الدين و التدين
إن اللغو في الدين و مفهوم التدين بشكله المطروح حاليا في مجتمعاتنا قد أدى إلي توسيع شقة الخلاف و التصادم و تضخيم الذات ضد المفاهيم الحضارية و الثقافية بصفة مطلقة و إن المطلق بصفة مطلقة لهو هدم و تهشيم للعقلية الناشئة و التي تسير في الطريق تلتمس صوابها و مبتغاها و تغسل من داخلها نقاط الصراع.
فان مفهوم التصادم في عقلية المسلم لا تجعل للفكر مساحة حرة، و مازال العقل المسلم يمارس التدجين الاجتماعي و يرفض ما هو ابسط منه في الحلول و الخيارات في العقيدة و السلوك الديني،
عندما جاءت دعوة الرسول الكريم محمد إلى الكون ،بدأت من مكة من مجتمع كان يعبد الأصنام و كان مجتمعا مظلما لكن دعوة الرسول الكريم للدين الجديد كانت مدعومة بالوحي و الصبر فلم تبنى الدولة الحديثة إلا بعد شق الأنفس في المدينة المنورة و التي كانت تحث على الأخلاق و الدين .
و إن كانت تلك جاهلية عظمى فالآن هذه جاهلية الثقافة و الدين و التدين.
لان مفهوم الدين لدى البعض ارتبط بالنظري دون الحياة كافة فاصبحت المجافاة للتطور الفكري و الذي هو امر طبيعي في الكون بل هو من سمات الكون و اشكال الحياة ان يأتي جيل بعد جيل و كل جيل يحمل أفكارا تدل على عصره و زمانه .
و التدين، في حقيقته، عملية إبداعيّة تأخذ الفنون مساحةً واسعة فيها، من الطقوس إلى الفلكلور إلى التراتيل، في عملية مراوحة بين التجريد و التجسيد.
إن الحياة كلها دين وتدين و الحضارة من جسد المجتمع المسلم. أما الفهم القصوري و الاقصائي للذين يقولون بغضب الإنسان في الدين و عدم غضبه في السياسة فهذا قصور
لان الغضب في السياسة هو ضد ظلم قد ارتكب و أيضا قد يكون غضب ضد فعل سياسي و لكنه يدل على فعل غير شرعي يرمي بالفتنة في أعباب الذين ينفردون بالدين كمفردات نظرية مفصول عن ضمير الشعب و تفكيره و ثقافته.
فالذي يحمل القلم في هذا العصر بمثابة السيف بل اشد قوة و السيف الذي يحمله صاحب الأدب و الثقافة لا ينفي عنه صفة الإسلام
و السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الدين و ما التين و ما هو الفرق بينهما ؟
-----------------
يتبع