أضافت دراسة إيطالية بعض المعلومات، لكنها لم تقدم إجابة شافية على الجدل الطبي الذي يدور حول فعالية مضاد للأكسدة، يسمى «الاسيتيلسيستين» ضد أكثر أنواع الفشل الكلوي حدوثاً في المستشفيات.
يلجأ الأطباء عند الحاجة إلى تصوير الأعضاء الداخلية في جسم المريض، إلى حقنه بمواد كيماوية تساعد في توضيح الأوعية الدموية في صورة الأشعة السينية والصور الأخرى. ولكن تلك المواد تسبب في مشاكل في الكلى، قد يترتب عليها وفاة المريض في بعض الحالات.

يقول د. مايكل رودنيك، الأستاذ المشارك في جامعة بنسيلفانيا، والذي أجرى الكثير من البحث عن هذه القضية «أصبحت تلك المواد أحد الأسباب الشائعة في حدوث الفشل الكلوي الحاد. أما السببان الآخران فهما الجفاف وانخفاض ضغط الدم».

وتعتبر الدراسة الإيطالية التي نشرت في عدد 29 يونيو من مجلة نيو انجلاند جورنال أو مديسين، آخر دراسة في سلسلة من المحاولات لمعرفة أثر الاسيتيلسيستين في الوقاية من الفشل الكلوي الناتج عن الكيماويات التي تستخدم عند تصوير الأعضاء الداخلية. وقد أصبحت هذه المعالجة مادة لبحوث مكثفة بعد التقرير الذي قدمه طبيب ألماني عن نتائجها الرائعة في 2001م.

ويقول د. رودنيك «منذ ذلك التاريخ، أجريت 25 دراسة عن هذا الموضوع، ولم تكن هنالك فائدة من نصف تلك الدراسات. وأدت تلك الدراسات في مجملها إلى انخفاض ضئيل في درجة الخطر، الأمر الذي ليس له أهمية من الناحية الأحصائية».

وشملت الدراسة الإيطالية التي أجريت في جامعة ميلان 354 مريضاً خضعوا لعملية فتح الشرايين التي تسمى بعملية التقويم الوعائي بعد تعرضهم لأزمة قلبية. ولم يمنح ثلث المرضى الأسيتيلسيستين، ومنح الثلث الثاني ما اصطلح الأطباء على تسميته بالجرعة القياسية من ذلك العقار، وهي 600 مليغرام تعطى عن طريق الحقن في الوريد قبل اجراء العملية، و2,400 مليغرام في اليومين التاليين لاجراء العملية، أما الثلث الأخير فتم حقنهم بضعف تلك الكمية من الدواء.

وتم فحص وظائف الكلى بقياس مستويات الكرياتين في الدم، والذي ينتج عن تحلل الكرياتين، الذي يعتبر جزءا هاماً من العضلات. وترتفع مستويات الكرياتين في الدم كلما انخفض مستوى وظائف الكلى.

وازداد مستوى الكرينين بنسبة 33 في المائة عند المرضى الذين لم يحقنوا بالاسيتيلسيستين، وبنسبة 15 في المائة عند المرضى الذين منحوا الجرعة القياسية من الدواء، وبنسبة 8 في المائة عند المرضى الذين منحوا الجرعة المضاعفة، حسب ما جاء في التقرير الذي صدر بعد الدراسة.

وتوفي 13 من المرضى الذين لم يعالجوا بالاسيتيلسيستين في المستشفى، بينما كان معدل الوفيات أقل بين المرضى الذين تمت معالجتهم بالعقار، حيث توفي 5 ممن منحوا الجرعة القياسية، وثلاثة ممن منحوا الجرعة المضاعفة.
http://www.alriyadh.com/2006/07/09/article170092.html