المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج المصائب



الأمل
04-22-07, 09:52 PM
علاج المصائب
قال أبو الفرج بن الجوزي.. علاج المصائب بسبعة أشياء:
الأول: أن يعلم بأن الدنيا دار ابتلاء، والكرب لا يرجى منه راحة.
قال الشاعر:
وما استغربت عيني فراقاً رأيته
ولا علمني غير ما القلب عالمه
الثاني: أن يعلم أن المصيبة ثابتة.
الثالث: أن يقدر وجود ما هو أكثر من تلك المصيبة.
الرابع: النظر في حال من ابتلى بمثل هذا البلاء، فإن التأسي راحة عظيمة، قالت الخنساء:
ولولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن
أعزِّي النفس عنه بالتأسي
وهذا المعنى قد حرمه الله عز وجل أهل النار، فإن المخلدين فيها كل واحد محبوس وحده فهو يظن أنه لم يبق في النار سواه.
الخامس: النظر في حال من ابتلى أكثر من هذا البلاء فيهون عليه هذا.
السادس: رجاء الخلف إن كان من مضى يصح عنه الخلف كالولد والزوجة.
قيل للقمان عليه السلام: ماتت زوجتك؟ قال: تجدّد فراشي.
قال الشاعر:
هل وصل عزة إلا وصل غانية
في وصل غانية من وصلها خلف
السابع: طلب الأجر بالصبر في فضائله وثواب الصابرين وسرورهم في صبرهم، فإن ترقى إلى مقام الرضاء فهو الغاية.
----------

قال عليه الصلاة والسلام: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر).
قال الشاعر:
على ذا مضى الناس: اجتماع،وفرقة
وميت، ومولودُ، وبـشـرُ وأحـزانُ
قال عليه الصلاة والسلام: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).
قال الشاعر:
طبعت على كدرٍ وأنت تريدها
صفواً من الأقذاء و الأكـدارِ
قال عليه الصلاة والسلام: (يودُّ ناس لو أنّ جلودهم كانت تُقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء).
قال عليه الصلاة والسلام: ( ما يزال المؤمن يصاب في ولده وخاصته حتى يلقى الله وليست عليه خطيئة).
قال بعض السلف: رأيت جمهور الناس ينزعجون لنزول البلاء انزعاجاً يزيد على الحد، كأنهم ما علموا أن الدنيا على ذا وضعت، وهل ينتظر الصحيح إلا السُّـقـم، والكبير إلا الـهـرم، والموجود سوى العدم.

ومضة..
أحببت اقتباس هذه الكلمات الرائعة من كتاب تسلية أهل المصائب لأبي عبد الله محمد الحنبلي جزاه الله خيرا وإياك وجميع المسلمين.
مع تمنياتي بعموم الأجر والفائدة.

ولا تنسوني من خالص دعواتكم..