المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخــلاقنـــا ~ الدرس آلثآلث ~



الأمل
12-10-06, 06:34 PM
أخــلاقنـــا ~ الدرس الثالث ~

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى يوم الدين...
اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر...اللهم كما حسنت خَلقي فأحسن خُلقي...
في هذا الدرس سوف نكمل بقية الوسائل التي تساعد على تربية الأخلاق الفاضلة:

الوسيلة الثانية: تعود الخلق الفاضل.

الإنسان يولد صفحة بيضاء، مستعداً لقبول الخير وقبول الشر.
فقد قال تعالى:"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)".
ولقد تحدث القرآن عن الإنسان فقال:" أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)" وقد فسر الإمام البخاري - رحمه الله - النجدين بأنهما طريق الخير والشر.
فالإسلام يستخدم العادة وسيلة من وسائل التربية، فيحول الخير كله إلى عادة،تقوم بها النفس بغير جهد أو كد أو مقاومة.
وأسلوب ( العادة) من أنجح الأساليب في بناء الخلق الكريم، وقد يكون أكثر تاثيراً وأوضح نتائج إذا استخدم في غرس الاخلاق الفاضلة مع السنالمبكر للإنسان:" أي في مرحلة الطفولة".
كما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا * على ما كان عوَّده أبوه
و ما دان الفتى بحِجى ولكن * يعوِّده التدينَ أقربوه
وكما قال آخر:
قد ينفع الأدب الأولاد في صغر * وليس ينفعهم من بعده أدب
إن الغصون إذا عدَّلتها اعتدلت * ولا تلين -ولو لينته - الخشب

فتعويد الطفل من صغره على الخير يكسبه محبة له، فيصير له عادة، يقول أبو حامد الغزالي:
"والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة، خالية عن كل نقش وصورة،
وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يُمال به إليه، فإن عوده على الخير وعلمه، نشأ عليه،
وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر،
وأهمل إهمال البهائم، شقى وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه، والوالى له".

ولن ترسخ الأخلاق الدينية في النفس مالم تتعود النفس جميع العادات الحسنة،
وما لم تترك جميع الأفعال السيئة، وما لم تواظب عليها مواظبة من يشتاق إلى
الأفعال الجميلة، وينعم بها، ويكره الافعال القبيحة، ويتألم بها، كما قال صلى الله عليه وسلم:" وجعلت قرة عيني في الصلاة.."
وهكذا يمكن ان تستخدم ( العادة) في تكوين الأخلاق الفاضلة.

الوسيلة الثالثة: صداقة الأخيار:

للصداقة أثرها البالغ في تكوين الخلق، فإذا كان الصديق صالحاً تقياً، كان له دوره في ظهو الخلق الفاضل المحمود،
وإذا كان الصديق فاجراً منحرفاً عن منهج الله، كان له أثر في وجود الخلق السيء المذموم.
فقد قال عليه الصلاة والسلام:" المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".
وقال عدى بن زيد:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه * فكل ق رين بالمقارن يقتدى
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم * ولا تصحب الأردى فتردى من الردى
ولا بد أن يكون الصديق عاقلاً حكيماً، فلا خير في صداقة الحمقى، فقد يريد الأحمق أن ينفعك فيضرك بحمقه وجهله،
قال علي رضي الله عنه:
فلا تصحب أخا الجهل * وإيـــــــــاك وإيــــــــاه
فكم من جاهل أردى * حليماً حين آخــــــــاه
يقاس المــرء بالمــرء * إذا مـا المـرء ما شـاه
وللشيء من الشيء * مقاييــــس وأشبـــاه
وللقلب على القلب * دليــــل حيـن يلقـــاه

وينبغي أن يكون الصديق حميد الأخلاق، حسن السلوك، طيب العشرة، يؤثر الخير على الشر، ويعين على طاعة الله تعالى. إن نسى صديقه ذكر، وإن ذكر أعانه، لأن سئ الخلق عدو نفسه، فكيف يكون صديق غيره!!
وقال بعض الأدباء: "لا تصحب من الناس إلا من يكتم سرك ويستر عيبك ويكون معك في النوائب ويؤثرك بالرغائب وينشر حسنتك ويطوى سيئتك، فإن لم تجده، فلا تصحب إلا نفسك"
وكلما كان الصديق مخلصاً في صداقته، صادقاً في صحبته، كان أثره في بناء الخلق الحميد أبلغ وأعظم، لأنه سيكون رقيباً على صديقه، يلاحظ أحواله وأفعاله، فيشجعه على الخير، وينهيه ويحذره من الشر.
وكان عمر - رضي الله عنه - يقول: رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي، وكان يسأل سلمان عن عيوبه.
وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين، فهل ترى على شيئاً من آثار النفاق؟
فهو على جلالة قدرة.وعلو منصبه، هكذا كانت تهمته لنفسه- رضي الله عنه - فكل من كان أفور عقلاً، وأعلى منصباً كان أقل إعجاباً، وأعظم أتهاماً لنفسه".


هذا درسنا وسوف نكمل في الدرس القادم الوسيلتين الرابعة والخامسة وإلى لقاء آخر ومع درس من دروس أخلاقنا نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وصلى الله على نبينا محمداً وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ،وفقنا الله وإياكم أن نحصن السنتنا من الشرك والنفاق
اللهم طهر قلوبنا من الرياء والسنتنا من النفاق وأعمالنا من الكذب ،وأجعلنا اللهم من أهل التوحيد أهل لا إله إلا الله ،اللهم أجعلنا ممن يقال لنا قوموا مغفورٌ لكم،اللهم كما جمعتنا على الخير ففرقنا على الخير..
اللهم آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار.اللهم أرحمنا برحمتك يا عزيز يا رحيم.اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا بين معصيتك ون طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أبقيتنا. اللهم ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأجعل الجنة هي دارنا وقرارنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

وصلى الله على نبينا محمداً وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك



الدروس السآبقة:

أخــلاقنـــا ~ الدرس الأول ~ (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط)

أخــلاقنـــا ~ الدرس الثاني ~ (الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط)

الماوردي
12-10-06, 06:53 PM
بارك الله فيك

bebeito
12-11-06, 04:42 AM
جزاك الله خيرا كثيرا

الأمل
12-11-06, 04:23 PM
جزاكم الله خير الجزاء على مروركم ونفعكم الله بما قرأتم