري توماس كرومويل (1540 - 1485 م) الذي أشار إلى التسجيل الحقيقي لجميع عقود الزواج و التعميد والوفيات"

    إنتهى النقل


    إنني أقول: ما ذا لو لم تنجح المعارضة الواردة اعلاه, ماذ لو نجح الكنسيون و تم إنتصار الدولة لرأيهم, كيف سيكون واقع العالم اليوم لا إحصائيات و لا قواعد بيانات ولا خطط خمسية ولا عشرية ولا حتى دوله حديثه بالمعنى الدارج اليوم.


    مرة أخرى إن ترددنا (ككوادر لأسرنا) في إجراء أحصائيات عديدة ومتنوعة لأسرنا الممتدة أو الكبيرة "آل فلان", نبني عليها مشاريع البناء الموصوفة في مداخلات موضوعنا هذا السابقة , لهو نوع من التأخر في بناء مجتمعنا لهو نوع من التفكير الكنسي الذي سبق أن أوردناه.

    ولا تعارض مطلقا بين قيام مؤسسات الدولة بإجراء الإحصاءات اللازمة للخطط الكلية
    و بين قيام كوادر كل أسرة ممتدة بإجراء إحصاءات خاصة بها لبناء مشاريعها التربوية التعليمية العائلية. الم نسمع عن الإقتصاد الكلي و الإقتصاد الجزئي. فالعملية لا تعدوا من كونها "بارتشننق" للمجتمع و معالجة كل جزء على حده.

    فمتى يا ترى تنشط الأسر الكبيرة "آل فلان" و تمضي قدما في تشكيل قاعدة بيانات خاصة بها.؟ ومتي نرى مخططي العائلة يصممون خططهم البنائية على ضوء تلك القواعد من البيانات؟

  4. #234

    افتراضي

    حديث يتكلم عن أهمية المشروع

    صاحب المقال التالي يستعرض مشكلة من مشكلات الجيل المعاصر ثم يؤكد على أهمية
    إستحداث نظام تربوي مستجد يحول دون حدوث تلك المشكلة وتفاقمها.

    د. المقريزي بدوره, يخاطب صاحب المقال و يقول

    دونك هذا المشروع "بناء الأسر الممتدة بصورة عصرية"

    فهو عبارة عن نظام تربوي مستحدث يسعى لحل العديد من المشكلات و منها تلك المشكلة التي تعرضت لها في مقالك.

    شكرا لك




    "المكابدة" "أم الاختراع"

    د. مشاري بن عبدالله النعيم
    دائما أقول لمن حولي ان جمال الحياة لايمكن أن يتحقق بالاستقرار الذي يؤدي إلى الكسل ولا بالاضطراب الذي يصنع القلق، فهناك مسألة "المكابدة" (وخلقنا الانسان في كبد) التي تختلف نسبيا من شخص إلى آخر وأن هناك درجات يشعر فيها الانسان بالمعاناة الشديدة لكنه يشعر بسعادة غامرة وهو يعيش تلك المعاناة ويتغلب عليها ليرتقي بعد ذلك في سلم "المكابدة" أو ينخفض حسب مايراه القارئ (فالارتقاء عندي هو في تجاوز الصعوبات داخل سلم المكابدة الفطرية المكتوبة على الانسان).

    أربط "المكابدة" بتشكل الطموح عند الانسان وتنامي دوافع العمل لديه والسعي الدائم إلى النجاح. دون وجود درجة من درجات "المكابدة" لاتتشكل لدى الانسان كل هذه الدوافع، وأذكر هنا أن أول العادت السبع هي "المبادرة" والانسان المبادر غالبا ما "يتحسس المكابدة" ويعمل وفق حسه الانساني الذي يفترض أن يقوم به، لذلك هو "مبادر" من أجل دفع ما ومن حوله إلى الافضل. المبادرة ليست مسألة جينية بل تربوية والمكابدة هي المنهج التربوي الذي يصنع المبادرة عند كل إنسان. ولعلي أربط "المكابدة" كذلك بخلافة الأرض، فقد خلقنا الله من أجل عمارة الأرض، و"عمارة الأرض" لايمكن أن تتحقق إلا بدرجات المكابدة المختلفة، وإلا ما الذي يدفع الانسان للعمل من أجل عمارة الأرض إذا كان ليس بحاجة إلى ذلك. البعض يرى في المكابدة معاناة وشقاء ويسأل نفسه لماذا كتب عليه هذه المعاناة والشقاء، رغم أنه لايوجد "لذة دون ألم" أي انه لا يمكن الشعور بلذة الحياة دون هذه المعاناة. وبشكل عام يمكن ربط "المكابدة" بالحاجة، وكلنا كنا نقول ونحن صغار وحتى بعد أن كبرنا ومازلنا نقول "الحاجة أم الاختراع" وفي اعتقادي أنه لم يكن ليكون هناك أي اختراع دون "مكابدة" فعندما اخترع الانسان الأول "العجلة" (الدولاب) كان نتيجة لمكابدة ومعاناة عاشها في نقل الاشياء فظهرت العجلة وكذلك النار التي أصبحت جزءا إنسانيا رغم أنها كانت ضمن الظواهر الطبيعية التي تحدث حوله فدجنها وشعر بالحاجة لها نتيجة للبرد والحاجة للتدفئة في المقام الأول ثم أكتشف بعد ذلك منافعها الأخرى.

    أنا أقول ان "المكابدة أم الاختراع" وأقول انه عندما يصل الانسان إلى حافة الاستقرار الكامل الذي يصنع الدعة والكسل "تتكلس" المكابدة وتتراجع المبادرة ويصبح الانسان مجرد "كائن مستهلك" وهناك عينات كثيرة تعيش بيننا لا هم لها إلا الاستمتاع بالحياة من وجهة نظرهم طبعا، لأنه وكما قلنا لا لذة دون ألم، وأن الانسان لا بد أن يشعر بالالم والمكابدة مهما كانت درجات استقراره فطالما أنه كائن حي فقد كتبت عليه المكابدة. على أنني أشعر ببعض الاستغراب أحيانا مما يحدث حولي فدرجة المعاناة التي يعيشها الشباب في مجتمعنا هذه الأيام لم توقظهم بعد ولم تشعرهم بأن عليهم أن يكونوا مبدعين لتجاوز الصعوبات التي يعيشونها حاليا. انني أسأل نفسي ألف مرة "لماذا تشكلت لدى كثير من شبابنا حالة الاستسلام"؟ وأنا هنا لا أعمم لكني أتحدث عن ظاهرة واضحة. وسؤالي الأكبر هو "هل يشعر شبابنا بالمكابدة أم أن هناك من يشعر بها بدلا عنهم"؟ استمرار لثقافة الوصاية التي مارسها الجيل السعودي الوسيط على ابنائهم.

    في اعتقادي أن مشكلة الجيل الشاب الحالي هو أنه وجد من يعاني بدلا عنه حتى في القبول في الجامعة، الأب والأم من يشعر بالألم وهما اللذان يشعران باللذة عندما يقبل ابنهما أو ابنتهما في الجامعة وحتى عندما يتخرجا من الجامعة. الشخص المعني هنا مغيب تقريبا، حتى أننا لا نجد من الشباب من يصارع من أجل تحقيق الذات إلا ما ندر، فقد وجد من يصارع من أجله ومن يفكر في مستقبله ومن يخطط له ومن يصرف عليه، فلماذا يشغل باله ولماذا يزعج نفسه. شبابنا وصل إلى حالة الاستقرار الكسول الذي يفرغ الانسان من قيمته في هذه الحياة.

    ومع ذلك فأنا هنا لا استطيع تحميل الجيل الشاب كل المسؤولية فقد تربى هكذا ووجد نفسه منذ الصغر مسلوب الارادة فحوله من يفكر عنه ومن يعمل المستحيل كي ينجح في المدرسة ويحقق الدرجات الكاملة ولم يواجه من يقول له "انت مسؤول عن مستقبلك" أو "ورينا مراجلك" (ولا اعلم ماذا كان يقال للمرأة في الماضي لكن دون شك كانت المرأة افضل حالا من اليوم وأنا هنا أقيس الأمر على أمي، أطال الله عمرها، التي عاشت طوال حياتها عصامية). اعتقد أن المشكلة هي مشكلة الجيل الوسيط الذي عاش بداية المعاناة وتطور مع تطور البلد ونما مع نموها الاقتصادي، فعمل على أن لايعيش ابناؤه المعاناة التي عاشها وحاول أن يجنبه "المكابدة" الفطرية، فظهر لنا جيل "مؤسلب" يعرف الكثير (بحكم الانترنت والاتصال الكوني) وينجز القليل لأنه تربى على أن هناك من سينجز ويعمل من أجله. قتلت في هذا الجيل "المكابدة" التي تحث على الابداع فغابت الحاجة وغاب الاختراع، ولا سبيل للتعديل الآن إلا من خلال بناء نظام تربوي يعيد تشكيل "ذهنية" العمل لدى الشباب، فما يقوله القطاع الخاص في حق الشاب والشابة السعودية هو "صحيح" ومن خلال تجربة "تدريبية" واقعية تبين أن أكبر مشكلة يعاني منها الشباب السعودي هي "الالتزام"، فكيف بربكم يمكن لإنسان أن يلتزم و"يكابد" وهو لم يعش المكابدة بدرجاتها الصعبة التي تحث على العمل وتحقيق الذات.

