المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة: أهالي الموقوفين في قضايا الانحراف يعانون العزلة ويتكتمون على غياب أقاربهم



minshawi
01-03-08, 03:53 PM
كشفت دراسة ميدانية عن اسر السجناء ان 65 % من هذه الاسر تشعر بتغير كبير لنظرة المجتمع اليها بعد دخول احد افرادها السجن وذلك من خلال عدة دلائل ابرزها .. ابتعاد الناس عنهم مما يؤدي لشعور الاسرة بعزلة اجتماعية اضافة الى تغير نمط العلاقة الاسرية حتى الاقربين الذين يشعرون بالخجل لوجود سجين ضمن افراد العائلة .. خصوصاً اذا كان سبب السجن قضية انحراف. ابانت الدراسة ان معظم اسر السجناء تسكن الاحياء الفقيرة وتتضاعف معاناة هؤلاء اذا كان سجينهم ضبط في قضية مخلة بالشرف كالسطو والمخدرات والانحراف الاخلاقي. ولفتت الدراسة الى ان 50% من اسر السجناء تتحمل مسؤولياتها نساء وان 60% من اسر هؤلاء معدمة وليس لها دخول ثابتة كما تعاني من عدم توفر السكن ومصدر الرزق.
دور الجمعيات وشملت الدراسة حالات لأسر سجناء، تناولت الأثر الاقتصادي والاجتماعي والنفسي والمعوقات التي تواجه تلك الأسر في ظل غياب العائل «رب الاسرة أو أحد أفرادها».
واشارت الدراسة ان هناك كثيراً من السجناء واسرهم يعانون، حيث يخرج السجين، من سجنه، مدمراً من نظرة المجتمع رغم انه ليس من الضروري ان يكون الاجرام متأصلاً في نفوس هؤلاء السجناء’ فهناك سجناء في قضايا حق عام او مدني، ولا تتعلق قضاياهم بالشرف او الانحراف، ومراعاة لهؤلاء السجناء، اياً كانت طبيعتهم وطبيعة جرائمهم، فإنهم يحتاجون الى تفعيل الجمعيات نحوهم وحمايتهم بالرعاية الخاصة حتى تساعدهم على تخطي مشكلاتهم في المجتمع.
60% دون الوسط
وعلى الرغم من الاختلاف في واقع المستوى الاقتصادي للأسر، الا ان معظمها اتفق على انخفاض المستوى الاقتصادي بعد غياب عائل الاسرة.
كما لوحظ ان معظم اسر السجناء تسكن الاحياء الفقيرة وتبين من الدراسة ان ما يقرب من 60% من الاسر دون المتوسط في المستوى الاقتصادي، وتعاني من غياب عائلها وتتأثر بغيابه، حيث ان وجوده يشكل دوراً اقتصادياً مهماً، مقابل 20% من الاسر المعدمة، فيما هناك 20% من الاسر من متوسطي الحال.

اعباء اضافية
وبحسب الدراسة فان هناك اسرا شكل سجن احد افرادها عبئاً اقتصادياً جديداً، لاضطرارهم الى سداد الديون التي تراكمت على عاتق السجين، خاصة سجناء الحقوق المدنية. وهناك 60% من اسر السجناء معدمة وليس لها دخول ثابتة، وتعاني من الافتقار حتى للمتطلبات الاساسية، منها 20% تعتمد على مساعدات اهل البر والاحسان و40% تعتمد على مساعدات الاقارب، و 40% لديهم دخول ثابتة، امام من خلال تلقي عائل الاسرة نصف راتبه اثناء السجن، او من يتوفر لهم احد مصادر الرزق، ولكن هذه النسبة قليلة جدا، ولا تمثل اكثر من10% وفيما تتلقى الاسر الاخرى رواتب رمزية من الضمان الاجتماعي او احدى الجمعيات وتشكل هذه الفئة 30% ويغطي الضمان الاجتماعي والجمعيات ما يقارب 30% فقط من الاسر.
واضافت الدراسة «ان للمستوى الاقتصادي دوراً كبيرا، حيث ان معظم المشكلات مادية واقتصادية بالدرجة الاولى، وتتمثل في حاجة السجناء وعدم توفر السكن، ومصدر الرزق لمعظم اسرهم.
اسرار محرجة
وترتبط نظرة المجتمع بمسألة البوح بوجود سجين، وهذا ما يظهر من خلال ما تشعر به معظم اسر السجناء من حرج من البوح عن سر غياب احد افرادها الدائم لفترات طويلة، وقد بلغت نسبة الاسر التي لا تستطيع البوح بأن احد افرادها سجين 60% الا ان هناك من الاسر التي تتجاوز الحاجز النفسي والاجتماعي وتستطيع اخبار المقربين من حولها، وهؤلاء بلغت نسبتهم 40% وهذا عبر عنه عدد من افراد الاسر، حيث ظهر من خلال ذلك ان دخول احد الافراد السجن لم يؤثر على الكثير من العلاقات الاجتماعية للاسر وما زالت علاقاتها كما كانت سابقاً لم تتغير.
وعلى الرغم من عدم شعور بعض افراد تلك الاسر بالحرج ألا انهم يتحاشون الحديث عن غياب عائل الاسرة في محيطهم الاجتماعي، وتختلف ردود افعال الاسر في هذا الجانب من ناحية الحرص على معرفة الناس او عدم معرفتهم بحسب طبيعة القضية فمعظم اسر سجناء الحق المدني لا يجدون في ذلك حرجا كبيراً، حيث انهم يجدون ان ما يشعرهم بالحرج هي قضايا الشرف والانحراف وليس قضايا الحقوق المدنية. وفيما عدا ذلك تتفق معظم اسر السجناء على انه ليس من الضروري اعلام الابناء مما قد يسببه ذلك من آثار نفسية عليهم، مما يدعو الاسر لتحاشي ذكر السر الحقيقي لغياب العائل والتذرع بأعذار السفر في معظم الاحيان.
وكشفت الدراسة ان 70% من اسر السجناء تأثرت علاقاتهم الاسرية والاجتماعية، في مقابل 30%من الاسر ممن يرون ان علاقاتهم الاجتماعية والاسرية لم تتأثر بصورة كبيرة.

حالات نفسية
اتفق معظم افراد اسر السجناء على التأثير النفسي والعصبي، لوجود عائلهم أو أحد اقربائهم في السجن ويزداد ذلك التأثير كلما كان للسجين دور رئيسي في اسرته، حيث يزداد الشعور بالحرمان لغياب الاب او العائل لدى افراد اسرته، فيما ينحصر ذلك التأثير بالشعور بفقدان السجين اذا كان احد افراد الاسرة، وقد وجد معظمهم ان التأثير النفسي يتركز على الابناء خاصة اذا كانوا صغاراً، وامتد التأثير النفسي في كثير من اسر السجناء الى جوانب مختلفة من الحياة، ابرزها تأثر الحالة الصحية لاحد افراد الاسرة، وقد اختلفت الامراض باختلاف الاوضاع الاجتماعية والاعمار، فوجد ان الحالات الصحية التي حدثت بعد دخول العائل للسجن والمشكلات النفسية والعصبية هي اكثر ما يعاني منه افراد اسر السجناء، حيث ان هناك ما يقارب خمساً من كل عشر اسر تعاني وتعالج احد افرادها من حالة عصبية ما يعني 50%، و 3 حالات نفسية ما يعني 30% فيما تجاوز عدد افراد بعض الاسر الحالتين في الاسرة الواحدة، وتكثر هذه المشكلات في اسر السجناء بقضايا الشرف كالسطو والمخدرات فيما تقل هذه الحالات في أسر سجناء الحقوق المدنية، كما ان هناك 20% من الحالات الصحية المختلفة التي يعاني منها احد افراد اسر السجناء، حيث ظهر الضغط والسكري والفشل الكلوي وامراض الكبد والدرن والمرارة والآلام المرضية المختلفة الناتجة عن الحالة النفسية والاوضاع النفسية للمريض.

مسؤولية النساء
يقول الاخصائي الاجتماعي طلال الناشري رئيس الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك فهد يستمر التأثير الاجتماعي في الامتداد كانفراط العقد حيث تعاني تلك الاسر من مشكلات، فبمجرد غياب العائل يجد احد افراد الاسرة نفسه يتحمل على عاتقه تلك المسؤولية، وفي حال غياب الاب عادة ما يكون المسؤول الاول هو الابن الاكبر، ولكن ليس دائماً حيث تتحمل الزوجة او الام او الاخت ذلك الدور في محاولات لسد الفراغ وايقاف الاضطرابات التي اعترت الاسر فهناك 50% من الاناث يتحملن مسؤولية أسر السجناء أكثرهن زوجات، فيما هناك 4% من الأسر يتحمل مسؤوليتها الذكور واكثرهم من الاخوة، يأتي بعد ذلك الأباء. اما الابناء الشباب فيتحملون المسؤولية في حالة غياب الاب، فيما تبقى 10% خالية من وجود احد يعول الاسرة.
وتجد معظم السيدات صعوبة في تحمل المسؤولية وحدهن، حيث ان هناك كثيراً من الصعوبات التي يواجهنها خلال ذلك اما بعدم القدرة على ايجاد عمل يعيلهن هن واسرهن، او من حيث صعوبة المعاملات الرسمية في معظم الجهات..
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط