المقال التالي عبارة عن الحلقة الثالثة من موضوع
"هندسة النظم العائلية"
اعرضه هنا مع ان بعض من افكاره قد تم عرضها في مداخلات سابقة فعذرا على التكرار
هندسة النظم العائلية (3)
مقدمة: سبق وان عرضنا حلقتين تتعلقان بهندسة النظم العائلية في مجلة ولدي عدد 32 وعدد 56, وكذلك في مجلة المجتمع عدد 1533 وعدد 1534. في هذه الحلقة نجمل حديثنا عن هندسة النظم العائلية, بأن نتصور أن الأسر النووية في عائلة ممتدة ما, خَامَةٌ قابلة لِـتَّـشَـكُّـل, ثم نعمد إلى صياغة وتشكيل علاقات تلك الأسر, إلى أن تصبح بمجملها مؤسسة تتناغم أسرها النووية مع بعضها البعض, بحيث يُنتج لنا هذا التناغم دور فاعلا وملموسا لتلك العائلة أو القبيلة, كما هو الحال في المؤسسات العاملة في الساحة من مؤسسات حكومية أو تطوعية أو أهلية. فإن لكل مؤسسة دور تقوم به سواء على المجتمع المحلي أو المجتمع الإقليمي أو المجتمع العالمي.
من هذا المنطلق فإننا سنستعير كل المواصفات الموجودة في تلك المؤسسات الناجحة, و المناسبة للوضع العائلي, من برامج و لجان عملٍ للأنشطة المختلفة, وأسلوب إدارة, ونظم إعلام و تعليم, و أهداف مرحلية وأهداف إستراتيجية...الخ. كما أننا نتصور أن يكون الدور الأكبر لبناء العائلة الممتدة يقع بالدرجة الأولي على أولئك الأفراد الذين يملكون تجربة ناجحة من خلال عملهم مع المؤسسات المذكورة سابقا.
هذا البناء المرتقب نتصور أن يكون أكثر نجاحا ونموا في صفوف مادون الثلاثون من العمر في العائلة, ثم نأمل استمراره عندما يتقادم بهم العمر و ينقلون خبراتهم لجيلهم الناشئ, ثم تستمر العملية في العائلة إلى أن تصبح مع الزمنْ صفة ملازمة للعائلة أو القبيلة.
وحسب متابعاتي فإن العلاقات البينية لعائلة ممتدة, قد ضعف نتيجةً للمواصفات التي طرأت على الحياة العامة, من انتقال المجتمع من عصر الزراعة إلى عصر الصناعة, مما اضطر كثير من الأسر النووية إلي الانتقال من الحقل الذي يملكه الجد الأكبر إلى المصنع والشركة والجامعة, فلم يعد الرابط العائلي كما هو عليه, بل أصبحت كل أسرة تدور في فلك المؤسسة التي تعمل لديها. وهذه الحالة لا تمنع من المسير في مشروعنا هذا, حيث أننا سنجد في كل عائلة ممتدة من الأفراد ما يستطيعون معه القيام ببرامج البناء العائلي, ففيهم المتقاعد والذي يملك خبرة جيدة من خلال عمله, وفيهم المعلم والمعلمة الذين يجدون حتما وقتا يقضونه في إنشاء و تفعيل البرامج المقترحة وخاصة في الفترة الصيفية, وفيهم الموظف الذي ينتهي عملة بانتهاء دوامه الرسمي, وفيهم و فيهم...الخ. لكن هل نستطيع توظيفهم للعمل المرجو, وهذا بلاشك مرحلة لابد أن نمر بها ونحن نسعى لإعادة صياغة العلاقات في عائلة ممتدة ما.
لهذه الأمور فقد اقترحت و ما أزال على بعض المؤسسات الصحفية والجمعيات الخيرية إنشاء مجلة باسم "مجلة أسرتنا الممتدة" تستهدف القائمين على بلورة أهدافنا إلي برامج عمل يسعون إلى تدشينها في عوائلهم الممتدة. فهناك أفراد من عوائل متعددة يتحمسون لتنفيذ مرئياتنا هذه إلا أن واقع عوائلهم لا يشجع على ذلك, فهذه المجلة هدفها تذليل العقبات التي تواجه المشرفين على عوائلهم, ويتم فيها طرح المبشرات والمعوقات في طريق بناء عوائلنا الممتدة وكذلك طرح بعض الآليات الجديدة التي تسهم في البناء.
فإذا ما قُدِّر وزادت الضغوط على الجمعيات الخيرية بسبب الاستكبار العالمي فان المؤسسات الجديدة القائمة على قواعد من الأنساق القرابية تكون سلاحا فعالا, وبديلا مقبولا في سبيل مواصلة البناء الحضاري للأمة. كما أن هذا المطلب شبه يتفق مع ما أورده الدكتور زغلول النجار في أحد كتبه حيث قال "فقد بدأ عدد من الاجتماعيين وعلماء النفس المعاصرين في الدعوة إلى إقامة مجتمعات نموذجية, لا يتجاوز عدد أفرادها العشرة آلاف نسمة, وذلك في محاولة لاستعادة العديد من القيم الاجتماعية السوية التي فقدها الإنسان في زحام المدن المكدسة بالسكان, وبفقدها فقد الكثير من أسباب الراحة الجسدية والاطمئنان النفسي, بل فقد نفسه وأسرته ومجتمعه." و ذلك في معرض حديثه عن بعض المفاسد الناجمة عن سوء استخدام التقدم العلمي والتقني المعاصر وأخطار ذلك. ( كتاب الأمة عدد 20, 1409هـ, قضية التخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي المعاصر/د. زغلول راغب النجار, ص 112).
***
مزيدا من عوامل البناء:
تَعـَرَّضت الحلقات السابقة لبعض العوامل التي تساعد على بناء العائلة الممتدة, وهنا نضيف مزيدا من ذلك:
1) موقع على الشبكة العنكبوتية:
الشبكة العنكبوتية لا تخلوا من مواقع عائلية ولكل موقع مواصفاته التي إرتئاها المصممون له. ومن وجهة نظري فإن الموقع لا ينبغي أن يخلو مما يلي:
زر مفتي العائلة. زر طبيب العائلة. زر أحوال المسلمين في العالم. زر مهندس معماري العائلة. زر ميكانيكي العائلة. زر المستشار التربوي للعائلة. زر معلم ابتدائي العائلة. زر معلم إعدادي العائلة. زر معلم ثانوي العائلة. زر معلم جامعي العائلة. زر مواهب العائلة. زر مؤلفات العائلة ومنتجاتها الفكرية والتقنية. زر ألأعمال التجارية لدي العائلة. زر مجلات العائلة. زر غذائي العائلة. زر مسابقة العائلة. زر رياضي العائلة. زر التزاوج داخل العائلة. زر التوظيف والبحث عن عمل لأفراد العائلة. زر خياط العائلة. زر الاستفسارات العامة.
بحيث يقوم أطراف العائلة بالسؤال, وكوادر العائلة يجيبون, وقد يكون في العائلة الواحدة أكثر من طبيب مثلا, في هذه الحالة يكون كل طبيب لديه الصلاحية في الإجابة على السؤال المطروح إلا أن يُعـَيـِّن السائل طبيبا معينا للإجابة, وتحت زر "معلم إعدادي العائلة" توضع جميع التوجيهات اللازمة للطلبة والطالبات في هذه المرحلة من الدراسة و منتدى خاصا بهم, ويشرف عليه بالطبع أساتذة المرحلة المتوسطة في العائلة فالعائلة قد لا تخلوا من هذا النوع من الكوادر. وكذلك في بقية التخصصات. و للموقع أن يرتبط بالمواقع الشخصية لأفراد العائلة. وفي هذه الحالة قد ترغب العائلة وضع كلمة سـر لا يعطي إلا لمن هو ضمن العائلة, وقد يكون هناك رسوم اشتراك.
2) مخيمات ورحلات:
من المعلوم أن كلَّ عائلةٍ ممتدة تحوي على فصائل متعددة, منهم الأطفال ومنهم الشباب والشابات ومنهم متوسطي العمر ومنهم كبار السن وقد يتخلل هذه الفصائل المعوقين والموهوبين. فيما يلي نستعرض بشكل مبسط ما يمكن أن تقوم به كل عائلة ممتدة حيال هذه الفصائل:
أبنائنا (بناتنا) في المرحلة الجامعية:
يمكن أن تعين لجنة من داخل العائلة ترعي هذا الفصيل, تتولي ا للجنة تلك إعداد بعض البرامج المناسبة له, برامج قصيرة أثناء العام الدراسي يتم تنفيذها في إجازة رمضان وإجازة الحج وإجازة الربيع و بعض أيام الخميس والجمعة ما أمكن. وبرامج طويلة أثناء الإجازة الصيفية, يمكن أن يتخلل هذه البرامج, رحلات سياحية إسلامية- رحلات خلوية – جنوب السعودية - الأزهر- الزيتونة – الأندلس - مكة, حج جماعي – المدينة - الأقصى- جامعات – مدارس – مصانع – مزارع - دور نشر - مقر إصدار مجلة - مقر إنتاج أفلام الفيديو التربوية – جمعيات خيرية - مراكز إسلامية في الغرب في باكستان في الهند...الخ. يتخلل هذه الرحلات برامج ثقافية يـُكـلـف في تحضيرها وإلقائها التلاميذ أنفسهم بعد تدريبهم على ذلك, برامج رياضية, شيئا من قيام الليل, صيام جماعي وغير ذلك مما يناسب هذه الفترة العمرية. نفس الشيء بالنسبة للفتيات بما يناسب حال المرأة.
أبنائنا (بناتنا) في المرحلة الثانوية: تقوم اللجنة المخصصة لهذا الفصيل بما يناسب مما سبق.
أبنائنا (بناتنا) في المرحلة المتوسطة(الإعدادية): تقوم اللجنة المخصصة لهذا الفصيل بما يناسب مما سبق.
أبنائنا (بناتنا) في المرحلة الابتدائية: تقوم اللجنة المخصصة لهذا الفصيل بما يناسب مما سبق.
أبنائنا (بناتنا) المعوقين: تقوم اللجنة المخصصة لهذا الفصيل بما يناسب مما سبق.
أبنائنا (بناتنا) الموهوبين: تقوم اللجنة المخصصة لهذا الفصيل بما يناسب مما سبق.
كبار السن في العائلة من النساء والرجال: تقوم اللجنة المخصصة لهذا الفصيل بما يناسب مما سبق, مع مراعاة حالتهم الصحية.
***
أهداف و نتائج مرجوة:
أن ندرب نسبة منهم لِتَّـعـمـق في العلوم الشرعية ومعرفة مصادرها. ونسبة منهم باستطاعتهم إلقاء الدروس وتسجيلها على أشرطة كاست وبيعها في محلات بيع الأشرطة. وإن تخصص كل فرد منهم في حقل من الحقول العلمية و الشرعية فهو أفضل. بحيث تكون توجيهاتهم موجهه إلى الفئة ألعمريه التي هم ينتمون إليها.
أن ندرب نسبة منهم لِتَّـعـمـق في العلوم ألأدبية والتاريخية والجغرافية.
أن ندرب نسبة منهم لِتَّـعـمـق في العلوم الاقتصادية والاجتماعية.
أن ندرب نسبة منهم لِتَّـعـمـق في العلوم الطبية.
أن ندرب نسبة منهم لِتَّـعـمـق في العلوم الهندسية.
أن ندرب نسبة منهم لِتَّـعـمـق في علوم الحاسب.
أن ندرب نسبة منهم لِتَّـعـمـق في أنواع التكنولوجيا المختلفة.
تعريفهم بواقع أمتهم السياسي و الاقتصادي والاجتماعي, تدريبهم على كتابة المقالة وكيفية النشر في الصحف والمجلات, تدريبهم على إلقاء برنامج تلفزيوني, تدريبهم على كيفية تغسيل الميت, تدريبهم على الإسعافات الأولية, تدريبهم على فن إعداد أفلام الفيديو, تدريبهم على التأليف, تدريبهم على بعض أساليب الإدارة, تعبئتهم بكل الدورات المناسبة التي قد تواجههم في حياتهم.
وفي العموم ينبغي أن تستهدف برامجنا هذه, شريحة الناشئة في العائلة, بحيث لو قدرنا أن العائلة الممتدة الواحدة لديها 300 طفل وطفلة مابين سن الرابعة و التاسعة, فإننا (بعد 23 سنة) من تطبيق هذه البرامج عليهم, نطمح للحصول على 19 عالما وعالمة شرعيين, و 19 متخصصون ومتخصصات في الاقتصاد الإسلامي, و 19 متخصصون ومتخصصات في إدارة المؤسسات الخيرية, و19 متخصصون و متخصصات في العلوم الهندسية, و 19 متخصصون ومتخصصات في علوم الحاسب, و 19 متخصصون ومتخصصات العلوم ألأدبية والتاريخية والجغرافية, و 19 متخصصون ومتخصصات في العلوم الاجتماعية الإسلامية, و 19 متخصصون ومتخصصات في العلوم التربوية والتعليمية, و 19 متخصصون ومتخصصات في العلوم السياسية والجها دية للأمة, و 19 متخصصون ومتخصصات في التجارة, و 19 متخصصون ومتخصصات في الإعلام الإسلامي, و 19 متخصصون ومتخصصات في العلوم الزراعية, و 19 متخصصون ومتخصصات في العلوم التَّـقـَنـِيَّـة المؤسسة على قواعد من الشريعة الإسلامية, والبقية في الأعمال الأخرى المتفرقة. مع مراعاة خصوصية المرأة المسلمة وما يناسبها من تخصصات علمية وفنية.
***
عوامل مساعدة في البناء:
(أ) مراكز وحلقات تحفيظ القرآن, وليس لزاما أن يحفظ الطفل كامل القرآن, إلا إن كنا نعده للمناصب العليا في علوم الشريعة, بل إذا أتم حفظ جزاء عم أو الثلاثة أجزاء الأولي يمكن الانطلاق به إلي أن يحفظ جميع الآيات التي تتعلق بالتخصص الذي ينوي المربي توجيهه إليه, كما أوضحنا ذلك في مشروع الديديات (مجلة الدعوة عدد 1881). مع تَعـَلُّـم تفسيرها والأحاديث التي وردت فيها, ثم ربطه بالكتب التي تتعلق بتخصصه بداءً بالقصص التي كتبت للأطفال في هذا المجال, ثم بالكتب التي كتبت في هذا التخصص للفتيان, ثم ما كتب في هذا المجال للكبار.
(ب) الدروس العلمية والشرعية في المساجد, ويمكن الاتفاق مع المعلمين على تعليمهم ما يتعلق بتخصصاتهم المُرادة.
(ج) الجمعيات الخيرية التي تعني بالشباب, فلديها برامج معدة يمكن الاستفادة منها, كما ويمكن الاستعانة بعد الله, بالكوادر التربوية لديها التي اعتادت إقامة المخيمات والرحلات حتى يتدرب فريق من أفراد العائلة للقيام بالمهمة. وقد يكون بعض أفراد العائلة قد اعتاد العمل مع تلك المؤسسات, بهذا تكون المهمة أيسر و أسهل.
(د) دورات الحاسب التي تعقد هنا وهناك, يمكن التنسيق مع القائمين على هذه الدورات بحيث يتم تسجيل جماعي في الدورات المناسبة. ويمكن استشارة أهل هذا الفن, عن ماذا يحتاج كل فصيل تَعـَلُّمه عن الحاسب, ذلك أن دورات الحاسب كثيرة ومتنوعة.
(هـ) مراكز رعاية الموهوبين والمبدعين, يمكن التنسيق مع هذه المراكز في استعارة بعرض البرامج لديهم لتطبيقها على أفراد العائلة الموهوبون.
(و) المراكز الصيفية, يمكن التسجيل الجماعي في هذه المراكز خاصة الذين يتواجدون في منطقة واحدة.
(ز) حملات الحج والعمرة, يمكن التسجيل الجماعي مع احد الحملات أو تخصيص حافلة معينة لتنقل بين المشاعر لأفراد العائلة, وبهذا يتسنى للمشرفين من العائلة على هذه المجموعة, تنفيذ البرامج التربوية والثقافية التي تتوائم مع البرنامج العام المتبع في العائلة.
(ح) مراكز التسلية والترفيه, ما يناسب من النقاط التي ذكرت سابقا.
(ط) النوادي الرياضية وما بها من استعدادات, يمكن الاتفاق مع بعض النوادي للاستفادة من ملاعبهم و مسابحهم أو إجراء مباريات بين عائلة ممتدة وأخري. أو حضور لبرنامج ثقافي قام بإعداده النادي وغير ذلك مما يمكن لنَّادي التعاون به مع الآخرين.
(ك) البنيات السكنية في مكة, يمكن الاتفاق مع احد البنيات السكنية في مكة لِسُّكْـني لديهم لكل عضو في العائلة مع التخفيض (مثلا عقد لمدة سبع سنوات).
***
يمكن للعائلة الممتدة أن تتميز بفن معين كأن يكثر في صفوفها الأطباء والطبيبات أو تتميز بالعلم الشرعي و الأبحاث العلمية, أو تتميز بالتجارة ولا تخلو من التخصصات الضرورية الأخرى بنسب أقل. وعائلة تتميز بالعمل الخيري المؤسسي, فإننا نجد في الساحة اليوم رجال بارزون ركزوا جهودهم على إحياء و إعمار مناطق معينة في عالمنا الإسلامي مثل أفريقيا, و كشمير, و بعض الدول الأوربية وغيرها. فإذا قُدِّر أن أولاده وأحفاده واصلو مشوار أبيهم وتمكنوا من تحويله إلى عمل مؤسسي ناضج يخدم و يرعى تلك المناطق وتواصلت مسيرة أجيال هذه العائلة أو جزاء منها في هذا الطريق, و لربما استوطن بعض فروع هذه العائلة في تلك المناطق, فإننا نطمح أن تكون تلك الأسرة جزاء من تاريخ المنطقة, والتاريخ لا يخلو من شيئا من ذلك.
يمكن لأساتذة الجامعات إجراء الأبحاث العلمية على عوائلهم, والتي تُبـْني عليها الخطط الإستراتيجية للعائلة. وهذا قد يكون أيسر على المجتمع في معالجة قضاياه من أمية وفقر وبطالة وعنوسة وقضاء على تدخين وقضياه غير ألأخلاقية وما إلى ذلك مما يعتري المجتمعات.
يمكن للعائلة الممتدة أن تملك مصنعا لصناعة الأدوات التي يستخدمها الناس بشكل دوري مستمر مباشر, مثل الورقيات (مناديل, كراسات مدارس), أواني منزلية, مناشف وفوط, شرا شف وبطانيات, أدوات دورات المياه. بحيث يتم صبغ هذه المنتجات بما يدل على هذه العائلة وتاريخها في الإسلام. كما ويمكن إعداد التصاميم لذلك و الاتفاق مع أحد المصانع المحلية أو الخارجية لإنتاج مثل ذلك. إن وجود علبة مناديل يأخذ طابعها الخارجي رمز العائلة تستخدمها أسرها, يعتبر احد الروابط المشاعرية بين أفراد العائلة. وكلما زادت المنتجات بهذا الاتجاه زاد حسب توقعاتنا مستوي التآلف والترابط. ذلك أن الهدف المر جوا هو تحقيق أعلى مستوي من التآلف وتحقيق الآيات والأحاديث الواردة في الترابط العائلي.
قد يتبادر إلى الذهن أننا بهذه الحالة نعزل العائلة عن بقية جسم المجتمع الذي تعيش فيه. و هذا غير صحيح لأن أفراد العائلة يلتقون مع الآخرين في المسجد وفي السوق التجاري وفي الأعمال والوظائف المتنوعة وفي الجامعة وفي مدارس التعليم العام, وفي المنتزهات. هذا جانب, الجانب الآخر أن كوادر العائلة الذين يخدمون العائلة بتخصصاتهم العلمية والفنية, حتما لهم علاقاتهم العلمية والفنية مع الآخرين خارج إطار العائلة.
يمكن أن تتبني مؤسسات إنتاج أفلام الفيديو و الدِّ فىدِ ((DVD الهادف, إنتاج أفلام لعائلة ممتدة وهي تسير على الخطوات المرسومة في برنامجنا هذا. مع رسم خطة البناء بشكل دراماتيكي يدفع مشاهديه لتقمص تلك الخطوات والعمل على بناء عوائلهم الممتدة مع تصوير المبشرات والمعوقات في طريق البناء وكيفية التغلب عليها. كما هو الحال مع المسلسلات التلفزيونية التي عمدت إلى تفكيك العوائل والأسر بما تحدثه بمشاهدها من إشعال نار الغيرة بين الحماة وزوجة الابن مما يضطر تلك العوائل إلى الانعزال عن بعضهم البعض. ثم يُسْـتـَكمل الفلم بالنتائج المرجوة من هذا البناء مع توضيح الهيكلية العامة المرجوة من كل عائلة من لجان مختلفة, وكيفية بناء البرامج والاستفادة من خبرات المؤسسات التربوية تطوعية كانت أو حكومية. و بالجملة, نعمد إلى جعل الفلم يحمل في طياته كل فقرة من فقرات حلقاتنا حول العائلة الممتدة, كيفية إصدار المجلات العائلية, كيفية كتابة المقالة, كيفية إرسالها لرئيس التحرير, كيفية توزيعها, مشاعر الأسر النووية عند تلقيها, البرامج والمخيمات الصيفية لكل من طلبة الابتدائي و طلبة المرحلة الإعدادية وطلبة المرحلة الثانوية وطلبة المرحلة الجامعية, كيفية بناء الموقع على الشبكة, كيفية الاتصال به من قبل فرد من أفراد العائلة, كيفية سؤال كوادر العائلة, كيفية تلقي الإجابة.
***
كما أنني لا أبالغ إن قلت ينبغي على مسؤلي التعليم تشكيل بعض المقررات الدراسية التي تناسب جميع المراحل الدراسية بداء من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية ليتعلم الفرد المسلم معني صلة الرحم وكيفية ممارستها في عصرنا الحاضر باستخدام وسائل العصر, وان المسألة لا تتوقف على اتصال تلفوني أو زيارة باردة لأرحامنا أو صدقة على محتاج داخل العائلة. والذي يراجع النصوص الواردة من آيات وأحاديث في صلة الرحم يجد أنها تستحق أكثر مما ذكرنا, لذا وجب علينا أفرادا وجماعات أن لا نكتفي بالممارسات المعتادة, تلك التي لا تساعد على بناء المجتمعات المسلمة. فالمجتمعات المسلمة مخترقة وستظل, ما لم نبادر بتبني مثل هذه المشاريع وغيرها مما قد يطرحه غيرنا. وقد يتطور الأمر ليصبح هذا الموضوع حقلا خصبا للدراسات العليا كما هو الحال مع الدراسات والأبحاث التي تُجْري على الأسر النووية. بهذا نستطيع أن نباهي ببنائنا الاجتماعي بقية المجتمعات التي لا يخفي على الجميع ما هي عليه من تفكك و تفسخ ورذيلة وانتحار ومخدرات وقلق نفسي وكثرة طلاق وكثرةٍ للأولاد غير الشرعيين وما إلى ذلك مما ذكر في وصف الحالة الاجتماعية للمجتمعات غير المسلمة.
***
وفي نهاية حلقتنا هذه فإن أول من أخاطب بمشروعي هذا أفراد عائلتي الممتدة وإن كان المشرع معدا لكل عائلة ممتدة في ساحتنا العربية والإسلامية. فأقول إننا إن لم ننجح في تفعيل علاقاتنا البينية بحيث تكون قادرة على استحداث وتنفيذ البرامج المناسبة, فإن الوحدة المرجوة داخل المجتمع الواحد هي اقرب للفشل فضلا عن نجاحها على المستوي الإقليمي والعربي والإسلامي. لذا نقول لكل عائلة ممتدة تكاتفوا, تعاونوا, اعملوا على تبني الخطوات المرسومة في هذا المشروع, تعاونوا على البر والتقوى, خوضوا غمار البناء العائلي, آلا تحبون أن ترو أبنائكم وقد دخلوا عالم ألشهره بطابع إسلامي, والذي هو بوابة دخولهم جنة الآخرة, يقول ابن تيمية رحمة الله رحمة واسعة " إن في الدنيا لَجـَنَّـة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ". أم تفضلون أن نري أبنائنا أو بعضا منهم قد وقع في ما ينافي الأخلاق الكريمة ومنهم لم يستطع إكمال دراسته الإعدادية أو الثانوية أو الجامعية, ومنهم من لم يجد قبولا في الجامعات لتدني مستوه الدراسي, ومنهم من لم يجد عملا يواصل به مسيرة حياته بعد تخرجه من الجامعة, ومنهم من اتلف أمواله بالسفريات المحرمة, ومنهم من وُظِّـفـَت طاقاته الإبداعية بحرب الفضيلة في مجتمعه وأصبح شؤما على أمته, ومنهم من أزعج أولاده وزوجه بالمسكرات والمخدرات, ومنهم من صار عبدا للشهوات التي تعرضها القنوات الفضائية و بعض المواقع الإلكترونية, ومنهم الذي يأكل ويشرب وليس له دور يذكر في أسرته ومجتمعه, ومنهم من يحيا ويموت ولم يعرف به احد. فأي الطريقين تختارون, قال جل من قائل (( وهديناه النجدين)) وفي آية أخري ((إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا)).
والى الحلقة الرابعة مع مزيدا من الإطلالة على هذا الموضوع