    أقول ان الجيل السعودي الشاب مظلوم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فنحن نحمله المسؤولية التي لم نعلمه إياها، ونطلب منه أن يبدع ونحن لم نصنع لديه محفزات الابداع ونقول عنه انه "جيل كسول" ونحن من ربيناه على الكسل وقمنا بكل ما كان يجب هو أن يقوم به. ما نحتاجه الآن هو أن نفكر بجد كيف يمكن أن نعيد تأهيل هذا الجيل، وكيف يمكن أن نزج به في معاناة الحياة التي تجعله يعمر الأرض ويبنيها كما أمره الله ولكن بالتدرج. هذا الجيل بحاجة إلى ما يشبه العلاج الطبيعي البطيء لكن المدروس المخطط له من أجل تحقيق نتائج بعينها، والنتائج التي يفترض أن نحققها هي بناء جيل من القادة الذين يتحملون المسؤولية ويعون دورهم في بناء هذا الوطن ليس من أجلهم فقط بل من أجل الأجيال القادمة.


    =====================
    http://www.alriyadh.com/2008/05/24/article345055.html
    الرياض
    السبت 19 جمادى الأولى 1429هـ - 24 مايو 2008م - العدد 14579

  5. #235

    افتراضي

    مقال كالسابق في المداخلة السابقة

    نحو (تربية أكثر ذكاءً) لكي نعيش!
    د. عبدالله البريدي





    الواقع يؤكد على أننا نعيش (أزمة تربوية) حادة في مجتمعاتنا العربية -ومنها مجتمعنا السعودي-، والمخيف أن هذه الأزمة تتفاقم دون وجود ما يدل على أننا نأخذ المسألة بالجدية الكافية، فلسنا نرى أي جهود ذات طبيعة تكاملية في مشهدنا التربوي الذي يحتم علينا

    أن نقوم بدراسات تشخيصية منهجية دقيقة وشاملة لواقعنا التربوي بشكل شفاف في ضوء التحديات الكبار التي نعيشها، لنخرج ب(كشف تربوي) يجلي لنا أين نقف وأين يجب أن نتجه وما هي الفجوة وكيف نردم تلك الفجوة وكم نحتاج من الموارد البشرية والمالية والمعلوماتية والتقنية؟ وليكن ذلك (الكشف) كل ثلاث سنوات مثلاً، ولتقم به مؤسسة علمية أو بحثية، وليدعم هذا المشروع بما يكفي من الباحثين الجادين والموارد المالية والمعلوماتية اللازمة، ولنعكس نتائجه في أنماطنا التربوية ومناهجنا الدراسية وبرامجنا الإعلامية..

    وهنالك مؤشرات تجعلنا نقرر بأننا قد لا نكتفي بعدم الوعي أو بعدم الاعتراف بتلك الأزمة الخطيرة، بل نتجاوز ذلك إلى حد الغفلة أو التغافل عن حقيقة أن (التربية) هي قدرنا المحتوم الذي لا يسعنا أن ننفك عنه كأفراد، ولا أن نتخلّق كمجتمع متصف بالإيمان والعقلانية والإرادة الذكية والأخلاق والتسامح من غير الولوج في رحمه، فنحن جميعاً نربى ونربي، ننجح تارة في ممارساتنا التربوية ونخفق أخرى، نخطئ ونصيب، ونحن في ذلك كله نتحمل عنت التربية ومشقتها، ونقاسي آلامها وصعوباتها، مجتازين لا محالة سهولها وجبالها... ومن الخطأ الاعتقاد بأن التفوق التربوي هو نتيجة مضمونة نقطفها بمجرد ممارستنا لأي نمط تربوي، فالتفوق يكمن في الاصطباغ بنوع من الذكاء في تلك الممارسة في إطارنا الثقافي الحضاري.

    والحقيقة أن ثمة ما يؤكد على ضرورة تبني الدعوة إلى جعل تربيتنا أكثر ذكاء، فمن ذلك ظهور اتجاهات ومفردات سلوكية غريبة في بيئتنا التربوية، مع قدر من الهزال الفكري والأخلاقي واللغوي والجمالي لدى شرائح عريضة من أبنائنا وبناتنا؛ فنحن نشاهد ونسمع عن ممارسات سلوكية رديئة في المدارس والأماكن العامة وغيرها؛ في وقت تتنوع وتزداد التعقيدات في (المعادلة التربوية)، فشمس الفضائيات الإعلامية -مثلاً- لا تكاد تسطع على أرضنا من غير جديد تقذفه في أدمغتنا وأفئدتنا في كل لحظة زمنية نعيشها!! وهذا (الجديد) -بجانب (القديم) والمتراكم- لابد أن ينال حظه وافراً غير منقوص في التأثير على عملية التربية سلباً وإيجاباً؛ والتأثير حاصل على (من ُيربي) و(من يتربى)... فمشاهدة الطفل لمباراة واحدة قد تكسبه نمطاً جديداً في التفكير أو سلوكاً جديداً، قد يظهر لنا وقد يبقى مستتراً عنا، فمثلاً قد يسلط المخرج الكاميرا على أحد المشجعين الذين لونوا وجوههم بأصباغ الدنيا، لتفاجأ بأنك مطالب في اليوم التالي بإحضار (صبغة) مشابهة لأبنك أو (قلم ليزر)، وقد تتخلق لدى أطفالنا طريقة معوجة في التفكير أو مفردات قيمية رديئة حتى ولو لم يطلب منك الصبغة أو القلم!

    وبخصوص التربية الذكية التي ننشدها، فإنه يمكن القول بأن تلك التربية يمكن أن تتأسس على قاعدة فكرية تبدأ بالتعرف على أسرار (التربية الفعالة) وتمر بتعرية الخرافات التي تحيط في عملية التربية في عالمنا العربي، في بيوتنا ومدارسنا ومساجدنا وإعلامنا، حيث يتيح ذلك للمربين مدخلاً ذكياً وعملياً في ذات الوقت، يستطيعون من خلاله أن يحققوا أهدافهم التربوية الطموحة بكل كفاءة واقتدار، حيث تعد أسرار التربية بمثابة (أسنان المفتاح التربوي) الذي يلج في عقل التربية وروحها وجسدها، في حين يمكننا تشبيه تجنبنا للخرافات التربوية ببرامج الوقاية والتطعيم ضد الفيروسات والميكروبات والأمراض، وتنتهي بوضع برامج عملية مربوطة بقيم وإرشادات تربوية تضمن تحقيق الأهداف من جهة وعدم الخروج عن (أخلاقيات التربية) من جهة ثانية.

    وتمتاز أسرار التربية بقابليتها للضغط في عدد قليل من المبادئ والقواعد والإرشادات والنصائح والتطبيقات التربوية، مما يجعلها سهلة لشرائح المربين باختلاف أوضاعهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والنفسية. وحتى لا يبقى حديثنا عن تلك الأسرار وأهميتها نظرياً، مما يجعل البعض غير مقتنع ولا مكترث بما أقول، يتوجب علي أن أورد شيئاً من أسرار التربية الفعالة.

    فمن الأسرار التربوية ما يمكننا تسميته ب (البرمجة التربوية)، ولا نقصد بذلك الدعوة إلى (البرمجة الثقافية) أو (البرمجة الفكرية) التي تؤطر تفكير الإنسان وتعمل على استنساخه وسلبه تميزه واغتيال تفرده داخل إطارنا الثقافي، كلا، فهذا أمر مرفوض ونواتجه وخيمة؛ حيث يسهم بشكل كبير في إضعاف (الذكاءات المتنوعة) في المجتمع كما قد يولد نفوراً أو مشاكسة مضرة... إذن فنحن لا نذهب إلى شيء من هذا وإنما نروم البرمجة التربوية، والتي تعني - بكل بساطة- أن يكون المربي أياً كان ذا نفس (طويل) و(حازم) في غرس المكون التربوي الجيد في عقل المتربي ووجدانه، سواء أكان ذلك اتجاهاً أو قيماً أو سلوكاً، فلو تفحصنا أداءنا التربوي في بيوتنا ومدارسنا ومساجدنا، لوجدنا أننا في الغالب نعجز عن استصحاب حزم تربوي يكفي لغرس المكون التربوي المستهدف لدى أبنائنا وطلابنا، فالأب أو الأم في البيت لا يطيقون الصبر وتحمل تكاليف برمجة أطفالهم -مثلاً- على أداء التحية لهم، فالبعض يتطلع لجعل أبنائه يحيونهم ويقبّلونهم بطريقة وأوقات معينة، والسيناريو المتكرر هو حماس مؤقت لدى الأب والأم لأيام عدة، ثم ما يلبثون أن ينسوا أو يتناسوا أو ينشغلوا أو يتشاغلون، والنتيجة هي تبرم من عدم جدوى التربية وعدم قابلية الأطفال لكي يتعلموا سلوكاً حميداً أو مهارة جديدة؟

    ويتكرر المشهد ذاته في المدرسة والجامعة، حيث يكثر الأساتذة من لوم الطلبة ورميهم بكل نقيصة تربوية، وما شعر أولئك أن الأولى بالملامة هم الإدارة والطاقم التعليمي، حيث إنهم فشلوا في برمجة طلابهم على النحو الذي ينشدونه، وفي هذا السياق أذكر قصة حقيقية وقعت لي إبان وجودي في بريطانيا، حيث طلبت المدرسة مني أن أحضر مع ابنتي ذات الأربعة أعوام في مرحلة الروضة بشكل يومي لمدة أسبوعين أو ثلاثة، نظراً لعدم تأقلم ابنتي مع المدرسة وكثرة بكائها، سعدت بتلك الفرصة التي تمنحني نافذة أطل برأسي منها على الممارسة التربوية في المدارس البريطانية، وبالفعل بدأت بالدوام الصباحي من التاسعة حتى الثانية عشرة لمدة تقترب من الثلاثة أسابيع، لم تكن معرفتي بأن المعلمة في الفصل تحمل شهادة الماجستير هي المفاجأة الوحيدة أو الكبيرة، بل كانت قدرتها الفائقة على برمجة طلابها، كانت محمّلة بكميات هائلة من الصبر ووقود لا ينفد من طول النفس، حيث تشرف على دخول الطلاب إلى الفصل، وكانت تأمر كل واحد منهم أن يضع صندوق الطعام -الفسحة- في مكان محدد وأن يعلق الجاكيت في موضعه، مع ملاحظة أن كل طالب منهم قد خصص له مشجب خاص وقد دون عليه الطالب اسمه بخط يده، ثم تأمرهم بالجلوس على الأرض لتجلس هي على الكرسي أمامهم وتبدأ بعملية تحضيرهم، وفي التحضير ذاته تواصل عملية البرمجة الذكية للسلوك حيث تقول لكل طالب - وهي تحضر- (صباح الخير يا....)، ليرد كل منهم (صباح الخير مس...). أسبوع واحد أو يزيد قليلاً كان كافياً لكي تنجح تلك المعلمة الحازمة في برمجتها التربوية!! ونحن نرى في الكثير من مدارسنا وجامعاتنا وشوارعنا فوضوية وممارسات سلوكية لا تطاق... فهل نتهرب من دفع تكلفة البرمجة التربوية لمدة أسبوع أو شهر، ليكتب علينا دفع تكاليف الإخفاق التربوي والهزال التعليمي الدهر كله... لماذا تنجح جامعة عريقة كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في برمجة طلابها على الجدية والمثابرة واحترام الوقت وحسن استغلاله ومن الساعة الأولى لدخولهم إلى باحة الجامعة؛ في حين تخفق أكثر جامعاتنا وكلياتنا ومعاهدنا ومدارسنا في تحقيق ذلك حتى اللحظة الأخيرة من خروج الطلاب من حدود جدرانها؟!

    لنفعل ما نشاء؛ ولكن لنعلم أن: المجتمعات لا تتقدم بثرواتها المالية وإنما بثرواتها البشرية... فالبشر بذكائهم وعَرَقهم هم من يصنع التنمية، وهم من ُتصنع التنمية لهم... فهل نقتحم فضاء التنمية البشرية وندفع كافة تكاليفها - التربوية وغيرها- لكي نعيش كما يجب أن نعيش!


    =========================
    http://www.al-jazirah.com/100595/ar8d.htm
    الجزيرة

  6. #236

    افتراضي

    لــ اللجنة الثقافية

    هل تغيب التنمية الثقافية عن واقعنا الاجتماعي..؟

    د. علي بن حمد الخشيبان
    لا اعلم تحديدا لمن أعطي المسؤولية في قضية غياب التنمية الثقافية القادرة على إدارة المجتمع فكريا وتنمية وعيه وتقديره للمجتمع ومنتجاته الحضارية والثقافية، هل المسؤولية تقع على المخططين أم على المجتمع أم الفكر المجتمعي أم من..؟.
    التنمية الثقافية يبدو أنها لاتجاري مثيلتها الاقتصادية في مجتمع يتطور بشكل كبير فليتنا نسمع عن مشروع ثقافي في مقابل كل مشروع اقتصادي أو اجتماعي، كل ما نملكه حول الثقافة في مجتمعاتنا هو تظاهرات ثقافية لا تعدو كونها فعاليات تنتهي وتنسى بانتهاء الحدث.

    فكرة التنمية الثقافية فكرة عظيمة وضرورية للبناء الاجتماعي ففي التنمية الثقافية تتغير المسارات الاجتماعية نحو الأفضل ويمكن من خلالها أن ندير العمليات الفكرية للمجتمع بطريقة ايجابية بل نستطيع من خلالها قراءة المستقبل وإدارته بطرق سهلة.

    التنمية الثقافية وحتى لا تؤخذ الفكرة التي اطرحها بشكل خاطئ هي ليست التعليم أو الاقتصاد أو الاجتماع، التنمية الثقافية هي منهجية تستوعب كل منتجات المجتمع لتحوله في النهاية إلى أنشطة فكرية واجتماعية يتم ممارستها في المجتمع ويتفاعل معها الأفراد بأساليب متفاوتة ولكنها في النهاية عنصر أساسي في تحديث إدراكهم عن الواقع الاجتماعي من حولهم.

    ولكي تكون الصورة قريبة فإن تنمية الثقافة المعنية هنا هي قدرة المجتمع على تطوير آليات لتحقيق الوعي الكافي ولجلب المجتمع للتفاعل مع الثقافة بمضمونها الاجتماعي ومنتجاتها بما يضمن تحقيق المجتمع لمتطلباته الفكرية الحقيقية.

    نحن نعاني من حساسية مفرطة من مدلول الثقافة والسبب في ذلك إننا نجهل الكثير من إسهاماتها، لذلك نحن نعرف وجها واحدا من الثقافة المجتمعية هذا الوجه غالبا غير مكتمل لدينا مع العلم أن حساسية الاقتصاد والتعليم على سبيل المثال هي اكبر أثرا على الحياة الاجتماعية حال تأثيرها سلبا الواقع.

    التنمية الثقافية لا تكتمل دون مساهمة الأنساق الاجتماعية الأخرى سواء التربوية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وإذا غابت هذه الأنساق عن مساهمتها الاجتماعية خلقت هوة ثقافية في المجتمع بين الأفراد وبين تلك الأنساق.

    الحقيقة القاسية أننا ندخل الآن في مسار تتداخل فيه معنا العولمة لتشكيل الثقافة لدينا وتكوين الأنشطة الفكرية التي يمارسها المجتمع، هذه العولمة إن لم نستطع استضافتها بطريقتنا الخاصة ووفق إمكاناتنا فهي ستحل علينا بطريقتها وبأسلوبها الذي تراه هي وليس ما نراه وهنا مكمن الخطر.

    التنمية الثقافية والفكرية أهم كثيرا من أي تنمية بما فيها التنمية الاقتصادية ولكن مشكلتها أنها لا تحدث ولا يمكن دفعها دون إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة وهذا يمنحنا حقيقة تقول إن إغفال التنمية الثقافية في ضل سلسة التنمية المتلاحقة سيكون له من الآثار السلبية كما لو لم تحدث تنمية اجتماعية شاملة.

    هذه الفكرة ليست مجازفة من اجل دعم التنمية الثقافية ولكنها حقيقة واضحة فكثير من المجتمعات التي تعمل على تنمية نفسها في مجالات معينة وتغفل ذلك الجانب الثقافي المجتمعي تفاجأ بأن احتفاء مجتمعها وأفرادها بتلك التنمية يضل محدودا وغير مقنع، والسبب أن تلك المجتمعات التي جلبت لها التنمية الكثير من مقومات الحياة الحديثة لم تتعرض إلى تنمية ثقافية وفكرية تجعلها تقدر كل تلك الجهود المالية والتخطيطية التي بذلت في سبيل جلب تلك التنمية إلى ذلك المجتمع.

    التنمية الثقافية اليوم وهي مطلب أساسي لردم الهوة التي تبنى بين مقومات النمو والتحديث الاقتصادي والتنظيمي في المجتمع فالمجتمع القادر على تحقيق مقومات النمو بشكل سريع ليس بالضرورة أن يكون قادرا على منهجية التعامل مع هذا التحديث من خلال خلفيته الفكرية والثقافية لذلك هو بحاجة التنمية ثقافية.

    إننا بحاجة إلى تخطيط محكم لإدارة عمليات الثقافة في المجتمع بما يتوافق مع متطلباتنا المحلية وبتكيف مع الثقافة العالمية التي أصبحت وبفعل العولمة واقعا لا نستطيع الخلاص منه ولا حجبه.

    العولمة كما اعتقد هي إعادة لبناء ثقافة العالم وفكره في جميع المجالات بما يحقق متطلبات الحضارة والنمو السريع في التقنية القادمة من المجتمعات الغربية والمستهلكة في بقة دول العالم.

    هذا النمو سيعيد تعريف الكثير من قضايانا الفكرية والاجتماعية بطرق اكبر من قدرتنا على التخلص منها، لذلك نحن نتوقع أفكارا مختلفة سوف تجد لها مكاننا في المجتمع وبين إفراده ولن يكون لدينا القدرة على منع أو حتى التخفيف من ذلك التيار الجارف للعولمة الذي يتدفق عبر الفضاء ولا يمشي على الأرض.

    إن من اكبر الأدلة على تأثير العولمة وبداية بروزها لاجتماعي هي تلك الظواهر المرتبطة بمتابعة الإنتاج العالمي من الأفلام السينمائية، في مجتمعاتنا هذه الظواهر أصبحت جزءاً من التكوين الثقافية للمجتمع وبدأنا نسمع أن من دوافع السفر والتنقل ما هو مربوط بمشاهدة احدث الأفلام العالمية في دور السينما القريبة منا، هذا مثال بسيط يتشابه معه البحث مثلا عن الكتب والمكتبات وعن المؤسسات الثقافية الراعية للأنشطة الفكرية.

    العالم اليوم يتغير والمجتمعات تتغير والظروف الاقتصادية سوف تستمر بضغطها العالمي على المجتمعات لعدة سنوات قادمة لذلك يجب أن تحظى التنمية الثقافية بقدر كبير من الاهتمام من اجل مساعدة المجتمع فكريا على مواجهة الأزمات الاقتصادية والتحولات العالمية.

    المزيد من المساحات المفتوحة في الثقافة وممارستها وجعلها معبرة عن الواقع الاجتماعي يعتبر مطلبا أساسيا لكي نردم تلك الهوة الثقافية التي قد تحدث في واقعنا الاجتماعي.

    التغير الذي نراه الآن لدى كثير من الأفراد وخصوصا الشباب منهم من ممارسات نطلق عليها بأنها غربية هي في حقيقتها ليست عمليات تقليد هوجاء بل هي ثقافة جديدة يستقبلها المجتمع وسوف ينشأ عليها هؤلاء الشباب وتصبح جزء من تكوينهم الفكري وقد ينقلونها إلى أبنائهم مستقبلا لذلك يبقى السؤال المهم: ما هي الكيفية التي يجب أن نطور من خلالها مشروعات ثقافية تستوعب الأبعاد الاجتماعية وتتكيف مع الواقع العالمي..؟.

    القضية ليست بهذه البساطة فالكثير من المجتمعات في العالم المماثل لنا لن تكون قادرة على إدارة ثقافتها إذا لم تستوعبها من خلال مشروعات وتنمية ثقافية تنطلق من بناء لمشروعات فكرية ومشروعات فنية ومشروعات إبداعية وثقافية تستوعب الثقافة العالمية وتتكيف معها بطريقة ماهرة بدلا من تركها والتظاهر بحجم تأثيرها.

    الكثير من المجتمعات في العالم ليس أمامها خيار فلن تصبح قادرة على إغلاق الفضاء بأفكار تقليدية فالكثير من مقومات الحياة الثقافية والاجتماعية يجب أن تتعرض للتطوير.

    الكثير من الحساسيات يجب أن تزال من طرق التطوير الثقافي فليس أمام الكثير من مجتمعات العالم من خيار للسكوت ثم انتظار المفاجآت الاجتماعية والتي غالبا لن تخرج عن مسارين فهي إما تطرف إلى اليمين (إرهاب) أو تطرف إلى الشمال وهذا ما يجب على المجتمع أن يتخلص منه عبر خطط تستوعب الحياة الثقافية وتعمل على تنميتها، ففي التنمية الثقافية يتحقق الوعي الاجتماعي وتتضح أهمية المجتمع الثقافية ويتم تقدير التطوير والنماء الذي يتحقق في المشروعات الاقتصادية والتربوية وغيرها.




    ===================
    http://www.alriyadh.com/2008/05/26/article345461.html
    الرياض
    الأثنين 21 جمادى الأولى 1429هـ - 26 مايو 2008م - العدد 14581

  7. #237

    افتراضي

    لــــ اللجنة المالية

    حدثني شخصا اجتمعت به في أحد المناسبات عن صندوق عائلته فقال


    للتو صفينا صندوق العائلة..
    قلت له: لماذا؟
    قال: لقد توسع الصندوق لدرجة خفنا أن تتراكم عليه الديون و يزداد الطلب على الإقراض دون مزيدا من التسديد والإيداع.
    وقال: لقد سار صندوقنا العائلي لسنين عديدة خادما للعائلة و أفرادها, لكن توسع القائمين عليه في إحداث العديد من البرامج المالية المتنوعة أخاف العديد من أفراد الأسرة مما حدا بنا لتصفيته وتسكيرة, كما أن حجم العائلة كبر وزاد توسعا.

    قلت له: لعل هذه تكون تجربة أولى لكم, تستفيدون منها لإعادة فتح الصندوق بظوابط أكثر دقة, ولعلكم تستقون نظام صندوقكم من الأسر الأخرى التي نجحت في إدارة صندوقها العائلي. كما يمكنكم إستحداث صندوقان مستقلان كل صندوق لفرع من فروع العائلة حتى يبقى حجم الفرع مناسبا لا تتفاقم معه المشاكل.

    وقلت له أيضا: المال كما تعرف عصب الحياة, ولا يمكن إدارة صندوقكم بالطرق التقليدية المعتادة, لا بد من إستخدام علم المحاسبة الحديث ودراسة جدوى كل برنامج مالي جديد يشرف عليه الصندوق, هنا تحتاجون لمتخصصين من أبناؤكم وبناتكم في علم المحاسبة والإدارة و الإقتصاد. عليكم أن تتصوروا أن صندوقكم المالي هذا كصندوق و ميزانية أحد الشركات العاملة في البلد , له نظامه الدقيق الذي لا ينبغي التلاعب به أو إدارته بشكل عشواي عاطفي.


    وقلت له أيضا: يمكنكم التفكير ببرامج مالية (آنية) بين أعضاء الأسرة , مثل الدفع الآني لكل مقبل على الزواج, يكون هناك قائمة بأسماء الأفراد من الأسرة الذين هم مستعدون للدفع لكل من هو مقبل على الزواج من أفراد الأسرة كل بحسبه (100, 200, 300, 400, 500, ..) فهذه الأموال تجمع و تعطى للمقبل على الزواج حالا. و هؤلاء المساهمين سيعود عليهم الدور في الإستلام إما هم أو أولادهم عندما يقبلون على الزواج, فهي فزعة جماعية عند قرب حدوث الحدث المعين و تنتهي بانتهاء الحدث. وتعود هذه الفزعة مرة أخرى عند حدوث حدث مماثل.

    من أمثلة تلك الأحداث التي أرى أن يُفزع لها فزوعا آنيا ما يلي:
    حريق منزل أحد أفراد الأسرة.
    حدث مروري مكلف من قبل أحد أعضاء الأسرة
    تراكم ديون على أحد أعضاء الأسرة من جراء بناء منزل العمر.
    :
    :
    الخ مما تتفق عليه الأسرة.

  8. #238

    افتراضي

    مقال صاحبه يدعو لأهمية دمج الشباب في اسرهم الكبيرة
    وعدم تركهم لعوامل التعرية المتعددة.

    دمج الأولاد في العائلة والعشيرة: ملاذ من الفراغ والاستلاب.

    د. أسامة عثمان 3/6/1429
    07/06/2008



    مما يلفت الأنظار في مجتمعاتنا العربية ظاهرة الفراغ, ويتبادر إلى الأذهان - فور ذِكْرها- الشباب, ممن خفّت كواهلهم عن الأعباء والمسؤوليات, وفارت في أجسادهم وعقولهم مظاهر القوة والحياة, وهنا مكمن المفارقة؛ إذ حين تتوفر أسباب العطاء, تتكاثر عوامل التشتيت والهدر!!

    لستَ بحاجة إلى كبير عناء حتى ترى هذه الظاهرة المتنقلة في مظاهرها, في شوارعنا وأحيائنا وفي صحبة الإنترنت, في المقهى, أو في البيت... ليس الفراغ ظاهرة جديدة, ومنذ القدم عالجه الدين بالتوجيه, والشعراء بالتحذير. ففي الحديث: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" ومن الشعر قول أبي العتاهية:


    إن الشبابَ والفراغَ والجدة
    مفسدةٌ للمرء أيُّ مفسدة


    مسؤولية الآباء:
    يتحمل الآباء مسؤولية كبيرة في هذه الظاهرة؛ وإن وجدنا من الآباء البارين بأبنائهم من يهدونهم إلى مسالك الخير, ومناشط الحياة النافعة؛ فإننا حين التدقيق نلحظ ثغرة ربما تغيب عن بال بعض الآباء, أو يستهين بها بعضهم الآخر, تلكم هي غلبة النصيحة والتوجيه النظري على الخطط العملية, والمشاريع الفعلية, وهنا نلفت الانتباه إلى واحدة من تلك المسالك التي تقتضي التنفيذ قبل الحث والتوجيه, وتقوم على اصطحاب الأولاد إلى الفعاليات الاجتماعية المتعددة, من خلال إحياء دور العائلة في احتضان الأبناء, أو تفعيل هذا الدور لإعطاء الشباب المشاركة التامة مع والديهم, وتحميلهم المسؤولية فعلاً, بل زجّهم فيها, دون الانتقاص منهم, أو التأخير من رتبتهم. الأمر الذي لا نلحظه في البيئات العربية, على تفاوت بينها؛ إذ نرى الآباء يعفون _ أو يكادون _ أولادهم من تلك الفعاليات؛ مما يوهن العلاقات الأسرية, ويترك الأولاد بعيدين عن حضن الأسرة, وبعيدين عن جو العائلة الكبرى, أو العشيرة؛ فلا يُنَشَّؤوا على تلك القيم، منذ الصغر, ثم تكون النتيجة عندما ينضج الولد جفاءً وتنافراً بينه وبين عائلته, وبين قيمه وقيمهم, وفي المقابل نلحظ بيئات عربية ما زالت العائلة والعشيرة فيها تضطلع بهذا الدور الصانع للرجال منذ الصغر, وما زالوا ينظرون إلى المعنى الذي افتخر به الشاعر العربي قديماً:


    إذا مات منا سيّدٌ قام سيدٌ
    قؤولٌ لما قال الكرامُ فعولُ


    ولا نكشف سراً إن قلنا إن كثيراً من الانحرافات التي يقع فيها الشباب تعود إلى افتقادهم للدفء الأسري, والإشباع العاطفي, والشعور بالانتماء, ما يوقعهم في الفراغ الفكري والعاطفي, قبل الفراغ في الأوقات؛ ويضحون نهباً للمؤثرات الفاسدة الغريبة عن مجتمعاتنا وأخلاقنا وقيمنا؛ وتكون المفارقة أكثر, والمفاجأة أوقع حين نرى أسراً صالحة وآباء صالحين, لكنهم يخفقون في الحفاظ على السمات الضرورية في شخصيات أولادهم الشباب, ومن الأسباب في ذلك وجود الانقطاع وعدم الاصطحاب من الوالد للأولاد إلى جو العائلة؛ فقلّ أن تجد والداً يصحب ابنه الذي بدأ يدرج في الفتوة إلى محافل الرجال؛ وكأن البعض يريد أن يتخفّف من أبنائه، ويتذرع البعض بأن الأبناء خُلقوا لزمان غير زمان الوالدين, وأنه "لا يريد أن يكتم على أنفاس الولد", وهو لا يبقي نصيباً للقواعد الأخرى المصاحبة للسابقات؛ من مثل مسؤوليته عن تربية أبنائه, وأن هذه التربية لا تعني فقط صوْن الولد من الانحراف, ولكنها بعد ذلك تتضمن صنع الأبناء ليغدوا رجالاً, وهي غاية لا تتحقق بالوعظ والتوجيه النظري, إنما تفتقر إلى المصاحبة والقدوة والتدريب والمعايشة والتجارب, وقد قيل: "كمال العقل طول التجارب".

    وقد كان مجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- يحفل بالصحابة الكرام من كبار السن وصغاره, وقصة حديث النخلة يصلح مثالاً على تمثل الصحابة الكرام لهذا المعنى, وهذه الطريقة التي تصنع الرجال على دين الأمة وثقافتها, وتدفع التوهم بوجود انفصال, أو افتراق بين مجتمع الكبار من الكهول والشيوخ من جهة ومجتمع الشباب والفتيان من جهة أخرى.

    ففي صحيح البخاري ‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ أن رسول الله ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم- ‏ ‏قال:" ‏‏إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها, وهي مثل المسلم حدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البادية, ووقع في نفسي أنها النخلة. قال ‏عبد الله: ‏ ‏فاستحييت. فقالوا: يا رسول الله أخبرنا بها. فقال رسول الله ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم ‏-: ‏هي النخلة. قال ‏عبد الله:‏ ‏فحدثت أبي بما وقع في نفسي؛ فقال: لأن تكون قلتها أحب إليّ من أن يكون لي كذا وكذا".
    ومن الفوائد ذات الصلة أن ابن عمر- رضي الله عنه- لم يمنعه صغر سنه من مصاحبة والده عمر بن الخطاب- عليه رضوان الله- في مجلس النبي – عليه الصلاة والسلام- وأن عمر قد أبدى لولده رغبته الشديدة في مشاركته, وأن ينال شرف الإصابة في الجواب؛ ما يدل على تعزيز دوره, ورفْع مكانته, وهو يعكس نموذج التربية العملية, بدمج الولد في قلب الحياة العلمية والاجتماعية, والمشاركة الفاعلة فيهما.
    وليس يخفى ما يتشرّبه الولد من ثقة يستشعرها من أبيه, ومن علاقاته, وفعالياته في المحافل والمجالس والمساجد وغيرها, وليس بالضرورة أن يكون الوالد في الكل مبرّزاً, ولكن مجرد الحضور والمشاركة مع الناس يشعر الطفل أو الفتى بالانتماء, ويكسبه الأدب بمفهومه العام تعاملاً ولباقة وحسن تصرف في مواقف الأفراح والأتراح, وسائر المناسبات.
    لقد كان خلفاء بني أمية حِراصاً على تأديب أبنائهم, وإكسابهم الصفات العربية من الفروسية, بمعناها العام, والفصاحة, حتى قال عبد الملك بن مروان متحسراً: "أضر بنا حبّ الوليد فلم نرسله إلى البادية"، والشاهد أن الوالد ينبغي عليه الحرص قدْر الوسع والطاقة أن يتخيّر لولده البيئة التي تكسبه الصفات الأولى التي يبتنى عليها, وأما وسائل العصر وتقنياته, فليس يخفى أنها بعد تلك المكونات الثقافية, وهي تابعة لها تتوجّه بتوجيهها.

    الأب في الأسرة قدوة وقائد:
    الأب في أسرته وبين أولاده قدوة وقائد, "والرجل في أهله راعٍ, وهو مسؤول عن رعيته"، وَقَالَ بَعْض الْعُلَمَاء في تفسير قوله تعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). [التحريم:6] لَمَّا قَالَ: ( قُوا أَنْفُسكُمْ) دَخَلَ فِيهِ الْأَوْلَاد; لِأَنَّ الْوَلَد بَعْض مِنْهُ. كَمَا دَخَلَ فِي قَوْله تَعَالَى: (وَلَا عَلَى أَنْفُسكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ). [النُّور:61] فَلَمْ يُفْرَدُوا بِالذِّكْرِ إِفْرَاد سَائِر الْقَرَابَات. فَيُعَلِّمهُ الْحَلَال وَالْحَرَام, وَيُجَنِّبهُ الْمَعَاصِي وَالْآثَام, إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَام. [تفسير القرطبي].
    فلا يجوز أن يخلي الوالد, أو الوالدة, مكانيهما لأية وسيلة, بل عليهما أن يحرصا على أن يكونا المرجعية الصالحة لأولادهما, وما أشد خسارة ذلك الأب الذي انشغل بجمع المال؛ لتأمين الحاجات المادية لأولاده والوسائل الخادمة لهم ونسي- في سبيل الخادم- المخدوم!!


    ومَنْ ينفقِ الساعاتِ في جمْع ماله
    مخافةَ فقرٍ فالذي فعل الفقرُ


    وحتى يكون الوالد جديراً بقيادة أبنائه طوعاً وتقديراً, لا بالسلطة الأبوية والإكراه, لا بد أن يكون ذا شخصية متميزة مؤثرة, بفكره وسلوكه, بالقدرة على إعطاء الرأي, وتمثل الموقف في كل شأن ذي بال من العام أو الخاص, وهذا يتطلب منه الوعي الديني والفكري, وليس بالضرورة أن يكون الوالد عالماً حتى يستطيع ذلك, بل تكفيه الثقافة الإسلامية العامة, والمتابعة للحياة ومستجداتها؛ حتى لا يبدو خارج العصر.

    فالوالد المؤثر يزوّد أولاده وزوجته باستمرار بآراء منبثقة من دينهم وثقافتهم؛ فلا يكونوا خلوا من الثقافة والموقف, عرضة لأن يُشغلوا بما هبّ ودبّ من الثقافات الطائشة التي تتناثر في عصر العولمة كالشرر؛ فالكأس الفارغ عرضة للملْء بالضارّ والنافع.
    وهذا يتطلب من الوالدين المتابعة, ودوام التجدد؛ فلم تعد الثقافة والاطلاع, وما كانت, من كماليات الأمور, بل إنها اليوم ترقى إلى درجة الواجب الذي لا يتم الواجب إلاّ به, وهي اليوم متاحة، وإذا لم تتوفر للوالدين فإنهما يستطيعان بالتوجيه والصحبة أن يقودا أولادهما إلى مظانّها, ويشرفا عليهم حتى يلمّوا بها, أو يتمثّلوها.
    وينسحب هذا الأمر على مجالات الترفيه كما انسحب على مناحي التربية الأخرى. إذن ليس الحديث عن قمْع الأبناء, أو إلغاء شخصياتهم, أو التنكُّر لخصوصية عصرهم واحتياجاتهم, ولكنه خطوات في القِوامة والرعاية, وخطوات نحو المواكبة والمسايرة التي تجعل الآباء لأبنائهم أقرب. بخطوات من الأبناء بالارتقاء إلى العضوية الفاعلة في مجتمعاتهم وأمتهم, وخطوات من الآباء نحو العصر بالتفهم والتجدد حتى لا يفقدوا الأهلية للقيادة والتأثير.

    أهمية قيام الوالد بدمج أولاده في العائلة:
    انطلاقاً من تلك القيادة التي يضطلع بها الوالد؛ فإنه يتوسع بأبنائه من أسرته الصغيرة إلى أسرتهم الكبيرة؛ ليتعرفوا أنسابهم, ولهذا أهمية شرعية معروفة تتمثل بالقدرة على الوفاء بالحقوق التي أوجبها الشرع, أو حث عليها تجاه الأقارب، بحسب درجات القرابة, وتفصيل ذلك في كتب الفقه. وله أهمية متعلقة بموضوعنا.قال عمر بن الخطاب:" تعلّموا النسب, ولا تكونوا كنبط السواد، إذا سُئل أحدهم عن أصله قال من قرية كذا".

    فلا يخفى أثر الانتماء إلى العشيرة والاجتماع بها؛ إذ ينمّي في الفرد الشعور بالمسؤولية الجماعية, والحرص على صوْن عشيرته من كل ما يشينها, أو يجلب العار أو السبّة عليها, والمنقصة, ثم هو إن لم يلتزم بتلك الأخلاق والشيم بوازع من نفسه, فإنه يلتزم بوازع من الخارج, يظهر ذلك بوضوح في بعض ضعاف النفوس حين يغترب عن بيئته وقومه؛ فإنك تجده أكثر جرأة على التجاوز والانحراف. وإنك تجد الفرق واضحاً بين تجمعات سكانية لا ترتبط بعلاقات من القرابة والمصاهرة, وبين أخرى ترتبط بهما, إلاّ أن يخرجوا عن هذه القاعدة لقوة النزعة الدينية.
    وقد أخرجت القبيلة العربية رجالاً اختارهم الله- سبحانه- ليكونوا مادة الإسلام الأولى, ولم يسعَ الإسلام بعد ذلك إلى هدم كيان القبيلة, أو سحب الاعتراف بشرعيّتها, بل إنه أقرّها, وأقرّ مخرجاتها, بعد تهذيبها بالإسلام, كما في الحديث "خياركم في الجاهلية، خياركم في الإسلام إذا فقهوا".
    وعلى الرغم من التحديات العصرية التي تواجه هذا الهدف, وصعوبة تمثله في تجمعات, يشتد فيها وقع الحياة, وتتراكم الأعباء, إلاّ أنه يبقى هدفاً مرجوًّا, نقاربه قدْر الوسع والطاقة, ولا نغفله, وكثيراً ما تنتج الغفلة عن روتين الحياة, ورتيب العادات. فتفعيل الحياة الاجتماعية, في حياة الشباب, باندماجهم في الأسرة والعائلة والعشيرة؛ بما تنطوي عليه من قيم وعادات, وبما توفّره من علاقات اجتماعية دافئة, منضبطة بضوابط الشرع. ثم الانطلاق إلى المشاركات المجتمعية الفاعلة, لا شك أنه يساهم في صناعتهم, بقيم ذاتية تؤكد الهوية والثقافة، وتكون حارسة لهما.


    =====================
    http://www.islamtoday.net/articles/s...52&artid=12893
    موقع الاسلام اليوم

  9. #239

    افتراضي

    أداة تواصل جديدة
    يمكن للجنة التعليمية في الأسرة تنشيطها ومتابعتها و تطويرها



    نقول لكل مهتم بأحوال الأسرة ممن ليس لديهم لجنة تعليمية بعد, يمكنك إرسال الرسالة الجوالية التالية للمعلمين والمعلمات في أسرتك الكبيرة و حثهم على تفعيلها و تذكيرهم بأجرها عند الله.

    بداية الرسالة

    من باب صلة الرحم التعليمية ندعوكم إلى إرسال رسائل جوالية لطلبة
    وطالبات ذوي قرباكم ممن هم في نفس المرحلة التي أنتم تقومون بتعليمها,
    تحتوي هذه الرسائل على أسئلة ذات أجوبة إختيارية من مقرراتكم التي أنتم
    تُدرسونها, وذلك من أجل تركيز تلك المعارف في أذهانهم. إفعل ذلك من آن لآخر.
    و أختم رسالتك بــ: أرسله لزملائك او زميلاتك.

    إنتهت رسالة الجوال.




    أهداف هذا العمل
    1
    صلة رحم عصرية, و ستتولد دافعية عند كل معلم و معلمة ليبحث عن جوالات الطلبة والطالبات من أسرته الكبيرة ممن هم في نفس المرحلة التعليمية التي يقوم هو (هي) بتعليمها.

    2
    إشعار ذوي قرباكم باهتمامكم بهم تعليميا

    3
    تزكية للعلم الذي يحمله المعلم والمعلمة بين جوانحهم, حيث أنهم بهذا يعملون خارج دائرة الراتب.

    4
    تقويه لطلبة وطالبات ذوي قرباك.
    "أيود أحدكم....وله ذرية ضعفاء.."

    5
    نحن على مشارف عصر المعلوماتية, لذا وجب أن نساهم في تهيئة أقاربنا لهذا العصر

    6
    سيكون لدى البعض من الطلبة والطالبات دافعية لطرح هذا السؤال في فصله وبين زملائة
    و مناقشتهم حول حله, وربما طرحوه على أستاذهم, فكان مدعاة للنقاش.

    7
    هذا العمل نوع من البذور التي نرجو أن تثمر و تقود للمشروع التالي
    http://islameiat.com/cms10/php/discuss/
    ماحك جلدك مثل ظفرك

    8
    و غير ذلك كثير

  10. #240

    افتراضي

    مقال
    يمكن أن تستفيد منه
    اللجنة المالية + لجنة التوظيف و التزويج في العائلة




    في بيتنا عاطل

    تسنيم الريدي 30/5/1429
    04/06/2008



    تمثل البطالة التحدي الأكبر أمام كل طالب شارف على التخرج من الجامعة، خاصة وقد ندر بيت في مجتمعنا يخلو من شباب عاطل عن العمل، حتى غدت البطالة مشكلة المشاكل في معظم دول العالم، ولم تنجح في القضاء عليها أو التخفيف من حدتها سوى بعض الدول، والتي لم تحذو الدول العربية والإسلامية حذوها في التقدم الصناعي والتجاري، فصار حال كثير من الشباب يُرْثَى له بسبب الفراغ المدمر، الذي يأكل أعمارهم، ويقضي على أحلى سنواتهم، فمرض النفوس، وضعف العزائم أصبح من السمات الاعتيادية على مُحَيَّا بعضهم، ويستشري الكسل في حياتهم، ويقع بعضهم فريسة لجهات مشبوهة، والدخول في أنفاق مظلمة.



    البطالة والأزمات النفسية

    توجهنا إلى الشباب الذي يحمل هذه الهموم فيبدأ ( محمود 24 عامًا من سوريا) حديثه قائلًا: " تخرجتُ وعملت كبائع بقوليات، وكنت أشعرُ بالحرج الشديد عندما يسألني الأصدقاء والأقارب عن طبيعة عملي، وتحت هذا الضغط تركتُ العمل حتى أجد وظيفة مناسبة لتخصصي كمحاسب، وكنت بين شِقَّيِ الرَّحَى؛ حيث إنني كنت راغبًا بالزواج بمساعدة أبي ماليًّا، لكن أهل فتاتي رفضوني زوجًا لابنتهم، سواء بائعًا أو عاطلًا، وهذا زاد نفسيتي سوءًا، وانعكس ذلك على سلوكياتي، فأصبحت عنيفًا ضَيِّقَ الصدر، أَسْهَرُ كثيرًا خارج البيت في التسكع، وبات أمر زواجي مستحيلًا."
    ويختلف معه (محمد هاني 26 عامًا من الأردن) قائلًا :" أؤمن أنّ العمل داخل البلاد العربية غير مجدٍ على الإطلاق؛ حيث إنه يتسبب في تفكك الأسرة بأن يسافر الأب للعمل، ويترك زوجته وأولاده، وينشأ عن ذلك أضرارٌ أسرية بالغة، لذلك فقد سافرتُ إلى أوروبا فَوْرَ تَخَرُّجِي، واصطحبت معي زوجتي وابني الصغير، وقررنا الاستقرار هناك لمدةٍ، رغم مخاطر الحياة الاجتماعية على ابننا مستقبلًا، لكنني أنوي العودة إلى الأردن عندما يُقَارِبُ سن المراهقة".

    وتضيف (آسية 20 عامًا من الجزائر) :" ما زلت أدرس، لكنني بدأت في الحصول على الدورات التدريبية اللازمة لإيجاد فرصة عمل جيدة بعد التخرج، وحاليًا أعمل بجانب دراستي في وظيفةٍ براتبٍ صغير لحين التخرج، فأعتقد أن لقب موظفة في مكان بسيط، رغم الشهادة الجامعية المرموقة، أفضل من لقب عاطلة".

    ويعلق ( حسين 22 عامًا من مصر) قائلًا : " تسوء نفسية الشباب بنظرة المجتمع السيئة إليه، فالبعض يرون أنه إنسان فاشل لا مكان له في الحياة، والآخرون يرون أنه ضحية ظروف اقتصادية وسياسية، ولا يعتمد عليه، بل ويعتبره جزء منهم عالةً عليهم".

    وبأسًى شديد يضيف (عبد المجيد 25 عامًا من مصر) :"تخرجت من أحد المعاهد التجارية، ولم أجد عملًا إلا خَبَّازًا في الحي الذي أقطن فيه، فكنت أعمل صباحًا وأسهر ليلًا مع رفقاء السوء، خاصة مع سخط أبي عَلَيَّ بسبب طبيعة عملي، فقد كان يخجل مني أمام الناس. قادني الاكتئاب النفسي إلى طريق المخدرات، وعلم أهلي بعد مدة طويلة عندما هاجم رجال الأمن منزلنا، ووُضِعْتُ خلف القضبان، وفكرت وقتها متسائلًا: لماذا انتقمت من نفسي؟!!".



    عاطل في البيت

    وكان علينا أن نلقي نظرة داخل البيوت التي تشكو ابنًا أو أخًا أو زوجًا عاطلًا، حيث تقول (أم أيمن 44 عامًا من مصر) : "ابني الأكبر عاطِلٌ عن العمل منذ 3 سنوات، ويتأرجح بين الوظائف المؤقتة من وقتٍ لآخر، وقد أَثَّر جلوسه في البيت علينا جميعًا؛ حيث يصطنع المشكلات مع إخوته، ويجلب أصدقاءه من الشباب العاطل إلى البيت في ظِلِّ وجود أخواته البنات؛ ليقضوا وقت فراغهم في اللهو واللعب، وعندما أتحدث إليه أحزن؛ حيث يسيطر الاكتئاب عليه، فهو إما على هذا الحال من الفراغ، أو منطوٍ لا يخرج من غرفته لمدة أيام".
    وتضيف (رحمة 24 عامًا) : "البطالة لها أضرار كثيرة في اتجاه الشباب إلى السرقة، وذلك لحقدهم على مَنْ يملكون مالًا، فقد شاء ربي أنْ ألتحق بوظيفة جيدة بعد التخرج، في حين أن أخي الأكبر ما زال عاطلًا منذ تَخَرُّجِه، وبسبب حقده عَلَيَّ صار يعاملني بقسوة، أو يخاصمني أيامًا، والأسوأ أنه صار يسرق راتبي؛ لأن مصروف أبي لا يكفيه!
    حاولت كثيرًا أن أبحث له عن فُرْصَةِ عملٍ حَتَّى يَشْغَلَ وقته بشيء مفيد، ويكون له مصدر رزقه الخاص، لكنه يتمسك بوظيفةٍ تُنَاسِبُ شهادته الجامعية، وهذا بات مستحيلًا في عصرنا الحالي"!



    اختلالات أثمرت البطالة

    حملنا هموم الشباب إلى المتخصصين، عسانا نجد حلًّا لهذه المشكلة، وتوجهنا في البداية إلى الأستاذ رمضان بديني، الباحث الاجتماعي والشرعي بالمركز العالمي للوسطية – بالكويت -، والذي بدأ حديثه قائلًا : "جعل الله عز وجل من غاياتِ خَلْقِ الإنسان على الأرض إعمارَها والاستخلافَ فيها، ولا يتحَقَّقُ إعمار الأرض إلا بالسَّعْيِ والعمل الجادِّ، كما قال تعالى: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}. فالْمَشْيُ في مناكب الأرض لإعمارها مقصدٌ رباني يتساوى فيه الغني والفقير، وكل مَنْ له استطاعة على السَّعْيِ والعَمَلِ؛ فمن المفاهيم الضيقة للبطالة قَصْرُها على الفقير فقط، وكأن الغني خُلِقَ ليكون عاطلا بأمواله!
    بل على الجميع أن يتعاون ويتكاتف حسب إمكانياته وطاقاته وقدراته؛ لتحقيق سنة الله في الأرض بإعمارها والسعي في مناكبها.
    وقد حَدَثَتْ بعضُ الاختلالات التي ازدادت معها أسباب البطالة، فأسباب البطالة في الدول الغَنِيَّة تختلف عنها في الدول الفقيرة؛ فالشاب الذي نَشَأَ مُرَفَّهًا، يجد ما يطلب دون تعب أو عناء، غالبًا ما يتكاسل عن القيام بعملٍ أو حرفة، وهو ما يُوجِدُ لديه وقتَ فراغٍ كبيرًا، ربما يستغله استغلالًا سَيِّئًا، وهذه البطالةُ بطالةٌ اختيارية؛ أي أنّ صاحبها يَلْجَأُ إليها بِمَحْضِ اختياره تكاسُلًا وطَلَبًا للراحة. ويُقَابِلُهَا نوعٌ آخَرُ من البطالة، وهي البطالة الإجبارية –وهي أكثر انتشارًا في بلادنا-؛ فالفقيرُ الذي لا يملك حِرْفَةً أو مِهْنَةً أو مالًا يستثمره، يكون عُرْضَةً لبطالةٍ أكثرَ فَتْكًا وضراوة.
    كما أنّ كثيرًا من الدول –خاصَّةً في وطننا العربي- تحرص أنْ تُبْقِي أبناءها أسارى الجوع والفقر والحرمان؛ حتى ينشغلوا بأنفسهم، ولا تتعدى آمال وطموحات أحدهم تحصيلَ ما يَسُدُّ به رمَقَهُ ورمق أبنائه، وهذه بَطَالةٌ مُمَنْهَجَةٌ ومَقْصُودَةٌ، وما تَمُرُّ به الكثير من بلادنا من ظُلْمٍ وتَعَسُّفٍ وانسدادٍ سياسيٍّ يؤدي إلى هروب المستثمرين وأصحاب رءوس الأموال، وما انتشر في المجتمع من بعض القِيَمِ والأخلاق المخالفة لديننا الحنيف؛ مثل انتشار الرِّشْوَةِ والواسِطَةِ والمحسوبية؛ وهو ما يُعْطِي الأمانة لغير أهلها، والعمل لغير الكُفْءِ له، وهذا يُحْدِثُ خللًا في المنظومة المجتمعية.
    كما يتسبب ضِيقُ أُفُقِ بعضِ الشَّبَابِ- خاصَّةً المتعلمين منهم- وتَحَجُّرُ تفكيرهم على وظيفة بعينها، إلى انتشار البطالة بينهم، فإذا لم تتوفَّرْ له جلسَ يَنْدُبُ حَظَّهُ العاثر، ويستهلك عمره يومًا بعد يوم في انتظار الوظيفة الْمُرَفَّهَةِ ذاتِ الدخل العالي.



    شبابنا والنقمة على المجتمع

    وعن تأثيرِ هذا الشباب العاطل على المجتمعات الإسلامية يضيف الأستاذ رمضان بديني قائلًا: "تتسبب البطالة في:
    1- فقدان الكثير من الشباب روحَ الانتماء والحبِّ للوطن.
    2- إصابتهم باليأس والإحباط والنقمة على المجتمع.
    3- انصراف الكثيرين منهم لقضاء وقتهم في أماكن الشبهات والمحرمات، وربما يَلْجَأُ بعضهم لتناول المخدرات، وشُرْبِ الخمور، هروبًا من الواقع المرير، وربما يلجأ بعضهم للحصول على المال من طُرُقٍ غير مشروعة لِسَدِّ هذا الأمر.
    4-ربما يلجأ بعض العاطلين إلى السرقة والاحتيال والنَّصْب للحصولِ على المال لِسَدِّ احتياجاتهم الضرورية؛ وهو ما يُؤَدِّي إلى انتشار الجريمة والأمراض الاجتماعية المدمرة.
    5- تكريس الطَّبَقِيَّة، واتساع الفجوة بين الأغنياء الذين يَسْتَغِلُّون الحاجة لتكديس الأموال والفقراء الذين يَرْضَوْن بأدنى الأجور للحصول على لقمة العيش.
    6- وأمّا أبرز الآثار السياسية فتتمثل في عُزُوفِ الشباب عن المشاركة السياسية والعمل الحزبي؛ وذلك إمّا لِفَقْد روح الانتماء للوطن، وإما انشغالًا بتحصيل لقمة العيش، كما تؤدي لإشاعة العنف بين الشباب، واللجوء إلى الإرهاب والتطرف أحيانًا.



    المشروعات الصغيرة بداية الطريق

    أما الأستاذ وسام محمد فؤاد الباحث بالمركز العربي الإسلامي للدراسات، فقد أضاف قائلًا : " أعتقد أن انتشار البطالة يعود لافتقاد الشباب لِحِسِّ المغامرة، والجرأة على اقتحام العمل الخاص بما ينطوي عليه من مخاطر، كما أنّ نظام التعليم لدينا لا يتضمن عمليةَ تأهيلٍ لسوق العمل، إلى جانب أنه لا يُرَاعِي اعتباراتِ سوق العمل، ولهذا لا نَجِدُ من بَيْنِ شبابنا مَنْ هو مُؤَهَّلٌ بصورةٍ كُلِّيَّة، ولديه اتصالاته للعمل، أو للبحث عن عمل.
    والبطالة تُسَبِّب الانكسار النفسي للشباب، خاصةً مع تَأَخُّرِ سِنِّ التأهُّلِ لبناء المشروع الاجتماعي الْمُصَغّر (الأسرة)، وهذا ما يُؤَدِّي بالشاب إلى التسكع،
    واحتمالات الارتباط برفقة السوء.
    وتتسبب البطالةُ اقتصاديًا في التأثير على قُوَّة العمل؛ حيث تحرم المجتمع من القيمة المضافة لجهد الشاب العاطل.
    أما سياسيًا: فالمفروض أن تعني عدم استقرار سياسي، لكنها في مجتمعاتنا لا تُنْتِج الأثر السياسيّ بقدر ما تَتَكَرَّسُ في صورةِ عُنْفٍ اجتماعي فقط، وذلك بسبب قدرات الدولة على القمع، وهنا فالعلاج هو في المشروعات الخاصة والصغيرة المغامرة برأس مال صغير؛ حتى يقف المشروع على قدميه، ولو اضطر الشاب إلى استدانة هذا المبلغ.



    تكاتف الجهات المعنية

    وعن رأي علم الاقتصاد في حجم هذه المشكلة ينضم للحديث الدكتور الداعية محمود الفار، الخبير المالي والاقتصادي بالمركز الإسلامي لمدينة كالكري بكندا، قائلًا :" إذا أردنا أن نقوم بتحليل المشكلة، فهي في جانبٍ ترجع إلى قعود الشباب عن العمل، وضياع أو فقدان الهمة لديهم للعمل، كما أنها ترجع في جانب آخر إلى أصحاب الأعمال وقطاع المستثمرين، الذين قد لا يهتمون بإيجاد فُرَصِ عملٍ حقيقية، بقدر ما يهتمون بزيادة فُرَصِ الربح وتكثير الأموال لديهم بطرق أخرى، قد لا تعود بالنفع على المجتمع ككل.
    كذلك الأسرة مسئولة، بسبب غياب دورها الأساسي، في توجيه الأبناء منذ نعومة أظفارهم، وتدريبهم على تأصيل القِيَمِ الدينية والْخُلُقِيَّة في واقع حياتهم، وأهمية شَغْلِ الفراغ دائما بما هو جادٌّ ونافِعٌ من أعمال.
    والقائمون على المساجد مسئولون، بما لهم من أدوار في توجيه قطاعات الشباب إلى أهمية وقيمة العمل، وبيان منزلة مساعدة الآخرين في الإسلام، وكذلك القيادات في النوادي الاجتماعية، والجمعيات الأهلية، والنقابات المهنية، لهم دَوْرٌ في إعادة تأهيل الشباب وتوجيهه إلى مجالات خدمة المجتمع، وإسداء الأعمال النافعة.
    ولا يجب أن ننسى كذلك الدور الهامَّ والمؤثر لأجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، إذا ما استطاعت الدولة توجيهها الوجهة الصحيحة، في تصحيح مفاهيم الخواء والفراغ الفكري لدى الشباب، والذي يُعَدُّ رافدًا أصيلا في البطالة والتسكع.


    ======================
    http://www.islamtoday.net/articles/s...55&artid=12875
    موقع الاسلام اليوم >> بيت الأسرة

صفحة 24 من 27 الأولىالأولى ... 142223242526 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مؤتمر طيبة الدولي للكيمياء 2009م
    بواسطة minshawi في المنتدى مؤتمرات وندوات ودورات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-07-09, 02:53 PM
  2. جامعة طيبة تستضيف معرض الفيصل
    بواسطة نور قلبي في المنتدى مؤتمرات وندوات ودورات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-04-09, 10:09 PM
  3. مؤتمر طيبة الدولي للكيمياء
    بواسطة نور قلبي في المنتدى مؤتمرات وندوات ودورات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-12-09, 11:01 PM
  4. جامعة المدينة العالمية في طيبة الطيبة
    بواسطة بـدر الـمـحـيـا في المنتدى التربية والتعليم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-14-06, 06:04 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-10-05, 10:25 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جميع الحقوق محفوظة لموقع منشاوي للدرسات والابحاث