مشاهدة النسخة كاملة : الرياضيات و مكانتها في شريعتنا الغراء
د. المقريزي
06-17-08, 06:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع موضوع فرعي من موضوع بعنوان
" أولادنا والرياضيات "
مطروحا على الرابط التالي
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
موضوعنا الذي بين أيدينا يستهدف
0
إقناع القائمين على المساجد بأهمية تدريس الرياضيات و الإحصاء في مساجدنا مع العلوم الشرعية جنبا إلى جنب, و أن هذه العلوم آدوات لا غنى لطالب الشريعة عنها
إن كان يريد يُحدث نفعا عاما لمجتمعه المسلم يتناسب مع معطيات و متطلبات العصر الحاضر.
1
جمع النصوص الشرعية التي أشارت لعلم الرياضيات
2
أبحاث علمية تربط بين الشريعة الإسلامية و الرياضيات و الإحصاء و الإحتمالات
3
الاعجاز العلمي في القرآن والسنة مما يتعلق بالرياضيات
د. المقريزي
06-17-08, 06:53 PM
أيات قرآنية
"يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد " المجادلة 6
"ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون" الذاريات 49
"سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل فلا تمار فيهم الا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم احدا " الكهف 22
د. المقريزي
06-17-08, 07:05 PM
من أحد المنتديات أنقل لكم
الرياضيات في القرآن الكريم
أنعم خالق الكون وهادي العباد على الانسان بنعمة العقل لكي يفكر ويبحث ويتعلم ويتعبد .
قال تعالى (( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون) الذاريات - 56
وقد حثت الايه الكريمة وهي اول اية نزلت في القرآن الكريم على العلم :
( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان مالم يعلم ) سورة العلق 1-5
ونظرا لما لوحظ من صعوبة لدى بعض الزملاء في توضيح وربط الحقائق والمفاهيم بالقرآن الكريم . فأحببت أن اورد بعض الأمثله للترابط الكبير بين الرياضيات وكتاب الله المبين وذلك ليسترشد زملارئي ويستنيروا بها أثناء تدريسهم للمادة فالباحث في القرآن الكريم يجد أن هذا الكتاب السماوي يشتمل على حقائق رياضية لاحصر لها .
نماذج مبسطة لدراسة مفهوم عمليات الضرب والقسمة والجمع في مراحلها الأولى وكيف نساعد الطالب على فهمها والتمكن منها .
قال تعالى :
( ثمنية أزواج من الضأن أثنين ومن المعز أثنين ....) الأنعام 143
( ومن الأبل اثنين ومن البقر أثنين ...........) الأنعام 144
عندما نريد حساب عدد الأنعام كأزواج :
8 أزواج = 2 زوج ضأن + 2 زوج ماعز + 2 زوج إبل + 2 زوج بقر
أي أن :
8 = 2 + 2 +2 +2 =2 مكرر أربع مرات = 2 × 4
8 = 2 × 4 وهذه حقيقة الضرب
وعليه تكون 8 أزواج = 8 × 2 = 16 وحدة من الأنعام .
أي أن عملية الضرب بصفة عامة هي عملية جمع مكرر أو هي طريقة سريعة لجمع عدة أعداد متساوية .
ومثال أخر في سورة البقرة آية 216
( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )
7 سنابل من القمح في كل سنبلة 100 حبة
عدد حبات القمح = 7 × 100 = 700 حبة قمح ، وهذا مثال يمكن استخدامه في درسي مضاعفات العشرة ومضاعفات الأعداد .
وعملية القسمة هي عملية عكسية للضرب وقد ارتبطت بالتقسيم والتوزيع وذُكرت القسمة في القرآن الكريم في توزيع المال حسب نسبة معينة مما جعل لدراستها اهمية كبيرة .
قال تعالى في ( سورة النساء آية 8 )
( واذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمسكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا ....)
وايضاً في قوله تعالى :
( ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر ) سورة البقرة آية 28
وفي مفهوم الجمع قال تعالى :
( ....فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ...)
البقرة آية 196
ويتضح من الاية الكريمة :
3 أيام + 7 أيام = 10 أيام أي 3 + 7 = 10
وقد وردت جميع الأعداد من ( 1 الى 9 ) التي يعتمد عليها علم الحساب والتي تكون جميع الأعداد الصحيحة والكسور العادية والعشرية في القرآن الكريم في أكثر من آية وقد ذكرت كأعداد بمفردها أو أرقام مكونه لأعداد مختلفة من رقمين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة أرقام .
العـــــــــــــــــدد واحد ( 1 ) :
استخدم لفظ الواحد في عشرات الآيات للدلاله على وحدانية الله سبحانه وتعالى .
قال تعالى ( والهكم اله واحد لااله الا هو الرحمن الرحيم ) البقرة 163
وقال تعالى ( إنما الله اله واحد ............) النساء 171
وجاء الواحد كرقم في خانة الآحاد في الآية الكريمة:
( إذ قال يوسف لأبيه يأبت إني رأيت أحد عشرا كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) يوسف 4
العــــــــــدد اثنين (2) :
قال تعالى في سورة التوبة 40 :
( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار.........)
كما ورد العدد اثنين كرقم في الأعداد : ( 2000،200،20،12)
في قوله تعالى :
( فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ) البقرة 60
( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين..............) الأنفال 65
( وان يكن منكم الف يغلبوا الفين بإذن الله .......) الأنفال 66
العـــــــــــــــدد ثلاثة (3) :
ومن الآيات القرآنية التي ورد فيها العدد ثلاثة قوله تعالى :
( فمن لم يجد فصبام ثلاثة أيام في الحج وسبعة اذا رجعتم ........) البقرة 196
( قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً ......) آل عمران 41
كما ورد ذكر الثلاثة كرقم في الأعداد ( 3000، 300، 30 ) في قوله تعالى :
( وحمله وفصله ثلاثون شهرا ) الأحقاف 15
( ولبثوا في كهفهم ثلث مائة سنين وازدادوا تسعاً ) الكهف 25
( ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة ءالف من الملائكة منزلين ) آل عمران 124
العدد أربعــــــــــة4
قال تعالى:
( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمنين جلدة) النور 4
( قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك) البقرة 260
( فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ) التوبة 2
وذكرت الأربعة في العدد (40) في قوله تعالى :
وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة ) البقرة 51
* العدد خمســـــــة (5) :
قال تعالى:
( ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ) الكهف 22
( والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ) النور 9
كما ذكرت الخمسة كرقم في الأعداد ( 500000،5000،50)
متضمنة في الآيات :
( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً)العنكبوت 14
( ........ يمددكم ربكم بخمسة الآف من الملاسكة مسومين ) آل عمران125
( تعج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسني ألف سنة ) المعارج 4
العـــــدد ستـــــــــــــــــة ( 6) :
قال الحق في شأن السموات والأرض :
( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ) الأعراف54
(هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام )الحديد4
كما وردت الستة في كرقم في العدد (60) في قوله تعالى :
( فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ) المجادلة 4
* العــــــــــــــدد سبعــــــــــــــــــة(7) :
ورد العدد سبعة في قولة تعالى :
( فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها ) فصلت12
( لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ) الحجر 44
كما وردت السبعة كرقم في العدد (70) في قوله تعالى :
( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مأئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) البقرة 261
( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوالعــــــدد ثمانية (8):
ه ) الحاقة 32
قال تعالى :
( ويحمل عرش ربك فوقهم يمئذ ثمانية ) الحاقة 17
وورد العدد ثمانية كرقم في العدد (80) في قوله تعالى :
( فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً..........) النور 4
العـــــــــــــــدد تســـعة ( 9 ) :
جاء ذكر العدد تسعة في القرآن الكريم في قوله تعالى :
( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) النمل 48
( ولقد ءاتينا موسى تسع أيات بينات .........) الإسراء 101
كما وردت التسعة كرقم في الأعداد ( 19 ، 99 ) في قوله تعالى :
( لواحة للبشر * عليها تسعة عشر ) المدثر 29 - 30
وقوله تعالى :
( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ) سورة (ص) 23
ولقد وردت الأعداد ( 80،70،60،50،40،30،20،10) في القرآن الكريم وهي كلها أعداد مكونة من عشرات كاملة قال تعالى :
( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) الأنعام 160
( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين .........) الأنفال 65
( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر ) الأعراف 142
( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ) سورة البقرة 51
( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً....) العنكبوت 14
( فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ...)المجادلة 4
(واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا ) الأعراف 155
( فاجلدوهم ثمانين جلدة ولاتقبلوا لهم شهادة أبدا....) النور4
ثالـثــــــــــــــــــــ اً : الأعداد المكونة من رقمين :
بالإضافة الى العشرات الكاملة وردت أعداداً أخرى مكونة من رقمين في القرآن الكريم فجاء ذكر الأعداد :
( 99،19،12،11) في آيات سبق ذكرها.
رابــعــــــــــــــاً:ال ئـــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــات :
رودت الأعداد ( 300،200،100) في قوله تعالى :
( فأماته الله مائة عام ثم بعثه ) البقرة 259
( فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين) الأنفال 66
( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) الكهف 25
ورد ذكر الألوف(5000،3000،2000،1000) في قوله تعالى :
( ليلة القدر خير من ألف شهر ) القدر 3
( وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ) الأنفال 66
( ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة ألاف من الملائكة منزلين) آل عمران 124
(..... يمددكم ربكم بخمسة ألاف من الملائكة مسومين ) آل عمران 125
سادســـــــــــا : الأعداد المكونة من خمسة وستة أرقام :
* من الأعداد المكونة من خمسة أرقام العدد ( 50000) ويقرأ خمسون ألفاً وقد ورد ذكره في قوله تعالى :
( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) المعارج 4
* من الأعداد المكونة من ستة أرقام العدد ( 100000) ويقرأ مائة الف وهو العدد الوحيد المكون من ستة أرقام والذي ورد ذكره في قوله تعالى :
( وأرسله الى مائة الف او يزيدون) الصافات 147
م ن ق و ل
علم الجبر في القرآن الكريم
أشتمل القرآن الكريم على آيات يتضمن معناها بعض الحقائق والمفاهيم الجبرية منها :
الأعداد الطبيعية : وقد سبق التنويه عنها.
الأعداد الصحيحة الموجبة والسالبة في آن واحد بقوله تعالى :
( فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون) النحل 61
وأيضاً في سورة الأعراف34
فإذا أعتبرنا الأجل لحظة الصفر الفاصلة بين الحياة الدنيا والحياة الأخرة .... فإننا نقول أن تأخير ساعة في العمر الدنيوي( +1) واستقدام ساعة بالعمر الدنيوي ( ـــ 1 ) وهذا لا يمكن لأي انسان أن يفعله لأن هذا علم علام الغيوب .
وأيضاً في قوله تعالى :
( واذكروا نعمة الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا أثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه ........) البقرة 203
أي تعجل في يومين بمعنى أنقص يومين ( ـــ2 ) ، أو تأخر في يومين (+2)
*الأعداد النسبية :
فهي في الواقع ورد ذكرها في القرآن الكريم فأشتمل على الأعداد الطبيعية والصحيحة والكسور .
* المتواليات العددية ( المتتابعات الحسابية )
الموالية : 8،7،6،5،4،3
متوالية عددية حدها الأول 3 وحدها الأخير 8 وأساسها هو ( +1)
فقد ورد ذكرها في قول الحق تبارك وتعالى :
( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ...) الكهف 22
وكذلك الأعداد :7،5،3
تكون متوالية عددية حدها الأول 3 وأساسها ( +2)
وايضاً إذا تاملنا قوله تعالى :
( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ...) المزمل20
نجد أن الله سبحانه وتعالى رتب الكسور ترتيباً تنازلياً حسب قيمتها :
2/3 ، 1/2 ، 1/3 وهي تكون متوالية حسابية أيضاً حدها الأول:
2/3 وأساسها ( ـــ 1/6) والكسر (1/2) هو الوسط الحسابي بين الكسرين : 2/3 ، 1/3
* المتوالية الهندسية :
وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى :
( ولكم نصف ماترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين ....) النساء 12
فالكسور :
1/2 ، 1/4 ، 1/8 تمثل متوالية هندسية حدها الأول ( 1/2 ) وأساسها ( 1/2)
الفئـــــــــــــــــــــ ات( المجموعات)
ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من سورة نذكر منها :
قوله تعالى :
( فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وماكان منتصراً) القصص81
الفئة الخالية ( المجموعة الخالية ):
وهي مجموعة لاتحتوي على أي عنصر أي خالية من العناصر ومن الأمثلة عليها :
الجنة الخالية من الأشجار ، القرية الخالية من السكان ............
وذلك بقوله تعالى :
( وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ماأنفق فيها وهي خاوية على عروشها ...) الكهف 42
( فكأين من قررية أهلكتها فهي خاوية على عروشها .....) الحج 45
* المصفـــــــــوفـــــــــ ـــــ ـــات :
والمصفوفة هي تنظيم لمجموعة من الأشياء في صفوف يحتوي كل صف منها على نفس العدد من العناصر ولقد وردت كلمة مصفوفة في قوله تعالى :
( فيها سرر مرفوعة* وأكواب موضوعة،ونمارق مصفوفة ) الغاشية15،14،13
( متكئين على سرر مصفوفة ) الطور 20
أما الصف فورد ذكره في أكثر من سورة بالقرآن الكريم نذكر منها :
( وجاء ربك والملك صفاً صفاً ) الفجر 22
* الزمــــــــــــــــــر :
ورد ذكرها في قوله تعالى :
( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً .........) الزمر 71
( وسيق الذين أتقوا ربهم الى الجنة زمراً.....) الزمر 73
اللانهائيـــــــــــــات
وهي الأشياء المتناهية في الصغر مثل ( الذرة) والأشياء المتناهية في الكبر فالمتواليات ( المتتابعة) الهندسية :
1/2 ، 1/4 ، 1/8 ، 1/16
إذا استمرينا في كتابة حدودها فإننا نصل الى كسر متناهي في الصغر .
قال تعالى :
( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) الزلزلة 8،7
أما الأشياء المتناهية في الكبر والتي لاحصر لها وتسمى بلغة الرياضيات ( مالانهاية) فقد وردت متضمنة في الآيات الكريمة :
( قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً ) الكهف 109
وأيضاً في قوله تعالى :
( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) النحل 18
(( علم الهندسة في القرآن الكريم )
* الطول والعرض :
فقد ورد ذكرها في قوله تعالى :
( وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض ) آل عمران 133
( ولاتمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً) الإسراء 37
* القــــاعـــــــــــدة :
قال تعالى :
( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) البقرة 127
* الإرتفاع والعمق :
الإرتفاع يكون دائماً فوق سطح الأرض لقوله تعالى :
( ولن تبلغ الجبال طولاً) الإسراء 127
والعمق يكون دائماً تحت سطح الأرض يقول الحق سبحانه وتعالى :
( قال قائل منهم لاتقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب ....) يوسف10
* الدائـــــــرة:
يقول الحق سبحانه وتعالى :
( وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ) الحج 29
* المستقيم والإستقامة :
المستقيم هو اقصر بعد بين نقطتين :
والطريق المستقيم هو الطريق الذي لاعوج فيه ، ولا التواء ولا إنحناء وهو طريق الحق والخير والسعادة . ولقد وردت كلمة مستقيم مقرونة بلفظ الصراط في معظم السور نذكر منها قوله تعالى :
( والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ) النور 46
*الإتجاهـــــــــــــــات :
الشمال والجنوب والشرق والغرب وفوق وتحت .
وقد ورد ذكرها في قوله تعالى :
( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) البقرة 115
( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أومن تحت أرجلكم.....) الأنعام 65
( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ........) الكهف 18
وهذه هي الإتجاهات الست التي تكون لنا الفراغ الثلاثي
التناظــــــر : وهو نظير الشكل أي مثيل الشكل حول نقطة أو حول محور .
ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى :
( ليس كمثله شيء وهو السميع العليم )) الشورى 11
أي أن كل شيء يمكن إيجاد له نظير حول نقطة او حول محور ماعدا الله سبحانه وتعالى لايوجد له نظير ولا مثيل .
* الإنســـــــــــــحاب :
ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى :
( يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ) القمر48
* الـدوران :
وهنا يمكن ربطه بالدائرة حول الكعبة لقوله تعالى :
( وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ) الحج 29
* التشـــــــــــــــــــــ ـابه :
ورد ذكر كلمة تشابه في أكثر من آية نذكر منها قوله تعالى :
( ......... والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه...) الأنعام 141
التشابه هنا : في الشجر والورق ، وغير متشابه في الثمر .
[align=center]علم الإحصاء في القرآن الكريم [/
align]
الإحصاء معناه : الحصر
وقد ورد ذكره ف القرآن الكريم في عدة آيات عن حصر وعد الأشياء الغير منتهية كما في قوله تعالى :
( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) النحل 18
وأيضاً عن حصر وعد أشياء منتهية مثل قوله تعالى :
( يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة ...) الطلاق 1
( ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده ...) الهمزة 2،1
الخاتمـــــــــــــــــــ ـــــ ـــــه
مما سبق لاحظنا ان القرآن الكريم قد اشتمل على إعجاز رياضي رائع وهذا يدل على ان الرياضيات هي لغة العصور في الماضي والحاضر والمستقبل وهي ذات أهمية بالغة في حياة الإنسان وهذا ماأظهره لنا الله عز وجل الحالق الواحد القهار في كتابه الكريم .
فسبحانك ربي يامن علمت بني أدم كل العلوم ويامن أحكمت الكون يوامن لاتخفى عليك خافية لم تترك صغيرة ولاكبيرة إلا وضعتها في كتابك الكريم.
وصلى الله على الهادي البشير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم الى يوم الدين
م ن ق و ل
__________________
د. المقريزي
06-17-08, 07:08 PM
الإعجاز العددي .. ما له وما عليه
مقدمة
الحمد لله رب العالمين القائل في مُحكم الذكر: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)، وصلى الله على من أكرمنا به وجعله شفيعاً ورحمة لكل مؤمن أحب الله ورسوله، وعلى آله وأصحابه وسلّم.
شُبهات كثيرة أُثيرت ولا تزال حول موضوع الإعجاز العددي في القرآن الكريم، فالبعض يعتقد أن لا فائدة من دراسة الأرقام القرآنية، باعتبار أن القرآن الكريم كتاب هداية وتشريع وليس كتاب رياضيات وأرقام!
ومن العلماء من يعتقد أن إعجاز القرآن إنما يكون ببلاغته ولغته وبيانه، وليس بأرقامه. ويتساءل البعض حول مصداقية الحقائق الرقمية ومدى صِدق النتائج التي تقدمها أبحاث الإعجاز العددي، وقد تطور الأمر لدى بعض المعارضين إلى إنكار هذا العلم المسمى بالإعجاز العددي برمّته بسبب عدم اقتناعهم.
ولكن لماذا ينأى علماء المسلمين بأنفسهم عن علم الرياضيات في القرآن؟ وهل هنالك أحكام مسبقة تجاه هذا العلم بسبب بعض الانحرافات والأخطاء التي وقع بها (رشاد خليفة) أول من تناول هذا الموضوع منذ ربع قرن وغيره ممن بحثوا في هذا المجال؟
حول هذه التساؤلات سيكون لنا وقفات نجيب من خلالها عن بعض الانتقادات التي يواجهها الإعجاز العددي اليوم، ونبيّن فيها ما لهذا العلم الناشئ من حق علينا، ونبيّن كذلك الأشياء الواجب على من يبحث في هذا الجانب الإعجازي أن يلتزم بها أو يبتعد عنها.
وسوف نطرح جميع الانتقادات بتجرد، ونجيب عنها بإذن الله، بكل صراحة. وسيكون الدافع من وراء هذه المقالة هو الحرص على كتاب الله تعالى، وإظهار الحق والحقيقة، ونسأل الله أن يلهمنا الإخلاص والصواب. ونبدأبهذا السؤال:
ماهي قصة رشاد خليفة؟
منذ أكثر من ألف سنة بحث كثير من علماء المسلمين في الجانب الرقمي للقرآن الكريم، فعدُّوا آياته وسورَه وأجزاءَه وكلماته وحروفَه. وغالباً ما كانت الإحصاءات تتعرض لشيء من عدم الدقة بسبب صعوبة البحث. وإذا تتبعنا الكتابات الصادرة حول هذا العلم منذ زمن ابن عربي وحساب الجُمَّل، وحتى زمن رشاد خليفة ونظريته في الرقم (19)، لوجدنا الكثير من الأخطاء والتأويلات البعيدة عن المنطق العلمي.
لقد استغلّ هذا الرجل بعض الحقائق الرقمية الواردة في كتاب الله تعالى، والمتعلقة بالرقم 19، واعتبر أن القرآن كلَّه منظَّم على هذا الرقم. ولكن اتّضح فيما بعد زَيْف ادعائه وكَذِب نتائجه، وتبيّن بأن معظم الأرقام التي ساقها في كتابه "معجزة القرآن الكريم" بعيدة عن الصواب.
ومن أهم الأمثلة التي ذكرها في بحثه أن أول آية في القرآن هي: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، تتكرّر كلماتُها في القرآن عدداً من المرّات من مضاعفات الرقم 19. وقد ثَبُت أن هذا الكلام غير دقيق.
فهو يقول بأن كلمة: (بسم) وأصلها (اسم) قد وردت في القرآن كله 19 مرة، والصواب أنها وردت 22 مرة، وهذا العدد ليس من مضاعفات الرقم 19.
ويقول بأن كلمة (الله) وردت في القرآن 2698 مرة، أي 19×142 ، وهذا العدد غير دقيق أيضاً! والصواب أن كلمة (الله) عزّ وجلّ تكررت في القرآن كلّه 2699 مرة، وهذا العدد لاينقسم على 19.
أما قوله بأن كلمة (الرحمن) وردت في القرآن 57 مرة، أي 19×3 فهذا صحيح.
وقوله بأن كلمة (الرحيم) وردت 114 مرة،أي 19×6، فهذا غير صحيح، والحقيقة أن هذه الكلمة تكررت في القرآن كله 115 مرة.
إذن، قدّم رشاد رقماً واحداً صحيحاً من أصل أربعة أرقام ، وبالتالي يمكن اعتبار النظرية غير صحيحة. وهكذا يفعل مع بقية الأرقام التي قدّمها، فتجد أنه يسوق رقماً صحيحاً ويخلط به عدة أرقام ليجعلها جميعاً من مضاعفات الرقم 19.
ماذا عن بقية الباحثين؟
إن معظم الباحثين الذين اعتمدوا الرقم 19 أساساً لأبحاثهم، قد وقعوا في خطاٍ غير مقصود، إما في عدّ الحروف، وإما في منهج الحساب. وهذا لايعني بأن التناسقات العددية القائمة على العدد 19 ليست موجودة، بل إننا نجد إعجازاً مذهلاً لهذا الرقم الذي ذكره الله تعالى في قوله: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) (المدثر:30). وسوف نرى بعضاً من عجائب هذا الرقم في القرآن الكريم الذي لاتنقضي عجائبه:
عدد سور القرآن 114 سورة، من مضاعفات الرقم 19.
عدد حروف أول أول آية في القرآن 19 حرفاً، وهي البسملة.
عدد حروف القاف في سورة (ق) 57 حرفاً، من مضاعفات 19.
وعدد حروف القاف في سورة الشورى 57 حرفاً كذلك.
مع ملاحظة أن كلتا السورتين في مقدمتهما نجد حرف القاف!!!
عدد حروف الياء والسين في سورة (يس) 285 حرفاً، من مضاعفات19.
ماذا عن حساب الجُمّل؟
يُعتبر هذا النوع من الحساب الأقدم بين ما هو معروف في الإعجاز العددي. ويعتمد على إبدال كل حرف برقم، فحرف الألف يأخذ الرقم 1، وحرف الباء 2، وحرف الجيم 3، وهكذا وفق قاعدة "أبجد هوّز".
وإنني أوجه سؤالاً لكل من يبحث في هذه الطريقة: ما هو الأساس العلمي لهذا الترقيم؟ وأظن بأنه لا يوجد جواب منطقي عن سبب إعطاء حرف الألف الرقم 1، وحرف الباء الرقم 2، ... لماذا لايكون الباء 3 مثلاً؟
إن هذا الحساب لم يقدّم أية نتائج إعجازية، وإن كنا نلاحظ أحياناً بعض التوافقات العددية الناتجة عن هذا الحساب. ولكن إقحام حساب الجمّل في كتاب الله تعالى، قد يكون أمراً غير شرعي، وقد لا يُرضي الله تعالى. لذلك فالأسلم أن نبتعد عن هذا النوع وما يشبهه من ترميزات عددية للأحرف والتي لا تقوم على أساس علمي وشرعي، حتى يثبُت صِدْقُها يقيناً.
ما فائدة الإعجاز العددي؟
قد يقول البعض ما الفائدة من دراسة لغة الأرقام في القرآن الكريم لاسيما أن هناك علوماً قرآنية كالفقه والعبادات والأحكام والقصص والتفسير جديرة بالاهتمام أكثر؟
أولاً وقبل كل شيء يجب أن نبحث عن منشأ الاتجاه السائد لدى شريحة من الناس، ومنهم علماء وباحثون، للتقليل من شأن المعجزة الرقمية في القرآن الكريم. فنحن نعلم جميعاً الأهمية الفائقة للغة الأرقام في العصر الحديث، حتى يمكن تسمية هذا العصر بعصر التكنولوجيا الرقمية، فقد سيطرت لغة الرقم على معظم الأشياء التي نراها من حولنا. وبما أن القرآن هو كتاب صالح لكل زمان ومكان فلابدّ أن نجد فيه إعجازاً رقمياً يتحدّى كل علماء البشر في القرن الواحد والعشرين.
فالذين يظنون بأنه لا فائدة من الإعجاز الرقمي، إنما هم بعيدون عن تطورات العصر، وغالباً ليس لديهم اختصاص في الرياضيات. والغريب: كيف يمكن لإنسان لم يدرس الرياضيات أن ينتقد معجزة رياضية في كتاب الله؟!!
ولو أنه لا فائدة من هذه الأرقام فلماذا كان الرقم سبعة هو الأكثر تكراراً في كتاب الله بعد الرقم واحد؟ ولماذا عدد السماوات سبع، وقد تكررت عبارة (سبع سماوات، السماوات السبع) في القرآن كله سبع مرات بالضبط بعدد هذه السماوات؟
لماذا تكررت كلمة (القِبلة) سبع مرات في القرآن، ونحن نعلم بأن الطواف حولها هو سبعة أشواط؟ ولماذا جعل الله تعالى لجهنم سبعة أبواب، وجاء عدد مرات ذكر كلمة جهنم في القرآن (77) مرة، أي من مضاعفات الرقم سبعة؟
ولو كانت الأرقام لا معنى لها في القرآن فلماذا تكررت كلمة (الشهر) 12 مرة بعدد أشهر السنة، ولماذا تكررت كلمة (اليوم) 365 مرة بعدد أيام السنة؟ ولماذا جاء عدد مرات ذكر كلمة (الدنيا) في القرآن كله مساوياً لعدد مرات ذكر كلمة (الآخرة)؟ وقد تكررت كل كلمة من هاتين الكلمتين 115 مرة.
هذا وإن المؤمن الذي أحبَّ الله ورسوله وأصبح القرآن منهجاً له في حياته لا ينبغي له أن ينأى بنفسه عن علوم العصر وتطوراته، ولا يجوز له أبداً أن ينتقص من شأن القرآن بإهماله لهذه المعجزة، لأنها صادرة من عند الله تعالى، ولولا أهمية هذه المعجزة لم يكن الله عزّ وجلّ ليضعها في كتابه!
وحال المؤمن دائماً في لهفةٍ لجديد هذا القرآن وجديد إعجازه، وما يُعلي شأن كلام الله وشأن هذا الدين. أما عن الأخطاء وبعض الانحرافات التي وقع بها بعض من بحثوا في لغة الأرقام القرآنية فيجب ألا تثنيَنا عن دراسة هذا العلم الناشىء، بل يجب على المؤمن أن يسارع إلى معرفة الأخطاء ليتمكّن من تجنبها.
الإعجاز العددي: هل يصرف المؤمن عن معاني ودلالات الآيات؟
ولكن بعض علماء المسلمين يرون أن الاهتمام بعَّد كلمات وحروف القرآن قد يصرف المؤمن عن دلالات ومعاني الآيات، فالمؤمن بحاجة إلى فهم آيات القرآن من الناحية اللغوية ليهتدي بها إلى طريق الله تعالى.
هذا فهم خاطىء أيضاً! فكيف يمكن للخالق العظيم جلّ جلاله أن يضع شيئاً في كتابه ليصرف الناس عن فهم آيات هذا الكتاب؟!! إن كل حرف من حروف القرآن فيه معجزة تستحق التدبُّر والتفكُّر. وبما أن هذا القرآن صادر من عند الله تعالى فإن كل شيء فيه هو من عند الله، ولا ينبغي لمؤمن حقيقي راسخ في العلم أن يقول إن هذه المعجزة لا تعنيني لأنني مؤمن أصلاً، بل لسان حال المؤمن يقول دائما: (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)!
إن تأمُّل كلمات القرآن وآياته وحروفَه من الناحية العددية يجعل المؤمن أكثر حفظاً واستحضاراً لهذه الآيات، وهذا الكلام عن تجربة طويلة تتجاوز عشر سنوات مع الإعجاز الرقمي. وبالرغم من أنني أنفق وقتاً طويلاً على دراسة وتأمُّل الإعجازات الرقمية لكتاب الله تعالى ، إلا أنني لم أنصرف عن دلالات هذه الآيات، بل على العكس اكتسبت شيئاً جديداً وهو الدقة في تلاوة هذه الآيات، والحرص على كل حرف من حروف القرآن، وأنه لا يجوز زيادة حرف ولا نقصانه.
هل يمكن للبشر أن يأتوابمثل هذه الإعجازات؟
وقد يظن البعض ممن ليس لديهم الخبرة والتجربة بعدّ الحروف وإحصاء الكلمات، بأنه من السهل على أي إنسان أن يركّب جُمَلاً يراعي فيها تكرار الحروف، إذن أين الإعجاز؟
في كتاب الله عزّ وجلّ نحن أمام مقياسين: مقياس لغوي ومقياس رقمي. فلا نجد أي نقص أو خلل أو اختلاف في لغة القرآن وبلاغته من أوله وحتى آخره، وفي الوقت نفسه مهما بحثنا في هذا الكتاب العظيم لا نجد أي اختلاف من الناحية الرقمية، فهو كتاب مُحكم لغوياً ورقمياً.
إن محاولة تقليد القرآن رقمياً سيُخل بالجانب اللغوي، فلا يستطيع أحد مهما حاول
أن يأتي بكلام بليغ ومتوازن وبالوقت نفسه منظَّم من الناحية الرقمية، سيبقى النقص والاختلاف في كلام البشر، وهذا قانون إلهي لن يستطيع أحد تجاوزه، وهذا مانجد تصديقاً له في قول الحقّ تبارك وتعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82).
ففي هذه الآية دعوة لتأمّل التناسق في كلام الله تعالى، وتمييزه عن الاظطراب والاختلاف الموجود في كلام البشر. أليست هذه إشارة غير مباشرة لتدبُّر القرآن من الناحية البيانيّة والعددية؟
هل ينطبق الإعجاز العددي على قراءات القرآن العشر؟
أما قولهم: لا أرقام ثابتة في القرآن يمكن بناء معجزة عليها، وأن الأرقام في القرآن الكريم هي مثار خلاف عند الكثير من العلماء والباحثين، وأن عدد قراءات القرآن عشر، وهذه المصاحف العشرة تختلف من حيث عدد الآيات لكل سورة. فكيف نسمي هذه الأرقام حقائق يقينيّة، وهي قد تختلف من مصحف إلى آخر؟
والجواب عن هذه الشبهة نجده في قول الله عز وجل عن القرآن الكريم: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82). إذن في كتاب الله ليس هناك اختلاف، بل تعدّد القراءات وتعدّد الأرقام، وهذا يعني تعدّد المعجزات وزيادة في الإعجاز. ويمكنني أن أقول بأن الإعجاز الرقمي يشمل جميع قراءات القرآن، ويشمل جميع كلماته وحروفَه وآياته وسورَه، حتى النقطة في كتاب الله تعالى لها نظام مُعْجِزْ!
ولكن أبحاث الإعجاز العددي تقتصر حالياً على قراءة حفص عن عاصم، وهو المصحف الإمام، فهذه القراءة هي الأوسع انتشاراً في العالم الإسلامي، وهي الموجودة بين أيدينا اليوم. وحتى نكتشف معجزة جديدة يجب علينا إجراء دراسة مقارنة لهذه القراءات من الناحية الرقمية، والنتيجة المؤكدة لهذه الدراسة أن كل قراءة فيها معجزة خاصة بها. وأن وجود عدد من القراءات هدفه زيادة عجز البشر عن الإتيان بمثل هذا القرآن الذي قال الله عنه: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء:88).
وينبغي على كل مؤمن أن يعلم بأن القرآن متناسق في ألفاظه ومعانيه، وفي آياته وسوره، وفي بيانه ودلالاته، وفي عدد كلماته وحروفه. وقد يُخفي هذا التعدّد لقراءات القرآن معجزة عظيمة، بيانيّة وعددية، ولكن عدم رؤية المعجزة، لا يعني أبداً أنها غير موجودة، إنما يعني أن رؤيتنا نحن البشر محدودة.
هل يوجد إعجاز عددي في لفظ كلمات القرآن؟
وهنالك سؤال مهم: إلى أي حد تراعي أبحاث الإعجاز الرقمي لفظ كلمات القرآن الكريم، إذ كما نعلم أن القرآن نزل مقروءاً وليس مكتوباً؟
لقد لفت انتباهي هذا الأمر منذ زمن، وبعد تفكير وبحث طويلين أدركت بأن أي شيء في القرآن الكريم يُخفي وراءه معجزة. إن الذي يقرأ كتاب الله يرى أن طريقة رسم الكلمات وعدد الحروف المرسومة لا يساوي عدد الحروف الملفوظة (غالباً)، أي أن هناك تعدّداً في الأرقام، وتتعدد هذه الأرقام أكثر إذا لفظنا كلمات الآية باستمرار أو كل كلمة بمفردها. وأن هناك حروفاً تُكتب ولا تُلفظ ،وحروفاً أخرى تُلفظ ولا تُكتب.
وقد قمت بإجراء بحث داخل سورة الفاتحة (السبع المثاني)، وتبيَّن أن هنالك بناءً رقمياً عجيباً يقوم على الرقم سبعة لرسم هذه الكلمات كما رُسمت في القرآن، وبناءً آخر يقوم على الرقم سبعة أيضاً يشمل لفظ كلمات السورة. ومن هنا يمكن استنتاج الحقيقة المهمة وهي أن المعجزة تشمل رسم الكلمات ولفظها معاً ! وهذا يزيد في الإعجاز. ويكفي أن نعلم بان سورة الفاتحة وهي السبع المثاني تحوي أربعة عشر حرفاً مشدّداً (7×2)، وهذه الحروف تُكتب مرّة واحدة ولكنها تُلفظ مرّتين.
هل يمكن معرفة الغيب باستخدام الأرقام القرآنية؟
وهنالك من يبالغ في مسألة الإعجازالعددي فيربط بعض الأرقام القرآنية بأحداث سياسية أو تاريخية كزوال إسرائيل وأحداث الحادي عشر من أيلول والتنبؤ بقيام الساعة، ألا يُعتبر هذا أحد منزلقات الإعجاز الرقمي؟
إن المبالغات موجودة في كل العلوم، حتى في تفاسير القرآن، فقد تتعدد أراء العلماء حول تفسير بعض الآيات. وقد نجد تفسيرات متناقضة لبعض آيات القرآن، وقد نجد تفسيرات خاطئة أيضاً.
فمثلاً الذي فسَّر بأن الأرض مسطّحة وليست كرويّة تفسيره خاطىء، وفهمُه بعيد عن الواقع لقوله تعالى: (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) (الغاشية:20). والتفسير الصحيح لهذه الآية أنه يجب على المؤمن النظر إلى خلق الله وخصوصاً الأرض التي مهَّدها الله لنا، وجعلها مستوية أمامنا، فمَهما سرنا على سطحها نعود من حيث بدأنا، ولو أن الله تعالى جعلها مليئة بالحفر والتعرجات والمنحدرات مثل سطح القمر لتعذرت الحياة، وصعبت كثيراً ولكنها رحمة الله بعباده.
إن لغة الرقم هي اللغة التي نعبر بها عن الماضي والمستقبل، فنحن نعبر عن التواريخ بالأرقام كما نعبر عن الأعمال التي سنقوم بها مثل السفر أو الاستعداد لموسم الحج أو لشهر رمضان بالأرقام أيضا. وقد قال الله تعالى (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً)(الإسراء:12).
واليوم يتنبأ علماء الفلك بموعد حدوث كسوف الشمس أو القمر بدقة تامة، وهذا لا يُعدّ أمراً محرّماً. نعم الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن هناك أشياء يمكن معرفتها بواسطة الحسابات، مثل الثقوب السوداء التي لا يمكن رؤيتها مطلقاً، ولكن يمكن حساب وتحديد بُعْدها عنا، ومقدار جاذبيتها، وسرعةحركتها بواسطة لغة الأرقام.
إذن المشكلة ليست في لغة الأرقام، بل في استعمال هذه اللغة بشكل علمي صحيح، فإذا ما جاء من يدّعي أنه استخرج من القرآن تاريخاً معيّناً أو حدثاً مستقبلياً، فإن عليه أن يأتي بالبرهان العلمي الذي لا يعارضُه أحد فيه.
ماهي الضوابط الواجب الالتزام بها من قِبل من يبحث في هذا العلم
حتى يكون البحث مقبولاً ويطمئن القلب إليه يجب أن يوافق العلم والشرع، أي يجب أن يحقق الضوابط التالية لكل عنصر من عناصره:
1- معطيات البحث: يجب أن تأتي من القرآن نفسه، ولا يجوز أبداً أن نُقحم في كتاب الله عزّ وجلّ مالا يرضاه الله تعالى.
2- طريقة معالجة المعطيات: يجب أن تكون مبنيّة على أساس علمي، وشرعي.فلا يجوز استخدام طرق غير علمية. لأن القرآن كتاب الله تعالى، وكما أن الله بنى وأحكم هذا الكون بقوانين محكمة، كذلك أنزل القرآن ورتبه وأحكمه بقوانين محكمة، وقال عنه: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود:1).
3- نتائج البحث: أما نتائج البحث القرآني فيجب أن تمثّل معجزة حقيقيّة لا مجال للمصادفة فيها وينبغي على الباحث في هذا المجال إثبات أن نتائجه لم تأت عن طريق المصادفة. وذلك باستخدام قانون الاحتمالات الرياضي.
كلمة من العدل قولُها...
إن أي علم ناشئ لا بد أن يتعرض في بداياته لشيء من الخطأ حتى تكتمل المعرفة فيه. وهذا أمر طبيعي ينطبق على المعجزة الرقمية القرآنية. وذلك لأن اكتشاف معجزة في كتاب الله تعالى أمر ليس بالهيِّن، بل يحتاج لجهود مئات الباحثين. وإذا ظهر لدى بعض هؤلاء أخطاء كان من الواجب على المؤمن الحريص على كتاب ربه أن يتحرَّى هذه الأخطاء ويصحِّحها لينال الأجر من الله تعالى في خدمة هذا الكتاب العظيم.
وإذا كان باعتقاد البعض أنه لا فائدة من دراسة لغة الأرقام القرآنية، فإن هذا الاعتقاد لا يستند إلى أي برهان علمي، بل جميع التطورات التي نشهدها في القرن الواحد والعشرين تؤكد على أهمية لغة الرقم في إقامة الحجة على كل من يُنكر صدق هذا القرآن.
وبما أن لغة الرقم هي لغة العلوم الحديثة، فما الذي يمنع أن نجد هذه اللغة في كتاب الله تعالى؟ وما الذي يضرّنا إذا صدرت أبحاث كهذه تُعلي من شأن القرآن، وتخاطب أولئك الماديين بلغتهم التي يتقنونها جيداً: لغة الأرقام؟
إذن المعجزة الرقمية هي أسلوب جديد في كتاب الله يناسب عصرنا هذا. الهدف منه هو زيادة إيمان المؤمن كما قال تعالى: (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً) (المدثر:31). هذه المعجزة هي وسيلة أيضاً لتثبيت المؤمن وزيادة يقينه بكتاب ربه لكي لا يرتاب ولا يشك بشيء من هذه الرسالة الإلهية الخاتمة، كما قال تعالى:(وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ).
ولكن الذي لا يؤمن بهذا القرآن ولا يقيم وزناً لهذه المعجزة ما هو ردّ فعل شخص كهذا؟ يخبرنا البيان الإلهي عن أمثال هؤلاء وردّ فعلهم: (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً). هذا هو حال الكافر يبقى على ضلاله حتى يلقى الله تعالى وهو على هذه الحال.
لذلك لا ينبغي للمؤمن الحقيقي أن يقول بأن المعجزة الرقمية لا تعنيني أو لن تؤثر على إيماني أو لن تزيدني إيماناً. بل يجب عليه البحث والتفكر والتدبر في آيات القرآن من جميع جوانبه. هذا القرآن سيكون شفيعاً لك أمام الله عندما يتخلَّى عنك كل الناس! فانظر ماذا قدمت لخدمة كتاب الله وخدمة رسالة الإسلام.
اللهم أرِنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتّباعه
وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
Kaheel7***********
منقول
د. المقريزي
06-17-08, 07:17 PM
رابط عليه
الرياضيات في الإسلام
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
><
د. المقريزي
06-18-08, 07:33 AM
الشيخ الدكتور عبدالكريم بكار في المقال التالي
يتحدث عن أهمية الرقم في بناء الأمة و خذلانها
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
من موقع الإسلام اليوم >> المقالات >> تربية ومجتمع >> أزمة الإدراك. . ثالثـًا
د. عبد الكريم بكار 24/5/1429
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir