من الأفكار التي يمكن ان نفكر فيها لخدمة الموضوع
هل نستطيع ان نصنع ورق خلاياه قريبه او مشابهة لخلايا ذاكرة الانسان
املا بأن تلتهم ذاكرة الفرد المعلومات المدونة على هذا النوع من الورق؟
يمكن مراجعة تاريخ تطور صناعة الورق, فلعلها تعطينا رؤية مستقبلية لصناعة ورق مادته قريبا من مادة ذاكرة البشر, هذا اذا ثبت ان ذاكرة الانسان فعلا ستلتهم ما عليها من معلومات بشكل سريع.
بمعنى آخر نحن بحاجة لوسيط او وسائط لتأليف ذاكرة الانسان مع ناقل المعلومات اليها.
نريد ان نصع وسيطا يحمل المعلومات للذاكرة و يكون مألوفا او اليفا لخلايا الذاكرة.
وكمثال تشبيهي نقرأ معا الخبر التالي:
أثر قراءة القرآن الكريم على موجات الدماغ
النور ـ عدد 221 رجب 1424 د. نجيب عبد الله الرفاعي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فهذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ هو خلاصة تجربة قمت بها لمدة [8] سنوات متتالية من عام 1995 إلى 2002م. وكان الهدف منها في البداية عام 1995 هو اكتشاف:
هل لتلاوة القرآن على غير المسلمين، وبالتحديد على من لم يسمع القرآن إطلاقًا، أثر على نفسيته؟
هل يستطيع أن يفهم المعاني وهي تتلى عليه باللغة العربية؟
وما هو رد الفعل بعد القراءة؟
وهل يحس بها؟
أما في النهاية فقد أصبحت عندي قناعة تامة بأن للقرآن أثرًا نفسيًا وأثرًا حسيًا حين يسمعه غير المسلم. لذا أدعو إخواني من الذين يتقنون أية لغة غير العربية أن ينضموا معي إلى 'نادي تلاوة القرآن على غير المسلمين' لعل الله سبحانه وتعالى يهدي على أيدينا من خلقه من يريد. فالكثير من الإخوة كان يتساءل في المحاضرات التي كنت أقدمها حول موضوع الكتاب 'هل أسلم الشخص الذي قرأت عليه؟ 'فأجيب بكل اطمئنان وثقة: إن الهادي هو الله سبحانه وتعالى، وكما قال تعالى: {إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغ}، وكما قال تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [[بلغوا عني ولو آية]] وفقك الله أيها القارئ الكريم لطاعته، وجعلك ممن وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم: [[طوبى لمن جعله الله مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر]].
19ـ هذا ما حصل لدانيال الأمريكي:
الدكتور دانيال طبيب ومعالج بالأدوية الشعبية [الأعشاب] والروائح، ولديه كذلك خبرة جيدة في عالم الاسترخاء والعلاج بالتدليك. قابلته في يوم الأحد الموافق 26/4/1998م ودار حوار شائق معه حول الإسلام وغيره من المعتقدات.
قال لي: كيف نؤمن بدين ـ يعني [الديانة الكاثوليكية] ـ يزرع الخطيئة في نفوس أتباعه منذ الطفولة؟
قالوا لي: إنني مذنب وعلي أن أكفر عن ذنوبي وأنا في هذه السن الصغيرة، هل علي أن أتحمل ذنوب غيري؟! .. بحثت في اليهودية والبوذية وغيرها من الفلسفات ولم أتوصل إلى الحق. وبالمناسبة زارنا منذ عام داعية سعودي اسمه خميس أحمد وجلس معي وزوجتي وشرح لنا الإسلام ولكنني لم أقتنع حتى الآن، وأخبرناه أن جارتنا لديها قطعة أرض كبيرة في ولاية [كولورادو] وهبتها لجميع الأديان. فرد علينا: إذا دخلتم الإسلام فسوف أسعى لبناء مسجد لكم على هذه الأرض. لقد كان حديث خميس مشوقًا فهو داعية في منتهى النشاط والحيوية، وبالمناسبة لقد أهدانا نسخة من ترجمة القرآن وهذه هدية نعتز بها.
قلت له: هل سمعت القرآن؟ إن هذا القرآن له تأثير طيب على قلوب الناس كلهم وليس فقط على المسلمين. إن هذا القرآن نزل بلغة خاصة لها تأثيرها على الروح والنفس. إن دورك يا دكتور دانيال هو أن تريح أجساد الناس من خلال جلسات التدليك وغيرها من الدورات التي تخصصت بها، ودور القرآن أعظم كثيرًا .. إنه يريح الإنسان، يريح قلبه وعقله ويحقق استرخاءً داخل النفس البشرية .. ما رأيك هل تريد أن تجرب سماع القرآن؟
قال: نعم فأنا يوميًا وقبل أستمع إلى أشرطة مسجل عليها أغان دينية، وليكن القرآن أحد هذه الأشرطة! أخذ مني الشريط المسجل عليه سورة الفاتحة والبقرة للشيخ إمام الحرم 'السديس' وحينما استلمت يداه الشريط قال لي والفرحة على وجهه: نجيب .. إنني وأنا ألمس هذا الشريط أشعر الآن براحة نفسية عظيمة .. إنها تجربة وأنا متشوق أن أعيشها هذه الليلة. وفي صباح الاثنين التقينا وعلى وجهه البشر فقال لي بالنص: 'إن قلبي شعر براحة مع لغة القرآن. إن لغة القرآن وإن كانت عربية لكنها مألوفة، لقد نفذت هذه التلاوة إلى قلبي بسهولة وشعرت أنني إنسان أنفصل إلى عالمين وشعرت أنني أعي هذه العالمين. وبكل صراحة أقول: ما جربته وأنا اسمع القرآن الكريم أن طبقات جلدي بدأت تقشعر وتنسلخ وكذلك لحمي يذهب بعيدًا هناك إلى العالم الآخر مقارنة بما أحس به في هذا العالم.
فهناك دانيا بجلده ولحمه وهنا عالم دانيال فقط عظام .. هيكل عظمي!! أصبحت إنسانًا نظيفًا منزوع الجلد واللحم .. نظيفًا تمامًا!! وفي هذه اللحظة بدأت أسمع القرآن في هذه الشفافية من عالم دانيال [الهيكل العظمي]. لقد استمعت إليه في مستوى عميق .. عميق داخل النفس البشرية .. وخرجت بالنتيجة التالية التي أخبرتك عنها في بداية حديثي 'كلمات القرآن مألوفة إلى قلبي ومعتاد عليها مع العلم بأنني لا أتحدث بهذه اللغة'.
إنني سأجعل غيري يعيش تجربتي مع القرآن الكريم في الدورات التدريبية التي أعقدها للناس ... سأجعلهم يتمتعون بسماع القرآن.
وبعد عزيزي القارئ .. يقول تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21] يفسر هذه الآية صاحب الظلال سيد قطب قائلاً: 'اللحظات التي يكون فيها الكيان الإنساني متفتحًا لتلقي شيء من حقيق القرآن يهتز فيها اهتزازًا ويرتجف ارتجافًا ويقع فيه من التغيرات والتحولات ما يمثله في عالم المادة فعل المغناطيس والكهرباء بالأجسام'.
فهل هذا ما حصل لدانيال؟