صفحة 14 من 27 الأولىالأولى ... 4121314151624 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 131 إلى 140 من 261

الموضوع: ذرية ضعافا-ذرية طيبة (Extended Family)

  1. #131

    افتراضي



    وسيلة إقناع
    لأهمية تواجد الإعلام العائلي




    من يغذي أطفال أسرتك الكبيرة بالطعام؟ (أكيد أهليهم)



    و من يؤمن لهم كسائهم؟



    و من يؤمن لهم مسكنا يستقرون فيه؟


    من يؤمن لهم وسائل إتصال ؟



    من يؤمن لهم وسائل مواصلات؟



    لا أخالكم إلا تقولون أهلهم سيبذلون قصاري جهدهم للقيام بهذه الواجبات.


    طيب

    من يغذي عقولهم إعلاميا؟

    من المسؤول عن ترتيب المعلومات داخل ذاكرتهم؟


    الجواب

    إنها مأساه, إلا من رحم الله

    فهلا إستعددنا لتغذيتهم إعلاميا

    هلا إستعددنا إلى ترتيب ما بذاكرتهم من معلومات؟

    ام نتركها للغير و للتغريب يرتبها كيفما إتفق

    بل يرتبها ترتيبا يضمن بقائه وتواجده في ديارنا ونهب ثرواتنا

    بل يُرتبها ترتيبا لتصبح تلك الشخصيات غصة في حلق أمتهم العربية والإسلامية.


    عندما يترك الأولاد طعام بيتهم و يذهبون للأكل من طعام الجيران او من غيرهم

    عندما يترك أبنائنا مساكنهم ويذهبون للنوم في الإستراحات او في الآماكن غير المخصصة لهم

    عندما يرمون ملابسهم التي خصصناها لهم و يشحذون ملابس أخري من الغير

    كيف سيكون تصرفنا معهم؟


    كيف وهم يتسكعون على الموائد الإعلامية المسمومه, و ما أكثرها

    فهل نفيق؟

    أكيد سنفيق, وبحول الله وقوته سنفيق.

  2. #132

    افتراضي



    اللجنة الشرعية العائلية


    هم أفراد من العائلة ذكورا كانو أم إناثا
    لهم اهتمامات و ميول شرعية
    يوجد لهم ركن مخصص في موقع العائلة

    أفراد العائلة يطرحون تسائلاتهم الشرعية
    و تلك اللجنة تسعى جاهدة للإتصال على أهل العلم و البحث عن إجابة لتساؤلاتهم
    و مع الزمن , بالتأكيد تلك اللجنة سيرتفع مستواها العلمي, و ستتعرف على المشكلات الفقهية التي تواجهها اسرتهم,

    و من أدوار هذه اللجنة البحث في أطفال الأسرة وشبابها و شاباتها ممن لهم ميول شرعية
    بحيث توجههم للكتب النافعة و ترعاهم حتى يكونوا طلبة علم , و ترعاهم حتي يتبؤو مكانة عليا في العلم الشرعي.
    فيكون بهذا ذخرا لأمتهم وو طنهم وأسرهم.

  3. #133

    افتراضي

    رؤي جديدة للعمل التربوي

    مايلي عبارة عن مقال يثير فيه الكاتب حفظه الله, أهمية طرح رؤي جديدة للعمل التربوي
    أدرجه هنا وكل يستفيد منه حسب مرئياته

    لكني اقول لكاتب المقال , دونك هذا المشروع "البناء العائلي الممتد" فقد نحقق من خلاله ما صبوت إليه في مقالك هذا.


    بداية المقال

    هل حان الوقت لرسم رؤية تربوية؟

    محمد بن عبد الله الدويش



    يعد المجال التربوي من أنجح مجالات العمل الدعوي المعاصر، وقد حقق العمل الإسلامي منجزات مهمة في الميدان التربوي، واستطاع أن يُخرِج جيلاً متميزاً من الشباب والفتيات، تَمثَّلَ التدينَ في نفسه، وانطلق في الميدان العملي الدعوي.

    ومهما كان من خلل في هذا الجهد التربوي فلا زال يستحق الإشادة والثناء.

    لكن هل نقف من حيث بدأنا؟

    إن ظروف النشأة والتكوين التي صاحبت العمل الإسلامي، والمشكلات التي واجهها، والإمكانات التي يملكها ربما تقودنا إلى قبول نتاج العقود الماضية، ولكن!

    لا زال العمل التربوي الدعوي يفتقر إلى رؤية واضحة شاملة؛ فمفهوم التربية عائم غير محدد، أو يدور في إعطاء الأفراد قدراً من المحتوى العلمي والسلوكي. والممارسات التربوية إما تنطلق من السجية والعفوية، أو وفق ما نسميه (تخطيطاً) وهو لا يعدو رسم خارطة سنوية أو فصلية لمحتوى البرامج التربوية.

    إن انعدام الرؤية في العمل التربوي يقود إلى كثير من المشكلات التربوية، منها:

    1
    أنه يفتح مجالاً واسعاً للتباين والرؤى المختلفة والمتفاوتة؛ والخلاف واتساع التجارب وتنوعها لا اعتراض عليه حين يكون صادراً عن منهجية واقتناع، أما حين يكون صادراً عن غياب للرؤية وتخبط فلا.

    2
    أنه يـؤدي بالمربـي الواحـد إلى تلوُّن أهدافه ورؤاه من وقـت لآخر، حسب ما يجري في الساحة، وحسب ما يسبق إلى ذهنه.

    3
    غياب التجانس في شخصية الفرد؛ إذ هو نتاج رؤى وأفكار متناثرة لا رؤية متسقة.

    4
    غياب التجانس على مستوى الساحة الدعوية؛ والتجانس المنتظر ليس أن يكون الناس على نمط واحد ونموذج واحد، لكنْ ثمة حدٌّ أدنى لا يمكن بدونه أن يوجد تيار ينشئ أعمالاً ومشروعات جماعية منتجة.

    5
    وجود كثير من مظاهر الخلل التربوي التي لا تظهر إلا في الميدان، وحين تظهر يعيش المربون جدلاً طويلاً حول فهمها وتفسيرها، فضلاً عن التعامل معها.

    وحين نطالب برؤية تربوية فطبيعة الرؤية تقتضي أن تتسم بقدر من النظرة الكلية التي ترسم الأطر العامة لشخصية المنتج التربوي لا أن تغرق في التفاصيل المحددة التي ينبغي أن تتسع فيها مساحة التنوع والممارسة، وتستوعب اختلاف البيئات والظروف.

    كما أنها لا يسوغ أن تكون نتاج خواطر تجول في أذهان معدِّيها، أو فكرة طرأت في محاضرة أو مناسبة، فلا بد أن تكون نتاج دراسة عميقة يتاح لها جهد يتلاءم مع أهميتها.

    وهـي تتطـلب أن تنطـلق من مصادر تجمع بين المنهج الشرعي في بناء الفرد المسلم، وظروف الواقع وتحدياته، وطبيـعة المهـمة التي يُعَـدُّ لهـا هذا الجيل، وأن تنـسجم مـع الرؤى العـامة للعـمل الإسـلامي وتسـهم في تحقيق أهدافه.

    وتتطلب اتساعاً لدائرة المعدِّين لها؛ فلا تكون نتاج اجتهادات فردية، ولا نتاج فئة أو أصحاب تخصص معين؛ فالرؤية التربوية تتضمن جانباً يتصل بمحتوى التربية الذي يسهم في بنائه العديد من المختصين في مجالات المعرفة، وجانباً يتصل بعمليات التربية الذي يسهم فيه العديد من المختصين في المجالات التربوية.

    كما أنه من الضروري أن تنسجم كافة أهداف وعمليات التربية مع هذه الرؤية وتسهم في تحقيقها.

    إن الاقتناع بالحاجة لهذه الرؤية، والاقتناع بتجاوز الممارسات التقليدية في بنائها يمكن أن يوجِد لدى العاملين في الساحة الإسلامية خيارات عدة في التنفيذ.


    _______________________
    http://www.albayan-magazine.com/bayan-225/bayan-07.htm


    تعليق
    إنني بشوق عارم لأن أري مرئيات الشيخ المربي محمد الدويش
    حول مشروع "البناء العائلي الممتد".
    و أنا دائما أنادي بأن نخترع لدعوتنا و تربيتنا
    و أن لا نظل مكاننا نراوح.

  4. #134

    افتراضي



    روابط حول الأسرة الممتدة

    تعاريف

    تجارب

    تنظير


    http://www.islamonline.net/arabic/ec...rticle05.shtml


    http://www.iicwc.org/other/famliy/famli06.htm

    http://www.iicwc.org/other/famliy/famli14.htm

    http://www.iicwc.org/other/famliy/index.htm

    http://www.proz.com/kudoz/778329

    http://www.minshawi.com/other/aljuwair.htm
    ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن المنعقدة بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض من 21/2 حتى 24/2 من عام 1425هـ :
    الأستاذ الدكتور/ إبراهيم بن مبارك الجوير

    جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية

    الطاولة المستديرة الثانية المؤسسات المجتمعية والأمنية : رؤي مستقبلية

    رئيـــس الجلســــــة
    سعادة الدكتور/ عوض بنية الردادي
    وكيل وزارة العمل والشئون الاجتماعية للشئون الاجتماعية
    الورقة الأولى

    تمهيـــــد :

    الأسرة من قديم الزمن نظام اجتماعي أو هي وحدة في النظام الاجتماعي الذي ظهر مع خلق الله للإنسان على الأرض وقد مرت الأسرة من بداية نشأتها وحتى وقتنا المعاصر بعدد من التطورات الكبيرة سواء على مستوى حجمها وهيكلها أو على مستوى العلاقات بين أفرادها أو بين الأسرة بعضها ببعض أو من حيث أهدافها ووظائفها وأدوارها.

    :

    الخــــــاتــمة

    إن الأسرة هي اللبنة الأولى في البناء الاجتماعي وهي ظاهرة اجتماعية قديمة قدم الإنسان على هذه الأرض من لدن آدم وحواء عليهما السلام وإلى أن يشاء الله وهي أيضاً مجتمع صغير يمكن من خلاله فهم طبيعة المجتمع القائمة فيه لأنها كوحدة بناء في المجتمع تؤثر فيه وتتأثر به ولا نبالغ إذا قلنا أن معظم المشكلات الاجتماعية وحلولها يمكن أن نربطها بعوامل مرتبطة بالمواقف الأسرية ولا يمكن أن نتصدى للمشكلات التي تواجه المجتمع من غير أن نبحث في مشكلات الأسرة ونقوّمها وقد مرت الأسرة بعدد من مراحل التطور سواء في شكلها أو حجمها أو وظائفها وكان من الطبيعي أن تختلف آثار وظيفة الأسرة بحسب مرحلة تطور المجتمع فقد كانت للأسرة آثار كبيرة حينما كانت الأسرة كبيرة وقبل قيام الدولة المعاصرة فقد كانت لها آثار تربوية واقتصادية وسياسية كبيرة ومع ظهور الدولة وسيطرتها على وسائل توجيه الرأي العام انخفض دور الأسرة إلى حد ما وانخفض تأثيرها لا نقول أنه قد تلاشى تماماً ولكن نقول أنه الأسرة قد تقلص دورها في جانب إلى حد ما وزاد في جوانب أخرى على أن الأسرة الممتدة القوية يمكن أن تؤدي أثراً كبيراً في النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وإذا كانت هناك بعض الدراسات التي تنذر بزوال الأسرة وانتهاء دورها فنحن مع الذين يبشرون بأن الأسرة باقية عن رغم كل المحاولات التي تريد أن تهمش أثرها لأن فناء الأسرة مرهون بفناء القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة والجدير بالذكر أن هناك دعاوى كبيرة تقال بصوت مسموع كلها تدعوا إلى العودة إلى الحفاظ على الأسرة ودراسة وتحليل كافة المشاكل التي تعترضها ومطلوب من الباحثين والدارسين أن يكون لهم أثر في ذلك ، فإنه لا يوجد تشريع أرضي ولا سماوي دافع عن الأسرة ووضع لها مقومات وضوابط مثل ما فعل الدين الإسلامي ورسوله محمد × وقد بلغ من تأثير الأسرة في الفرد - من وجهة النظر الإسلامية - أن الرسول × يقول “ ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه “ من هنا فقد عني الإسلام بالأسرة عناية كبيرة بداية من اختيار الزوج لزوجته وتربية الأبناء ورعايتهم وتأهيلهم للقيام بدورهم في الحياة ذلك لأن الإنسان عادة ما يكتسب الأساليب السوية للسلوك والتفكير من خلال تفاعله الاجتماعي واحتكاكه بالآخرين وأن الأبوين هما الوكلاء الأوائل في القيام بهذه العملية وحسب ما فيهم من قيم وسلوكيات فإنه يكتسبها سواء كانت سلوكيات وقيم إيجابية أو سلوكيات وقيم سلبية.

    فالأسرة مسئولة إذاً عن سلوك أفرادها سواء كان سلوكاً إجرامياً أو كان سلوكاً سوياً وقد استطاعت الأسرة المسلمة بما لديها من آثار الإسلام وأخلاقياته أن تبث كثيراً من القيم الإيجابية التي يدعو إليها الإسلام ويحض عليها وقد بدت آثار ذلك في انخفاض معدلات الجريمة في الدول العربية والإسلامية من مثيلاتها في العالم الغربي الذي عمد منذ فترة على الانسلاخ من روابط الأسرة وضوابطها ومقوماتها الأمر الذي أدى بالناس إلى عدم الاطمئنان على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ).

    ===========--------------============

    http://64.233.183.104/search?q=cache...r&ct=clnk&cd=8



    ===========------=-========

  5. #135

    افتراضي

    المقال التالي انقله لكم من مفكرة الإسلام

    ذلك ان عنوان هذا المقال عبارة عن تساؤل

    و انا اري ان إجابة هذا التسائل هو المشروع المطروح هنا وعلى رأسه بندي التعليم والإعلام العائلي
    المفصلة بنودهما في المداخلات اعلاه.

    و اترككم مع المقال و لعل إجابتي على تساؤل الكاتب تصل إليه.



    --------------------------------------------------------------------------------

    الوعي المفقود في عالمنا العربي .. كيف نسترده؟



    تأملات :الوطن العربي :الثلاثاء 12 شعبان 1427هـ – 5 سبتمبر 2006م





    عامر حسين



    مفكرة الإسلام: لعله مما يثير الاستغراب والتعجب أن نجد الغرب الصليبي يتدخل في بلادنا سياسياً واقتصادياً ومعرفياً وثقافياً بل ووصل الأمر إلى التدخل والاحتلال العسكري المباشر كما في العراق، ثم نجد نفراً من بني جلدتنا لا يرون بأساً من ذلك، ولا يهتمون بخطورته، ونسمع في ذلك للكثير من التبريرات الواهية والخادعة التي لا تنطلي إلا على الغافلين. وهكذا نجد أنفسنا مع أبسط حالات اللاوعي، ويصبح قطاع كبير من الجماهير العربية غير مدرك لما يدور في أرض الواقع من صراع متعدد الأطراف، وغير قادر- نتيجة لظروف كثيرة- على اتخاذ الموقف الصحيح تجاه القضايا المختلفة.

    كما لا يختلف اثنان أن من أهم أسباب المحنة التي يعيشها المسلمون في العصر الحديث، ودخولهم تيه التخلف وعدم التمكن من الخلاص، هو فقدان جماهير الأمة وقادة الرأي فيها وصناع السياسة والقادة، للوعي الكامل برسالة الأمة، وما تحتاجه من تضحيات للتحرر والنهوض، وعدم الاستعداد لتقديم التضحيات في سبيل ذلك، وعدم المعرفة الدقيقة للعدو من الصديق .

    وفقدان الوعي بهذه الصورة العامة معناه تفشي وشيوع حالة الغفلة والوهن الذي فسره الحديث الشريف بأنه: [حب الدنيا وكراهية الموت].

    والغفلة أبشع حالة يمكن أن تسيطر على أمة فتجعلها بلا وزن، وتجعلها تتخبط ولا تصل إلى أية غاية، فتتعطل مقاومتها لعدوها، بل تعتبره صديقها، وتحت شعار الصداقة يفعل العدو بالأمة كل شيء من شأنه الإضرار بها وتحجيمها، ولكن –للأسف- لا ترى الأمة في ذلك إلا نوعاً من الصداقة.



    الوعـي هو البصيرة

    إن للبصيرة أو الوعي فوائده الكثيرة منها: الغوص في الأعماق وعدم الوقوف عند السطح. فقد يكون السطح لامعاً براقاً لكن ما تحته خواء، أو خطر محدق، أو معدن مزيف، أي أن الوعي يجنبنا من الوقوع في الخداع والتغرير والتضليل والتزوير. والوعي يفيدنا في الربط بين الأشياء، فما قد يبدو في الظاهر منفصلاً عن بعضه، هو ذو علاقة ـ بنحو أو بآخر ـ بغيره من الأشياء، كما هي علاقة الإعلام بالسياسة وعلاقتهما بالثقافة وعلاقة الجميع بالتربية. وبمعنى آخر، إن الواعي ينظر إلى الأمور والأشياء نظرة شمولية، وليس نظرة تجزيئية، حتى يدرك العلاقة بينها.

    والتدين والإيمان يستلزم بالضرورة الوعي والبصيرة، أما إذا كان تديننا بلا وعي وإيماننا بلا بصيرة، فإنّه سيكون تديناً ساذجاً.

    والوعي ذو أثر أكبر من دائرة الشخص الواعي نفسه، فهو بوعيه يمكن أن ينير الدرب للآخرين الذين تنطلي عليهم الألاعيب والخدع والشعارات والتصريحات والإعلانات والدعايات، أي أنه يفتح عيونهم للإبصار أكثر، وهذا ما يفعله أرباب الوعي الإسلامي العميق في كتاباتهم وخطاباتهم التي تزيد في وعينا وقدرتنا على التشخيص الدقيق.

    والوعي يفتح الأبواب المقفلة بالكثير من الاستيضاحات، كما أن كل شيء بالنسبة للواعي مادة للدرس، يأخذ منها درساً وعبرة ويحللها، ويقرأها بعيون ثانية، فيزداد معرفة بالأشياء والأشخاص والأفكار والعلاقات.



    الوعي السياسي

    والوعي هو إدراك الإنسان والمجتمع لحاله على ما هي عليه بلا تهويل أو تهوين، ومعرفته التامة والدقيقة بنقاط قوته ونقاط ضعفه، واعترافه بأمراضه وعيوبه .

    وأعلى درجات الوعي هي الوعي السياسي الذي هو النظرة إلى العالم من زاوية خاصة .

    فالنظرة إلى العالم من غير زاوية خاصة تعتبر سطحية وليس وعياً سياسياً، والنظرة إلى المجال المحلي وحده تفاهة وليس وعياً سياسياً.

    ولا يتم وجود الوعي السياسي إلا إذا توفر فيه عنصران، أحدهما: أن تكون النظرة إلى العالم كله، والثاني: أن تنطلق هذه النظرة من زاوية خاصة محددة، أياً كانت هذه الزاوية، سواء كانت مبدأ معيناً أو فكرة معينة، إلا أن الزاوية الخاصة إن كانت مبدأً تجعل الوعي السياسي ثابتاً.



    الوعي السياسي هو إدراك لواقع المسلمين وواقع العالم، بكل ما يعنيه ذلك من معرفة طبيعة العصر، ومشكلات البشر، والقوى الفاعلة والمؤثرة - الظاهرة والخفية- في مواقع القرار، لتكون هذه المعرفة مساعدة في حسن رعاية الأمة ومصالحها، كما في دفع المفاسد والأخطار عنها.

    وغياب الوعي السياسي يعني اضطراب وتعثر شؤون الناس، وهو حالة شبيهة بحالة فقدان الوزن وانعدام الرؤيا، ونتيجته ضياع مصالح المسلمين، وتفاقم وتعاظم المفاسد بينهم وحولهم، وبالتالي ضعفهم وانهيارهم، وتعطل دورهم كأمة ظاهرة بين الأمم، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، شاهدة على الناس، مصداقاً لقوله تعالى: [وكذلك جعلناكم أمَّةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا].



    ونستطيع أن نؤكد أن الفكر السياسي عند جمهرة المتدينين يتسم بالقصور البالغ.. إنهم يرون الفساد ولا يعرفون سببه، ويقرؤون التاريخ ولا يكشفون عبره.. ويقال لهم: كان لنا ماضٍ عزيز فلا يعرفون سرّ هذه العزة.. وانهزمنا في عصر كذا، فلا يدركون سبب هذه الكبوة.

    والوعي السياسي هو المدخل الأساس لمعرفة العصر، والعنصر الأهم في نجاح المشروع الإسلامي، وكثير من التداعيات التي تشهدها الساحة الإسلامية وتتعرض لها الحركات والقوى الإسلامية في العالم تعود أسبابها إلى غياب الوعي السياسي، وبالتالي التخلف عن معرفة وإدراك واقع العصر.

    فالمتغيرات السريعة والدائمة التي تمر بالمجتمعات البشرية، والثورات التي قامت وتقوم، والتغييرات التي جرت على مختلف مناحي الحياة، لتؤكد ضرورة المتابعة اليومية للمجريات، واستكشاف مدى أثرها على العمل الإسلامي بشكل خاص، وما يتطلبه ذلك من تعديل وتطوير.

    لذلك فلابد من معرفة الواقع، ورصد الجوانب والقوى المؤثرة فيه، ولابد من رصد الأحداث وتحليلها واستكشاف خلفياتها وأبعادها وآثارها، وكذلك معرفة تقاليد العصر وأعرافه وثقافاته وعلومه والقوانين السائدة والبائدة التي توالت وتتوالى عليه.

    ومن الأهمية بمكان معرفة مشاريع الآخرين - أصدقاء وأعداء- والتجارب التطويرية المختلفة واستكشاف أسباب نجاحها إن نجحت أو فشلها إن فشلت، وأيضاً معرفة مصطلحات العصر ولغاته السياسية والأدبية والعلمية، إضافةً إلى قراءة خطابه.



    الوعي بالمستقبل والتخطيط له

    يعد الوعي بالمستقبل واستشراف آفاقه وفهم تحدياته وفرصه، من المقومات الرئيسة في صناعة النجاح، سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الاجتماعي، أو على الصعيد الحضاري؛ فلا يمكن أن يستمر النجاح لأحد إذا لم يكن يمتلك رؤية واضحة لمعالم المستقبل، فالنجاح الدائم إنما يرتكز على الوعي بالمستقبل. أما وعي الحاضر فهو وإن كان مهماً وضرورياً إلا أنه لا يكفي لوحده لصناعة النجاح الدائم، بَيْدَ أنه قد يكفي لنجاح مؤقت، ولكنه نجاح يعقبه الفشل الذريع في غالب الأحيان، إن لم يكن مصحوباً بفهم الحاضر ووعي المستقبل.

    ولكي نُكَوِّن رؤية عن المستقبل علينا أن ندرس الماضي، ونستفيد من دروسه، كما ينبغي فهم الحاضر ومكوناته؛ كما أنه من المهم ربط المستقبل بما يحدث في الحاضر، واستيعاب دروس الماضي بما فيها من نقاط قوة أو ضعف، فغالباً -إن لم يكن دائماً- ما يكون تطور المجتمعات الإنسانية ناتجاً من عملية تراكمية. أما مجرد التغني بأمجاد الماضي كهروب من مواجهة الحاضر والاستعداد للمستقبل، فهو لا يعدو أن يكون خداعاً للنفس، كما أنه يشكل أكبر خطورة على مستقبلنا وحاضرنا؛ إذ إن ذلك يعني أننا نعيش في الحاضر على إيقاع الماضي وبطولاته، فيما لا نبذل أي جهد من أجل صناعة الحاضر والمستقبل.

    والهدف من دراسة الماضي أن نستفيد من دروسه وعبره، فالتاريخ يعيد نفسه في غالب الأحيان، كما أن من الضروري فهم الحاضر بكل جوانبه وأبعاده ومكوناته؛ لكي نفهم كيف نتعامل معه ونستثمر نقاط القوة المتوافرة فيه..



    وإذا استطعنا استيعاب دروس الماضي واستثمارها من أجل العمل في الحاضر، وفهم الحاضر بكل جوانبه، فإن هذا سيكون خير معين لنا لنفهم آفاق المستقبل وأبعاده ومعالمه.

    كما أن عالم اليوم يموج بالكثير من التطورات والتغيرات والمستجدات على مختلف الأصعدة والمستويات؛ ولكي نفهم المستقبل لابد من متابعة جميع المستجدات والتغيرات المتلاحقة، والسعي لفهم ما يجري، وتشكيل رؤية تجاه ما يحدث وما سيحدث، وقراءة المتغيرات بروح علمية ومنهجية ومنطقية.

    ومما يؤسف له حقاً أن يعيش البعض منا الحاضر -وفي الألفية الثالثة- ولكن بعقلية قديمة، بل وموغلة في القدم، وكأنه غير معني بما يحدث في الحاضر من تغيرات سريعة لم تشهد لها البشرية مثيلاً على طول تاريخها الطويل.

    إن تكوين الوعي بالمستقبل يستلزم بالضرورة أن نفتح أعيننا وقلوبنا على كل ما يجري من حولنا من تغيرات، سواء في عالم السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع أو التعليم والتربية أو الإعلام ووسائل الاتصال الأخرى، أو التكنولوجيا والتقنية المتقدمة… وغير ذلك كثير.

    ومن المفيد للغاية أن نحلل كل التغيرات، ونتابعها بدقة وموضوعية، ونرصد التحولات التي تحدث في مختلف المجتمعات الإنسانية، إذا ما أردنا أن نفهم معالم المستقبل وآفاقه.

    كما لابد من الاطلاع على قضايا المستقبل، وهي تشمل عناوين كثيرة، ومواضيع متعددة، سواء ما يتعلق بالأفراد أو المجتمعات أو الدول. وفي الغرب توجد العديد من المراكز التي تُعنى بشؤون المستقبل وقضاياه، كما توجد الكثير من الدراسات التي تتناول قضايا المستقبل، كما تصدر العديد من المجلات المتخصصة التي ترصد قضايا المستقبل ومعالمه. ومن المؤسف حقاً أنه لا يوجد -إلا نادراً- في العالم العربي أي اهتمام يذكر بقضايا وشؤون المستقبل، مما ساهم في غياب رسم استراتيجية واضحة لشؤون المستقبل، وما يرتبط به من قضايا وأبعاد سواء ما يتعلق بالدول أو المجتمعات أو الأفراد. ومن المهم لكل من يريد تكوين رؤية للمستقبل الاطلاع على الدراسات والكتب والأبحاث التي تتناول شؤون المستقبل؛ كي يتمكن من تكوين وعي دقيق به.



    ومن يعي المستقبل ويعمل من أجله هو القادر - حاضراً ومستقبلاً- على الإمساك بزمام الأمور في مختلف الجوانب؛ أما من لا يفكر إلا في اللحظة الراهنة، فإنه لن يستطيع تجاوز تلك اللحظة، أو التعامل مع غيرها. ولذلك نجد في واقعنا الاجتماعي الكثير من الناس ممن يتحسرون على ضياع الفرص التي أتيحت لهم ولم يستثمروها، كما نجد الكثير من الكهول والشيوخ ممن يتحسرون على ضياع مرحلة الشباب من دون أن يستثمروها في تأهيل أنفسهم علمياً وعملياً.. ولكن هذا الندم والتحسر يأتي بعد فوات الأوان!.



    متى تصنع الأمة وعيها؟

    إن القيادة هي التي تصنع الوعي في الأمة، ولكن ما العمل إذا كانت القيادة نفسها غير واعية كما هو حادث الآن في أمتنا؟ هذه إشكالية كبيرة... ولكن ربما كان حلها موجوداً في تاريخنا الإسلامي، ففي فترات كثيرة من تاريخنا الإسلامي كانت القيادة فاقدة الوعي، لكن في هذه الفترات كان الوعي يأتي من أسفل وليس من أعلى، يأتي من الأمة وليس من القيادة. كان العلماء يقودون الأمة فكرياً وثقافياً ويقودون الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضاء، وهذه الأمور هي عصب الحياة، وفي الوقت نفسه يطلبون من القيادة الجهاد، وما نموذج العز بن عبد السلام مع المماليك بغائب، ولم يكتف العلماء بذلك بل كانوا يحثون الناس على الجهاد ويجاهدون بأنفسهم، وما نموذج ابن تيمية في الجهاد ضد التتار بغائب.

    أثرياء الأمة كان لهم دور أيضاً، سواء في قيادة الحركة الثقافية والعلمية أو مساعدتها، وخير دليل على ذلك هو نموذج تلك المرأة المسلمة التي أنفقت على أحد طلبة العلم، وتحملت مصروفات سفره من أجل ترجمة مخطوط علمي جنت الأمة ثمرته في مرحلة تقدمها .

    قاد أهل الوجاهة في المجتمعات الإسلامية حركة إنشاء المستشفيات، وكذلك قادوها في إنشاء المدارس. إن الأمة وليست الحكومات كانت هي التي تدير الأمور الصحية والعلمية .

    وعليه فإننا نقول: إن العلماء هم قادة حركة الوعي في الأمة من أجل تحقيق طموحها في مكانة محترمة في العالم، ولكن حركة الوعي لن تؤتي أكلها إلا إذا استجابت لها الأمة، وتحركت تحركها الكبير الواعي بكل فئاتها، أي إلا إذا تحرك الرأي العام وانضم إلى حركة الوعي، وساعتها ستتعرض القيادة الغافلة إلى ضغوط هائلة تجبرها على التفاعل والحركة، حتى لا يفوتها القطار .



    من يقود حركة الوعي؟

    لكن في الجانب الآخر هناك من يتضررون من الوعي، فهناك فئتان تريان هذا خطراً عليهما، وهما في خير وعافية ما دمنا نغط في جهل ونوم عميق أو غيبوبة عن واقع الحياة ، وهؤلاء هم: أولاً أعداء الأمّة: وهم كل من يريد محاربة الوعي بتخلفه وخرافاته وأساليبه القديمة سواء كانوا أفراداً أو جماعات.

    ثم التجّار الانتهازيون: وهم الذين يطرحون بضاعتهم الفاسدة في أسواق المسلمين منتهزين ومستغلين انغماس الناس في أمورهم الدنيوية وابتعادهم عن مصادر ثقافتهم الدينية فيضيفون إلى جهلهم جهلا ، وإلى تخلّفهم تخلّفاً، لأنهم إذا افتضحوا كسدت بضاعتهم، ولا يفتضحون إلا من خلال وعي عميق ودقيق لما يثيرونه من أفكار هدّامة.

    من هنا، فإنّ مسؤولية صياغة الوعي وتنويره ونشره مسؤولية تضامنية تقع على جهات عديدة، كلّ بحسب موقعه وقدرته.

    فالدولة هي المسئولة الأولي عن صياغة الوعي، فهي بما تملك من أجهزة ومؤسسات ودستور وقوانين وصلاحيات قادرة على أن تزيد في رصيد الوعي لدى الأمة، هذا إذا كانت نابعة من ضمير الأمة، وكانت تستهدف بفعالياتها وخدماتها تطوير مناشط الوعي لديها.

    وهناك العلماء، وهم ليسو علماء الدين فقط ، وإن كان هؤلاء ينبغي أن يكونوا من أصحاب المسؤولية الكبرى، الذين ينذرون الأمة بأي خطر داهم، ولكن هذا العنوان يتسع ليشمل المفكرين وأساتذة الجامعات والباحثين والدارسين كلاً في حقله ليقدموا للأمة من يرتفع بوعيها في مواجهة التحدّيات.

    وهناك المثقفون، الذين بلغوا درجة واسعة من الفهم والتبصر وتكونت لديهم رؤية نظرة متعمقة في مجال معين أو مجالات عديدة، فهؤلاء يستطيعون إثراء الوعي والبصيرة في ساحات مختلفة من المجتمع بقدر ما يملكه من سلامة وقوة الفكر والخطاب الثقافي المناسب والشمولية في الرؤية والفهم .

    وهناك أجهزة الإعلام، بكلّ أشكالها المرئية والمسموعة والمقروءة والجامعة، فالصحف والإذاعات والمجلات والدوريات والفضائيات وشبكة المعلومات [الإنترنت] تسهم كلها في مد جسور الوعي مثلما تعمل على تسميمه أيضاً، وما أكثر الدسم الذي يختلط بالسموم، وما أخطر الإعلام الذي يعمل على تسطيح الوعي بدلاً من تعميقه .



    تزييف الوعي

    وقد يسأل سائل: هل يمكن تزييف الوعي؟، ونحن نتحفّظ على هذا المصطلح، لأن الوعي في اعتقادنا لا يزيف ولا يحرف، فالوعي وعي والجهل جهل. نعم، يمكن أن نتحدّث عن تخريب الوعي أو هدمه وتسميمه أو اغتياله، كما تفعل الكثير من الجهات المضادة لحركة الوعي في المجتمعات. ويمكن الحديث أيضاً عن تضليل الرأي العام ، أمّا الوعي فلا يضلل ولا يزيف لأنه علم ولأنه نور ولأنه قوة، وما دامت سمات الوعي هي هذه فهو غير قابل للتزييف.

    والوعي ـ بكلمات مختصرة ـ بصر ونور داخلي يضيء تلقائياً إذا أطفئت الأنوار الخارجية وأحدق ظلام الجهل بالناس.




    _________________________
    http://www.islammemo.cc/filz/one_news.asp?IDNews=1079

  6. #136

    افتراضي

    بحث و تعليق



    اجتماع الأسرة على الطعام يحد من سلوكيات المراهقين
    الأربعاء 30 أغسطس-آب 2006

    26 سبتمبر نت:


    أظهرت دراسة قام بها باحثون من الولايات المتحدة، أنّ اجتماع أفراد الأسرة في أوقات تناول الوجبات؛ قد يقلل من أثر المخاطر التي قد يتعرض لها الأبناء من المراهقين أثناء تطورهم في هذه الفترة الحرجة من حياتهم.

    وكان فريق ضم باحثين من جامعتي مينيسوتا و"فيلدينج جراديوات" الأمريكيتين، قد أجرى دراسة شملت 99462 طالباً من مائتين وثلاثة عشر مدرسة تابعة لخمس وعشرين ولاية أمريكية، ومن مراحل عمرية مختلفة، بحيث كان أصغرهم من طلبة الصف السادس وأكبرهم من طلبة الصف الثاني عشر.

    وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "صحة المراهق" إلى وجود ارتباط ما بين انخفاض عدد المرات التي يجتمع فيها أفراد الأسرة لتناول الوجبات الرئيسة معاً، وزيادة تعرض الأبناء من المراهقين لممارسة السلوكيات الخطيرة، كتعاطي المواد المخدرة وممارسة العنف أو الإقدام على الانتحار.

    وتبيّن من خلال الدراسة أنّ الأسر التي كان يتناول أفرادها وجبات الطعام الرئيسة معاً؛ كانت ممارسة أبنائها من المراهقين لهذا النوع من السلوكيات الخطيرة أقل.

    وحسب ما أشارت إليه الدراسة؛ فإنّ تناول الوجبات مع الأسرة لم يمنع المراهقين من التعرض لهذا النوع من المخاطر، إلاّ أنّ اجتماع أفراد الأسرة في أوقات تناول الوجبات؛ قد شكّل عامل حماية ساعد على التقليل من انخراط هؤلاء المراهقين في ممارسة السلوكيات الخطيرة المختلفة.
    ووفقاً لرأي الباحثين؛ فإنه من الممكن اعتبار عامل اجتماع أفراد الأسرة لتناول الوجبات معاً، من العوامل التي من الضروري توفيرها لتنشئة المراهق في بيئة أسرية سليمة، والتي ستساعد على تطورشخصيته بشكل إيجابي.
    كما ويلفت الباحثون الانتباه إلى أهمية تشجيع الأسر على ممارسة هذا النوع من "الطقوس" العائلية وضمن أوقات وجبات منظمة، الأمر الذي سيساهم في التخفيف من الضغوط اليومية التي يتعرض لها الفرد في هذا العصر، والذي تتسم الحياة فيه بإيقاعها السريع.
    ______________________
    http://www.26sep.net/narticle.php?sid=18142


    تعليق
    إذا كان هذا هو نتيجة بحثهم
    فكيف ستكون النتيجة لو طبقوا جميع البنود المذكورة في مشروع البناء العائلي الممتد
    والمتناثرة في مداخلات هذا الموضوع.

  7. #137

    افتراضي


    معادلات زيليني



    مما يحتاجه دارسي العلاقات الإجتماعية وعلم المجتمعات بعضا من المعادلات الرياضية التي نقيس بها قوة تماسك مجتمع ما, فمن لديه علم بهذا فليدرج مشكورا مأجورا مواقع تهتم بهذا الجانب او مقالات تتحدث عن هذا

    انا اعرف معادلات تسمي بمعادلات زيليني لكني لم اعثر لها على مرجع معتبر, فمن يعرف عنها شيئا فليشاركنا مشكورا مأجورا.

  8. #138

    افتراضي



    الجاليات العربية والإسلامية في الغرب
    و مشروع البناء العائلي الممتد


    من الأمور التي تعاني منها الجاليات العربية و الإسلامية في الغرب امر الذوبان في تلك المجتمعات وفقدان الهوية

    المقال التالي يتطرق لهذه القضية, ونحن من باب مشاركتهم في التصدي لذلك الذوبان نطرح عليهم مشروع البناء العائلي الممتد بالصورة المطروحة هنا, ويمكنهم تطوير بعضا من الآدوات بما يتناسب مع حالهم.

    و لعلهم يكونون مع الزمن اسر ممتدة مترابطه بشكل عصري يشد إنتباه المحتمع الغربي كي يحذوا حذوه و يعلموا ان ذلك الترابط ليس إلا جانبا من الجوانب التي يأمر بها ديننا الحنيف, و لعل الحياري و غير المعاندين لدين الله الحق ان يتحولوا افواجا لهذا الدين العظيم.






    الأسر العربية في أوروبا حائرة بين عالمين




    إعداد/ أحمد الليثي

    تتعرض الأسر العربية المقيمة في أوروبا لحالة من التمزق بين جذورها وأصولها من ناحية وبين المجتمع الجديد من ناحية أخرى؛ حيث يوجد عالمان مختلفان أولهما في المنزل، وثانيهما في الشارع والمدرسة والعمل، وتكون أسبابا في إصابة الأسرة كلها ـ وخصوصا الجيل الثاني منها ـ بالحيرة وعدم وضوح الرؤية.

    صعوبات الاندماج
    ما إن تطأ أقدام الأسرة العربية بلد المهجر، حتى تجد نفسها بين مطرقة الاندماج في المجتمع الجديد، وسندان الحفاظ على الهوية، وضرورة الاندماج وفهم تقاليد الواقع الجديد، الذي يتميز بعادات، كثير منها مختلف عن التقاليد العربية والمسلمة.

    وفي كثير من الأحيان، تطالب المجتمعات الغربية المهاجرين عامة بالاندماج في المجتمع، وهو مطلب يفهمه بعض العرب بأنه محاولة لتجريدهم من عناصر هويتهم الأصلية، وهو ما يولد صراعا مريرا، يتعلق بقضايا الهوية وقبول الآخر والاندماج في المجتمع؛ حيث تبذل الأسرة العربية جهودا لتحقيق الاندماج، ولكن بدون أن تنصهر في المجتمع الجديد وتفقد هويتها.

    لكن عددا من الأسر العربية، تفشل في التكيف مع مجتمع المهجر، وتلجأ إلى العزلة، بعيداً عن الاختلاط معه، وهو ما يولد جيلا جديدا منعزلا، وغير قادر على التفاعل مع مجتمعه الجديد.

    أسر غير ممتدة
    ويشكل عدم وجود أسرة ممتدة ـ أجداد وأعمام وأخوال ـ تحدياً آخر للأسر العربية في أوروبا؛ حيث تساعد هذه العائلة الممتدة على نقل القيم والثقافة واللغة والدين من جيل إلى آخر بصورة طبيعية، وتزيد من قدرة الآباء على التواصل مع أولادهم ونقل قيمهم إليهم.

    ومما يزيد من صعوبة الأمر، انشغال كثير من الآباء بالعمل لساعات طويلة ـ أو في أكثر من وظيفة ـ مدفوعين بالرغبة في تحصيل قدر أكبر من المال؛ ليشعروا بالاطمئنان في بلد المهجر، الذي يفتقدونه لعدم وجود الأهل.

    في المقابل، فإن الأبناء يجدون في متناول أيديهم، العديد من الأنشطة الاجتماعية والصداقات التي تشغلهم بسهولة، وفي النهاية؛ فإن نمط الحياة السريع، وتأثير وسائل الإعلام، يتدخل بقوة في تشكيل صورة الإنسان لعالمه ونفسه.

    وهذه العوامل يسميها عالم النفس "إيريك إيريكسون" بانسياب الهوية؛ حيث يجد الإنسان صعوبة في الاحتفاظ بهويته، ويجد صعوبة في جعل أولاده يطورون هويتهم بما يتلاءم مع قيمه وهويته.

    دور رئيسي للأم
    ومن البديهي أن يكون للمرأة - بوصفها الأم والزوجة - دورا رئيسيا في الحفاظ على هوية أفراد أسرتها وقيمها وعاداتها، أمام مخاطر فقدان الهوية؛ نتيجة تواجدهم في مناخ يختلف عما نشئوا فيه. وتزداد أهمية دور الأم في مجال تنشئة الأجيال في المهجر.
    ويقع على عاتق الأم، تعليم أطفالها لغة الوطن وتقاليده.

    مشكلات اجتماعية
    ويواجه الأسر العربية في أوروبا، مشكلات متعلقة بفرص الزواج ومشاكل الطلاق؛ حيث يكون لديها محدودية في المجتمع من مرشحي الزواج المناسبين، من نفس الخلفيات الثقافية، مما يؤدي إلى قلة فرص الزيجات المتكافئة اجتماعيا، خاصة في ضوء لجوء بعض الرجال العرب إلى الارتباط بامرأة تحمل جنسية بلد المهجر بهدف الحصول على الجنسية.

    هذا بالإضافة إلى مشكلات قانونية أخرى، تنبع من اختلاف قوانين الميراث وحضانة الأطفال والطلاق، عن مثيلتها في البلد الأصلي.

    تمييز
    كما تتعرض الأسرة عربية لحالات متعددة من التمييز، بسبب الصورة السلبية للعرب والمسلمين التي تتناقلها وسائل الإعلام، واتهامهم بالعنف والإرهاب.

    فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 اهتزت صورة العرب والمسلمين في أوروبا، وأصبح الكثيرين ينظرون إليهم كمصدر للإرهاب والعنف والتشدد.

    و يترتب على هذه السمعة السيئة للعرب والمسلمين، سلوكيات عدائية تلقائية ضد كل ما يمثل رمزا عربيا أو إسلاميا، - خاصة في أوساط الجماعات اليمنية المتطرفة.





    والتي ذهبت إلى حد الاعتداء وإحراق منازل مهاجرين في بعض الدول الأوربية، أو مثل نظرة الاستهجان والدهشة التي قد يلاقيها أحيانا زي المرأة العربية المتحفظ؛ مما يولد شعورا لديهم بعدم الارتياح.

    ويواجه الزي الإسلامي للمرأة العربية المهاجرة، في السنوات الأخيرة، بمزيد من النفور والازدراء في عدد من المجتمعات الأوروبية؛ حيث أصبح المجتمع الغربي يجد صعوبة في تقبل زي المرأة المسلمة؛ بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنه دليل على قمع المرأة وانتهاك حقوقها، ووصل الأمر إلى صدور أحكام قضائية، تؤيد حظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية، كما حدث في فرنسا، باعتباره رمزا دينيا ضد علمانية الدولة.

    كما تثار في الأسر العربية في أوروبا قضية العنف ضد المرأة، وخاصة ما يسمى بجرائم الشرف؛ حيث يقتل الأب أو الأخ الفتاة بعد تورطها في علاقة غير مشروعة؛ لأنها لوثت شرف العائلة.

    وأصبحت هذه الجرائم تثير الرأي العام الأوروبي؛ حيث يتم قتل العديد من النساء والفتيات سنوياً.

    ولا توجد أرقام وإحصائيات واضحة، عن هذا الأمر؛ حيث أن الصمت عادة، ما يحيط بمثل هذه الجرائم ويخفى الأمر ولا تتم محاكمة الجاني.

    وتبدي الأوساط الأوروبية انزعاجها من أن الأمر لم يعد قاصرا على الدول العربية أو الإسلامية، لكنه وصل إلى المجتمعات الأوروبية وصار جزءاً من الثقافة بها.

    كما قامت وسائل الإعلام الأوروبية في الآونة الأخيرة، بنشر العديد من المقالات والتقارير، التي تعالج حوادث القتل بدواعي الشرف أو الزواج بالإكراه أو العنف داخل الأسر العربية والمسلمة.

    ووصل الأمر إلى أن تعلن المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، انتقادا للأحكام المخففة التي يتم إصدارها في مثل هذه القضايا، كما تحاول محاربة هذه الظاهرة.

    لكن نشطاء عرب ومسلمين في أوروبا، يرفضون هذه الجرائم، لكنهم يؤكدون في الوقت نفسه، على أن بعض وسائل الإعلام الأوروبية تضخم الموضوع وتستغله في تشويه صورة المسلمين في أوروبا.





    التعليم .. للاندماج
    وفيما يتعلق بالتعليم والثقافة الدينية، فيبدو أن الأسرة العربية تعاني أيضا من مشاكل متعلقة بهما. رغم ما توفره القوانين الغربية من هامش للحرية؛ لإنشاء المدارس والمراكز الثقافية الدينية إنطلاقا من مبدأ المساواة بين الأديان التي تكفلها القوانين، إلا أن واقع الشباب العربي المولود في بلدان أوروبية يبدو معقدا؛ حيث يواجه كثير منهم ـ وخاصة الفتيات ـ صراعا مع أسرهم؛ بسبب اختلاف قيم وثقافات مجتمعي المنشأ والمهجر.

    وتعد العلاقة بين الجنسين الأكثر حدة وحساسية بين الأسر العربية وبناتهن، فكثير من الفتيات ـ بحكم البيئة والنشأة ـ يعتبرن وجود علاقات بين الشباب ـ قد تصل إلى إقامة علاقات جنسية ـ هي مسألة طبيعية في مرحلة وسن معينة من حياة الفتاة، وهو الأمر الذي يمثل تحديا "صارخا" للقيم والتقاليد العربية الإسلامية، ويسبب صدمة كبيرة بين الأسرة والفتاة، تفضي إلي خلافات ضخمة.

    ____________________________
    http://arabic.rnw.nl/data/2006/society/278200620.htm

  9. #139

    افتراضي

    موضوع ذو علاقة

    د . سعـــد العبيـــدي

    سبل تعزيز التماسك العائلي

    طبيعة الحياة العائلية وإنعكاساتها على التماسك

    التماسك العائلي

    العائلة والتماسك


    المقــــدمــة


    1. العائلة بشكلها التقليدي تكوين، أو ترتيب لمجموعة من الأفراد يرتبطون فيما بينهم برابطة الدم، ويقيمون كذلك في وسط يشتركون فيه بكثير من مستلزمات العيش والبقاء، والعائلة هذا التنظيم الاجتماعي الأصغر تشكل مع غيرها من العوائل مجتمعا معينا، يتأسس في كل جوانبه على متانة تنظيمها وحسن تكوينها، أو بمعنى آخر إن العائلة تلعب دورا فاعلا في نمو تلك التركيبة (المجتمع) وديمومتها، لأنها القاعدة التي يتأسس عليها البناء الاجتماعي، فان كانت متينة، رصينة، صالحة كان المجتمع فاعلا، قادرا على مواجهة ظروف الحياة وضغوطها، والعكس صحيح أيضا، فإن كانت مفككة متصارعة كان المجتمع ضعيفا غير متجانس.

    والعائلة من الناحية الأخرى صيغة أرادها الله سبحانه وتعالى للإنسان مع بداية خلقه (نبينا آدم وحواء (ع)) وهي ذات الصيغة التي لجأ إليها النبي آدم (ع) بعد نزوله على الأرض وسلكها أبناؤه من بعده، واستمرت كذلك حتى وقتنا الراهن، حاجة أساسية لعموم الناس على الكرة الأرضية، تؤمِن الحماية اللازمة للمجتمعات بصفة عامة من التحلل والانهيار، وتقيها من الأمراض والآفات ذات الصلة بالجنس والسلوك، لأنها - أي العائلة - تتأسس على ضوابط الزواج الشرعي، والزواج بحد ذاته تصريف شرعي للطاقة الجنسية اللازم تصريفها، ووقاية من التحلل الجنسي وأمراضه المتعددة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الزواج وتكوين العائلة على أسسها الشرعية يفرض على الشباب الانصياع للحياة الاجتماعية في ضوء الأصول والضوابط المرعية، ويدفع إلى التمسك بمبادئ الدين الحنيف والتربية القويمة، ويبعث على الاستقرار والسكينة، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (1)، ويؤدي تلقائيا إلى إقامة روابط، وعلاقات إنسانية وثيقة ومستقرة، بعيدا عن الاختلاف والتوتر والصراع، ويثمر في المحصلة ألفة ومودة حميمة، ومحبة خالصة تكسب الأفراد مناعة نفسية تبعدهم بحدود ليست قليلة عن احتمالات التعرض لكثير من الاضطرابات(2).

    وللعائلة اليوم مكانة بارزة في المجتمع الإنساني، بل وتعد الركن الأساسي في كيان المجتمع المعاصر:
    فهي التي - وعلى ضوء إمكانياتها وقدراتها - توسع مدارك الفرد.
    وهي التي تدفعه إلى العمل والتقدم بعد أن تمنحه التنشئة الاجتماعية التي يحتاجها.
    وهي كذلك التي تدافع عنه عندما تداهمه المشاكل والمصاعب وعندما يتعرض إلى الأخطار والضغوط التي تكمن في مجتمعه غير المستقر.
    2. إن العائلة تكوين اجتماعي صلد في قلب الأمة، وجزء من الأجزاء المهمة التي تكوّن جسم الأمة، وتنظيم يتفاعل مع كل الأجزاء المكونة لجسم الأمة، وله صلات قوية مع جميعها مثل صلاتها بالمدارس، والمعاهد، والمصانع، والمساجد، والحسينيات، والنوادي، والمؤسسات السياسية، وجميع الهيئات الاجتماعية الأخرى، وبما يجعلها بؤرة المجتمع ومركز دائرته التي يسعى الجميع في محيطها إلى تكوين مجتمع قادر على سد الحاجات الضرورية للإنسان وبمستوى مقبول من الرضا والاتزان.


    التماسك العائلي
    3. رغم عدم الوضوح في معنى التماسك العائلي كما يؤكد بعض علماء الاجتماع، إلا أنه مصطلح أستعمل في وصف الحالات التي يرتبط فيها أفراد العائلة بعضهم بالبعض الآخر بروابط اجتماعية وحضارية مشتركة، وأستخدم كذلك لتفسير نوع العلاقة بين الأفراد في الجماعات الصغيرة (العائلة) تلك العلاقة التي تؤمن لهم تحقيقا أفضل للأماني والأهداف، واشتراكا أشمل في بعض الخصائص والصفات، وتمثيل أحسن للقيم والتقاليد، والتزام أعم بالمصالح المشتركة، وتمسك أقوى بالأخلاقيات والسلوكيات المشتركة.
    والتماسك بشكل عام وصف لنوع من العلاقات عبّر عنه بعض العلماء العرب مثل الفارابي بأنه مستوى من الاشتراك في اللغة واللسان والمنزل، وعرفه البعض: درجة انجذاب الأعضاء للجماعة(3). وعرفه آخرون:
    العلاقة التعبيرية الإيجابية التي تقع بين شخصين أو أكثر(4).
    أما التماسك العائلي فيمكن تعريفه بأنه: نوع من علاقات (التجاذب) في العائلة التي تنم عن اشتراك أفرادها بواقع معين (الدم، السكن، الأهداف) والتزامهم بتقاليد معينة (الاحترام، التقدير، التواد، التراحم) وتكافلهم في العيش بحدود معينة (المسؤولية، الالتزام، التعاون).
    والتماسك على وفق هذا التعريف، وضع اجتماعي بمقومات، وعوامل تشير إلى الاستدلال على درجاته، يتم الرجوع إليها في حالات القياس، وتقدير المستويات الخاصة به، بينها:

    أ. توحد الهدف.
    للعائلة - أي عائلة - أهداف قريبة تسعى إلى تحقيقها، وأخرى بعيدة تحاول الوصول إليها بشتى الأساليب والوسائل، وهي أهداف يتطلب إنجاز البعض منها التعاون، وتظافر الجهود لكافة الأفراد فيها، لكن التعاون هذا فرض يعتمد على طبيعة الهدف الذي يضعه كل واحد منهم أساسا لمسيرته في العائلة، فعليه إن كانت الأهداف متعددة يكون التعاون لتحقيقها قليلا، وإن كان الهدف موحدا لعموم أفراد العائلة فإن التعاون سيكون قويا، وفي هذه الحالة (التعاون) فإن عموم أفراد العائلة يتجمعون في مواقفهم ومساعيهم من أجل إنجاز الهدف، وخير مثال لنا في هذا المجال ما يحدث في المجتمعات الزراعية، التي يكون الهدف الأساسي للعائلة هو زراعة الأرض، وهو الهدف الذي يتعاون الجميع ويتوحدون من أجل تحقيقه، وتوحدهم هذا يعني تماسكا في الرؤية، وفي المساعي، وفي الاهتمامات وبمستوى يفوق أقرانهم في المجتمعات الصناعية التي يتجه فيها كل فرد من أفراد العائلة الواحدة إلى السعي لتحقيق هدف ما، قد لا يجد فيه الأخ الآخر أية أهمية لتحقيقه، أو فرصاً متاحة لتقديم العون من أجل تحقيقه، لأنه هو أيضا يسعى لهدف من نوع ثان، وهكذا تعددت الأهداف، وقل التعاون الذي أضعف التماسك العائلي.

    ب. التكافل.
    تمر العائلة بظروف عيش متعددة، ومواقف حياتية مختلفة، تحتاج خلالها وفي أحيان ليست قليلة إلى وقوف أفراد العائلة مع بعضهم البعض للتعامل معها (المواقف) ولتجاوز آثارها، فالوقوف مع الأب مثلا، والمساهمة في دعم جهوده لتحسين وضع العائلة اقتصاديا يعني تكافلاً عائلياً وبمستوى يؤشر قدرا معقولا من التماسك، ومساعدة الأخ لأخيه الأصغر ماديا لإكمال دراسته، أو لإتمام زواجه يعني تكافلاً يؤشر مستوى مقبولا من التماسك، واشتراك جميع أفراد العائلة ومساهمتهم في تشييد دار العائلة تكافل يؤكد قدرا من التماسك.
    وفي الجانب الثاني فإن ترك الأب المسن والأم العجوز في دار المسنين بخلاف رغبتهم يعبر عن انعدام التكافل الذي يؤشر ضعفا في التماسك، وهكذا.


    ج. المسؤولية.
    للأب في العائلة الشرقية، أو الغربية مسؤولية تجاه أفراد عائلته سواء في مجال التربية القويمة، أو في مجال توفير العيش اللائق، وللأم مسؤوليتها في التربية ودعم الأب، ولباقي أفراد العائلة مسؤولياتهم في بعض الجوانب(5) ولهؤلاء جميعا أدوار تبعا لمسؤولياتهم تلك، يقومون بتأديتها ضمن العائلة الواحدة، وعلى أساس الالتزام بالمسؤولية وتنفيذ الأدوار يمكن أن يكون التماسك قويا أو ضعيفا، وبمعنى أدق كلما تحمل أفراد العائلة مسؤولياتهم بشكل صحيح كان التماسك جيدا، وكلما أدوا أدوارهم ضمن العائلة بشكل واضح ومضبوط كان التماسك معقولا.
    وفي الجانب المقابل، كلما تنصل الأب من مسؤوليته لتوفير العيش المناسب لأفراد عائلته كان التجانس ضعيفا، وكلما ابتعدت الأم عن دورها كربة بيت وكقدوة لبناتها كان التماسك هشا.


    د. التمثل القيمي.
    لكل مجتمع قيمه التي تشكل ضوابط السلوك الفردي والجماعي لأبناء ذلك المجتمع، وللعوائل أيضا قيمها التي تستمدها من مجتمعها الأصلي، ومن تعاليم دينها، وسنن أنبيائها،، وتوجيهات أوليائها، ومنها على سبيل المثال:
    طاعة الأب واجبة.
    وتقدير الأم أمر ملزم.
    واحترام الأخ الأكبر مسألة واردة.
    والعطف على الأخ الأصغر موضوع قائم.
    وفيها أيضا يُنفَذ أمر الأب، ويُسمَعُ قول الأم.
    (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) (6).
    وفيها كذلك نهي عن التجاوز على الأب السلطة الأعلى في العائلة.
    وغيرها من قيم إذا ما تمثلها أفراد العائلة في سلوكهم أثناء التعامل مع بعضهم البعض سيكون التماسك فيما بينهم جيدا، وإذا ما ابتعدوا عنها وآمن كل منهم بمفاهيم على النقيض منها سيكون عندها التماسك بأقل المستويات.


    هـ. وحدة الخصائص
    هناك بالإضافة إلى القيم والمفاهيم المذكورة في أعلاه عادات وخصائص تميز المجتمعات، وتنتشر بين العوائل لها صلة مباشرة بموضوع التماسك، فالأب الذي اعتاد تأدية الفرائض الدينية بشكل صحيح، واعتاد معه الأبناء السير بنفس النهج تكون عائلتهم متماسكة، أو أكثر تماسكا، بالمقارنة مع عائلة أخرى تمتاز باعتياد الأب وحده تأدية الفرائض دون الأبناء الذين يلتزمون بعادات أخرى على النقيض من عاداته، والعائلة التي فيها الابن الأكبر اعتاد التجاوز على المال العام على العكس من باقي إخوانه ستؤدي عادته هذه إلى ابتعادهم عنه أي ضعف التماسك.
    ووحدة الخصائص التي نقصدها هنا لا يقتصر تأثيرها على التماسك في جوانب العادات الإيجابية فقط، إذ إن العائلة التي اعتاد معظم أفرادها أكل المال الحرام مثلا، يمكن أن تكون متماسكة سلبيا، أي من زاوية التوحد على الفعل الحرام إذا ما توفرت مع هذه العادة شروط أخرى.
    العائلة والتماسك



    4. العائلة مصطلح في علم الاجتماع يشير إليها البعض على أنها:
    المنظمة الدائمة نسبيا والتي تتكون من الزوج والزوجة وكذلك الأطفال أو بدونهم.
    ويؤكد البعض على أنها: المنظمة التي تتكون من رجل وامرأة على انفراد مع وجود أطفال، تربطهم علاقات تعتمد على أواصر الدم والمصاهرة والتبني والمصير المشترك.
    ويرى البعض الآخر أنها: وحدة بنائية تتكون من رجل وامرأة تربطهما علاقات روحية متماسكة مع الأطفال والأقارب، ويكون وجودها قائما على الدوافع الغريزية والمصالح المتبادلة والشعور المشترك الذي يتناسب مع أفرادها ومنتسبيها.
    بينما يعرفها آخرون بأنها: تجمع طبيعي بين أشخاص انتظمتهم روابط الدم فألفوا وحدة مادية ومعنوية تعد من أصغر الوحدات الاجتماعية التي عرفها المجتمع الإنساني(7).

    هذا ومن مجموع التعاريف التي تناولت مصطلح العائلة نصل إلى تصور على أنها:
    منظمة اجتماعية تتكون من أفراد يرتبطون فيما بينهم بروابط اجتماعية وأخلاقية وروحية. وهي أي العائلة تصنف في وقتنا الحالي إلى عدة أصناف هي:

    (آ) العائلة النووية:
    ويعني هذا النوع من العوائل أن العائلة صغيرة الحجم تتكون من الزوج والزوجة والأطفال الذين يعيشون في بيت واحد. وهذا وصف يمكن تعميمه على العوائل في المجتمعات الحضرية، والصناعية، وفي البيئات المهنية، والشرائح المتوسطة. ومن خصائص هذا النوع من العوائل بالإضافة إلى قلة أفرادها هو أن التعامل في إطارها أكثر ديمقراطية ومرونة لأن الزوج فيها لا يتعرض إلى القيود التي تفرضها عليه سلطة الجد مثلا، أو الأخ الأكبر، هذه السلطة التي كانت تقرر مصير ومستقبل العوائل في الأنواع الأخرى. كما إن الزوجة فيها لا تُحكم من قبل والدة زوجها، ولا تخضع لإرادتها. وإن تربية الأطفال ورعايتهم والعناية بهم في إطارها مقصورة على الأبوين، ون الأقارب في مجالها نادرا ما يتدخلون في شؤونها.
    وهذا النوع من العوائل يمكن أن يكون التماسك فيها مقبولا، لأن التفاهم فيما بين أفرادها موجودٌ، والتعاون بينهم ميسور، وأهدافهم واضحة، إذا لم تتدخل متغيرات البيئة الصناعية مثل تعدد الأهداف، وضعف المسؤولية، وقلة التكافل لتؤثر سلبا على مستويات تماسكها.

    (ب) العائلة الممتدة:
    إنها العائلة الكبيرة الحجم التي تتكون من الزوج والزوجة والأطفال وربما الجد والجدة وبعض الأقارب، يعيشون جميعا في بيت واحد، ويتقاسمون مصادر رزق واحدة وبمستويات عيش تكاد تكون متقاربة، وهذا النوع من العوائل يكثر وجوده في المجتمعات الزراعية، والقروية وفي المجتمعات المحلية العشائرية، والقبلية، وكذلك في البيئات الاجتماعية العمالية وذات الدخل المحدود، وقد يسمى هذا النوع من العوائل بالعائلة الأبوية التي يخيم عليها الجو السلطوي، فالأب فيها يحتل منزلة اجتماعية أعلى بكثير من منزلة الأم، حيث الانفراد باتخاذ القرارات، والإجراءات التي تتعلق بمستقبل العائلة والأطفال. وعلاقات القرابة في العائلة الممتدة قوية جدا وعميقة، فهي تقدم المساعدات للأقارب وتستلم المساعدات منهم، كما إن الأقارب يساهمون من جانبهم في تربية الأطفال واتخاذ القرارات الخاصة بتنظيم شؤونها وتقرير مستقبلها. وهذه العوائل عادة ما يكون أفرادها موحدين في الأهداف القريبة والبعيدة التي يسعون جميعا لتحقيقها وبذا تكون مستويات التجانس فيما بينهم عالية نسبيا بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من العوائل.

    (ج) وعلى أساس الثبات المهني والقيمي لجأ بعض علماء الاجتماع إلى تقسيم العوائل تقسيمات أخرى وكما يأتي:

    أولا. العائلة المستقرة.
    ويقصد بها العائلة الكلاسيكية، أو التقليدية التي تقطن البيئات الزراعية والريفية، والقروية، وهذا نوع كان موجودا في أوربا قبل الثورة الصناعية، وفي اليابان والصين قبل بدء التصنيع، وكان موجوداً أيضا في البلاد العربية والإسلامية قبل خمسينات القرن الماضي، هذا وقد سمي هذا النوع بالعائلة المستقرة لأن أفرادها يعتقدون بأفكار اجتماعية، ودينية، وأخلاقية واحدة ويشاركون في أداء مهنة واحدة - أي أن الابن يزاول نفس مهنة أبيه - ويعتقدون بقيم متشابهة ويسلكون عادات وتقاليد متشابهة، ويعيشون ظروفاً اقتصادية، واجتماعية متقاربة، وإن العلاقات الاجتماعية التي تربطهم قوية ومتينة، الأمر الذي يسبب استقرار العائلة وترابط علاقات أفرادها، وتوحدهم في مجال تحقيق أهدافها وطموحاتها، وبالتالي تماسكها بشكل جيد(8).


    ثانيا. العائلة الفرعية.
    وهي العائلة الانتقالية، أي العائلة التي في طريقها نحو التحول من عائلة مستقرة إلى عائلة غير مستقرة، والعائلة الفرعية هي التي تتميز ببعض صفات العائلة المستقرة في الوقت الذي تتميز فيه ببعض صفات العائلة غير المستقرة، وتعتبر هذه العائلة مقطوعة الجذور لأنها فقدت صفاتها التقليدية، ولم يتح لها الوقت الكافي لكي تكتسب صفات العائلة الحديثة أي الصناعية , وتعد العائلة العربية في الوقت الحاضر عائلة فرعية تمر في مرحلة انتقال، لأنها كانت عائلة مستقرة، وهي الآن عائلة فرعية وسوف تتحول مستقبلا إلى عائلة غير مستقرة. وهذا النوع من العوائل هو الذي يزاوج بين القديم والحديث، فعاداتها وتقاليدها وقيمها قديمة نسبيا، بينما طراز معيشتها والأدوات التقنية التي تستعملها تكون حديثة بدرجة كبيرة. وعادة ما تكون مستويات تماسكها معقولة.


    ثالثا. العائلة غير المستقرة.
    وهي العائلة الحديثة التي تعيش وسط المجتمعات الحضرية والصناعية. وقد سميت بهذه التسمية أي غير المستقرة لأنها تعتقد بقيم وأيديولوجيات وممارسات مختلفة، فالإبن مثلا يعتقد بأفكار وآراء وقيم ومقاييس تختلف عن أفكار وآراء وقيم أبيه، كما إنه يمارس مهنة تختلف عن مهنة الأب، وتكون ظروفه الاقتصادية، والاجتماعية ليست متشابهة مع ظروف أخوته. وأمور كهذه تسبب عدم استقرار الأسرة، أي عدم وجود العلاقات الاجتماعية القوية والمتماسكة التي تربط أفرادها، وهذا ما يؤدي عادة إلى فشلها في تحقيق أهدافها الأساسية، أما العلاقات القرابية التي تربط أفراد هذه العائلة فتتميز بالضعف والبعثرة لكونها تستند على الجانب الرسمي والمصلحي، فالزيارات بين العائلة غير المستقرة وأقاربها تكون مقتصرة على المناسبات مثل الأعياد والأفراح والمآتم، ولا تتيح المجال لهم بالسكن معها في بيت واحد.
    إن العائلة غير المستقرة صغيرة الحجم تغالي باستخدام برنامج التخطيط العائلي، يميل أفرادها إلى تولي الوظائف الأساسية، وترك الثانوية إلى الدولة، ولما كانت هذه العائلة تعيش في بيئة حضرية وصناعية معقدة فإنها تعتمد مبدأ تقسيم العمل، والتخصص فيه وتتمتع بمستوى اقتصادي رفيع وتكون عادة مرفهة ماديا واجتماعيا. إلا أنه ومن ناحية أخرى فان المشكلات الاجتماعية والحضارية التي تجابه هذه العائلة هي أكثر خطورة وأشد بأسا من المشكلات التي تجابه تلك العوائل المذكورة في أولا وثانيا. الأمر الذي ينعكس سلبا على مستويات تماسكها.


    رابعا. العائلة المختلطة.

    هي العائلة التي تتكون من أبوين ينحدران من أصول قومية، أو عرقية، أو اثنولوجية، أو دينية مختلفة، وبذا يكون الأولاد في هذا النوع من العوائل يمتازون بصفات مزدوجة تجمع بين صفات الأب وانتماءاته وصفات الأم وأصولها , وتتأصل العائلة المختلطة عادة في الزواج المختلط الذي يتعدى الخط القومي، أو الديني، أو الطائفي، وهذا يعني أنها تجمع أصولاً مختلفة، فقد يكون الأب سوريا والأم ألمانية، أو يكون الأب من الجنس الأصفر والأم سمراء، وقد يكون الأب مسلما والأم مسيحية، ونتيجة لهذا التداخل والازدواج في العائلة المختلطة فإن درجة تكيفها وتوافقها الزواجي والاجتماعي والثقافي أقل من تلك التي تميز العائلة غير المختلطة، وإنها تتعرض إلى مشكلات اجتماعية وثقافية معقدة قد تكون سببا في تصدعها وتبعثرها وانهيارها، كما إن الإحصاءات تشير إلى أن نسب الطلاق بين الأزواج فيها يفوق النسب في الأنواع الأخرى من العوائل، عليه فإن درجة تماسكها هي الأقل بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من العوائل.


    خامساً ـ وبالعودة إلى أنواع العوائل من وجهة النظر الاجتماعية وتطبيقها على المجتمعات البشرية في الوقت الحاضر، نرى أن العوائل الممتدة، والعوائل الفرعية هما النوعان اللذان يميزان المجتمعات العربية والإسلامية، بينما يتميز المجتمع الغربي، بكون العوائل فيه تنتمي إلى النووية وغير المستقرة في أغلب الأحيان.
    ولو حاولنا إلقاء الضوء على الأسباب التي كانت وراء ذلك التوزيع، نجد:
    آ. إن التحضر وظروف العيش التي كونتها الصناعة في الغرب كانت من بين العوامل الرئيسة في هذا التقسيم، فالوظائف المتيسرة وسبل الحصول عليها جعلت الابن يمتهن وظيفة أخرى غير التي يمتهنها الأب، كما إن مكان وجودها (الوظيفة) قد لا يكون في نفس مكان سكن العائلة، وإن دخلها بالمقارنة مع تكاليف المعيشة ونوع الاستهلاك يجعل كل فرد من أفرادها يجهد نفسه ليعيش هو بكفاية معقولة، وبذا تكونت بالتدريج وتحت ضغط الضرورات مفاهيم في المجتمعات الصناعية الحديثة تعزز التوجه لتكوين العوائل النووية لتسهل على الإنسان قبولها دون مشاكل نفسية واجتماعية، لذا نرى وفي كثير من الأحيان، لجوء الأب إلى الضغط على ابنته بعد بلوغها الثامنة عشرة لكي تترك البيت وتتوجه إلى المجتمع الواسع تفتش فيه عن عمل يعيلها بعيدا عن سلطة الأب وتوجيهاته إلا في بعض الأمور القليلة(9)، وبالتدريج صار الآباء وتبعا لظروف العيش من دعاة هذه القيم، وصار الأبناء من مناصريها على ضوء الاتكال على النفس وبناء الشخصية المستقلة والتمتع بالحرية الفردية وغيرها من مفاهيم تعزز قيمة الوجود أو الكيان النووي للعائلة.
    وعلى نفس منوال التحضر نلمس في مجتمعاتنا العربية والإسلامية على سبيل المثال أن غالبية الريف حتى وقتنا الراهن ولحاجة الزراعة فيه إلى أيدي عاملة فإن الأب المزارع يتوجه إلى إنجاب أولاد بنسب أكبر من أقرانه في المدينة تماشيا مع هذه الحاجة، وعندما يكبر الأبناء فإن زراعة الأرض تتطلب مشاركة أولادهم في شؤونها حتى بعد زواجهم الأمر الذي يجعلهم يتجهون إلى السكن في نفس مكان سكن العائلة الذي يضم الأب والجد وربما الأعمام (عائلة ممتدة)، كذلك تحتم ظروف العيش في الريف أن يسكن الأبناء مع آبائهم على الأغلب لأن كثرة الأيدي العاملة في الأرض الزراعية تعني اتساع ثروتها الحيوانية، ومدخولاتها المادية التي تتطلب حماية تعتمد على العنصر البشري، ثم إننا وفي المجتمعات الزراعية الشرقية ما زلنا نعاني من بعض المشاكل فيما يتعلق بالتجاوز على حقوق الغير في مياه السقي مثلا وفي الرعي وغيرها، وهي عوامل تتطلب كثرة لأفراد العائلة تعزز قدراتها في الصراع مع العوائل الأخرى المجاورة، أو القريبة وهكذا. وهذا يعني أن الحاجة ومستويات التحضر فرضت واقعا أبقى العائلة الممتدة في الريف العربي والإسلامي ماثلة حتى وقتنا الراهن، رغم تقلصها بشكل ملموس في الآونة الأخيرة.

    ب. اضطراب الأوضاع الاجتماعية: بالإضافة إلى التأثير الحضاري والاقتصادي في تحديد شكل العائلة فإن اضطراب الوضع الاجتماعي يؤثر هو أيضا في هذا المجال، ودعما لهذا التصور يمكننا أخذ المجتمع العراقي مثالاً جيداً لتأكيده، إذ إنه وحتى عام 1990 كان العراق مجتمعا تصنف في مدنه العائلة كعائلة انتقالية وفي ريفه أو غالبية ريفه حافظت العائلة على كونها عائلة ممتدة، وإن تلك العوائل في التصنيفين التزمت بقيم وتقاليد تعبر عن مستويات تماسك بدرجات جيدة، ونرى على ضوء هذا الالتزام أن العوائل التي انشطرت أو التي انتقلت إلى تصنيفات (غير النووية) وكَوّنَ أبناؤها عوائل جديدة بعد زواجهم وسكن بعضهم لاعتبارات الوظيفة وضرورات العيش في بغداد على سبيل المثال، فإنهم يتوجهون وأبناؤهم وزوجاتهم إلى بيت الوالد في مدينة الحلة أو النجف كل يوم جمعة، وفي غالبية العطل وفي جميع الأعياد والمناسبات، كذلك فإن الابن الذي أنشأ عائلة وسكن في حي البنوك ببغداد يحضر مع باقي أخوته المتزوجين أيضا والساكنين في أحياء أخرى من المدينة ليتناولوا طعام الغداء يوم الخميس أو الجمعة ويقضوا النهار في بيت والدهم، ليعودوا إلى بيوتهم آخر النهار وربما في اليوم الثاني، وهكذا فقد أصبحت هذه التوجهات قيما تميز العائلة العراقية الانتقالية وتشدها إلى بعضها البعض بدرجات عالية من التماسك، لكننا نرى وبعد عام 1991 وكلما تقدمنا في زمن الحصار وظروف القسر والحاجة والعوز والفوضى السياسية نجد أن تغييرا قيميا تدريجيا قد أصبح واضحا، فلم يعد الأب في العائلة العراقية وفي ظل الظروف البائسة قادرا على استضافة أبنائه على وجبة غذاء تجمعه والأحفاد، ولم يعد الابن راغبا بترك منزله ليبيت ليلة الخميس - الجمعة في بيت العائلة مع أخوته ليجتمعوا وأبناؤهم مع الأب خشية أن يسرق دارهم، ولم يعد من يسكن والداه في محافظة أخرى يرغب في أن يذهب إليهم في عطلة نهاية الأسبوع، لأن الذهاب إليهم قد يكلفه انفجار إطار سيارته في حر الصيف، وانفجاره يعني خسارة لا يمكن تعويضها، وإن كان من بين الذين لا يملكون سيارة خاصة فإن أجرة الذهاب إلى بيت الوالد في المحافظة الأخرى مع أبناءه وزوجته تعني دفعه كل راتبه الشهري أجرة للذهاب فقط، وفي هذه الحالة وجد نفسه مضطرا وبالتدريج إلى أن يقلل من عدد مرات الذهاب حتى تقتصر على المناسبات أو الأعياد لتتقلص مرة أخرى لأحد الأعياد فقط، وهكذا وجد العراقيون أنفسهم يعيشون مفاهيم العائلة النووية وغير المستقرة وإن لم يكن مجتمعهم قد حقق الانتقال إليها تاريخيا، لأن الإبن الأكبر وإن سكن قرب والديه اضطر إلى التغاضي عن إعالتهم أو تقديم العون لهم ولنفس الأسباب عجز عن مساعدة أخيه الطالب الجامعي لإكمال دراسته، وبذا أصبح مضطرا لممارسة نهج العوائل النووية وإن كان بطريقة ثانية قائمة على مفاهيم جديدة وظروف جديدة سوف تخلق بالتدريج قيماً جديدة في هذا المجتمع المسلم تختلط فيها المعايير بشكل يخل كثيرا بالتماسك.


    ج. وتضاف إلى العوامل الحضارية والاقتصادية والاضطراب الاجتماعي في تحديد نوعية العوائل، عوامل أخرى قد تكون مساعدة، مثل الدين والسنن الإلهية، إذ إن في الإسلام على سبيل المثال تأكيداً على أواصر العلاقة والترابط والتواد والتراحم والإحسان والتعامل مع القربى وروح الجماعة، كعوامل أساسية للتماسك العائلي، وذلك من خلال العديد من الآيات القرآنية التي توصي وتلزم المسلم بذلك:

    (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) (10).(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) (11).
    لكن هذا لا يعني أن المجتمعات الغربية تفتقر إلى القيم التي تحث على الترابط والتماسك، إذ إن هناك بعض القيم السائدة حتى وقتنا الراهن يؤدي الالتزام بها إلى قدر من التماسك ونوع من حسن الترابط، مثل تحمل المسؤولية، وتعميم العدالة وغيرها، بالإضافة إلى وجود تيارات اجتماعية وسياسية في الغرب تسعى الآن للعودة إلى دور العائلة في المجتمع وإلى قيمها التي كانت موجودة قبل عشرات السنين، تلك القيم التي كان الالتزام بها يقدم شعورا بالأمان والاستقرار بدرجات تفوق مستوياتها في الوقت الحاضر، والتى وعى المجتمع تأثيراتها الإيجابية على التماسك العائلي.



    طبيعة الحياة العائلية وانعكاساتها على التماسك

    سادساً ـ إذا ما بقينا في نفس المجال النوعي للعائلة (النووية والممتدة و المستقرة وغير المستقرة) وقارنا بين تلك الأنواع في مجال التماسك نجد أنه وبما لا يدع مجالا للشك أن العوائل النووية وغير المستقرة والمختلطة يكون فيها التماسك وفي أحسن أحواله يقل درجات عن مستوياته في العوائل الممتدة والمستقرة والانتقالية، ومؤشراته يمكن إجمالها بالآتي:

    أ) العزلة
    عندما لا يشاهد الأب ابنه الذي غادر البيت بعد سن الثامنة عشرة أو أنه يعيش في نفس البيت بعزلة بدعوى الحرية الشخصية، والاعتماد على النفس عندها سوف لا يجد الأب فرصة للإلتقاء بالإبن في الأوقات الاعتيادية وقلة اللقاءات تزيد المسافة النفسية بينهما ولحدود يضعف التماسك عندها.

    ب) الافتراق
    إذا ما عاش أفراد العائلة الواحدة بعيدين عن بعضهم البعض، فإن كل واحد منهم سيجهل ظروف الآخر وإن الإحساس بالوجود العائلي سيضعف بالتدريج وضعفه يعني انفراط التماسك، لأن التماسك شعور بالارتباط ورغبة في تقديم العون، واتجاه للتواد، وهذه جميعها مشاعر تقوى وتضعف تبعا لكثرة الالتقاء أو الافتراق.

    جـ) الذاتية
    ظروف الحياة الصعبة تلزم الفرد في العائلة الواحدة أو مجموعة الأفراد فيها بالتوجه إلى التركيز على الأنا في كل علاقاتهم وتعاملهم، إذ عندما لا يجد الواحد منهم ما يزيد عن حاجته الفعلية، تقل عنده الرغبة في اقتسام ما عنده مع الغير، وإن كانوا من القريبين، وهذا يعني أن مسألة التكافل ستضعف وبضعفها يقل التماسك.

    د) الفردية
    يشير المجتمع الحديث أو بالمعنى الأدق الصناعي إلى الفردية في كل شيء، فالحرية في إطاره تعني أن يتمتع الفرد بحريته في العيش والسلوك، والحياة من وجهة نظره أن يحافظ الإنسان فيها على وجوده كيانا مستقلا عن الآخرين، وهذه تولد بتفاعلها مع العوامل الأخرى ظروفا تضعف التماسك.

    هـ) بينما نرى وعلى العكس من ذلك أن في أنواع العوائل الممتدة والمستقرة والانتقالية من القيم والمعايير والضوابط التي تؤشر قوة في التماسك تفوق كثيرا المستويات الثلاثة المذكورة آنفا.

    سبل تعزيز التماسك العائلي في المجتمع العربي والإسلامي

    سابعاً ـ التماسك نوع من الارتباط والعلاقة يتأثر بالظروف البيئية المحيطة، وهذا يعني أنه نتيجة، أو استجابة للمتغيرات والمثيرات الحاصلة في البيئة، ويعني أيضا أن المجتمعات البشرية قد تقبلته كتحصيل حاصل، وكواقع لم يستفق منه الإنسان الغربي على وجه الخصوص إلا في سنواته الأخيرة عندما بدأ يقارن بين وضعه الاجتماعي الحالي، حيث الأنانية والفرقة، والنرجسية (ضعف التماسك) وبين حالته في الأمس حيث المشاركة والتعاون والانجذاب للجماعة (قوة التماسك) مقارنة كانت حصيلتها رغبة في العودة إلى قيم الماضي بظروف العيش الحالية، أملا في أن تعيد هذه القيم التماسك العائلي الذي يُقدم لإنسان العصر أمنا، واستقرارا، ورضا عن حاضره والمستقبل(12).


    ذلك في المجتمع الغربي الذي أدرك التأثيرات الجانبية للتصنيع والتحضر في مجال التماسك بعد مئات السنين، وتوجه للتفتيش بين تاريخه الطويل عن وسائل يمكن أن تعيد قيمه السابقة أو أن تكوّن أخرى بديلة يمكن أن تناسب مستلزمات العصر. وإذا كان الأمر كذلك في الغرب، فالأجدر بنا في المجتمعات العربية والإسلامية الاستفادة من صحوتهم في هذا المجال وأن نبدأ التحسب لتقوية قيمنا التي بدأ البعض منها يضعف بحكم الحاجة والتطور، وأن نستعيد تلك التي غُمرت بحكم التصنيع والتحضر، والاستفادة هنا لا تعني الركون إلى العشيرة والقبيلة بالطريقة الآلية العمياء، ولا تعني التمسك بالقرية والريف بالأساليب التقليدية المجردة، التي خضع لها إنساننا لفترة من الزمن، بل تعني أن تكون:


    خطوتنا الأولى باتجاه تقوية الانتماء إلى الجماعة (الإسلام - العروبة) والسعي للعيش في كنفها، والاهتداء بمنطقها الروحي والقيمي.
    وخطوتنا الثانية إعداد الإنسان العربي المسلم بشكل يكون فيه:
    * قادراً على التجريب دون خوف من التجديد.
    * راغباً في الأخذ بنتيجة التجربة الناجحة دون تردد.
    * يناقش ويزن قبل أن يتقبل أو يرفض.

    وأن تكون خطوتنا الثالثة التأكيد على معايير التضامن الاجتماعي الصحيح الذي لا يتأسس على التماثل في كل شيء وفي كل فرد، بل التضامن الذي نجد فيه تقسيما وتعددا للعمل الاجتماعي في ظل الهيئات والتجمعات العامة التي يتحول فيها (التضامن) من النوع الآلي والعفوي إلى التضامن التعددي المؤسساتي، الذي يدرك فيه الفرد أن ارتباطه المتبادل مع غيره ينفعه والآخرين، ويعي أنه وغيره يخدمان سويا النسق الاجتماعي، ويفهم أنه والمجموع يؤديان وظيفتهما في ذلك التقسيم المتعدد المتنوع، كأساس للاستقرار وديمومة التطور والتعاون والرقي.

    إن التضامن المطلوب في المجتمع العربي والاسلامي ينبغي أن يكون قائما على التعاون بين جميع العناصر التي تكونه (المجتمع)، وأن هذه العناصر تسعى لأن تتشابه بالحقوق والواجبات. وأن يكون مختلفا عن التضامن الدارج عند الجماعات الضيقة، المتهمة بالطائفية والعشائرية، والإقليمية، أن يكون فيه تبادل في الأفكار وتداول للآراء بشكل أوسع يفسح المجال للفرد لكي يعطي ويأخذ بنفس الروحية والدافعة الذاتية، وفيه يؤثر ويتأثر، يحاسب ويفكر ويقبل أن يحاسب بروح الود والتسامح، لأن الرقي الحضاري وميزة المواطن المرغوب في مجاله هما في الانتماء إلى المجتمع الكبير حيث التضامن يكون واعيا، حرا، على العكس من المجتمعات المذكورة التي تتقلص فيها الحلقة الاجتماعية إلى درجة ينتهي عندها الفرد بضعف شخصيته، وضيق تفكيره، وانخفاض مستواه الحضاري.

    إن البقاء على معايير الانتماء القديمة - التضامن المجزأ - للقرية والعشيرة والطائفة رغم تقديمها تماسكاً أحسن للعائلة في زمان معين وظروف عيش مختلفة، سيؤدي الاستمرار بها في الوقت الحاضر إلى ما يسمى بالتناشز المعرفي الذي يمكن أن يحصل للإنسان الذي يعيش بعد تلقفه معايير التحضر التي باتت تدخل بيته من كل الاتجاهات، والتناشز يعني البقاء عند حدود الذهنية التي تغرق في الأمور البسيطة، أو القليلة القيمة والتأثير: التي تبقي الفرد ضيق الأفق، محدود المشكلات، أناني التوجه، لا يبلغ الحدود الوطنية، وهذه تؤشر اضطرابا في التماسك.

    أما الخطوة الرابعة في اتجاه التماسك فتحتم على العرب والمسلمين أن يخطوا سريعا لمساعدة شعوبهم في الانتماء إلى المجتمع الأوسع - خارج إطار الإقليم والقطر - بحيث يكون فيه الوعي بآدمية الإنسان أعمق، والشعور بإنسانية الإنسان أشمل، انتماءاً يرتبط بالوطن كحضور في ضمائر المواطنين، وبالشريعة السماوية كوجود في سلوك المسلمين، لأن الشروط الحقيقية للمواطنة هي أن لا يقف فيها المواطن عند أحاسيس ورغبات حلقته الاجتماعية الضيقة، والتطور الحضاري يتجه صوب تعزيز النمط المجتمعي المنفتح التعددي، ووقائع الأحداث تشير إلى أن التاريخ يتجه صوب توسيع وعي الفرد بحيث تكون اهتمامات وطنه فوق العصبيات والانتماءات المقفلة، علما أن الانتماء القومي في الأساس هو حاصل التطور التاريخي والرقي الحضاري لمرحلة من مراحل التاريخ كوّنت العرب، والفرس، والأكراد وغيرهم، وفي فترة لاحقة كوّنت المسلمين والمسيحيين وربما ستكون تجمعات أخرى في المستقبل، لذا فإن خير انتماء ينسجم مع تطورات العصر الحالي ويفتح المجال واسعا أمام تماسك عائلي مقبول، يقوم على أساس التحاور والانفتاح على الرأي المخالف، وتبادل التأثير والتأثر بغية تكوين الرأي الذي يجمع الحصيلة المركبة لما موجود، أو النتيجة التوليفية للآراء والأنماط القائمة، ويزيد من التفاعل الحي بين الثقافات المتعددة.

    والأهم هو أن نبلغ نحن العرب والمسلمين النمط العلائقي التعاضدي حيث نسق التواصل أفقي تعاوني غير تسلطي، وتعددي غير أحادي، لأنه يرمي حقا إلى الحرية الحقيقية وليس التكبيل والقسرية، إلى الشمولية التعاونية وليس التفرد والفعل السياسي غير السوي.

    وباختصار فإن الانتماء المغلق في القرن الحادي والعشرين سيؤدي إلى انكفاء المنتمين من هذا النوع في المجتمع المغلق، وفي الفكر الايديولوجي، وفي الفعل السياسي العصابي، وهنا يموت الإنسان، وتنعدم الحرية، وتذبل الشخصية، ويختل التكيف المتوازن مع الحقل، ومع الذات، وتستعر الرغبة بالتحقق والتوكيد، عندها سيكون الارتباط بين الأنا والأنت (التماسك) في العائلة التي تشكل أساس المجتمع الكبير مسألة غير مضمونة وسيخسر (المجتمع) الكثير من مقومات صموده تجاه الهجمات الخارجية إن لم يتحرك بسرعة على وفق التفاهم والتعاطف وكذلك التعاون والانفتاح، مكونا معايير للتماسك تتأسس على قيم الماضي وتنسجم مع روح العصر. وهذه مهام لا يمكن أن تقوم بها الدولة بمؤسساتها فقط، بل على المجتمع بكافة وسائله والإنسان بكل قواه أن يتظافرا جميعا من أجل تحقيقها سعيا لأن يعيش الجميع في مجتمع أفضل وظروف أحسن بعيدا جهد الإمكان عن ضغوط الحضارة وقسوة اللاتماسك العائلي.

    الهوامش:
    1 - الروم 21.
    2 - القائمي، علي (1996) الأسرة والطفل المشاكس، دار النبلاء، بيروت.
    3 - أبو النيل / محمود السيد (1985) علم النفس الاجتماعي، الجزء الأول، دار النهضة العربية، بيروت.
    4 - ليندزي، هول (1978) نظريات الشخصية، ترجمة فرج أحمد فرج وآخرين، دار المشايع، القاهرة، الكويت.
    5 - الشيرازي، آية الله العظمى محمد الحسيني (1992) الاجتماع، الطبعة السابعة، دار العلوم، بيروت.
    6 - الإسراء 23.
    7 - مليكة، لويس كامل (1970) سايكولوجية الجماعات والقيادة، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية.
    8 - أبو النيل (1985) مصدر سابق.
    9 - أيزنك (1969) الحقيقة والوهم في علم النفس، الترجمة العربية، القاهرة : دار المعارف.
    10 - النساء 36.
    11 - الأنعام 151.
    12 - ألفين توفلر (1970) صدمة المستقبل، ترجمة محمد علي ناصف، القاهرة : مطابع الأهرام التجارية.




    ______________________________
    http://www.annabaa.org/nba53/tamasuk.htm

  10. #140

    افتراضي

    من لقاء شبكة الفجر
    مع الدكتورة نورة السعد
    حول (آثار العولمة على تنمية المجتمع المسلم)

    أقتطف مايلي

    شبكة الفجر تسأل الدكتورة نورة فتقول
    اما الآثار الأجتماعية للعولمة المعاصرة .. فيمكن تلخيصها فى الآتى على سبيل المثال وليس الحصر ::

    الدكتورة نورة تجيب بما يلي:

    --- ان معالم هذه الآثار تتحدد من خلال مؤتمرات دولية الغرض منها تأطير الأنماط السلوكية الشاذة التى تتعارض مع الفطرة الأنسانية ,, ونشرها ... بل والتسلل لأحتواء موارد الدول الفقيرة واستغلالها لصالح المؤسسات المالية الغربية ... على سبيل المثال : المؤتمر العالمى للسكان والتنمية فى القاهرة فىعام 1994م وفى عام 1995م عقد مؤتمر بكين . وفى عام 1996م عقد مؤتمر الأيواء البشرى فى اسطمبول فى تركيا ..

    هذه المؤتمرات اشرفت عليها الأمم المتحدة .. وكانت الشعارات التى تحيط بها هى ( تحسين أوضاع العالم الأقتصادية والتجارية والعمرانية والأجتماعية ...

    ولكن حقيقة الأمر خلاف ذلك .. لأن تنفيذ ماتسعى اليه توصيات واتفاقيات هذه المؤتمرات التى ( يتم التوقيع) عليها من قبل الدول المشاركة .. سيؤدى لاحقا الى تأطير السلوك الأجتماعى ... واستبعاد الجوانب الأخلاقية فى السلوك الأقتصادى ,,, مما يؤدى الى تعميق الفجوة بين الأغنياء وزيادة فقر الفقراء وخصوصا فى مجتمعاتنا الأسلامية ..

    أما تأثير هذه المؤتمرات فى مجال الأسرة ,, فالمحاولات مستمرة للأخلال بدورها فى المجتمع .. وذلك من خلال تغيير دورها ... وتعديل او ألغاء مفهوم العلاقة الزوجية ... وخير نموذج يوضح هذا التوجه والسياسات هو الآتى ::

    ** اعتبار الأسرة والأمومة والزواج من أسباب ( قهر المرأة ) !!!!

    ** اغفال او التقليل من دور الزوجة والأم داخل بيتها .. ووصف ذلك الدور بأنه غير مهم وغير مدفوع الأجر ...

    ** تم الغاء مفهوم العلاقة الزوجية فى بنود هذه الأتفاقيات .. واختفت كلمة ( الزوج ) وحل محلها الزميل او الشريك !!!

    والحقوق الأنجابية حقوقا ممنوحة للأفراد والمتزوجين على السواء ..
    وانجاب الأطفال لايشترط ان يكون ضمن العقود الشرعية للزواج ..
    وهو ما نشاهده الآن فى العالم الغربى من احتفال بعضهم بالزواج بعد انجابهم ابنا ء غير شرعيين ... بسنوات طويلة ..

    *** لم تدرج كلمة الأمومة فى بنود هذه المؤتمرات سوى (6 مرات) فقط !!
    لأن الأتجاه القادم هو اعلاء المفهوم الجديد للأسرة .. والتى يطلق عليه ا ( تعدد اشكال الأسرة ) تمهيدا لأشاعة زواج الشاذين وتمكينهم من الحصول على مسمى ( اسرة ) !!

    ** ظهر مصطلح جديد فى ثقافة العولمة التى تدعمها هذه الأتفاقيات .. يسمى ب ( استبطان المصطلح ) فالشذوذ الجنسى مثلا يطلق عليه مسمى ( ميل جنسى ) او ( تفضيل جنس ) ..وتداول هذا المصطلح بهذه الكيفية يبعده عن المدلول الأخلاقى والشرعى الذى له أهميته فى النسق الثقافى الأجتماعى للمجتمعات الأسلامية ..
    والخطر هنا يكمن فى ان تسمية الفعل الشاذ بهذا المسمى ( المحايد كما يقال )
    سيرتقى بأى اجراء قانونى سيستخدم بعد ذلك لأى محلربة لهذا الشذوذ ..
    وسيعتبر كل حساب ضد الشاذ يدخل فى مفهوم ( تمييز ضد ) وهو ما يطلق الآن لكل حادث فى مجتماتنتا الأسلامية ,

    ** الأتجاه نحو التشكيك بأحكام الشريعة الأسلامية المتعلقة بقضايا المراة من زواج وطلاق , وميراث , وحضانة , وقوامة الرجل , وتعدد الزوجات .. ,,

    ** ايضا استنفار ارغبات نحو الأستهلاك اللامحدود فى مستحضرات التجميل .. والأزياء ,, وتوظيف 0 جسد المرأة ) لتسويق السلع بكل أنواعها ..
    وهذا الأتجاه الأستهلاكى سوف يؤثر على ميزانية الأسر و واقتصادها ..

    الآثار الثقافية للعولمة .... يتبع


    --------------------------------------------------------------------------------
    سؤال من شبكة الفجر للدكتورة نورة

    كيف نواجه العولمة ؟؟

    اجابة هذا السؤال مهمة وان كانت ليست بسيطة .. اذ ان عملية المواجهة لا تتم إلا بعد تحقيق بناء متكامل للذات الأسلامية على المستوى الفردى والجماعى ..
    وهذه العملية لن ينهض بها الأفراد وحدهم .. وانما لا بد من مؤسسات قوية تستنهض الهمم وترتيب الأولويات تتمتع بقوة مادية وبشرية .. وتوحد فى الصف العربى والأسلامى لتتمكن هذه الأمة المسلمة من الأداء المؤثر المصحح ..



    ___________________________
    http://www.saaid.net/leqa/10.htm


    تعليق على هذا الحوار
    الدكتورة نورة الفاضلة تؤكد أهمية وجود مؤسسات قوية تستنهض الهمم وترتيب الأولويات تتمتع بقوة مادية وبشرية

    أنا اقول مارأيكم في العائلة الممتدة إذا عملنا عليها و أعدنا صياغتها و بنائها بإسلوب يتوائم مع عصرنا الحاضر
    كما هو موضح في مداخلات الموضوع أعلاه. فالعائلة الممتدة إطار إجتماعي مَغفول عنه و يجب في تقديري لفت النظر إليه و تفعيله التفعيل الأمثل

صفحة 14 من 27 الأولىالأولى ... 4121314151624 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مؤتمر طيبة الدولي للكيمياء 2009م
    بواسطة minshawi في المنتدى مؤتمرات وندوات ودورات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-07-09, 02:53 PM
  2. جامعة طيبة تستضيف معرض الفيصل
    بواسطة نور قلبي في المنتدى مؤتمرات وندوات ودورات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-04-09, 10:09 PM
  3. مؤتمر طيبة الدولي للكيمياء
    بواسطة نور قلبي في المنتدى مؤتمرات وندوات ودورات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-12-09, 11:01 PM
  4. جامعة المدينة العالمية في طيبة الطيبة
    بواسطة بـدر الـمـحـيـا في المنتدى التربية والتعليم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-14-06, 06:04 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-10-05, 10:25 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جميع الحقوق محفوظة لموقع منشاوي للدرسات والابحاث