يعد الانترنت أكثر شبكات العالم رواجا، فبعد أن بدأ كمشروع بحث أكاديمي في 1969، أصبح شبكة دولية تجارية في التسعينات، واليوم يستخدمه أكثر من ملياري شخص حول العالم.
وبحسب موقع “فوكس” الذي نشر مجموعة خرائط للانترنت في العالم، يتصف الانترنت بلا مركزية، إذ لا أحد يمتلكه أو يمتلك السيطرة على الأشخاص الذين يمكنهم استخدامه، وبدلا من ذلك، تشغل آلاف المنظمات المختلفة شبكاتها الخاصة، وتفاوض على اتفاقات الربط الطوعية.
ويستطيع معظم الأشخاص الوصول إلى محتوى الانترنت عن طريق متصفحات الويب.
وبالفعل، أصبح الانترنت رائجا للغاية لدرجة أن العديد من الأشخاص أصبحوا يتعاملون مع كلمتي الانترنت والويب كمترادفين.
إلا أنه وفي واقع الأمر، يعد الويب واحدا من العديد من تطبيقات الانترنت وتشمل التطبيقات الأخرى كالايميل والبت تورنت.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد دعمه حيادية الانترنت أثناء حملته الانتخابية في 2007، إلا أن العديد من مؤيدي أوباما شعروا بالخذلان بسبب اختياره لتوم ويلر لقيادة لجنة الاتصالات الفيدرالية.
وأعلن ويلر الأسبوع الماضي مجموعة من الأنظمة الجديدة حول حيادية الشبكة ولم تصدر التفاصيل بعد، إلا أن الحسابات الصحفية تشير إلى أن عرض ويلر سيسمح لموفري خدمة الانترنت بتقديم “ممر سريع” لخدمات الشبكة، وهو أمر بغيض بالنسبة للمدافعين عن حيادية الانترنت.
قد يبدو هذا كانتهاك لحيادية الانترنت، إلا أن هذه الممارسة لا تقع في مواجهة قوانين حيادية الشبكة والتي ناضل من أجلها مؤيدوها في العقد الماضي، إذ تحظر هذه القوانين “الممرات السريعة” للمحتوى الذي يصل عبر الشبكة الأساسية للانترنت.
والشبكة الأساسية هي مسار المعلومات المشتركة، وهو ما يقوم بحمل الجزء الأكبر من حركة المرور على الانترنت اليوم، لكن الصفقة التي قامت بها نيتفليكس مع شركات الاتصال كومكاست وفيرايزون مقابل مسار جديد وخاص بحركة مرور نيتفليكس، لا يتم تنظيمها من قبل قوانين حيادية الشبكة التقليدية.
وستزداد أهمية الروابط الخاصة بالنسبة للانترنت في أمريكا في السنوات المقبلة، مما قد يجبر مناصري حيادية الانترنت على العودة والبدء بالتخطيط مجددا.
وإلا فإنهم قد يفوزون بمعركة حيادية الانترنت، إلا أنهم ما زالوا سيخسرون الحرب حين يتعلق الأمر بتكافؤ الفرص.
الانترنت يغزو العالم
بحلول 2000 أصبح نصف الأمريكيين تقريبا يستخدمون الانترنت، إلا أن الأشخاص العاديين في أغلب الدول الأخرى لم يقوموا بالانضمام إلى الشبكة بعد، حيث كان هنالك أقل من 400 مليون مستخدم انترنت حول العالم.
منذ ذلك الوقت، تحول الانترنت من كونه شبكة أمريكية إلى شبكة دولية بحق.
وتظهر هذه الخريطة ظهور الانترنت في الدول الغنية أولا، ثم في تلك متوسطة الدخل، وأخيرا في الدول الفقيرة، هنالك اليوم أكثر من 2.5 مليار مستخدم انترنت، ومئات الملايين من المستخدمين الجدد الذين ينضمون إليهم في كل عام.
كيف أصبحت الدول متصلة بالشبكة
ظهور النطاق العريض (برودباند) الثابت في 2012، وهنالك طريقتان أساسيتان يمكن للأشخاص من خلالها استخدام الانترنت: اتصال برودباند الثابت في المنزل أو المكتب، ومن خلال اتصال لاسلكي في هاتف محمول أو جهاز لوحي.
وتظهر هذه البيانات من الاتحاد الدولي للاتصالات، مدى رواج استخدام الانترنت الثابت حول العالم، إلا أنه لا يزال نادرا إلى حد ما في كثير من دول أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط.
ويسمح الاتصال الثابت لعدة أجهزة في منزل المستخدم بالاتصال بالانترنت، كما أن هذا النوع من الاتصال مثالي لبث خدمات الفيديو بسبب سعته الكبيرة والتي تفوق الشبكات اللاسلكية.
منافسة الثابت والنقال
تظهر هذه الخريطة نسبة المستهلكين الذين يملكون اتصالا بالانترنت في هواتفهم النقالة حول العالم (لاحظ أن الألوان في هذه الخريطة لا يمكن مقارنتها بشكل مباشر مع الخريطة السابقة).
في الدول المتقدمة، يحصل الأشخاص على الانترنت الثابت أولا ومن ثم الانترنت على أجهزة الهاتف المحمول، إلا أن بعض الدول النامية تقوم بتخطي عملية بناء شبكات البرودباند الثابتة كليا ويعد ذلك اقتصاديا حيث إنه يمكن لبرج واحد من أبراج الهواتف المحمولة أن يوفر الخدمة لمئات المستهلكين.
على سبيل المثال: 2.7 % من المصريين يمتلكون خدمة برودباند الثابتة في المنزل، إلا أن 10 أضعاف هذه النسبة يستخدمون الانترنت عن طريق الهاتف المحمول.
والأمر مشابه في غانا وأوزباكستان وإندونيسيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا، وتعد استخدامات الانترنت عبر الهاتف المحمول أمرا مهما للأشخاص في المناطق المعزولة، فيمكن للمزارعين استخدام هواتفهم النقالة لمعرفة تطورات السوق الحديثة، وبالتالي زيادة قيمة محاصيلهم، كما توفر بعض شركات الاتصالات عروضا متقدمة للسداد مما يسمح للأشخاص الذين لا يمتلكون الوصول إلى أنظمة البنوك التقليدية بالقيام بالسداد الكترونيا، وتمتلك بعض الدول المتقدمة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسويد اشتراكات في الهاتف المحمول أكثر من عدد السكان، إذ يمتلك بعض المستهلكين أكثر من هاتف ذكي واحد دون ذكر الأجهزة اللوحية أو الأجهزة المحمولة الأخرى للاتصال بالانترنت.
سرعات البرودباند
يعد الانترنت في بعض المناطق أسرع بكثير من غيرها، وفقا لموقع Speedtest.net وهو موقع يسمح للمستخدمين باختبار اتصال الانترنت الخاص بهم ويتواجد أسرع انترنت في العالم في هونغ كونغ حيث يبلغ المعدل 80 مليون بت في الثانية (Mbps).
تتضمن الدول الأخرى التي تملك اتصالا سريعا بالانترنت اليابان وكوريا الجنوبية والسويد ورومانيا وهولندا وسويسرا وتحل الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة 30 بمعدل سرعة 24 ميغابت.
ينبغي على المستخدمين زيارة موقع Speedtest.net لمعرفة سرعة اتصالهم بالانترنت الثابت من البديهي أن الأشخاص الذين يمتلكون سرعة انترنت عالية هم الذين سيقومون بتجربته، وعلى الرغم من ذلك، تسمح البيانات بمقارنات مثيرة للاهتمام بين البلاد.
الألياف البصرية
تعد الألياف البصرية أسرع طريقة اليوم لنقل المعلومات عبر المسافات الطويلة، وهي عبارة عن خيوط زجاجية رفيعة وطويلة تحمل المعلومات على شكل نبضات ضوئية.
ويمكن لقطعة واحدة من الألياف أن تنقل 100 مليار بت في الثانية (100 جيجابت، نحو 10 آلاف ضعف سرعة اتصال البرودباند العادي في المنزل)، ويحتوي الكيبل الواحد على مئات الألياف، فيمكن للكيبل الواحد أن يتسع لاتصالات ملايين المستخدمين، إلا أن كمية المعلومات الكبيرة هذه تعد أمرا مغريا لوكالة الأمن القومي، حيث قامت بتطوير عدة تقنيات تسمح لهم بالحصول على البيانات بينما تنتقل عبر كابلات الألياف البصرية.
كيف اضطرب الانترنت في مصر؟
تعد كابلات الألياف البصرية هشة للغاية، في 2008 تم قطع كابلين من الألياف البصرية التي تربط دول الشرق الأوسط بالهند، مما أدى إلى اضطراب كثير من مستخدمي الانترنت في مصر والهند.
اقترحت بعض التقارير الإخبارية تسبب إحدى السفن بهذا الضرر، حيث قامت بجر مرساتها على قاع البحر الأبيض المتوسط، إلا أن السلطات المصرية قالت إن المنطقة كانت خالية من السفن وقت تضرر الكابلات، ولا يزال السبب الحقيقي خلف انقطاع التيار غامضا.
البلاد التي تواجه خطر الانقطاع
يمكن لاتصال الانترنت أن يضطرب أحيانا بسبب الحوادث، وفي بعض الحالات يعود سبب الانقطاع إلى سياسات الحكومة المتعمدة.
على سبيل المثال، خلال مظاهرات ميدان التحرير في 2011، قطعت الحكومة المصرية الاتصالات المصرية عن الانترنت، وكان ذلك ممكنا لوجود عدد قليل من الشركات الكبرى التي تسيطر على مصر وصلتها بالعالم الخارجي.
وتظهر هذه الخريطة الدول المعرضة لخطر مثل هذه الرقابة نتيجة صلاتها القليلة بالعالم الخارجي، فتمتلك بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية دزينات من الصلات بالعالم الخارجي، مما يجعل إغلاق الانترنت بشكل متعمد في الولايات المتحدة الأمريكية أمرا شبه مستحيل، بينما تمتلك الدول الأخرى صلات أقل وبالتالي هي أكثر عرضة للرقابة.
الاستيقاظ على تغريدات تويتر
أحد أكثر الأمور المذهلة عن الانترنت، أنه يسمح بتجميع بيانات على نطاق واسع عن السلوكيات البشرية، فعلى سبيل المثال، تظهر الخريطة أين يتواجد الأشخاص الذين يغردون عن شروق الشمس خلال فترة 24 ساعة، وأينما تشرق الشمس في الأفق في جزء من العالم، هناك شعاع أصفر من التغريدات.
الأمور التافهة مقابل القضايا المهمة
تمكن مواقع التواصل الاجتماعية من النقاش حول أكثر القضايا اليومية الهامة، ولكن في الوقت نفسه، تفتح المجال لمناقشة عدد أكبر من القضايا التافهة، وخير مثال على هذا سبتمبر الماضي، حيث كان شعب الولايات المتحدة آنذاك مشغولين بموضوعين مهمين: تدخل الولايات المتحدة في حرب سوريا ورقص مايلي سايروس الفاضح، ففي العاصمة واشنطن، كانت نقاشات القضية السورية أكثر شعبية من محادثات رقص مايلي، ولكن في معظم الولايات كان رقص مايلي الموضوع الأكثر تداولا.
شركات الهواتف الذكية الأكثر شعبية
يوجد حاليا 3 شركات مسيطرة على السوق العالمي للهواتف النقالة، أسهمت بتقسيم السوق حسب الدخل. ففي الدول الغنية، الايفون هو الأكثر شعبية، وفي الدول ذات الدخل المتوسط، خاصة أمريكا اللاتينية، وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط سامسونغ هي الأكثر شعبية، وفي الدول الفقيرة، خاصة صحارى أفريقيا، غالبا ما تكون السيطرة لنوكيا.
سيطرة قوقل على الويب
في أول عقد من القرن الـ 21، كان انترنت إكسبلورر مسيطرة والأكثر شعبية لتصفح الانترنت في معظم الدول. بينما كان فاير فوكس مسيطرا على بعض دول أوروبا الشرقية وآسيا، ولكن منذ ذلك الوقت ازدادت شعبية قوقل كروم والذي أطلق 2008. والآن يعد المتصفح الأكثر شعبية ومن الأرجح أن السبب استخدامه في الهواتف النقالة لتصفح الانترنت.
الدول التي تحجب مواقع شبكات التواصل الاجتماعي
غالبا ما تكون مواقع الفيس بوك ويوتيوب وتويتر مستهدفة من الحكومات الناقدة. تظهر هذه الخريطة من Mother Jones الدول التي تمنع المستخدمين من الوصول لهذه المواقع الاجتماعية، ولا تكتفي الصين بحجب هذه المواقع بل لديها بدائل لها تخضع لسيطرة السلطات، وتمكن هذه المواقع البديلة المستخدمين من مناقشة مواضيع غير مقيدة نسبية ولكن تطلب من الموفرين المشاركة في مراقبة مقننة للنقاشات بحيث لا يتم التطرق لمواضيع حساسة.
سيطرة الفيس بوك على الانترنت
في 2009، كان الفيس بوك بالفعل أحد أكثر شبكات التواصل الاجتماعية شهرة في العالم، ولكن أصبح خلال الخمس سنوات الماضية الأكثر هيمنة. فعلى سبيل المثال في 2009، كان أوركت الأكثر انتشارا في البرازيل وهو شبكة تواصل صممتها قوقل في 2004، ولكن تفوق الفيس بوك على أوركت في 20011. وأحد العوامل التي تلعب دورا في انتشار الفيس بوك حول العالم هوFacebook Zero- يسمح للمستخدمين بتصفح الفيس بوك مجانا عن طريق هواتفهم، وجعل هذا البرنامج الفيس بوك متاحا لملايين المستخدمين غير قادرين على دفع تكاليف الانترنت.
الرقابة على الانترنت في جميع أنحاء العالم
معظم الدول الغربية، يعد الانترنت منطقة لحرية التعبير والرأي، حيث يمكن للأشخاص العاديين التعبير عن أنفسهم دون خشية الرقابة، ولكن ليست هذه هي الحال في كل مكان. توضح هذه الخريطة من Freedom House تفاصيل عن الدول التي تحترم حرية التعبير وتلك التي تنتهكها، ولأن كوبا ودول عدة في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط تتورط في رقابة مكثفة علمت باللون البنفسجي، فالصين على سبيل المثال، لديها جدار حماية قوي تجعل من الصعب لمواطنيها قراءة المواضيع الحساسة عن فالون غونغ أو مذبحة ميدان تيانانمين في 1989، وبعض الدول الأخرى لديها حرية انترنت بشكل جزئي، فروسيا مثلا، تشارك حكومتها في رقابة للانترنت أكثر عداء منذ عودة بوتين للحكم في 2012.
http://www.makkahnewspaper.com/makka...5#.U5V6_KyKBjo