المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحذير العلماء من الاحتفال بعيد رأس السنة



د/ربيع أحمد
12-31-07, 03:29 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو تذكير أخواني وأخواتي وأحبابي بحرمة الاحتفال بعيد رأس السنة ،وأنه ليس من أعياد المسلمين ،وأن من يحتفل يكون عاصيا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومتشبه بالكفار ،ومؤيدا لهم في فعلهم الباطل ، وأنا كتبت هذه الكلمات لحرصي عليكم أخوتي وأخواتي فنحن أخوة في دين واحد كما قال تعالى:  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (سورة الحجرات من الآية 10 ) ،والأخوة في الدين أوثق من أخوة النسب ، فإن علمتم ذلك فأرعوني سمعكم وقلوبكم رعاكم الله ،وحفظكم وأدخلكم فسيح جناته ، ولا تنظروا إلى عيب الناصح ، بل انظروا فيما يدعوكم إليه ، فإن كان خيراً قبلتموه ،وإن كان غير ذلك فلست عليكم بوكيل . وبداية أقول لكم أتصدقون رسول الله  ؟ فإن قلتم نعم ، فأحكي لكم ما روته السيد عائشة رضي الله عنها فعن عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلتِ الأنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ  ؟ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا ) ( متفق عليه ) ، وقوله : ( هذا عيدنا ) يدل على أن المشروع الاحتفال بأعياد الإسلام فقط أي لا عيد لنا يشرع لنا الاحتفال به إلا ما خصصه رسول الله ، وما خصص الشرع الاحتفال به هو عيد الفطر وعيد الأضحى فلا يجوز الاحتفال بعيد غير الأعياد المشروعة لنا فهذا دليل واضح على حرمة الاحتفال بعيد رأس السنة ، وقد يقول البعض : ( هذا ليس عيد بل يوم رأس السنة ونحن نحتفل بيوم رأس السنة) نقول له : ( العبرة بالحقائق وليست بالأسماء فالعيد سمي عيد من العود والتكرار أي احتفال متكرر و الاحتفال بيوم رأس السنة احتفال متكرر فهو عيد ) ومن يحتفل بعيد غير عيد الإسلام أي من أعياد الكفار يكون عاصيا لله لأنه يكون مقرا لهم ومشاركا لهم على باطلهم وهذا العيد من أعياد النصارى ،وكيف نشارك في تأييد عيد الكفار ؟ ومن يحتفل بعيد رأس السنة يعتبر مؤيدا لهم ففي ذلك إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضائه به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره ؛ لأن الله لا يرضى بذلك فالله لا يرضى هذا فكيف تفعلونه ؟!!!!!!!! تريدون دليل آخر : احكي لكم ما رواه أنس فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : (( كَانَ لأهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ  الْمَدِينَةَ قَالَ كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى )) ( سنن النسائي و صححه الألباني ) انظروا أخوتي وأخواتي اليومان الجاهليان لم يقرهما النبي  على الاحتفال بهما ، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين ، والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه ، فيكون ما سوى عيد الفطر والأضحى يحرم الاحتفال به ، و قوله  لهم : ( وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا ) لما سألهم عن اليومين فأجابوه إنهما يومان كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية دليل على أنه نهاهم عنهما اعتياضاً بيومي الإسلام إذ لو لم يقصد النهي لم يكن لذكر هذا الإبدال مناسبة ،وفي هذا الحديث دليل على أن الله هو الذي يشرع الاحتفال بالأعياد ، وليس أمر الأعياد متروكاً للناس يحتفلون بأي عيد حسب رغبتهم ،وكيف أخوتي وأخواتي نحتفل بما أبدله الله ،ولم يبدله الله وحسب بل أبدله بخير منه ، وقد يقول البعض : ( هذه عادة وليست عبادة ، والعادات مباحة ما لم يأت دليل على التحريم ) نقول له : ( حقا العادات مباحة ما لم يأت دليل على التحريم ،وقد أتت أدلة كثيرة تحرم الاحتفال بأعياد غير أعياد الإسلام ) ، وقد يقول البعض : ( أنا احتفل بهذا اليوم وليست في نيتي أني أوافق النصارى ) نقول له : ( الفعل نفسه موافقة وتأييد لهم فهو عمل فاسد ،والنية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد رغم أن النية الفاسدة تفسد العمل الصالح هكذا علمنا المشايخ ) ،وقد يقول البعض : ( هناك علماء جوزوا الاحتفال به ) نقول له : ( قال الشافعى رحمه الله : ( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله  لم يحل له أن يدعها لقول أحد ) (الإيقاظ للفلانى ص 68 ) وهناك علماء كثيرة ردوا على هؤلاء العلماء وحرموا مثل هذه الاحتفالات كالشيخ ابن عثيمين في مجموع الفتاوى وابن باز في فتاوى ومقالات ومحمد بن إبراهيم في مجموع الفتاوى ومحمد إسماعيل ( دكتوراه في الحديث ) في الكثير من أشرطته ، وعبد الله بدر (أستاذ تفسير) في الكثير من أشرطته والسيد العربي عالم عقيدة وغيرهم كثير ) فيا أخوتي وأخواتي عليكم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحلال ما يغني عن الحرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وكتب ربيع أحمد الاثنين 31/12/2007 م