المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة: 28% من المحكوم عليهم بجرائم جنائية من مدمني المخدرات



minshawi
06-28-07, 02:02 AM
إدمان المخدرات يؤدي إلى تفكك الشخصية وانخفاض الطموح والمعنويات

الرياض: سوسن الحميدان
كشفت دراسة عن العوامل المرتبطة بالجريمة في المجتمع السعودي أن 28 في المائة من المحكوم عليهم بجرائم جنائية كانوا يتناولون المخدرات، وان المخدر يدفع بقوة بالفرد إلى ارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي كهتك عرض الذكور 62 في المائة واغتصاب الاناث 56 في المائة.
واستعرضت منى الشربيني، باحثة اجتماعية من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، خلال محاضرة نسائية عن تأثير المخدرات على سلوك الفرد اقيمت بمقر برنامج الأمم المتحدة الانمائي بالحي الدبلوماسي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أنواع المخدرات وتأثيرها على سلوك الفرد، حيث تناولت أولا المواد المسكنة وهي مواد مصنعة او مخدرة طبيعية، مثل الأفيون والكوكايين والهيروين، وهي تستخدم طبيا كمسكن للآلام لكنها تستخدم كمواد للإدمان عن طريق التدخين او على شكل حبوب او حقن بالوريد او تحت الجلد تعطى لمتعاطيها احاسيس لذيذة تنقلب الى نشوة، لكن مع ازدياد الادمان يفقد المدمن صفاء ذهنه وتفكيره ويشعر بثقل في الرأس ثم يظهر عليه الخمول وقلة الحركة والكلام مع اضطرابات هضمية وفقدان للاكل. ويعتبر الهيروين من اكثر المخدرات تسميما للجسم وأخطرها على المدى القصير والبعيد، وهو عبارة عن مسحوق ابيض يتم تعاطيه عن طريق استنشاقه او تذويبه وحقنه في الوريد وفي بداية تعاطيه يعطي شعوراً باللذة، لكن عند تعاطيه عن طريق الحقن الوريدية الثالثة والرابعة تبدأ حالات التسمم التدريجي والتبعية الرهيبة حتى الانحطاط والموت، وعند زيادة الكمية تبدأ حالات الهيجان الجسدي والاحساس بالارتعاشات والنشوة وازدياد حدة الحياة الخيالية ولا يشعر المدمن بالجوع والعطش فيبدو هائم الفكر، قليل الحركة وتظهر عليه صعوبات النطق واضطرابات النوم. وبالنسبة للمخدرات المنشطة ذكرت الشربيني، خلال المحاضرة التي حضرتها 40 سيدة من العاملات في مكاتب الأمم المتحدة، أنها عبارة عن مواد مثيرة ومهيجة للجهاز العصبي تقوي حالة اليقظة وتزيل الشعور بالتعب والإحساس بالجوع، مثل الكوكايين الذي يولد نشوة مع حالة سكر خفيفة وميل إلى الحركة واختفاء الخجل وتسارع نظام التنفس مع ارتفاع ضغط الدم وحرارة الجسم إلى جانب تشوش في الأفكار وهلاوس سمعية وحسية، كما انه يتسبب بشلل في عضلات القلب والموت المفاجئ، وقد يتقوقع المدمن على نفسه بإهمال وفوضى وقذارة وينهار بأعمال العنف والجرائم.

أما الامفتياميات فهي تعد من اخطر أنواع المخدرات التي تنبه الجهاز العصبي، وتعاطيها على شكل حبوب او حقن بالوريد يزيد من خطورتها وتشعر المتعاطي بنشاط جسدي يزيد من إنتاجه الفكري، وهنا مكمن الخطورة ويعيش المدمن حالة هيجان جسدي وعقلي متواصل متوهما انه أصبح ملما في الأدب والفلسفة ويكثر كلامه، والآثار العقلية لا تصاحبها لذة كما في الأفيون لكن أفكاره تصاحبها هلوسة سمعية وبصرية وحالات هذيان تؤدي أحيانا كثيرة إلى الانتحار هربا من ملاحقات وهمية. أما القات الذي يعتبر مشكلة اجتماعية واقتصادية وإنسانية كونه يتم في جلسات جماعية تسمى (بالتخزين) الى جانب تدخينه عن طريق النارجيلة فإنه يؤدى إلى سوء الهضم وفقدان الشهية وتلف في الكبد وإضعاف القدرة الجنسية عند الرجال وتعريضهم بسهولة لمرض السل، إضافة إلى التهابات الفم والمعدة والإمساك وسرعة دقات القلب وخفقانه وزيادة ضغط الدم والتنفس وعدم القدرة على العمل وهو يؤدي إلى الانتعاش المؤقت وزيادة اليقظة والنشاط والهيجان والقلق والأرق وحب الاعتداء وشبه الجنون، كما أن القات يعطي شعورا بتعاظم الذات والقدرة على التحكم في المواقف وهو هروب اجتماعي من المشاكل.

وتحدثت الشربيني عن المواد المهلوسة وخطورتها حيث أوضحت أنها تنقسم إلى مواد مهلوسة مصنعة وأخرى طبيعية، ومن اشهر المواد المهلوسة الطبيعية الحشيش الذي يستخرج من نبات القنب الهندي ويتم تعاطيه عن طريق التدخين او عن طريق الشرب بغليه مع القهوة ويظهر تأثيره خلال ساعتين إلى عشر ساعات ويشعر متعاطيه بالنشوة كمنبه وحالة تشبه العاطفي الحالم مع شعور بالانزعاج والقلق ثم يبدأ مرحلة الهيجان العاطفي وفقدان الاتزان ثم يمر بمرحلة النشوة العظمى ويميزها شعوره بالعجز التام بحيث لا يقوى على الحركة، أما على مستوى السلوك والوظائف العضلية فتزداد الإثارة والغضب وتقوى جميع الأحاسيس فيتحول الحب الهادئ إلى دلع وشغف والشجاعة إلى حماس منحرف كما يكثر الكلام عند المتعاطي للحشيش مما يفقده السيطرة على نفسه بطريقة لا شعورية. وسردت الشربيني خلال المحاضرة روايات لعدد من المجرمين الذين تم القبض عليهم وبينوا كيفية تعاطيهم للمخدرات، حيث ذكر احد مجرمي هتك عرض الذكور أنه تعاطى المخدرات خارج السعودية وعندما رجع الى السعودية بدا يبحث عنها فوجدها مرتفعة الثمن فكان يسرق أشياء خفيفة مثل جنوط المرسيدس والفراري بينما يسرق أصدقاء له في نفس الإدمان مستودعات الأجهزة الكهربائية ومنازل المسافرين، كل ذلك من أجل الحصول على المال الذي يمكنهم من شراء المخدرات.

وقال آخر مقبوض عليه في قضية هتك عرض انه كان يعاني من ارتفاع اسعار المخدرات؛ فكبسولة السيكونال سعرها من 10ـ25 ريالاً، وعلبة الكبتاجون ويوجد بها شريطان يصل سعرها من 140ـ240 ريالاً، كما أن جرام الكوكايين أو الهيروين يصل إلى 1000 ريال، وإصبع الحشيش ما بين 200ـ600 ريال واوقية الحشيش تصل إلى 6000 ريال والكيلو ما بين 18ـ 35 ألف ريال. وعن الآثار الاجتماعية للمخدرات قالت الشربيني إن إدمان المخدرات إذا لم يؤد إلى الجريمة يؤدي إلى حالة تفكك في الشخصية واختلاف التفكير وتعرض المريض إلى حالات شديدة من الهلوسة حيث يرى ويسمع أشياء لا وجود لها، كما أنه قد يضطر صاحبه إلى مخالطة أناس من ذوى المستويات الاجتماعية السيئة مما يجعله يكتسب عادات إجرامية او مضادة للقانون ويخفض من مستوى طموحه ومعنوياته، مشيرة إلى دراسة قام بها الدكتور عبد الرحمن بن سعد آل سعود عن الإجرام أن نسبة الذين لا يمكنهم الاستغناء عن المخالطين، والموافقين على انه كلما طال اتصال الفرد بالأعضاء البارزين فى الاجرام اصبح اكثر تبعية لسلوكهم بلغت نسبتهم 88 في المائة من افراد عينة البحث، وان توطد العلاقة بالمنحرفين يزيد القناعة بسلوكهم اذا بلغت نسبتهم 84 في المائة من افراد عينة البحث.

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط