د/ربيع أحمد
11-17-12, 01:54 PM
أين نحن من نصرة أخواننا في بورما ؟!
د.ربيع أحمد
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فإن القلب ليتحسر لما يحدث لإخواننا في ولاية أراكان الواقعة في غرب بورما من إبادة جماعية للمسلمين على أيدي شرذمة من بوذيين كفرة فجرة ظهروا على المسلمين فلم يرقبوا فيهم إلا و لا ذمة .
و هذا هو دأب الكفار في كل زمان و مكان فحدث و لا حرج من قتل و تشريد و تعذيب و إحراق .
و حدث و لا حرج من انتهاك الحرمات و سلب أموال .
و حدث و لا حرج من مذابح لم يسلم منها الشيخ الكبير و لا الطفل الصغير ولا العجائز و لا النساء .
و حدث و لا حرج من حصد الرقاب و قطع الأعناق .
و حدث و لا حرج من دماء مسلمي بورما التي سقت وأغرقت شوارع أراكان .
و حدث و لا حرج من جثث بالمئات لمسلمي بورما تلقى كل يوم على قارعة الطرق في أراكان .
و حدث و لا حرج نساء مسلمي بورما تنتهك أعراضهن ثم يقتلن قتلا بشعا .
و حدث و لا حرج مساجد أخواننا في بورما تهدم و دعاتهم و علمائهم يذبحون و أطفالهم و رجالهم يحرقون .
و حدث و لا حرج من أبشع صور القتل والتعذيب والتهجير وحرق للمنازل والأحياء على من فيها.
أيها المسلمون يعجز القلم عن وصف هذه المذابح و المجازر و الإبادة الجماعية فمهما أصور فحال أخواننا في بورما أشد و أبشع مما أصور فصورهم تتقطع لها القلوب و تبكي لها العيون .
أفيقوا أيها المسلمون إن مسلمي بورما يبادون وسط تعتيم إعلامي و صمت دولي .
أفيقوا أيها المسلمون إن مسلمي بورما يستغيثون بإخوانهم فلا يجدون مغيثا .
أفيقوا أيها المسلمون إن مسلمي بورما يستصرخون بإخوانهم فلا يسمعون مجيبا .
لا تقل ذرني و شأني فنصرة أخواننا في بورما واجب شرعي فقد قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾[1] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn1) و الإخوة تقتضي النصرة و الحب للآخرين ما نحبه لأنفسنا و الكره للآخرين ما نكره لأنفسنا و الكل يحب أن يعيش في أمن و أمان و استقرار و لا أحد يرضى أن يقتل أهله أو يشردوا أو ينتهك عرضه أو يذبح ابنه أو يحرق أبوه .
و قال تعالى : ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾[2] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn2) أي : إن استنصروكم في الدين، وطلبوا إليكم أن تمدوا إليهم يد المساعدة لهم على أعدائهم بقدر الطاقة فانصروهم[3] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn3) .
قال الشيخ أبو زهرة في شأن استنصار المسلم بأخيه المسلم عند قوله تعالى : ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾ : « إن هذه ولاية الإيمان وهي توجب النصرة على أساس أن المؤمنين جميعا إخوة ، كما قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ فحيثما كان المؤمن فهو في ولاية المؤمنين مهما تختلف الديار، وتتباعد الأقطار، ولذلك إذا استنصر المؤمن؛ أي طلب النصر - وجبت نصرته، فالسين والتاء للطلب أي طلب النصرة ، في دفع عدوٍّ دَاهِم ، أو في حرب عادلة ؛ و لذا قال تعالى : ﴿ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾ و الاستجابة لطلبه »[4] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn4) .
و أخواننا في بورما قد استنصرونا في الدين، وطلبوا النُصْرَة ، يستغيثون كل يوم : يا مسلمون انصرونا فنحن إخوانكم في الدين ، قد سامنا البوذيين سوء العذاب، لقد انتهكوا أعراضنا، وقتلوا رجالنا ، و ذبحوا أطفالنا و هدموا مساجدنا و بيوتنا .
و قال النبي صلى الله عليه وسلم : « مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفهم مَثَلُ الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تَدَاعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى »[5] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn5) فالأخوة ليست مجرد عاطفة و قول باللسان بل الأخوة عقد تكافل وتعاون و نصرة و مواساة و تراحم و مودة فعلى جميع المسلمين مشاركة بعضهم في الأفراح و الأحزان و المصائب و المحن و الشدائد و هذا من حق المسلم على أخيه فالجسد المسلم كلّ لا يتجزأ ؛ يتألم جميعًا، وينعم جميعًا فأين مواساة أهل بورما فيما هم فيه ؟ !! و أين نصرة أهل بورما على عدوهم البوذي الكافر ؟ !! .
و عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « [/URL] المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ »[6] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط %89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9 %87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg&page=1) .
و أخواننا في بورما في ظلم و قهر و اضطهاد فهل من دافع للظلم والقهر و هل من معين على الغلبة على عدوهم ؟
أخواننا في بورما في أشد الكرب فهل من مفرج ؟
أخواننا في بورما في أمس الحاجة لدعائنا و مناصرتنا فهل من داعي و هل من ناصر ؟
قال ابن رجب في شأن إخوة الإسلام : « فَإِذَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةً، أُمِرُوا فِيمَا بَيْنَهُمَا بِمَا يُوجِبُ تَآلُفَ الْقُلُوبِ وَاجْتِمَاعَهَا، وَنُهُوا عَمَّا يُوجِبُ تَنَافُرَ الْقُلُوبِ وَاخْتِلَافَهَا، وَهَذَا مِنْ ذَلِكَ. وَ أَيْضًا فَإِنَّ الْأَخَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُوصِلَ لِأَخِيهِ النَّفْعَ ، وَ يَكُفَّ عَنْهُ الضَّرَرَ، وَمِنْ أَعْظَمِ الضُّرِّ الَّذِي يَجِبُ كَفُّهُ عَنِ الْأَخِ الْمُسْلِمِ الظُّلْمُ »[7] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn7)
و عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : «تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ»[8] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn8) ، و هذا الحديث واضح صريح في وجوب نصرة المسلم ، و النصرة عند العرب : الإعانة والتأييد[9] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn9) .
و أخواننا في بورما مظلمون مضطهدون بين قتيل و جريح و منتهك عرضه و مهدم بيته فهل من ناصر لهم ؟
أخوتاه و بعد بيان وجوب نصرة أخواننا في بورما نأتي لبيان كيفية نصرة أخواننا في بورما و لله الحمد هناك الكثير من الطرق لنصرة أخواننا في بورما منها :
التضرع بالدعاء إلى الله سبحانه و تعالى لنصرة أخواننا في بورما و الانتقام ممن ظلمهم ، و هو أهم وسيلة لنصرة أخواننا إذ الدعاء يعمل ما تعجز عنه القذائف والصواريخ خاصة مع تحرى الأوقات التي هي مظنة إجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل و أدبار الصلوات الخمس ، و عند الأذان ، و بين الأذان و الإقامة ، و يوم الجمعة ، و يوم عرفة ، و حال نزول المطر ، و حال السجود ، و غير ذلك .
و من الطرق أيضا نشر قضية مسلمي بورما بين الأمم والشعوب و فضح جرائم البوذيين وتعريف العالم بما يقع علي أخواننا في بورما من ظلم و اضطهاد ،و لا تقل لا استطيع نشر قضيتهم بل تستطيع و كل ينشر قضيتهم و معاناتهم حسب استطاعته و طاقته ووسعه فالإعلامي ينشر قضيتهم عبر الإعلام و الصحفي عبر الصحف و الخطيب عبر المنابر ، والشاعر عبر القصائد و الكاتب عبر الأقلام و الأستاذ الجامعي عبر حديثه مع طلابه و الأستاذ في المدرسة عبر حديثه مع تلاميذه و الوالد عبر حديثه مع أولاده و هكذا و الناشر عليه أن يتفاعل مع ما ينشره حتى يكون مؤثرا في الناس فيخرج الكلام من قلبه فيصل لقلوب غيره .
و من الطرق أيضا حث المسلمين في كل مكان على نصرة أخواننا في بورما بكل ما يستطيعون ماليا و بدنيا و فكريا و إعلاميا و جمع التبرعات لهم عن طريق المنظمات والنقابات و المساجد و الجمعيات الخيرية و غير ذلك لتوفير الطعام و الشراب و الكساء و الدواء فالكل يعلم حاجة إخواننا للمال و الطعام والغذاء و الكسوة و الدواء ، و من لم يستطع أن يقدم شيئا فلا أقل من الدعاء .
و من الطرق أيضا تعميق عقيدة ولاء المسلم للمسلم و انتمائه لإخوانه المؤمنين و الاهتمام بأحوالهم إذ المسلم أخو المسلم في أي بقعة كانت .
و يجب على الجميع كل حسب طاقته المناداة بوجوب حقن دماء أخواننا في بورما و أن يقف هذا الاضطهاد .
و أخيرا يحرو بنا أن نذكِر المسلمين أن من أعظم أسباب نصرة أخواننا المسلمين في بورما و في كل مكان أن ننصر الله في بيوتنا و أن نتقي الله و ألا نعصي الله فقد تكون معاصينا سببا في تأخير النصر عن أخواننا .
أخوتي إني داعي فأمنوا :
اللهم انصر أخواننا في بورما
اللهم ثبت أخواننا في بورما
اللهم أيد أخواننا في بورما
اللهم يا مرسل السحاب يا هازم الأحزاب يا من عزّ جاره و جل ثناؤه و تقدست أسماؤه انصر أخواننا في بورما و في كل مكان .
اللهم كن لهم معينا ونصيرا حين قل المعين و عز النصير .
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوة المسلمين، وقلة حيلة المستضعفين في بورما، وهوانهم على البوذيين يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين في بورما وأنت ربنا إلى من تكل إخواننا، إلى بعيد يتجهمهم أم إلى عدو ملكته أمرهم، اللهم لا نصير لهم إلا أنت، فقد خذلهم العالم كله، وأُسلموهم إلى عدوهم فلا تخذلهم اللهم نصرك الذي وعدت اللهم نصرك الذي وعدت .
هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتبه ربيع أحمد سيد حامدا لله و مصليا على نبيه صلى الله عليه وسلم الأربعاء 14/11/2012 م
[URL="الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref1"][1] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط) - الحجرات من الآية 10
[2] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref2) - الأنفال من الآية72
[3] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref3) - التفسير الواضح ص 848
[4] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref4) - زهرة التفاسير 6/3204
[5] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref5) - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 6011، و رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 2586
[6] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref6) - رواه البخاري في صحيحه 3/128حديث رقم 2442 بَابٌ: لاَ يَظْلِمُ المُسْلِمُ المُسْلِمَ وَلاَ يُسْلِمُهُ ، و رواه مسلم في صحيحه 4/1996حديث رقم 2580 بَابُ : تَحْرِيمِ الظُّلْمِ
[7] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref7) - جامع العلوم والحكم 2/273
[8] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref8) - رواه البخاري في صحيحه 3/128حديث رقم 2444
[9] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref9) - شرح صحيح البخارى لابن بطال 6/572
د.ربيع أحمد
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فإن القلب ليتحسر لما يحدث لإخواننا في ولاية أراكان الواقعة في غرب بورما من إبادة جماعية للمسلمين على أيدي شرذمة من بوذيين كفرة فجرة ظهروا على المسلمين فلم يرقبوا فيهم إلا و لا ذمة .
و هذا هو دأب الكفار في كل زمان و مكان فحدث و لا حرج من قتل و تشريد و تعذيب و إحراق .
و حدث و لا حرج من انتهاك الحرمات و سلب أموال .
و حدث و لا حرج من مذابح لم يسلم منها الشيخ الكبير و لا الطفل الصغير ولا العجائز و لا النساء .
و حدث و لا حرج من حصد الرقاب و قطع الأعناق .
و حدث و لا حرج من دماء مسلمي بورما التي سقت وأغرقت شوارع أراكان .
و حدث و لا حرج من جثث بالمئات لمسلمي بورما تلقى كل يوم على قارعة الطرق في أراكان .
و حدث و لا حرج نساء مسلمي بورما تنتهك أعراضهن ثم يقتلن قتلا بشعا .
و حدث و لا حرج مساجد أخواننا في بورما تهدم و دعاتهم و علمائهم يذبحون و أطفالهم و رجالهم يحرقون .
و حدث و لا حرج من أبشع صور القتل والتعذيب والتهجير وحرق للمنازل والأحياء على من فيها.
أيها المسلمون يعجز القلم عن وصف هذه المذابح و المجازر و الإبادة الجماعية فمهما أصور فحال أخواننا في بورما أشد و أبشع مما أصور فصورهم تتقطع لها القلوب و تبكي لها العيون .
أفيقوا أيها المسلمون إن مسلمي بورما يبادون وسط تعتيم إعلامي و صمت دولي .
أفيقوا أيها المسلمون إن مسلمي بورما يستغيثون بإخوانهم فلا يجدون مغيثا .
أفيقوا أيها المسلمون إن مسلمي بورما يستصرخون بإخوانهم فلا يسمعون مجيبا .
لا تقل ذرني و شأني فنصرة أخواننا في بورما واجب شرعي فقد قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾[1] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn1) و الإخوة تقتضي النصرة و الحب للآخرين ما نحبه لأنفسنا و الكره للآخرين ما نكره لأنفسنا و الكل يحب أن يعيش في أمن و أمان و استقرار و لا أحد يرضى أن يقتل أهله أو يشردوا أو ينتهك عرضه أو يذبح ابنه أو يحرق أبوه .
و قال تعالى : ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾[2] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn2) أي : إن استنصروكم في الدين، وطلبوا إليكم أن تمدوا إليهم يد المساعدة لهم على أعدائهم بقدر الطاقة فانصروهم[3] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn3) .
قال الشيخ أبو زهرة في شأن استنصار المسلم بأخيه المسلم عند قوله تعالى : ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾ : « إن هذه ولاية الإيمان وهي توجب النصرة على أساس أن المؤمنين جميعا إخوة ، كما قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ فحيثما كان المؤمن فهو في ولاية المؤمنين مهما تختلف الديار، وتتباعد الأقطار، ولذلك إذا استنصر المؤمن؛ أي طلب النصر - وجبت نصرته، فالسين والتاء للطلب أي طلب النصرة ، في دفع عدوٍّ دَاهِم ، أو في حرب عادلة ؛ و لذا قال تعالى : ﴿ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾ و الاستجابة لطلبه »[4] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn4) .
و أخواننا في بورما قد استنصرونا في الدين، وطلبوا النُصْرَة ، يستغيثون كل يوم : يا مسلمون انصرونا فنحن إخوانكم في الدين ، قد سامنا البوذيين سوء العذاب، لقد انتهكوا أعراضنا، وقتلوا رجالنا ، و ذبحوا أطفالنا و هدموا مساجدنا و بيوتنا .
و قال النبي صلى الله عليه وسلم : « مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفهم مَثَلُ الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تَدَاعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى »[5] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn5) فالأخوة ليست مجرد عاطفة و قول باللسان بل الأخوة عقد تكافل وتعاون و نصرة و مواساة و تراحم و مودة فعلى جميع المسلمين مشاركة بعضهم في الأفراح و الأحزان و المصائب و المحن و الشدائد و هذا من حق المسلم على أخيه فالجسد المسلم كلّ لا يتجزأ ؛ يتألم جميعًا، وينعم جميعًا فأين مواساة أهل بورما فيما هم فيه ؟ !! و أين نصرة أهل بورما على عدوهم البوذي الكافر ؟ !! .
و عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « [/URL] المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ »[6] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط %89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9 %87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg&page=1) .
و أخواننا في بورما في ظلم و قهر و اضطهاد فهل من دافع للظلم والقهر و هل من معين على الغلبة على عدوهم ؟
أخواننا في بورما في أشد الكرب فهل من مفرج ؟
أخواننا في بورما في أمس الحاجة لدعائنا و مناصرتنا فهل من داعي و هل من ناصر ؟
قال ابن رجب في شأن إخوة الإسلام : « فَإِذَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةً، أُمِرُوا فِيمَا بَيْنَهُمَا بِمَا يُوجِبُ تَآلُفَ الْقُلُوبِ وَاجْتِمَاعَهَا، وَنُهُوا عَمَّا يُوجِبُ تَنَافُرَ الْقُلُوبِ وَاخْتِلَافَهَا، وَهَذَا مِنْ ذَلِكَ. وَ أَيْضًا فَإِنَّ الْأَخَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُوصِلَ لِأَخِيهِ النَّفْعَ ، وَ يَكُفَّ عَنْهُ الضَّرَرَ، وَمِنْ أَعْظَمِ الضُّرِّ الَّذِي يَجِبُ كَفُّهُ عَنِ الْأَخِ الْمُسْلِمِ الظُّلْمُ »[7] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn7)
و عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : «تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ»[8] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn8) ، و هذا الحديث واضح صريح في وجوب نصرة المسلم ، و النصرة عند العرب : الإعانة والتأييد[9] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftn9) .
و أخواننا في بورما مظلمون مضطهدون بين قتيل و جريح و منتهك عرضه و مهدم بيته فهل من ناصر لهم ؟
أخوتاه و بعد بيان وجوب نصرة أخواننا في بورما نأتي لبيان كيفية نصرة أخواننا في بورما و لله الحمد هناك الكثير من الطرق لنصرة أخواننا في بورما منها :
التضرع بالدعاء إلى الله سبحانه و تعالى لنصرة أخواننا في بورما و الانتقام ممن ظلمهم ، و هو أهم وسيلة لنصرة أخواننا إذ الدعاء يعمل ما تعجز عنه القذائف والصواريخ خاصة مع تحرى الأوقات التي هي مظنة إجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل و أدبار الصلوات الخمس ، و عند الأذان ، و بين الأذان و الإقامة ، و يوم الجمعة ، و يوم عرفة ، و حال نزول المطر ، و حال السجود ، و غير ذلك .
و من الطرق أيضا نشر قضية مسلمي بورما بين الأمم والشعوب و فضح جرائم البوذيين وتعريف العالم بما يقع علي أخواننا في بورما من ظلم و اضطهاد ،و لا تقل لا استطيع نشر قضيتهم بل تستطيع و كل ينشر قضيتهم و معاناتهم حسب استطاعته و طاقته ووسعه فالإعلامي ينشر قضيتهم عبر الإعلام و الصحفي عبر الصحف و الخطيب عبر المنابر ، والشاعر عبر القصائد و الكاتب عبر الأقلام و الأستاذ الجامعي عبر حديثه مع طلابه و الأستاذ في المدرسة عبر حديثه مع تلاميذه و الوالد عبر حديثه مع أولاده و هكذا و الناشر عليه أن يتفاعل مع ما ينشره حتى يكون مؤثرا في الناس فيخرج الكلام من قلبه فيصل لقلوب غيره .
و من الطرق أيضا حث المسلمين في كل مكان على نصرة أخواننا في بورما بكل ما يستطيعون ماليا و بدنيا و فكريا و إعلاميا و جمع التبرعات لهم عن طريق المنظمات والنقابات و المساجد و الجمعيات الخيرية و غير ذلك لتوفير الطعام و الشراب و الكساء و الدواء فالكل يعلم حاجة إخواننا للمال و الطعام والغذاء و الكسوة و الدواء ، و من لم يستطع أن يقدم شيئا فلا أقل من الدعاء .
و من الطرق أيضا تعميق عقيدة ولاء المسلم للمسلم و انتمائه لإخوانه المؤمنين و الاهتمام بأحوالهم إذ المسلم أخو المسلم في أي بقعة كانت .
و يجب على الجميع كل حسب طاقته المناداة بوجوب حقن دماء أخواننا في بورما و أن يقف هذا الاضطهاد .
و أخيرا يحرو بنا أن نذكِر المسلمين أن من أعظم أسباب نصرة أخواننا المسلمين في بورما و في كل مكان أن ننصر الله في بيوتنا و أن نتقي الله و ألا نعصي الله فقد تكون معاصينا سببا في تأخير النصر عن أخواننا .
أخوتي إني داعي فأمنوا :
اللهم انصر أخواننا في بورما
اللهم ثبت أخواننا في بورما
اللهم أيد أخواننا في بورما
اللهم يا مرسل السحاب يا هازم الأحزاب يا من عزّ جاره و جل ثناؤه و تقدست أسماؤه انصر أخواننا في بورما و في كل مكان .
اللهم كن لهم معينا ونصيرا حين قل المعين و عز النصير .
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوة المسلمين، وقلة حيلة المستضعفين في بورما، وهوانهم على البوذيين يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين في بورما وأنت ربنا إلى من تكل إخواننا، إلى بعيد يتجهمهم أم إلى عدو ملكته أمرهم، اللهم لا نصير لهم إلا أنت، فقد خذلهم العالم كله، وأُسلموهم إلى عدوهم فلا تخذلهم اللهم نصرك الذي وعدت اللهم نصرك الذي وعدت .
هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتبه ربيع أحمد سيد حامدا لله و مصليا على نبيه صلى الله عليه وسلم الأربعاء 14/11/2012 م
[URL="الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref1"][1] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط) - الحجرات من الآية 10
[2] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref2) - الأنفال من الآية72
[3] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref3) - التفسير الواضح ص 848
[4] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref4) - زهرة التفاسير 6/3204
[5] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref5) - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 6011، و رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 2586
[6] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref6) - رواه البخاري في صحيحه 3/128حديث رقم 2442 بَابٌ: لاَ يَظْلِمُ المُسْلِمُ المُسْلِمَ وَلاَ يُسْلِمُهُ ، و رواه مسلم في صحيحه 4/1996حديث رقم 2580 بَابُ : تَحْرِيمِ الظُّلْمِ
[7] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref7) - جامع العلوم والحكم 2/273
[8] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref8) - رواه البخاري في صحيحه 3/128حديث رقم 2444
[9] (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط_ftnref9) - شرح صحيح البخارى لابن بطال 6/572