أدى نقص المباني المدرسية إلى تحويل دراسة بعض الطلاب والطالبات إلى الفترة المسائية بالمدينة المنورة وقد انعكس هذا التحول سلباً على استيعابهم للدراسة خصوصاً وإنهم تعودوا على برنامج منذ بداية المرحلة الابتدائية على الدراسة الصباحية كما أن طلاب المرحلة الابتدائية يباشرون الآن دراستهم في المساء الأمر الذي لا يمكن أن يجذب لهم بفائدة وبات من المألوف أن يشكو الطلاب من الخمول والرغبة في النوم وان يتجه المعلمون والمعلمات إلى (سلق) الدروس لاختزال وقت الحصص وأدى هذا النظام إلى الإضرار بالمعلمين والمعلمات نظراً لعدم تكيفهم مع الوضع خصوصاً وأن لديهم متطلبات أسرية كمتابعة أبنائهم الدراسية في الفترة المسائية. تقليص الحصص في البداية يقول محمد عيسى شعيب (طالب في المرحلة الثانوية) نظام الدوام المسائي عودنا على السهر حتى ساعات متأخرة من الليل وذلك للفراغ الذي نعاني منه في الفترة الصباحية.. وهو فراغ لم نتعود عليه وقد لجأنا بالتدريج إلى السهر لقتل هذا الوقت.. حتى أصبحنا نذهب إلى المدرسة كسالى خاملين مما أثر على استيعابنا للدروس لا سيما مع قصر وقت الحصص واختصارها إلى أربعين أو خمس وثلاثين دقيقة مما لا يتيح لنا الوقت الكافي للمناقشة والاستفهام والاستزادة. وقد حرمنا نظام الدوام المسائي من ممارسة النشاط الرياضي.. فقد كنت أمارس لعبة كرة القدم من ثلاثة إلى أربعة أيام في الأسبوع وأتابع كغيري من الشباب مباريات كرة القدم المنقولة عبر التلفاز.. وقد أصبحنا أنا وزملائي بعد النظام المسائي نتحايل على إدارة المدرسة للخروج.. أو نغيب بدون عذر إذا كانت هناك مباراة مهمة منقولة خلال وقت الدوام المدرسي. معاناة وتدن في المستوى أما محمد سليم الجهني ولي أمر طالب في المرحلة المتوسطة فيقول: لقد لاحظت التدني التدريجي لمستوى ابني الدراسي بعد التحاقه بالدوام المسائي.. بالإضافة إلى ازدياد سهره مما ازعجني لتغير النظام الذي ألفه وتعود عليه.أما بالنسبة لي فقد عانيت كثيراً في إيصاله إلى المدرسة وأخذه منها.. فقد اصبح وقت مدرسته شاذاً عن بقية أفراد العائلة.. مما سبب لنا إرباكاً لا سيما أن المدرسة ليست قريبة من المنزل.. ولا استطيع بحكم عملي إيصاله إلى المدرسة وأخذه منها. وقد اضطررت بناء على ذلك أن أحضر له سائقاً يتولى أمر إيصاله وإعادته. غير أن السائق يتأخر بعض الأيام.. ولا يأتي أياماً أخرى.. وما زالت المشكلة قائمة.. والمعاناة مستمرة.. ولذلك أتمنى من المسؤولين عن التعليم تقدير معاناتنا.. وإمعان النظر في هذه الإشكالية.. وطرح الحلول المناسبة لها وذلك بما يعود بالنفع والفائدة على الطالب وذويه. مساوئ اجتماعية وتربوية ويقول محمد عبدالله الحربي معلم في المرحلة المتوسطة تنحصر مساوئ وسلبيات الدوام المسائي في جانبين أحدهما اجتماعي والآخر تربوي تعليمي، فمن الناحية الاجتماعية أدى التحاقي بالدوام المسائي إلى إبعادي عن محيطي الاجتماعي والأسري.. فلم أعد متواصلاً مع الأقارب والأصدقاء.. بالإضافة إلى تأثير ذلك على أهل بيتي فلم يعد هناك متسع لقضاء متطلبات الأسرة أو المتابعة التي اعتدت عليها فيما للأبناء دراسياً.. بالإضافة إلى الإحساس بالإرباك نظراً لاختلاف النظام الذي تعودت عليه سنين طويلة والذي يسير عليه معظم الناس.أما الجانب التربوي التعليمي فقد ظهر لي بجلاء ووضوح خمول الطلاب وعدم تجاوبهم واستيعابهم.. وشعورهم بالسأم.وأضاف أن نظام الدوام المسائي بالرغم من أهميته ودوره المرحلي في التخلص من المباني المستأجرة.. إلا أنه له سلبيات كثيرة ينبغي النظر فيها.. ودراستها.. وإعداد الحلول والمقترحات المناسبة لها. الصبر على الدوام المسائي أما الطالبة منيرة العلياني نفضل توحيد الدوام في الفترة الصباحية حتى تتوافق المناهج الدراسية مع الوقت الزمني المحدد للعطاء بدلاً من (سلق) الدروس في الحصص المضغوطة والخلاص من المنهج لضيق الوقت في الفترة المسائية. وأكدت أن عطاء المعلمات للدروس أصبح مشتتاً وغير مفهوم لدينا نحن الطالبات وهذا يرجع إلى قلة الاستيعاب بالفترة المسائية لعدم تعودنا عليها مثل الفترة الصباحية التي يكون الذهن فيها صافياً لتلقي أي معلومات و دروس جديدة. وأوضحت أن سلامة الطالبات من الضروريات التي دفعت بنا إلى الدوام المسائي.. وطالما أن فترة دوامنا بسيطة ومؤقتة فلا مانع أن تتحمل أما إذا زادت سنوات أخرى غير التي درسناها فالنتيجة حتماً ستدفع ثمنها.وتوافقها الرأي منيرة العوضي في المرحلة المتوسطة. هي تشعر بالتعب والإرهاق من الدوام المسائي وفي مبنى مستأجر لا توجد فيه أدنى المواصفات التربوية وتقول إن القصور في إيجاد مبان مدرسية مهيئة لراحتنا مسؤولية إدارة التربية والتعليم التي لا تدرك أن الطالبة والمعلمة أكثر تضرراً من الدوام المسائي إضافة أن الإدارة لم تكن حريصة على الإعلان للبحث عن مبنى قريب ومناسب في الحرة الشرقية بعد أن أخليت عدة مدارس من هذا الحي وحولت للفترة المسائية بنين وبنات مما جعلنا في حالة اضطراب بعد تغير الوضع الصباحي المعتاد مما أثر على أدائنا الدراسي. يا فرحة ما تمت أما عماد علام قال في البداية سررت بالدوام المسائي كوني سأجد وقتا كافيا للقيام بأعمال خاصة تتطلب النهوض مبكراً لمراجعة الدوائر الحكومية وبعض الجهات الخاصة. وإلى جانب قصر الحصص وتحديد الدوام بخمس ساعات سرعان ما رجحت مساوئ الدوام المسائي على إيجابياته وبدأ الكسل والخمول ظاهراً على الطلاب لعدم اعتيادهم على الدوام المسائي وتغير المبنى الذي ألفه الطالب وقال ان معظم الطلاب يستيقظون مبكراً ويهدرون وقتهم بلا فائدة في الفترة الصباحية فيصبح الطالب خاملاً وكسولاً عند بدء الدراسة في الفترة المسائية. أما المعلمة سامية المحمدي ب/17 تقول إن محدودية الوقت وتقلص الحصص لا يعطي المعلمة الفرصة لتتمكن من متابعة الطالبات والتصحيح في الحصة إضافة إلى أن بعض المواد العلمية تحتاج إلى شرح واف .. وضيق الوقت يجعل الفهم عند الطالبة بطيئا نتيجة العجلة في الشرح والعرض السريع. فالوقت لا يسعف المعلمة ولا يخدم الطالبة وهذا يتنافى مع المستوى المطلوب من الطالبة والمعلمة أيضاً إذ الشكوى من جميع المعلمات ومن جميع المواد تنذر بتدني مستوى الطالبات وأضافت الأحمدي أن الدوام المسائي يحرم الطالبات من ممارسة حقهن في النشاط اللامنهجي إذ تختصر الحصتان في حصة واحدة لا تكفي لإشباع رغبة الطالبة وميولها. أما المشكلة الكبيرة والخطيرة في الدوام المسائي تتجرعها المعلمات والإداريات المناوبات في حالة تأخير الطالبات إذ يضطررن إلى انتظارهن وقتا طويلاً حتى يأتي ولي أمرهن فيتأخرن في العودة إلى منازلهن فتحدث من ذلك مشاكل مع الأزواج بسبب هذا التأخير وبالتالي تتحمل المعلمة أعباء نفسية وجسدية ولا تستطيع التوفيق بين عملها ورضا زوجها الذي لا يقدر الظروف في بعض الأحيان.وأكدت أن الدوام المسائي مرفوض وغير مقبول وهو من العلاجات المرة التي لا تستساغ إلا بصعوبة لأن الوضع الطبيعي أن يعود الزوج والأولاد ويجدون الأم في استقبالهم. مصيري الطلاق أما المعلمة و. ن. تتهم الدوام المسائي أنه سبب في خراب بيتها وانفصالها عن زوجها. وتحكي قصتها بألم وتقول في يوم مناوبتي تأخرت طالبة حتى الساعة السابعة مساءً ولم تجد لها رقم هاتف صحيح في سجل المخابرات وحاولت أن أوصلها إلى منزلها مع المستخدم والإدارية المناوبة معي ولكن للاسف لا تعرف الطالبة طريق بيتها إلى أن حضر والدها في السابعة والنصف وقال آسف (راحت علي نومة) فكان هذا اليوم صعباً في اقناع زوجي الذي تركت معه طفلي الرضيع وأولادي الصغار فكان يكيل لي الشتائم بغضب لا يحتمل وزادت حدة النقاش بيننا فخيرني اما العمل في الفترة المسائية أو الطلاق وبالتأكيد الطلاق كان سيد الموقف الانتداب والبقاء في البيت أما المعلمة ص. تقول زوجي يتحمل هذا الدوام على مضض ويحرضني على طلب الانتداب لمدرسة صباحية أو البقاء في المنزل وكأن الأمر بيدي حتى النقاش معه بخصوص الدوام يعرضني لمشاكل لا تنتهي وزوجي مهتم بمراجعة الإدارة ومتابعة موعد الانتهاء من المبنى الجديد الذي تقرر انتقالنا له بعد 12 شهرا وتقول (ص): لو كان دوام الزوج في الفترة المسائية فهذا أمر مقبول. أما دوام الزوجة في المساء فهو أمر صعب ومحرج لأن أبناؤها الصغار والرضع يفتقدون رعايتها فترة طويلة.
http://www.almadinapress.com/index.a...rticleid=82673