المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجهل والمشكلات العاطفية والمادية والإنحرافات السلوكية وراء إرتفاع نسبة الطلاق في جدة



minshawi
11-21-04, 07:34 PM
أكد تقرير صدر مؤخرا أن نسبة الطلاق عام 1424هـ في مدينة جدة تجاوزت 50% من حالات الزواج التي تمت خلال العام، وجاء في التقرير الذي أعده مركز المودة الاجتماعي الذي يديره ويشرف عليه عدد من القضاة والمحامين والأطباء أن عدد القضايا السرية التي تم التعاطي معها عام 1424هـ بلغ 10766 قضية، وأشار إلى أن عام 1425هـ شهد زيادة واضحة في القضايا التي استقبلها المركز حيث يستقبل يوميا ما بين 30 إلى 100 قضية أسرية تحتاج إلى المعالجة، كما أن لجوء النساء إلى المركز لطرح مشكلاتهن عن طريق الهاتف يصل إلى نسبة 70% من الحالات.
من ناحية أخرى جاء في التقرير أن 138 قضية وردت إلى قسم الإصلاح في فرع المحكمة الذي افتتح نهاية عام 1424 تم في 45 منها الصلح بين الزوجين، وانتهت 38 منها بالطلاق ولا تزال 100 قضية تحت المتابعة، وأعاد التقرير مسؤولية المشكلات الأسرية التي ينتج عنها الطلاق أو الخلع في المجتمع السعودي إلى 4 عوامل رئيسة هي: الجهل بكيفية التعامل مع الطرف الآخر، والجهل بحقوق الزوجية، إضافة إلى مشكلات عاطفية أخرى مثل انعدام مشاعر الحب والمودة، وانعدام الرحمة، وانقطاع الحوار بين الزوجين، والأنانية، والانحرافات السلوكية بسبب الفضائيات، والإنترنت، والمخدرات، وذكر أيضا المشكلات المادية ويندرج تحتها عمل الزوجة وأثره في إهمال حقوق الزوج وإهمال الأبناء، وتعدي الزوج على مرتب الزوجة، وانقسام مصاريف المنزل إلى قسمين وانقسام الأسرة معها إلى فريقين، واعتماد الزوج على راتب الزوجة وترك العمل، وبخل الزوج، وكثرة طلبات الزوجة من الكماليات، والديون المترتبة على الزوج.
وحول الأسباب المباشرة لما آلت إليه حال مؤسسة الزواج قال أمين عام المركز أنس زرعة إن الأوضاع المادية تلعب دوراً رئيساً في هذه القضية، فعلى الرغم من الأوضاع المادية الجيدة التي جلبتها الطفرة الاقتصادية إلا أنها جلبت معها الكثير من المشكلات، فقد عاش جيل ما بعد الطفرة في بحبوحة مادية وفرت له كل مستلزمات الرفاهية، الشيء الذي انعكس على سلوكهم وجعلهم غير قادرين على تحمل المسؤولية.
وأضاف زرعة: "هذا الأمر ينطبق على الجنسين، فالعديد من المشكلات التي واجهتنا كانت تعود بأسبابها إلى فقدان الإحساس بالمسؤولية حيث بدا لنا أن الشبان والشابات لديهم تصورات سطحية عن الزواج"، وأشار إلى ضرورة اعتماد برامج وطنية لتدريب الشبان والشابات على كيفية التعايش داخل مؤسسة الزواج، وقال "لدينا أمثلة من ماليزيا التي اشترطت قوانينها ألا يعقد قران بين اثنين إلا بعد أن يقدما شهادة تثبت تلقيهما دورات في مراكز متخصصة للتعرف على طبيعة الحياة بعد الزواج".
وأضاف زرعة أن مركز المودة يقوم بدور إيجابي للحد من المشكلة، وهو مؤسسة تطوعية تمول عن طريق الهبات والتبرعات، ويمارس مركز المودة الاجتماعي نشاطه عبر 4 وحدات متخصصة منها قسم الإصلاح الأسري المباشر داخل المركز، وفرع الإصلاح السري في المحكمة العامة، ووحدة الإرشاد الأسري المباشر، ووحدة الإرشاد السري عبر الهاتف، وناشد زرعة الآباء بالتعاون مع المركز واستشارته فيما يخص أبناءهم الذين على وشك الزواج.
من جانبه أكد المأذون الشرعي الشيخ أحمد المعبي أن نسبة الطلاق خلال شهر رمضان هذا العام تراجعت بشكل ملحوظ قياساً برمضان في السنوات الماضية, وقال إن نسبة الطلاق في الأيام العادية تصل إلى حوالي 20% وتزيد قي رمضان إلى 50%، أما شهر رمضان هذا العام فلم تتجاوز نسبة حالات الطلاق 30%، ويرجع السبب في ذلك إلى ازدياد الثقافة الإسلامية والوازع الديني بين الشباب بشكل كبير.
وأوضح المعبي أن أغلب حالات الطلاق التي تحدث في رمضان تكون ناتجة عن مشادة بين الزوجين قبل الإفطار، وغالباً ما يكون السبب هو الغضب والانفعالات العصبية من تأثير الجوع والعطش وتزول بزوالهما، كما أنه لاحظ أن أعمار الأزواج في مثل هذه الحالات لا تتجاوز الثلاثينيات، وأكثرهم حديثو الزواج فيكون رمضان هو الأول في حياتهم الزوجية ولم يصل الطرفان بعد إلى التوافق وفهم كل منهما للآخر.
وأكد المعبي أن من الخطأ الشائع محاولة الرجل أن يتزوج من امرأة توافقه في طبيعته، لأنهما لن يتوافقا أبدا في حياتهما، ومن الأفضل أن يكون الزوجان مختلفين، فإذا كان هو من النوع العصبي تكون هي هادئة لكي تمتص غضبه وهكذا، مشيرا إلى أن على المرأة في كل الأحوال أن تكون المهدئ للرجل حتى تستمر الحياة الزوجية، مؤكدا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كرَّم النساء عندما وصفهن بناقصات عقل فهذا ليس انتقاصاً من قدرهن وإنما يعني أن الواحدة منهن عاطفية بطبيعتها وعاطفتها أقوى من عقلها.
رابط الخبر
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط