الماوردي
03-06-07, 11:11 PM
جدة والرياض ومكة أكثر المدن ارتفاعاً في الجريمة الأخلاقية
فتيات يعانين العنف الأسري والاضطهاد وضعف القوامة والتربيةالهاربات إلى «المجهول»
19% من الفتيات الهاربات مراهقات
فاطمة باسماعيل (الرياض)
«قفزت فتاة في السابعة عشرة من عمرها من فوق سور منزل أهلها بأحد الأحياء الشعبية في مدينة الرياض هربا من سوء معاملة والدها، فاستنجدت بأول شاب التقاها واتجه بها الى (شقة عزاب) وهناك كان ما كان منه، بل انه مكن اصدقاءه في السكن منها ثم سلمت نفسها مع الشاب للشرطة بعدها ادركت فداحة وضعها الا ان الشاب ابدى رغبته بالزواج منها امام والدها ولكنه تراجع عن ذلك بعدما تم سجنهما وتأديبهما واسهم في تراجع الشاب اهمال ابيها في تزويجها له وانتهى بها الأمر الى ان تعيش في بيت والدها الآن». تمثل هذه الحالة واحدة من عشرات الحالات لهروب الفتيات لأسباب كثيرة أهمها العنف الأسري والتحرش وسوء المعاملة التي قد تجدها الفتاة في محيط أسرتها غير ان هذه الحالات التي ظهرت في السنوات الأخيرة فقط لا ترقى الى مستوى الظاهرة بقدر ما تمثل مؤشراً الى تنبيه المجتمع للخطر القادم، الأمر الذي يتطلب اخضاع هروب الفتيات الى مزيد من الدراسة والبحث عن حلول تضع مثل هذه الحالات في أدنى مستوى لها كيلا يتفاقم أمرها ويتعاظم خطرها فتخرج عن السيطرة.
والأمثلة على هروب الفتيات كثيرة منها حالة لفتاة اضطرت لمغادرة بيت أهلها واللجوء الى أحد المستشفيات والسبب انها كانت تتعرض للضرب من زوجة أبيها.. وهنا تأتي سوء معاملة زوجة الأب في سلم الأسباب المؤدية لهروب الفتيات!.
الحقيقة ان آخر احصائيات وزارة الداخلية تشير الى ان هروب الفتيات لا سيما المراهقات سجل منحنى خطيرا حيث بلغ اجمالي حالات الهاربات 850 فتاة في مقابل 2435 شابا.. هاربا فيما ارجعت أسباب هذا الهروب الى الاسلوب الذي تتخذه الأسرة كمنهج في التربية واعتماد القسوة والعنف وتأنيب الفتاة بسبب رفض الأهل وتحديهم لرغبة الفتاة خصوصا في ما يتعلق باختيارها لزوج المستقبل.
هربا الى الخارج
هنا تروي اخصائية في الطب النفسي بوزارة الشؤون الاجتماعية قصة فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها كانت على علاقة بأحد الشباب التي تطورت الى أمور غير شرعية كان من الصعب عليها ان تواجه أهلها بحقيقة هذه العلاقة بعد رفضهم لزواجها منه.. وامام هذا الموقف لم تجد الفتاة بُداً من ان تهرب من منزل الأسرة والزوج منه خارج المملكة على اعتبار انهما بهذا الزواج سيضعان أسرتيهما أمام الأمر الواقع وسيتم قبولهما في الاطار العائلي وفي المجتمع ولكن بعد عودتها قام والد الفتاة بتطليقها منه وازدادت المشكلة تعقيدا بمعاملته القاسية لها ما دفع الفتاة الى عدة محاولات للانتحار.
حقوق الانسان
بعض هذه الحالات قد تصل أحيانا الى جمعية حقوق الانسان التي عادة ما تستقبل عدة حالات لهروب فتيات سعوديات من منازلهن اضافة الى تلقيها عدة اتصالات من فتيات هاربات بسبب تعرضهن للعنف الأسري والاضطهاد داخل بيوتهن حيث يشكل العنف الموجه ضد المرأة 30% من مجمل القضايا التي تتلقاها الجمعية وهي قضايا أسرية بالدرجة الأولى، والعنف هو العامل المشترك فيها مما قد يدفع الفتيات الهاربات الى عالم مجهول خاصة اذا وقعت في أيدي آخرين لا خلاق لهم قد يدفعونهن بدورهم الى عالم المخدرات والرذيلة!! او مصاحبة رفيقات السوء اللائي قد يقدنهن الى سلوكيات وممارسات غير حميدة وغير شرعية!!
حبيسة الدار
فى احدى دور الرعاية الاجتماعية قصة احدى الفتيات التي وصلت للدار بسبب ذلك حيث اعتاد زوجها ان يعاملها بعنف وكان أهلها يرفضون شكواها ومساعدتها فهربت الى احدى صديقاتها التي استغلت الوضع ورمت بها في براثن علاقات غير شرعية وبعد ثلاثة اشهر تم القبض عليها وتم طلاقها وحرمانها من أطفالها وتخلى أهلها عنها وحبست في الدار.
اذن هروب الفتيات قد يحدث بسبب المشاكل الاسرية والاضطهاد والبحث عن الاهتمام في مكان خارج الأسرة او لأسباب مادية وغيرها حيث أكدت دراسة اجتماعية ان قضايا الهروب للفئة العمرية الاقل من 20 سنة لعام 1414هـ بلغت 19،5% من بقية القضايا.واشارت آخر دراسة عن الجرائم النسوية الى ان دوافع جرائم النساء للفئة العمرية 20 سنة واقل هي الرغبة في الهروب من المشاكل بنسبة 33،3% والظلم والقهر 28،7% والجهل 26،3% والتغلب على الفراغ والملل 24،1% والاكراه من شخص محدد 23% والانفعال 19،5% وان اكثر المدن التي بلغت فيها نسبة الهروب والجريمة الاخلاقية هي مكة المكرمة والرياض وجدة وعزا الدارس التفسخ الأخلاقي فيها الى زيادة عدد السكان فيها.
هروب 5 أخوات
ومن أمثلة الهروب، هروب خمس اخوات مراهقات تقع اعمارهن بين 13 و19 سنة من مشاكل عانين منها طويلا في بيت اهلهن ولجأن الى شاب تعرفه احداهن ومكثن عنده لمدة خمسة ايام ثم سلمن الى والدهن بعدما تم القبض عليهن في الشقة.
حالة فقر
واستغل شاب فتاة فقيرة تعيش مع والديها و13 أخاً في بيت واحد يكفيهم بالكاد حيث كان الشاب من نفس الحي وقد تعرف عليها هاتفيا واستدرجها مع الوقت ثم تجرأ بعد ذلك وأخذها بعيدا عن اهلها لتعيش معه في شقة لمدة 5 أيام استغلها خلالها وصورها بالفيديو ليبتزها لتكتشف الفتاة بعد فوات الأوان ان الشاب ممن يروجون للدعارة في الحي، فيما كان والداها منشغلين بالبحث عن لقمة العيش حيث يعمل والدها في الحراج وتخرج الأم للبحث عما يساعده في تأمين عيش الاسرة.
ليلة زفاف
وهربت فتاة في السابعة عشرة من عمرها مع شاب تعرفه تاركة والدتها اثناء تواجدهما في حفل زفاف وذلك بعد ان تلقت اتصالا منه على هاتفها الجوال لتغيب معه لمدة ثلاثة ايام ثم عادت بعدها بعد ان تمكن منها ومكّن اصدقاءه منها برضاها غير ان هذه الفتاة لم تهرب لسوء معاملة اهلها وانما لانشغال والدها بزوجاته الاخريات وحياته الخاصة وانحراف والدتها الامر الذي جعل اخاها الاكبر يتولى كامل المسؤولية عن الاسرة فوفر كافة سبل الترفيه والحرية دون ضوابط فلا تخلو غرف البنات من القنوات الاباحية.
القدوة السيئة
هنا تبرز الفضائيات والانترنت كاحد اقوى الاسباب وراء هروب الفتيات، ففي احد البرامج قالت راقصة انها هربت من اسرتها وعمرها 12 سنة حتى وصلت الى قمة الشهرة والثراء حيث يأتي ضمن اسباب الهروب البحث عن الحرية المزعومة لفتيات فقيرات يتطلعن الى حياة اخرى افضل من حياة اسرهن؟
وكشفت دراسة اجرتها شركة انترنت ان عدد المشتركات بالمملكة يصل الى 45% من اجمالى عدد المشتركين في الخدمة، وان متوسط استخدام السعوديات للانترنت يقارب 30 ساعة شهرياً واكثر الشرائح المستخدمة له يتراوح عمرها بين 18 - 30 عاما.
هنا يوضح الدكتور علي بن شايع النفيسة ان اسباب هروب الفتيات يتنوع بين الاجتماعي والنفسي والمادي، مشيراً الى ان الجانب الاجتماعي يأتي في مقدمة الاسباب للتفكك الاسري وضعف القوامة والخلل في التربية، اضافة الى الاساليب الماكرة الخادعة التي يزاولها البعض من ضعفاء النفوس واصحاب المقاصد السيئة للتغرير بالفتيات وايقاعهن في شبكات الدعارة واوحال المخدرات، مشيرا الى ما تغفل عنه بعض الفتيات من اهداف وصفها بالشريرة تنال من عفاف الفتاة عبر تسخيرها لبيع الهوى والمتعة المحرمة.
ووصف النفيسة بعض الفتيات الهاربات بانهن يعانين من اضطرابات نفسية تدفعهن الى الهروب فيجدن من يتلقفهن لاغراض خبيثة تنحصر غالبا في المتعة الجنسية المحرمة، من جانب آخر اوضح ان بعض الفتيات يلجأن للهروب لاسباب مالية حيث تسعى الواحدة منهن لتحقيق اوهام خيالية وطموحات تفوق امكانياتها وامكانيات اهلها المادية.
سلبية الام
من جهتها اكدت مديرة ادارة الخدمة الاجتماعية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني سميحة الحيدر ان غالبية شريحة الهاربات من المراهقات، واكثرهن يعانين من مشكلة في البيت ولا يردن العودة اليها. واشارت الى ان للفتيات الهاربات خصائص عامة تتمثل في عدم تناغم اسرتها اجتماعيا بحيث لا تجد الفتاة من تلجأ اليه، وغالبا ما تكون الفتيات من الطبقة الفقيرة، مضيفا انها تلاحظ من خلال واقع الحالات ان الامهات يتصفن بالسلبية في تعاملهن مع بناتهن قبل وبعد حدوث المشكلة واصفة ادوارهن بالهامشية حيث انها تهدد ابنتها بأبيها «مصدر رعب الابنة» عندما تتحدث معها عن اية مشكلة تواجهه خوفا من تحمل المسؤولية لعدم وجود من يحمي الام من غضب الاب فتتنحى عن المشكلة وتدع ابنتها امام والدها ليتصرف معها كيفما شاء، وانتقدت الحيدر هذا الاسلوب في التعامل في الوقت الذي يفترض فيه ان يكون دور الاب مكملاً لدور الام، موضحة ان الفتاة عندما تعرف ما سيؤول اليه حالها مسبقا فإنها تخاف من المواجهة ولا تجد من تلجأ له وتضطر للهرب حتى تجد ما تفتقده وتجد ما يحميها من الموقف الذي تكون فيه. ودعت الام لان تكون أماً وصديقة لابنتها والصدر الحنون الذي تلجأ اليه لا ان تكون مصدر سلطة وتوجيه التعليمات والاوامر كما اوصت الاب والاخت والاخ لان يكونوا متفهمين وينصتوا اليها حيث ان اغلب المشاكل التي تمر فيها الفتاة بسيطة ويمكن علاجها داخل الاسرة، مع منح الفتاة الحماية والامان في حال مواجهتها لمشكلة ما ليتعرفوا على مشكلتها ويحتووها بدلا من لجوء ابنتهم الى جهات اخرى بديلة.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
فتيات يعانين العنف الأسري والاضطهاد وضعف القوامة والتربيةالهاربات إلى «المجهول»
19% من الفتيات الهاربات مراهقات
فاطمة باسماعيل (الرياض)
«قفزت فتاة في السابعة عشرة من عمرها من فوق سور منزل أهلها بأحد الأحياء الشعبية في مدينة الرياض هربا من سوء معاملة والدها، فاستنجدت بأول شاب التقاها واتجه بها الى (شقة عزاب) وهناك كان ما كان منه، بل انه مكن اصدقاءه في السكن منها ثم سلمت نفسها مع الشاب للشرطة بعدها ادركت فداحة وضعها الا ان الشاب ابدى رغبته بالزواج منها امام والدها ولكنه تراجع عن ذلك بعدما تم سجنهما وتأديبهما واسهم في تراجع الشاب اهمال ابيها في تزويجها له وانتهى بها الأمر الى ان تعيش في بيت والدها الآن». تمثل هذه الحالة واحدة من عشرات الحالات لهروب الفتيات لأسباب كثيرة أهمها العنف الأسري والتحرش وسوء المعاملة التي قد تجدها الفتاة في محيط أسرتها غير ان هذه الحالات التي ظهرت في السنوات الأخيرة فقط لا ترقى الى مستوى الظاهرة بقدر ما تمثل مؤشراً الى تنبيه المجتمع للخطر القادم، الأمر الذي يتطلب اخضاع هروب الفتيات الى مزيد من الدراسة والبحث عن حلول تضع مثل هذه الحالات في أدنى مستوى لها كيلا يتفاقم أمرها ويتعاظم خطرها فتخرج عن السيطرة.
والأمثلة على هروب الفتيات كثيرة منها حالة لفتاة اضطرت لمغادرة بيت أهلها واللجوء الى أحد المستشفيات والسبب انها كانت تتعرض للضرب من زوجة أبيها.. وهنا تأتي سوء معاملة زوجة الأب في سلم الأسباب المؤدية لهروب الفتيات!.
الحقيقة ان آخر احصائيات وزارة الداخلية تشير الى ان هروب الفتيات لا سيما المراهقات سجل منحنى خطيرا حيث بلغ اجمالي حالات الهاربات 850 فتاة في مقابل 2435 شابا.. هاربا فيما ارجعت أسباب هذا الهروب الى الاسلوب الذي تتخذه الأسرة كمنهج في التربية واعتماد القسوة والعنف وتأنيب الفتاة بسبب رفض الأهل وتحديهم لرغبة الفتاة خصوصا في ما يتعلق باختيارها لزوج المستقبل.
هربا الى الخارج
هنا تروي اخصائية في الطب النفسي بوزارة الشؤون الاجتماعية قصة فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها كانت على علاقة بأحد الشباب التي تطورت الى أمور غير شرعية كان من الصعب عليها ان تواجه أهلها بحقيقة هذه العلاقة بعد رفضهم لزواجها منه.. وامام هذا الموقف لم تجد الفتاة بُداً من ان تهرب من منزل الأسرة والزوج منه خارج المملكة على اعتبار انهما بهذا الزواج سيضعان أسرتيهما أمام الأمر الواقع وسيتم قبولهما في الاطار العائلي وفي المجتمع ولكن بعد عودتها قام والد الفتاة بتطليقها منه وازدادت المشكلة تعقيدا بمعاملته القاسية لها ما دفع الفتاة الى عدة محاولات للانتحار.
حقوق الانسان
بعض هذه الحالات قد تصل أحيانا الى جمعية حقوق الانسان التي عادة ما تستقبل عدة حالات لهروب فتيات سعوديات من منازلهن اضافة الى تلقيها عدة اتصالات من فتيات هاربات بسبب تعرضهن للعنف الأسري والاضطهاد داخل بيوتهن حيث يشكل العنف الموجه ضد المرأة 30% من مجمل القضايا التي تتلقاها الجمعية وهي قضايا أسرية بالدرجة الأولى، والعنف هو العامل المشترك فيها مما قد يدفع الفتيات الهاربات الى عالم مجهول خاصة اذا وقعت في أيدي آخرين لا خلاق لهم قد يدفعونهن بدورهم الى عالم المخدرات والرذيلة!! او مصاحبة رفيقات السوء اللائي قد يقدنهن الى سلوكيات وممارسات غير حميدة وغير شرعية!!
حبيسة الدار
فى احدى دور الرعاية الاجتماعية قصة احدى الفتيات التي وصلت للدار بسبب ذلك حيث اعتاد زوجها ان يعاملها بعنف وكان أهلها يرفضون شكواها ومساعدتها فهربت الى احدى صديقاتها التي استغلت الوضع ورمت بها في براثن علاقات غير شرعية وبعد ثلاثة اشهر تم القبض عليها وتم طلاقها وحرمانها من أطفالها وتخلى أهلها عنها وحبست في الدار.
اذن هروب الفتيات قد يحدث بسبب المشاكل الاسرية والاضطهاد والبحث عن الاهتمام في مكان خارج الأسرة او لأسباب مادية وغيرها حيث أكدت دراسة اجتماعية ان قضايا الهروب للفئة العمرية الاقل من 20 سنة لعام 1414هـ بلغت 19،5% من بقية القضايا.واشارت آخر دراسة عن الجرائم النسوية الى ان دوافع جرائم النساء للفئة العمرية 20 سنة واقل هي الرغبة في الهروب من المشاكل بنسبة 33،3% والظلم والقهر 28،7% والجهل 26،3% والتغلب على الفراغ والملل 24،1% والاكراه من شخص محدد 23% والانفعال 19،5% وان اكثر المدن التي بلغت فيها نسبة الهروب والجريمة الاخلاقية هي مكة المكرمة والرياض وجدة وعزا الدارس التفسخ الأخلاقي فيها الى زيادة عدد السكان فيها.
هروب 5 أخوات
ومن أمثلة الهروب، هروب خمس اخوات مراهقات تقع اعمارهن بين 13 و19 سنة من مشاكل عانين منها طويلا في بيت اهلهن ولجأن الى شاب تعرفه احداهن ومكثن عنده لمدة خمسة ايام ثم سلمن الى والدهن بعدما تم القبض عليهن في الشقة.
حالة فقر
واستغل شاب فتاة فقيرة تعيش مع والديها و13 أخاً في بيت واحد يكفيهم بالكاد حيث كان الشاب من نفس الحي وقد تعرف عليها هاتفيا واستدرجها مع الوقت ثم تجرأ بعد ذلك وأخذها بعيدا عن اهلها لتعيش معه في شقة لمدة 5 أيام استغلها خلالها وصورها بالفيديو ليبتزها لتكتشف الفتاة بعد فوات الأوان ان الشاب ممن يروجون للدعارة في الحي، فيما كان والداها منشغلين بالبحث عن لقمة العيش حيث يعمل والدها في الحراج وتخرج الأم للبحث عما يساعده في تأمين عيش الاسرة.
ليلة زفاف
وهربت فتاة في السابعة عشرة من عمرها مع شاب تعرفه تاركة والدتها اثناء تواجدهما في حفل زفاف وذلك بعد ان تلقت اتصالا منه على هاتفها الجوال لتغيب معه لمدة ثلاثة ايام ثم عادت بعدها بعد ان تمكن منها ومكّن اصدقاءه منها برضاها غير ان هذه الفتاة لم تهرب لسوء معاملة اهلها وانما لانشغال والدها بزوجاته الاخريات وحياته الخاصة وانحراف والدتها الامر الذي جعل اخاها الاكبر يتولى كامل المسؤولية عن الاسرة فوفر كافة سبل الترفيه والحرية دون ضوابط فلا تخلو غرف البنات من القنوات الاباحية.
القدوة السيئة
هنا تبرز الفضائيات والانترنت كاحد اقوى الاسباب وراء هروب الفتيات، ففي احد البرامج قالت راقصة انها هربت من اسرتها وعمرها 12 سنة حتى وصلت الى قمة الشهرة والثراء حيث يأتي ضمن اسباب الهروب البحث عن الحرية المزعومة لفتيات فقيرات يتطلعن الى حياة اخرى افضل من حياة اسرهن؟
وكشفت دراسة اجرتها شركة انترنت ان عدد المشتركات بالمملكة يصل الى 45% من اجمالى عدد المشتركين في الخدمة، وان متوسط استخدام السعوديات للانترنت يقارب 30 ساعة شهرياً واكثر الشرائح المستخدمة له يتراوح عمرها بين 18 - 30 عاما.
هنا يوضح الدكتور علي بن شايع النفيسة ان اسباب هروب الفتيات يتنوع بين الاجتماعي والنفسي والمادي، مشيراً الى ان الجانب الاجتماعي يأتي في مقدمة الاسباب للتفكك الاسري وضعف القوامة والخلل في التربية، اضافة الى الاساليب الماكرة الخادعة التي يزاولها البعض من ضعفاء النفوس واصحاب المقاصد السيئة للتغرير بالفتيات وايقاعهن في شبكات الدعارة واوحال المخدرات، مشيرا الى ما تغفل عنه بعض الفتيات من اهداف وصفها بالشريرة تنال من عفاف الفتاة عبر تسخيرها لبيع الهوى والمتعة المحرمة.
ووصف النفيسة بعض الفتيات الهاربات بانهن يعانين من اضطرابات نفسية تدفعهن الى الهروب فيجدن من يتلقفهن لاغراض خبيثة تنحصر غالبا في المتعة الجنسية المحرمة، من جانب آخر اوضح ان بعض الفتيات يلجأن للهروب لاسباب مالية حيث تسعى الواحدة منهن لتحقيق اوهام خيالية وطموحات تفوق امكانياتها وامكانيات اهلها المادية.
سلبية الام
من جهتها اكدت مديرة ادارة الخدمة الاجتماعية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني سميحة الحيدر ان غالبية شريحة الهاربات من المراهقات، واكثرهن يعانين من مشكلة في البيت ولا يردن العودة اليها. واشارت الى ان للفتيات الهاربات خصائص عامة تتمثل في عدم تناغم اسرتها اجتماعيا بحيث لا تجد الفتاة من تلجأ اليه، وغالبا ما تكون الفتيات من الطبقة الفقيرة، مضيفا انها تلاحظ من خلال واقع الحالات ان الامهات يتصفن بالسلبية في تعاملهن مع بناتهن قبل وبعد حدوث المشكلة واصفة ادوارهن بالهامشية حيث انها تهدد ابنتها بأبيها «مصدر رعب الابنة» عندما تتحدث معها عن اية مشكلة تواجهه خوفا من تحمل المسؤولية لعدم وجود من يحمي الام من غضب الاب فتتنحى عن المشكلة وتدع ابنتها امام والدها ليتصرف معها كيفما شاء، وانتقدت الحيدر هذا الاسلوب في التعامل في الوقت الذي يفترض فيه ان يكون دور الاب مكملاً لدور الام، موضحة ان الفتاة عندما تعرف ما سيؤول اليه حالها مسبقا فإنها تخاف من المواجهة ولا تجد من تلجأ له وتضطر للهرب حتى تجد ما تفتقده وتجد ما يحميها من الموقف الذي تكون فيه. ودعت الام لان تكون أماً وصديقة لابنتها والصدر الحنون الذي تلجأ اليه لا ان تكون مصدر سلطة وتوجيه التعليمات والاوامر كما اوصت الاب والاخت والاخ لان يكونوا متفهمين وينصتوا اليها حيث ان اغلب المشاكل التي تمر فيها الفتاة بسيطة ويمكن علاجها داخل الاسرة، مع منح الفتاة الحماية والامان في حال مواجهتها لمشكلة ما ليتعرفوا على مشكلتها ويحتووها بدلا من لجوء ابنتهم الى جهات اخرى بديلة.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط