المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الآثار الاجتماعية لانهيار سوق الأسهم



الماوردي
05-03-07, 11:38 AM
كتبت - نورة الحويتي:
أعد طلاب المستوى الثامن بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية دراسة حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية على الأسرة السعودية التي يتداول ربها في الأسهم السعودية . تحت إشراف الدكتور حماد الحمادي أستاذ الخدمة الاجتماعية بالكلية . حيث هدفت الدراسة عبر معرفة الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لرب الأسرة التي يتداول في الأسهم السعودية إلى تحديد الآثار الاجتماعية والاقتصادية على أسر المتداولين وطرح الحلول المناسبة للآثار السلبية منها . وقد تمت الدراسة خلال العام الدراسي 1427- 1428ه .

المتداولون .. شباب

ومن خلال النتائج التي توصل إليها الباحثون وبمقارنتها مع الدراسات السابقة في هذا المجال اتضح أن نسبة عالية من أفراد العينة تتراوح أعمارهم بين ( 20- 40) سنة ، وهذا يمكن تفسيره أن صغار السن هم أكثر ميل إلى التداول في سوق الأسهم وربما الأكثر قدرة على التعامل مع المتقلبات السريعة فيه وهذه النتيجة تتوافق مع دراسة حول "تحليل وتفسير بعض متغيرات السلوك الاستثماري للفرد السعودي" (البلاط ،1996م) إذ خلصت إلى أن المستثمر السعودي يقل ميله في تحمل المخاطر كلما تقدم في السن . كما اتضح أن نسبة عالية من المبحوثين موظفون في القطاع الحكومي ويمكن إرجاع السبب إلى ضعف المداخل الشهرية مقارنة بالقطاع الخاص وهذه النتيجة تتوافق مع دراسة اجتماعية متخصصة عن (الآثار الاجتماعية والصحية والنفسية لمتداولي الأسهم) "الصبان،1427ه" حيث أشارت إلى أن النسبة الأكبر من مستثمري الأسهم موظفون لدى الحكومة .

الخبرة بسيطة

واتضح أيضا أن نسبة عالية من أفراد العينة تقل مدة تداولهم عن الثلاث سنوات وهذا يبين أن النسبة العالية خبرتهم في التداول بسيطة مما انعكس بصورة مباشرة على أوضاعهم في السوق حيث تبين من خلال النتائج أن النسبة العالية جداً من أفراد العينة وضعهم الحالي في السوق خاسر وهذا يؤيد ما توصلت إليه دراسة "الآثار الاجتماعية والصحية والنفسية لمتداولي الأسهم" (الصبان،1427ه) في أن الغالبية العليا من المبحوثين أرجعت أسباب خسائر المستثمرين لعدم وجود خلفية فنية عن التداول أو المضاربة . كما اتضح أيضاً أن النسبة العالية من المبحوثين تعليمهم جامعي فما فوق وهذا يمكن تفسيره في أن ارتفاع المستوى التعليمي للفرد يسهم في اتساع مداركه عن الثقافة الاقتصادية والسعي نحو زيادة مداخيله المالية ، كذلك يمكن ربط هذه النتيجة بما ظهر من نتائج في أن النسبة العالية جداً تعرف مصطلحات كسعر الافتتاح ، سعر الإغلاق نسبة فوق ، نسبة تحت ...ونسبة عالية من أفراد العينة تعرف قراءة المؤشر ومكرر الأرباح وهذا يدل على أن المستوى التعليمي له علاقة طردية بمستوى ثقافة المتداول ، حتى وإن كانت الخبرة في السوق محدودة أو معدومة في بعض الأحيان .


نظريا فقط!

أما على المستوى الأسري فمن خلال ابرز النتائج اتضح أن النسبة المتوسطة من أفراد العينة تثق أسرهم في قدرتهم على التداول ، وهذا يمكن تفسيره إلى أن غالبية المبحوثين لديهم معرفة في الجانب النظري مما أوجد ثقة من قبل أسرهم وهذا يمكن ربطه بما اتضح من النتائج ان النسبة المتوسطة من أفراد العينة تقدر أسرهم موقفهم عند الإخلال ببعض الواجبات لانشغالهم بالتداول ، كذلك تبين أن النسبة المتوسطة من المبحوثين لم تشغلهم الأسهم عن أبنائهم ولا عن حقوق زوجاتهم وهذا يمكن تفسيره بارتفاع الوعي لدى النسبة المتوسطة من المبحوثين ويمكن عزوه إلى أن النسبة العالية يتداولون عن طريق الانترنت والذي عادة يستخدم في المنزل أي بالقرب من الأسرة . وأن غالبية المتداولين يستقطعون من دخل الأسرة 30% وأقل لأجل التداول هذا ويمكن تفسير ذلك في ميل البعض إلى الكتمان وعدم إبراز أو التحدث بوضوح عن الآثار السلبية للتداول في الأسهم على حياتهم الأسرية والاجتماعية وهذه النتيجة تتعارض مع دراسة " التأثيرات الصحية والنفسية والاجتماعية على المستثمرين في سوق الأسهم السعودي" (الفالح ن 1427ه) والتي كشفت أن 30% من المبحوثين أقروا بتأثيرات ملحوظة للتداول في سوق الأسهم على الجوانب الاجتماعية .

ساءت و لم تتحسن

وخلصت الدراسة إلى أن النسبة المتوسطة من أفراد العينة زادت حالتهم الاقتصادية سوء بعد دخولهم لسوق الأسهم السعودية وفي المقابل أن النسبة العالية من المبحوثين لم تزداد حالتهم الاقتصادية تحسنا وهذا يمكن تفسيره إلى الهبوط الحاد في أسعار الأسهم في الفترة الأخيرة بشكل مفاجئ مما جعل القلة القليلة من مجموع المتداولين في السوق السعودي لم تتعرض للخسارة . وهذا يتوافق مع دراسة "الآثار الاجتماعية والصحية والنفسية لمتداول الأسهم" (الصبان) حيث أشارت 87.1% من المبحوثين عانوا مشكلات في الجانب الاقتصادي .

التوصيات

هذا وقد أوصى الباحثون المتداولين في سوق الأسهم إلى ضرورة إيجاد قدر كبير من التوازن في مختلف الجوانب الحياتية . وإلى الاهتمام بالجانب النفسي وعدم إجهاد النفس بالتفكير والمتابعة الكبيرة لسوق الأسهم ، وإلى تعميق الروابط الأسرية والزوجية وإعطائها الدرجة الأولى من الاهتمام ، وإلى التنويع في الاستثمارات وعدم وضع جل المال في الأسهم كما أوصوا من يعاني من ضغط الدم المرتفع أو أي اعتلال صحي آخر يتأثر بالحالة النفسية والعصبية بالابتعاد عن سوق الأسهم ، والوضع في الحسبان أن الأسهم مجالها محفوف بالمخاطر وبالتالي توقع الخسارة في أي وقت . وعدم الاعتماد في التعاطي مع سوق الأسهم على الإشاعات بل أخذ المعلومة من مصادرها ! مع ضرورة الإيمان بالقضاء والقدر وعدم التعلق بالمال بل إن السعادة في الرضا بما قسمه الله .

كما أوردوا بعض التوصيات الموجهة للباحثين بضرورة القيام بإجراء البحوث التي تستكشف ابرز ماخلفته هذه الظاهرة من آثار على المجتمع السعودي وإعطاء الأولوية في هذه البحوث للأسرة السعودية كونها اللبنة الأساسية في المجتمع مع الأخذ بالعنصر النسائي كمتداولات في عينة البحث وتقصي الحقائق عن الحوادث الناتجة من التداول في الأسهم ومن ثم العمل على اكتشاف مسبباته بقصد المساعدة في دفعها.