الأطفال سريعو التأثر ومن الخطأ تركهم ساعات أمام التلفزيون
أصبح التلفزيون في الوقت الحاضر جهازا ضروريا من النادر أن يخلو منه بيت من بيوتنا، وأصبح جهازا مهماً لا يقل أهمية عن أية أجهزة أخرى نعتمد عليها في حياتنا اليومية.
والتلفزيون أصبح مصدراً مهماً للأخبار والمعرفة والثقافة، وأصبح يشكل توجهات وتفكير الكثير على اعتبار أن أغلب أفراد الأسرة يقضون أمامه أغلب أوقاتهم وبذلك يتأثرون مما تعرضه القنوات من مواد أخبارية وثقافية وفكرية وغيرها.
ورغم التأثير الكبير للتلفزيون إلا أن الكثير من الأسر لا تنتبه لذلك ولا تلقي له بالاً، وسأتجاوز الحديث عن الأثار الإيجابية وكذلك الحديث عن آثاره على الكبار لأحصر الحديث عن الآثار السلبية للتلفزيون أو بشكل أصح القنوات التلفزيونية على الأطفال.
فمن الملاحظ أن الأطفال يقضون وقتاً طويلاً أمام التلفزيون يمتد لساعات وقد يكونون أكثر من غيرهم من حيث الوقت الذي يمضونه أمام التلفزيون.
والأطفال كما هو معلوم يتأثرون بسرعة بما يشاهدون ويسمعون وليست لديهم القدرة الكافية لتمييز الصالح من الطالح، وفي الوقت الحاضر تعددت القنوات، فمنها قنوات عامة تخصص برامج للأطفال، ومنها قنوات خاصة للأطفال، وليس الأمر كما هو في السابق قناة تلفزيونية سعودية نأمن على أطفالنا أثناء مشاهدتها، بل أصبح بإمكان الأطفال التنقل بين عشرات القنوات الموجهة وهذا مكمن الخطر، حيث إن الكثير من البرامج وخاصة أفلام الكارتون الغربية تحمل أفكاراً تعارض ديننا وأخلاقنا وقيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة هذا عدا آثارها السلبية الأخرى المتعلقة بالجانب النفسي والتربوي وغيرها حيث أثبت كثير من الدراسات التأثير السلبي لمثل هذه الأفلام على الشخصية السلوكية والنفسية للطفل وخاصة الأفلام التي تروج للعنف.
إن المتابع للكثير من أفلام الرسوم المتحركة يجد أنها أعدت لأطفال الدول الغربية فهي موجهة لها وتناسب بيئتها. ولذا فإنها تتضمن سلوكيات لا يقرها مجتمعنا منها مثلاً الملابس شبه العارية التي يرتديها الأطفال في هذه الأفلام وهي في الأصل ملابس أطفال المجتمعات الغربية غير المسلمة، وهذا بدوره أنعكس على بعض أطفالنا الذين يقلدون ما يشاهدون ويطالبون بشراء مثل هذه الملابس، بالإضافة إلى تركيز الكثير من هذه الأفلام على موضوع الحب بين شاب وفتاة وجعله المحور الأساسي للحياة وجعل العلاقة بين الشاب والفتاة شيئاً طبيعياً، بالإضافة إلى إظهار السحرة والساحرات على أنها شخصيات خارقة يمكنها فعل ما لا يستطيع فعله أحد من البشر، أو جعل الطبيعة هي المسيطرة على حياة الإنسان والحياة وأن بإمكانها إحداث الزلازل والكوارث وغيرها، أو جعل الرياح أو بعض الناس بإمكانهم إنزال المطر أو إظهار الزرع وغير ذلك من الأفكار الخاطئة التي تمس عقيدة المسلم والتي تزخر بها أفلام الرسوم المتحركة التي يشاهدها أطفالنا يومياً دونما مراقبة وتوجيه من الوالدين، وهذا بدوره ينعكس سلباً على توجهات وأفكار هؤلاء الأطفال في المستقبل حيث تصبح شخصياتهم متأثرة بها وبما تكرسه وتبرزه من مفاهيم لا تتناسب مع مجتمعنا ومع قيمنا الإسلامية وعاداتنا الأصيلة، خاصة وأن الكثير منها لا تخلو من المخالفات الدينية الخطيرة التي كما ذكرت تمس عقيدة الطفل وتعاليمه ومفاهيمه وتؤدي إلى التباس المفاهيم وخلطها والتشويش عليها.
لقد أعجبني كثيرا رأي لإحدى المشرفات التربويات التي قالت في إحدى المجلات الأسرية بأن الأطفال هم الجمهور الأساسي للتلفزيون الذي يستقطبهم بحكم عرض المادة صوتاً وصورة جذابة، إضافة إلى أنهم لا يملكون الحس النقدي الذي يوجههم لاختيار المفيد بل يشاهدون كل ما يبث، وكلما صغر عمر المتلقي كان التأثير أكبر في بناء تشكيل قناعات وآراء المشاهد، لذا فنحن مسؤولون أمام الله عز وجل عن كل ما تتلقاه عقول أبنائنا، ومن المهم جدا أن يتابع الوالدان ما يشاهده أطفالهم، فما هي الثقافة التي نطمح لغرسها خلال أفلام مترجمة ومدبلجة معدة خارج وطننا الإسلامي أعدت لشعب له عقائد وقيم لا يقرها ديننا الحنيف.
لذا فإنني أحث نفسي وأخواتي الأمهات بمراقبة أطفالهم ومتابعة ما يشاهدون من أفلام وبرامج وغيرها ولابد أن تشاهد الأم هذه الأفلام لترى هل هي مناسبة لأبنائها أم لا، وفي حال عدم مناسبتها فإن المكتبات لدينا يوجد فيها بحمد الله الكثير من الأفلام والقصص والبرامج التلفزيونية النافعة والهادفة والتي يجدر بكل أم الاستفادة منها وتوفيرها لأطفالها.
كما أنني أنصح الوالدين بالحرص على عدم قيام أطفالهم بإمضاء وقت طويل أمام التلفزيون يتجاوز الثلاث ساعات فهذا له آثار صحية ونفسية سلبية على الأطفال خاصة إذا كانت المشاهدة الطويلة للتلفزيون تتم بشكل يومي، والدراسات الصحية أثبتت أثر ذلك على عيون الأطفال وحواسهم ومداركهم، بالإضافة إلى تأثيره على الجوانب النفسية والسلوكية والتربوية الأخرى.
نورة العبد الله. الرياض
http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp...wsItemID=27584
رد مع اقتباس