المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة: ثلثا المهتمين بـ «مزاين الإبل» شباب.. 41% منهم جامعيون



minshawi
12-26-08, 03:01 PM
خلافاً لما يتصوره البعض من كون المناشط التراثية تستهوي كبار السن فقط، أظهرت دراسة ميدانية حديثة أن ثلثي المهتمين بمزاين الإبل هم من فئة الشباب. وأوضحت الدراسة أن 41 في المائة منهم يمثلون حملة الدرجة الجامعية فما فوق، وذلك في مسح عام أجري بموقع مهرجان جائزة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل بأم رقيبة (450 كيلو شمال الرياض)، الذي حضر حفله الختامي الخميس الماضي، الأمير مشعل بن عبد العزيز، رئيس هيئة البيعة ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان.

وكشفت الدراسة التي أعدها الدكتور أحمد ندا، من كلية التربية للبنات بحفر الباطن، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، أن الذين تزيد أعمارهم عن 45 سنة لم يمثلوا إلا ثـُلث إجمالي مهتمي وزوار المهرجان السنوي لمزاين الإبل، وهو ما علق عليه الباحث بأنه أمر لافت ويدل على توجه الشباب السعودي للاهتمام بالموروث الثقافي والتراث الشعبي.

وجاء الطلاب على رأس قائمة زوار المهرجان السنوي لمزاين الإبل بنسبة 23 في المائة من عينة الدراسة، بينما بلغ الموظفون الحكوميون 18 في المائة، يليهم العاملون في القطاع العسكري 12 في المائة، ثم المدرسون 8.8 في المائة، في حين جاء الشعراء ومحبو التراث الشعبي بنسبة 7 في المائة، و32 في المائة من العاملين بمهن أخرى مختلفة، أما فئة المتقاعدين فمثلت حوالي 3.5 في المائة.

وأفصحت الدراسة بأن 41 في المائة من مهتمي وزوار مزاين الإبل هم من حملة الدرجة الجامعية الأولى فما فوق، ومثل أصحاب الشهادة المتوسطة نسبة 25 في المائة، بينما يأتي حملة الدبلوم أو الثانوية العامة بنسبة 17 في المائة، وتنخفض النسبة لدى الذين يقرأون ويكتبون فقط إلى 11 في المائة، أما الأميون فمثلوا 1.8 في المائة.

وأفاد الباحث في دراسته التي ركزت على البعد السياحي والاقتصادي للمهرجان السنوي لمزاين الإبل بأم رقيبة إلى أن هذا المهرجان ساهم في رفع أسعار الإبل بصورة كبيرة، قائلاً «بعد أن كانت تباع بالآلاف أصبح بعضها اليوم، يتجاوز المليون ريال سعودي مساواةً لما حدث لبعض الحيوانات الأخرى ومنها الخيول العربية».

وأوصى الباحث بضرورة حل مشكلة ارتفاع أسعار أعلاف الإبل والتي تضرر منها الملاك، وتوفير الخدمات البيطرية والعلاجية للإبل، وإقامة اتحاد خاص بملاك الإبل أسوة باتحاد الفروسية، كما طالب الباحث بضرورة أن لا يتداخل مع هذا المهرجان المرتبط بالبيئة والتراث الوطني نشاطات أخرى مثل تطعيس السيارات.

ويأتي مهرجان جائزة الملك عبد العزيز لمزاين الابل بأم رقيبه الذي انطلقت فعاليته قبل نحو شهر ونصف، ويقام حفله الختامي يوم الخميس المقبل، وقد رُصدت هذا العام جوائز قيمة للفائزين من ملاك الإبل، تضم أكثر من 100 سيارة حديثة.

وفي ذات السياق، أفصحت الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس الأول عن استعداداتها للمشاركة في نشاطات الجائزة، بإنشاء مركزي معلومات لزوار المهرجان يحويان على كافة المعلومات عن مواقع الأنشطة والفعاليات، إلى جانب إعلان الهيئة عزمها على دراسة الأثر الاقتصادي للمهرجان من قبل مركز (ماس).

وتمثل كثافة الزوار ميزة سياحية واقتصادية لقرية أم رقيبة التي لم تكن تضم قبل سنوات قليلة إلا محطة محروقات على طريق (حفر الباطن/الرياض)، وصارت تضم اليوم أبرز حدث سنوي لملاك الإبل في الخليج، مع انتشار المخيمات فيها، إلى جانب وجود سوق التراث الشعبي الذي يصاحب فترة المهرجان وتنوع بضاعته بين الملابس الشتوية المختلفة مثل المشالح المصنوعة من وبر الإبل والفراء المصنوعة من صوف الأغنام.

في حين تساهم النساء بنصيب وافر في فعاليات السوق الشعبي، حيث يقمن بعرض السمن البرى والاقط وبعض مصنوعاتهن اليدوية مثل الشمايل والأعلقة والحليات التي توضع لتجميل الإبل، ويستمتع الحضور بعروض طريقة غزل الصوف يدوياً بالإضافة إلى عرض المفروشات التراثية وهى مصنوعة من وبر الإبل وبعضها من صوف الأغنام ومن صنع نساء البادية.

تجدر الإشارة إلى أن عدد زوار الحفل الختامي لمهرجان جائزة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل بأم رقيبة للعام الماضي قـُدر بنحو 171 ألف زائر، وحاز هذا المهرجان على 2.8 في المائة من اجمالي زوار المهرجانات السعودية والبالغ عددهم نحو 6 ملايين زائر، بحسب الإحصاءات الرسمية.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط