المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفكك الأسري وضعف القوامة والخلل في التربية دوافع لهروب الفتيات



الماوردي
02-20-07, 07:15 AM
19.5% منهن أعمارهن أقل من 20 عاماً واختصاصيون يحذرون من تحوله إلى ظاهرة (1/3)
التفكك الأسري وضعف القوامة والخلل في التربية دوافع لهروب الفتيات

الشهري: إهمال الأسر لأبنائها وتساهلها معهم عند ارتكاب الأخطاء وراء هروب الفتيات
العود: يجب إيجاد مؤسسات أهلية أو خيرية وبيوت مؤهلة باختصاصيين واختصاصيات لرعاية الهاربات
اليوسف: الهروب نوعان مادي بتركها البيت ومعنوي ببقائها فيه ومشاعرها في الخارج
الرياض : فداء البديوي، ماجدة عبدالعزيز
البحث عن المادة والظلم والتفكك الأسري وضعف القوامة والخلل في التربية أبرز العوامل التي تؤدي إلى انتشار هروب الفتيات، وتكرار حوادث هروبهن اليومية بأشكال مختلفة، وقد دفع ذلك اختصاصيين في المجال الاجتماعي والنفسي والشرعي للتحذير من تنامي قضية هروب الفتيات، وتحولها إلى ظاهرة.
وكانت دراسة اجتماعية حول هروب الفتيات قد كشفت أن قضايا هروب الفتيات "أقل من 20 سنة" تبلغ 19.5% بين بقية القضايا لعام 1424 هـ، كما أشارت آخر دراسة عن الجرائم النسوية إلى أن دوافع جرائم النساء للفئة العمرية "20 سنة وأقل" من ناحية الرغبة في الهروب من المشاكل بلغت 33.3%، أما الظلم والقهر فبلغا 28.7%، والجهل 26.3%، والتغلب على الفراغ والملل بلغا 24.1%، والإكراه من شخص محدد 23%، والانفعال 19.5%، وأن أكثر مدينة سجلت فيها أعلى نسب الهروب والجريمة الأخلاقية مكة المكرمة تليها الرياض ثم جدة، وعزا الباحث ذلك إلى الكثافة السكانية في تلك المدن.
هروب جماعي
اضطرت الفتاة ع.خ للهروب من بيت أبيها، واللجوء إلى أحد المستشفيات، لكثرة المشاكل فيه، خاصة وأنها كانت تتعرض للضرب من زوجة أبيها. ولم تعد "نوره.ع" و شقيقتها وابنة عمهما اليتيمة احتمال تشدد ولي أمرهن "والد الشقيقتين وعم الثالثة" وقسوته، وكان آخر مواقفه قرار تزويج نورة لابن عمها بالقوة، ففكرت بالهروب مع شقيقتها وابنة عمها، فلجأن إلى بيت إحدى صديقاتهن، حيث تعاطف والدها معهن، وتفهم وضعهن، وبقين عندها شهرين، وعندما حاول والد الصديقة حل المشكلة مع والد البنات، حضر وحاصر المنزل مع أبنائه وأبناء عائلته بالسلاح، وبعد محاولة والد الصديقة تسوية المشكلة، اتفق معه على موافقته على دخول نوره كلية الطب، وعدم تزويجها من ابن عمها بالقوة، وأن يحسن معاملتهن ، إلا أنه ـ والد البنات ـ أضمر في نفسه عكس ما تم الاتفاق عليه، فخدع الجميع ولم ينفذ وعده، وحبسها في البيت، ومنع إخوانها من مساعدتها، أو إخراجها من المنزل.
أما الفتاة ع. خ (عمرها 18 عاما) فتركت والدتها وأخواتها، لتهرب مع شاب تعرفت عليه خلال خروجهن للتنزه، وغابت عن أعينهن لما يقارب الأسبوعين، دون أي اتصال منها، وعندما عادت عرفوا أنها ذهبت مع صديقها، وبعدما قضى حاجته منها، أنزلها أمام منزل والدتها، وكانت هذه تعيش مع والدتها.
القفز من فوق السور
وقفزت ح. ب ( فتاة في السابعة عشرة) من فوق سور منزل أهلها الواقع في أحد الأحياء الشعبية، هربا من معاملة والدها السيئة، فاستنجدت بأول شاب التقت به، واتجه بها إلى إحدى شقق الشباب، واعتدى عليها، ومكن أصدقاءه في السكن منها، ثم سلمت الفتاة نفسها مع الشاب للشرطة، بعدما أدركت فداحة وضعها، إلا أن الشاب أبدى رغبته في الزواج منها أمام والدها، لكنه تراجع عن ذلك، بعدما تم سجنهما وتأديبهما، وتسبب تراجع الشاب في إهمال أبيها في سعيه لتزويجها، وتعيش الفتاة الآن في بيت والدها.
وهربت 5 أخوات مراهقات أعمارهن بين 13 و 19 عاما من مشاكل عانين منها طويلا في بيت أهلهن، ولجأن إلى شاب تعرفه إحداهن، ومكثن عنده 5 أيام في شقته، ثم تم تسليمهن إلى والدهن، بعدما تم القبض عليهن في الشقة.
شعرت منيرة.ن بإهمال والديها وإخوانها لها وانهيار أسرتها، وانشغال كل واحد منهم بمشاكله، فقررت الهروب من بيت أهلها، تقول تسرب لـها شعور بأن وجودها بينهم ليس له داع ، لعدم اهتمام أي منهم بها، أو السؤال عنها، تقول إن هذا الشعور وصل بها إلى أن والديها لا يشعران بوجودها في هذه الدنيا، فقررت الهروب من البيت، حيث جمعت حاجياتها، وسرقت راتب أختها وجوال والدتها، ومن ثم خرجت من الباب الخلفي، وهي لا تدري إلى أي مكان تلجأ، لكنها رأت أن هذا هو الحل الأمثل.
استغلال وابتزاز
واستغل شاب الفتاة الفقيرة (س.ر) والتي تعيش مع والديها و13 أخا في بيت بالكاد يسعهم، حيث كان الشاب من نفس الحي، وتعرف عليها هاتفيا، واستدرجها مع الوقت، وتجرأ بعد ذلك وأخذها بعيدا عن أهلها، لتعيش معه في شقة 5 أيام استغلها فيها جنسيا، وصورها بالفيديو ليبتزها، وعرفت بعد ذلك أنه ممن يروجون للدعارة في الحي، وكان الوالدان منشغلين في البحث عن لقمة العيش، فوالدها يعمل في الحراج بحثا عن رزقه، أما الأم فتخرج للبحث عما يساعد الأب في تأمين عيش الأسرة.
وفاجأت الفتاة خ. ع والدتها خلال تواجدهما في حفل زفاف بمغادرة مكان الحفل دون علمها، بعد ورود اتصال على جوالها، لتغيب بعد الاتصال 3 أيام مع شاب كانت تعرفه، ورغم بحث أهلها عنها خلال تلك المدة فإنهم لم يجدوها، ليفاجأوا بعد ذلك بعودتها إليهم، وقد فقدت عذريتها، بعدما تمكن منها الشاب، ومكن أصدقاءه أيضا منها برضاها.
الأسرة سبب رئيسي للانحراف
وأوضحت الاستشارية النفسية الدكتورة عائشة الشهري أن الأسرة سبب رئيسي لانحراف فتياتها، ويشكل تأثير الأسباب الأخرى 10 %، مشيرة إلى آخر دراسة أجريت عام 1424 هـ، حيث أوضحت تحاليل البيانات الرسمية الخاصة بالجرائم النسائية خلال 1400هـ وحتى 1416 هـ ازديادها من 418 حالة إلى 1400 حالة، وفي عام 1415 هـ وصل عدد الحالات إلى 1800 حالة، مؤكدة مضاعفتها إلى 5 مرات.
وأوضحت أنه في السابق كان هناك نوع من التكتم، أما الآن فأصبح التطرق لهذا الموضوع علنيا، كما أن درجة الوعي لدى الناس زادت، و لكن الباحثين في مجال القضايا الاجتماعية والأسرية والجرائم النسائية قلة على المستوى الإحصائي.
وأكدت الشهري أن الأسرة مسؤولة عن هروب بناتها، فالإهمال من أسرة غير حازمة عند ارتكاب الأخطاء، والتساهل مع الأبناء قد يكونان سببا في هروب الفتيات، وتضرب مثلا بإحدى الفتيات التي راجعتها في العيادة، تقول "راجعتني ذات مرة فتاة عمرها 14 عاما، أسرتها وفرت لها كل سبل الراحة والرفاهية، ومع ذلك تركت البيت لتذهب مع أحد الشباب، وتبقى معه 4 أيام، ووالداها على علم بذلك، وكانت تعود للبيت بدون أي محاسبة أو عقاب، وتختلق الأسرة لها الأعذار، مع علمهم بممارساتها الخارجة مع هذا الشاب، وقد أخبرتهم أنها تريد الزواج به، ولكن الشاب كان غير جاد، وراح يلهو بها، ولم يتقدم لخطبتها، مع العلم أن الأسرة على مستوى اجتماعي وعلمي عال، وللأسف لم تتحرك الأسرة لتنقذ ابنتها، إلا بعد أن ضغط عليهم الأهل والأقارب، فأحضروها لي في العيادة، واعتقدوا أنها تعاني مرضا نفسيا، ولم يعوا أن الفتاة مراهقة، ولديها رغبة قوية في الحب، وأسرتها متساهلة جدا معها، وقد بدأ علاجي لها بتطبيق برنامج سلوكي معها ومع الأسرة، بدأت بعده تنضبط نوعا ما، وتحسنت ".
الظلم والقسوة والحرمان
وأضافت "الظلم والقسوة والحرمان تجعل من الحياة صعبة على الفتيات المراهقات، فهناك شقيقتان واحدة في الرابعة عشرة، والأخرى عمرها 12 عاما أباهما مدمن طلق والدتهما، وحرمهما رؤيتها، وأخذ يعذبهما، لدرجة أنه كان يطفئ السجائر في جسديهما، وكانت زوجته تشارك في تعذيبهما، فلم تحتملا الوضع، ولجأتا للجيران، فتعاطفوا معهما، وساعدوهما، وبلغوا الجهات المختصة التي قامت بضمهما لوالدتهما تحت حماية المركز".
وأوصت الشهري بضرورة استحداث منهج التربية الجنسية في المدارس، لحماية الأبناء من التحرشات الجنسية، والعلاقات الجنسية المحرمة، وترى أن هذا عامل كبير لمنع استغلال الأبناء، وخاصة الفتيات من قبل البعض.
سلبية الأمهات
وأوضحت مديرة إدارة الخدمة الاجتماعية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني سميحة الحيدر أن للفتيات الهاربات سمات عامة، تتمثل في عدم تناغم أسرهن اجتماعيا، بحيث لا تجد الفتاة من تلجأ إليه، وغالبا ما تكون الفتيات من الطبقة الفقيرة، مضيفة أنها تلاحظ من خلال واقع الحالات أن الأمهات يتصفن بالسلبية في تعاملهن مع بناتهن قبل وبعد حدوث المشكلة، حيث تكون أدوارهن هامشية.
وقالت الحيدر إن الأم تهدد ابنتها بأبيها، ليكون الأب مصدر رعب للابنة، وعندما تتحدث الابنة مع أمها عن أي مشكلة، تخاف الأم من تحمل المسؤولية، لعدم وجود من يحميها من غضب الأب، فتتنحى عن المشكلة، وتترك ابنتها أمام والدها ليتصرف معها كيفما شاء.
وانتقدت هذا الأسلوب في التعامل، في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون دور الأب مكملا لدور الأم، موضحة أن الفتاة عندما تعرف ما سيؤول إليه حالها مسبقا، فإنها تخاف المواجهة، ولا تجد من تلجأ له، وتضطر للهرب بحثا عما تفتقده، مؤكدة أن غالبية شريحة الهاربات من المراهقات، وأكثرهن يعانين من مشكلة في البيت، ولا يردن العودة إليه.
ودعت الحيدر الوالدين إلى تخصيص وقت محدد في اليوم للاجتماع الأسري، ومناقشة مشاكل الأبناء، وتعميم أجواء التفاهم والتواصل في الأسرة، لحماية المجتمع من هذا النوع من المشاكل، موضحة أن نوعية المعالجة تختلف من أسرة إلى أخرى، حيث تتحدد بحسب مفاهيم كل أسرة ومستواها الثقافي والاجتماعي.
مؤسسات لحماية الهاربات
فيما دعا الأكاديمي الاجتماعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والباحث في شؤون الفتيات الدكتور ناصر العود إلى إيجاد مؤسسات أهلية أو خيرية لحماية وإيواء الهاربات، مشيرا إلى أن المؤسسات الرسمية لا يمكن أن تقوم بدورها في الجانب الاجتماعي بحماية الهاربات على الوجه الأكمل، مستشهدا بالمنظمات الرسمية في الدول الغربية - فضلا عن النامية- التي لم تقم بجهد كبير في رعاية الجانب الاجتماعي، موضحا أن سبب نجاح المؤسسات الأهلية أو الخيرية في المجال الاجتماعي يرجع إلى الرغبة الحقيقية لدى العاملين فيها بالعمل وتكريس أنفسهم للفئات المحتاجة، وهذا ما حدث في جمعيات خيرية كجمعيتي مكافحة المخدرات والسرطان السعوديتين وأسهم في نجاحهما، واقترح إيجاد بيوت مؤهلة باختصاصيين واختصاصيات مؤهلين متعاونين ومتطوعين لرعاية الهاربات، وحذر من العدد اللافت لحالات هروب الفتيات مشيرا إلى أنها لم تصل حتى الآن إلى حد الظاهرة، إلا أن بوادر الظاهرة موجودة فيها.
وأكد الدكتور العود تعدد دوافع الهروب، فمن الفتيات من تهرب لتنجو بشرفها، وثانية تهرب للبحث عن المتعة، وأخرى تهرب من مشاكلها، مشددا على تقديم الجانب الوقائي على الجانب العلاجي لهذه المشكلة، حيث تتم وقاية النشء بتربيتهم من الصغر على الفضيلة.
وحدد الدكتور العود السمات النفسية الشخصية للهاربات، والمتمثلة في العزلة الدائمة للفتاة عن أهلها قبل هروبها، وشعورها بالاحتقار داخل أسرتها، كما تزداد رغبة الفتاة في الخروج من بيت أسرتها مع صديقاتها، وفي ذلك خطورة على نفسها والآخرين، بعكس الفتاة المندمجة مع أسرتها، داعيا الوالدين للانتباه لحالة الابنة النفسية وتواصلها مع الآخرين، داعيا المختصين إلى إجراء دراسات وأبحاث تفصل هذه الظاهرة وأسبابها وأعراضها وطرق مواجهتها، كما طالب بتعزيز الخطوط الهاتفية الإرشادية طوال الـ 24 ساعة، لتطرح الفتيات مشاكلهن الاجتماعية في أي وقت، وفي جو آمن، يقضي على الخجل من نقل المشكلات خارج البيت بدون تدخل الأهل.
وأوضح الدكتور العود أن لهروب الفتيات إرهاصات تقف خلفه، وتتعلق بعدد من الجوانب منها الجانب الثقافي متمثلا في التغير الذي مر فيه مجتمعنا والتطور الإعلامي، وما تبعه من دخول كم هائل من القنوات الفضائية التي جلبت ثقافات غريبة عن مجتمعنا، ونوقشت فيها مفاهيم مغلوطة كالصداقة، والحب قبل الزواج، والعلاقة بين المرأة والرجل، واستثارة عواطف الفتيات من خلال ذلك، مما يعطي محفزا للهروب، إن لم يتنبه أحد، إضافة إلى الجانب البيئي من حيث اضمحلال دور الأسرة ودور المدرسة والجيران والأقرباء، منتقدا عدم دعم الأب والأم الموظفة لأبنائهما وبناتهما عاطفيا، وإهمالهما لتكوين الأبناء النفسي.
ونبه للحالة التي تصل إليها الفتيات ـ طالبات الاستشارة ـ من التفكير بالتخلص من أسرهن، محذرا من تردي حالهن، واستغلالهن في مرحلة الضعف التي يمررن بها، عندما يعشن في ظل أب ضاغط، ووضع اجتماعي سيئ، فتمل الفتاة من حياتها، وحينها تكون لقمة سائغة يتلقفها الشباب بطرق مختلفة يستخدمونها لخداع الفتيات.
عدم الإشباع العاطفي وصديقات السوء
وحدد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام الدكتور عبد الله اليوسف هروب الفتيات بنوعين، هروب مادي بترك البيت، وآخر معنوي ببقائها في البيت، لكن مشاعرها وأحاسيسها تكون في الخارج، وهذا نوع من الاغتراب، بمعنى أنها تعيش مع الأسرة في البيت، لكنها غير موجودة في محيط الأسرة، مشيرا إلى أن التركيز دائما يبقى على الهروب المادي.
وقال الدكتور اليوسف إن دراسة كشفت أن هروب الفتيات هو الجريمة الثانية التي تتسبب في دخول الفتيات مؤسسة رعاية الفتيات وانحرافهن، ولأسباب كثيرة منها نمط التنشئة الأسرية، مثل تشدد الأب على ابنته، إما بالضغط عليها، وتزويجها من رجل مسن، أو عدم الاهتمام بإشباع الجانب العاطفي الذي تحتاجه، بالمقابل تعايش متغيرات كثيرة في الحياة اليومية يلعب الإعلام دور كبيرا فيها، فيصور لها أن الحياة رومانسية وعاطفية بشكل خيالي بعيد عن الواقع، مما يجعل الفتاة تتوقع أن الحياة كلها كذلك، في ظل افتقارها للإشباع العاطفي داخل البيت، بالتالي تشعر أنها محرومة، مما يفقدها التوازن ، ويسبب لها الخلل، أيضا صديقات السوء قد يسهلن الأمر على بعض الفتيات اللواتي قد يعانين من ضغوط أسرية.
وأضاف أن أحد أهم الأسباب غياب الرقابة المنزلية، فالأب دائما مشغول والأم كذلك، والأبناء غارقون في مشاكلهم، خاصة في فترة المراهقة، هذا الانشغال ربما يقود للمعاكسات الهاتفية، والوقوع في الخطأ، بعدها تهرب الفتاة، لأنها أخطأت، ولم تعرف كيف تتعامل مع هذا الخطأ.
وأضاف الدكتور اليوسف أن التفكك الأسري وطلاق الأبوين أو وفاة أحدهما من الأسباب المهمة في انحراف الفتيات، إضافة للفقر، فالبيئة الاقتصادية المتدنية والمستوى التعليمي للوالدين من الأسباب أيضا، ولكن هذا لا يعني ألا يحدث الهروب في الأسر المستقرة ماديا، مشيرا إلى أننا ما زلنا بحاجة لمزيد من الدراسات والبحث، وإيجاد آلية في الأسرة تساهم في تكيفها مع المتغيرات الاجتماعية بشكل هادف ومتزن.
يقول "يقع ذلك على الإعلاميين والأكاديميين والمراكز الاستشارية، فمهما كان المستوى التعليمي لرب الأسرة عاليا فإنه يظل بحاجة لرأي آخر ينير الطريق"، مطالبا الإعلام بالاتزان في التوعية، والبعد عن الإثارة..
ويشير الدكتور اليوسف إلى أن نسبة الهروب في عام 1424هـ بلغت 3285 بين الذكور والإناث، حيث وصل عدد الإناث 850، وقد تختلف مع التوسع الحضاري بسبب المتغيرات وبنسب بسيطة، لكن مقلقة في مجتمعنا المحافظ، مؤكدا أننا نحتاج الآن أن نلتفت كمتخصصين وآباء وأمهات إلى مثل هذه الأمور حتى لا تصبح خارج نطاق السيطرة.
تحذير من السقوط
وحذر مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية الدكتور علي بن شايع النفيسة الفتيات مما يغفلن عنه من أهداف تنال من عفاف الفتاة، عبر تسخيرها لبيع الهوى والمتعة المحرمة، واصفا بعض الفتيات الهاربات بأنهن يعانين من اضطرابات نفسية تدفعهن إلى الهروب، فيجدن من يتلقفهن لأغراض خبيثة، تنحصر غالبا في المتعة الجنسية المحرمة، مؤكدا أن تطبيق الأحكام الشرعية يعد رادعا للعبث، سواء في حق المحرضين الذين يديرون أوكار الدعارة، أو في حق الفتيات اللاتي يتورطن بالزنا وتعاطي المسكرات والمخدرات في تلك الأجواء الموبوءة بالعفن والآثام.
وأوضح الدكتور النفيسة أن بعض الفتيات يلجأن إلى الهروب لأسباب مالية، حيث تسعى الواحدة منهن لتحقيق أوهام خيالية وطموحات تفوق إمكاناتها وإمكانات أهلها المادية، مشيرا إلى أن الجانب الاجتماعي يأتي في مقدمة أسباب الهروب، ويتمثل غالبا في التفكك الأسري، ثم ضعف القوامة والخلل في التربية، إضافة إلى الأساليب الماكرة الخادعة التي يزاولها البعض من ضعفاء النفوس وأصحاب المقاصد السيئة للتغرير بالفتيات، وإيقاعهن في شبكات الدعارة وأوحال المخدرات. ودعا إلى ضرورة تقوية الوازع الديني لدى الفتيات، كأحد أهم وسائل الحد من عملية هروبهن، إضافة إلى التكاتف الأسري، واحتواء الفتيات في مرحلة المراهقة، واحتواء المشاكل الأسرية والزوجية قبل استفحالها، لمساهمته في الاستقرار النفسي والاجتماعي للفتاة.، كما دعا إلى تيسير زواج الفتيات، كسبب فاعل في الحد من هروبهن، وشدد على حفظ الفتيات من مواطن الفتن ومصائد الخبث من الرجال والنساء.
هروب مرضي
فيما عبرت أسرة زهور عن حزنها واستيائها مما عانته ابنتهم خلال فترة مرضها في السنوات الأربع الماضية، فبعد أن أصيبت بمرض غريب وهي في العاشرة، ترددت بسببه على الأطباء النفسيين والمقرئين، هربت من البيت، ولم تعد منذ أربعة أشهر.
وروى شقيق زهور معاناتها مع المرض، وقال "كانت زهور في العاشرة عندما أصيبت بالعين، ثم بمس من الجن سحرها، وسخرها له، وأفقدها وعيها، وقد حاولت الهروب مرتين، والمعالجون أخبرونا بذلك، وطلب أحدهم من العائلة أن يديروا شريط القرآن في المنزل طوال اليوم، وتضايقت زهور من القرآن، فكسرت الباب، وهربت في الصباح الباكر، ومازال البحث عنها جاريا"، مشيرا إلى أن الطبيب النفسي شخص مرضها على أنه حالة نفسية، ووصف لها دواء مهدئا، ولكن أحد المعالجين منعها من أخذ الدواء، لأنه ـ كما قال ـ يؤثر عليها.
حول هذه الحالة قال الاستشاري النفسي بمستشفى الحرس الوطني الدكتور سعيد كدسة إن مسألة الجان والسحر لا أحد ينكرها، ولكن يبدو أن الفتاة تعرضت لمرض عضوي أدى إلى اختلال قدرتها العقلية، إضافة إلى مشكلة نفسية لم يتعامل معها الطبيب النفسي وأسرتها بطريقة صحيحة، مشيرا إلى أنه يجب البحث عن المرض، وكيف بدأ معها، وهل تعرضت لحرارة شديدة، أو غابت عن الوعي، ولابد من معرفة التاريخ المرضي.
زيادة الاهتمام الأسري
إلى ذلك دعت الاختصاصية النفسية خديجة خميس إلى زيادة الاهتمام الأسري بالفتيات، لمواجهة ظاهرة هروب الفتيات من المنازل، وأضافت أن كثيرا من المدارس والجامعات والأقسام الأمنية سجلت في الآونة الأخيرة كثيرا من حالات الهروب لفتيات معظمهن في سن مبكرة، وهذا يعود إلى العديد من الأسباب، في طليعتها ضعف الاهتمام الأسري بالفتيات، وتعرضهن لضغوط أسرية متعددة، وارتفاع الحرمان العاطفي لديهن، نتيجة جهل الوالدين بأساليب التربية الصحيحة، واستخدام أساليب خاطئة مثل القسوة الزائدة، أو التفرقة أو التذبذب في المعاملة، أو التدليل الزائد، أو انشغال الأب والأم وتهاونهما في عملية التربية، واضطراب الجو الأسري بسبب عدم وجود تفاهم بين الأب والأم، وانعدام الحوار الإيجابي والفعال داخل الأسرة، مشيرة إلى أن كثيرا من المراهقات في هذه السن بحاجة إلى حضن الأم وقلبها وعقلها.
وأضافت خميس أنها تتلقى شكاوى يومية من كثير من الفتيات يرددن "أمي مشغولة، أمي تعاملني بقسوة، نظرات أمي تخنقني"، وهذا لا يعكس دور الأم في الأسرة، إذ يفترض أن تكون هي الأقرب، وهي السند للفتاة في هذه السن حيث تحتاج إلى عطفها وإلى حبها، فإذا لم تحصل على ما تحتاجه داخل المنزل، فستبحث عمن يشبع هذا الحرمان العاطفي خارج المنزل وبطرق خاطئة، فالحرمان العاطفي سبب رئيسي لهروب كثير من الفتيات.
وتابعت الخميس قائلة " وسائل الإعلام والإنترنت غيرت كثيراً من المفاهيم والقيم الدينية لدى جيل اليوم، مما يصعب من مهمة الأسر والتربويين عموما، فأصبحت مفاهيم الحب والصداقات والعلاقات مباحة وفي متناول الكثيرات دون وجود رادع تربوي، وكل الأشياء مغرية للفتيات والشباب أيضاً، كل هذه العوامل تؤثر على الفتاة لتخلق منها شخصية متمردة، أو شخصية ضعيفة مكبوتة، أو تعاني من عدم النضج، ومن الحرمان العاطفي أو المادي، لتصبح شخصية سطحية دون معان توقفها أو تردعها عن ارتكاب الأخطاء.








فتاة يعاقبها أهلها لأنها وصلت إلى الماجستير ويرفضون زواجها لعدم تكافؤ النسب
آخر إحصائية سجلت 1334 حالة هروب خلال عام واحد

الرياض: سمر المقرن
كشفت آخر إحصائية صادرة عن السجل الإحصائي لوزارة الداخلية لعام 1426هـ أن عدد الإناث الهاربات والمتغيبات عن منازلهن بلغ 1334 حالة خلال عام واحد. وقال مصدر أمني لـ"الوطن" إن الهاربات في معظم الأحوال يتم إيقافهن إما بمؤسسات الرعاية إن كانت من الفئة العمرية دون الـ30 عاماً، أو بسجن النساء إن كانت في سن أكبر، وذكر أن هذه الحالات لا تخضع للمحاكمة إلا في حال اقترلن الهروب بجريمة جنائية أو أخلاقية.
وتستعد غداً الأحد سجينة أربعينية تقطن في سجن النساء بالرياض بتهمة الهروب من الأهل للزواج، حيث تخرج أخيراً مع عريسها بعد مرور ما يقارب عامين على حبسها بسبب مشاكل أسرية تم حلها من قِبل إدارة السجن والجهات القضائية بنزع ولاية والدها عنها.
كما استقبلت مؤسسة إصلاحية بالرياض الأسبوع الماضي فتاة تبلغ من العمر 21 عاماً لازالت قضيتها قيد التحقيق، وكشفت الملامح الأولية أن الفتاة يتيمة الأم، وتقع تحت ضغوط شديدة من قِبل أشقائها. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تودع فيها الفتاة داخل مؤسسة إصلاحية، حيث تكرر هروبها، وأودعت قبل هذه المرة 3 مرات سابقة .
وروت فتاة في أواخر العشرين من عمرها حكايتها المريرة داخل أسرة تكاتفت عليها بشتى أنواع الإيذاء النفسي والجسدي، ليس لشيء ارتكبته سوى الحصول على درجة الماجستير، تقول س، ي"أعيش داخل أسرة غير متعلمة تعليما عاليا،ِ وبسبب حصولي على هذا المستوى الدراسي والتحصيلي شب لهيب الغيرة، حتى أني أصبحت منبوذة من أشقائي وشقيقاتي".
وتكمل بنبرة متقطعة بالمرارة"كان الأمل الوحيد لخروجي من هذا المحيط هو الزواج، وبالفعل تقدم لي شاب يحمل درجة عالية من التعليم، وعلى خلق ودين، وشقيقته زميلة لي بالجامعة، ورضيت به، إلا أن أهلي رفضوه، متعللين بأنه من قبيلة مختلفة عن قبيلتنا، تناقشت معهم، وحاولت إقناعهم، ولم أحصل على نتيجة، بل إن والدي وشقيقي قررا إيقافي عن الدراسة، ووأد حلمي الذي تعبت عليه كثيراً، وهو درجة الماجستير التي تفصلني عنها شهور قليلة".
وتضيف س، ي"لجأت إلى أحد القضاة، واتصلت به، ونصحني بتهدئة الموضوع، وحاولت ولم أنجح، إلى أن هداني الطريق إلى إدارة الحماية الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية. لجأت لهم، وبقيت بالدار ليلة، حتى استدعوا والدي وشقيقي، وأخذوا عليهما التعهدات اللازمة لأكمل دراستي ، تقول"استشرت الاختصاصيات بالدار لرفع قضية عضل، ونصحوني بالتريث، ومر على هذا الحادث شهر، وأنا الآن أعيش في صراع نفسي مرير، ولا أدري إلى أين سينتهي مصيري".

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط

الماوردي
02-20-07, 08:51 AM
شعيب: أكثر البنات الهاربات أعمارهن بين 14و 26 عاما أو في المرحلتين المتوسطة والثانوية
ياركندي: التعامل مع البنات بعنف يأتي بعواقب غير محمودة مثل انحراف الفتاة أو إصابتها بالأمراض النفسية

شعيب: أكثر البنات الهاربات أعمارهن بين 14و 26 عاما أو في المرحلتين المتوسطة والثانوية
ياركندي: التعامل مع البنات بعنف يأتي بعواقب غير محمودة مثل انحراف الفتاة أو إصابتها بالأمراض النفسية
مكة المكرمة، خميس مشيط: صباح مبارك، صفية بن شيبان
فتاة حاول شقيقها تزويجها بالقوة من كهل، فهربت، ولم ينقذها إلا سائق أمين، أعادها إلى منزلها، بعد تعهد شقيقها بعدم إيذائها، وفتاة مصابة باضطرابات هرمونية جعلت صوتها كصوت الرجل، أهمل أهلها علاجها فحاولت الهرب للعلاج خارج البلاد بأوراق مزورة، وتم توقيفها في المطار، فتاة تعامل معها أخوها بالعنف والضرب، والإيذاء النفسي والجسدي، بعد رفضها محاولات أخيها تزويجها من كهل، فهربت إلى الحرم المكي..
هذه قصص لهروب الفتيات، تلك الظاهرة القائمة في المجتمع السعودي، كما هي الحال في المجتمعات الأخرى، وهي ظاهرة لها أسبابها وتحليلاتها المتعددة المتنوعة. الواقع يقول إن المعاملة السيئة من قبل الأهل قاسم مشترك في حالات هروب الفتيات، وقد أجمع الاختصاصيون على أن الظاهرة تحتاج إلى دراسة وتدقيق، للوصول إلى إجراءات وخطوات، وسياسة اجتماعية جديدة لعلاجها والَحد من تأثيراتها السلبية على المجتمع وعلى الفتيات بصورة خاصة.

الهروب بملابس رجل
(ح.ف) فتاة تم تزويجها منذ عشرين عاماً من رجل دون رضاها، فما كان منها إلا أن غافلت أهلها، وهربت في ملابس رجل من مكة المكرمة إلى جدة، وهناك تعرف عليها أحد سائقي الليموزين، وكان لحسن الحظ على خلق نبيل، فأخذها لبيته وعند زوجته وبناته، واتصل بأخيها ليستلمها، وبهذا الأسلوب استطاعت أن تنجو من الزواج.
(م.ح) فتاة في التاسعة عشرة من عمرها لا تخضع لأي نوع من المراقبة، تعيش في أسرة مع إخوتها ووالديها، لها العديد من الصديقات اللائي لم يهتم الوالدان بطباعهن وأخلاقهن، تاركين لها الحرية الكاملة في مصادقة من تشاء، في أحد الأيام تفاجأ الوالدان بغياب ابنتهما عن البيت، وقاما بالبحث عنها في كل مكان، وفي اليوم الثالث وجدوها في بيت إحدى صديقاتها، حيث حلت كل تلك الأيام ضيفة لديها، وعندما سألتها والدتها عن سبب تغيبها عن البيت كانت إجابتها "أنتم لا تحبوني".

اضطرابات هرمونية
وتفاجأت كريمة باتصال يستدعيها للحضور إلى المطار لأخذ ابنتها، وقد كانت الابنة تعاني من اضطرابات هرمونية وفسيولوجية أكسبتها خشونة شديدة في الصوت وتصرفات رجولية، ولم تجد من أهلها أي حرص على علاج حالتها، ففكرت في السفر لإحدى الدول الأجنبية للعلاج، وساعدها في ذلك أحد المقيمين الذي زور لها كل أوراقها بإتقان شديد، ولا يعلم أحد لو استطاعت أن تسافر ماذا سيكون مصيرها هناك.
(م.ض) مطلقة وأم لطفلين تعيش في إحدى قرى مكة، تعرضت لمعاملة سيئة وغير إنسانية من قبل إخوتها وبعض أقربائها، وصلت لحد الضرب والتهديد، وفجأة اختفت مع طفليها عن أهلها لمدة طويلة، وبحث عنها إخوتها في كل مكان دون جدوى، وبعد أربعة أشهر اتصلت بأحد أقربائها الخيرين من المدينة المنورة، مبينة رغبتها في العودة لمكة المكرمة، ولكنها تخاف من إخوتها، فما كان من هذا القريب إلا أن أخذ عهداً من إخوتها بعدم التعرض لها، وآواها القريب في إحدى شققه داخل مكة، لتعيش فيها هي وطفلاها.

الهروب إلى الحرم
"من أكثر الأماكن التي تلجأ إليها البنات الهاربات في مكة المكرمة بيت الله الحرام، حيث تجد الفتاة هناك الأمان والطمأنينة بشكل كبير، كما أنها تأمن هناك على نفسها من التعرض لأي أذى"، هذا ما قالته بعض الموظفات والمراقبات في الحرم، حيث يرين أن هذه الظاهرة تكون بصفة يومية في الحرم.
وعن الطريقة التي يتم فيها التعرف على الفتاة الهاربة من غيرها، بما أن البيت الحرام مليء بالزوار والمعتمرين قالت الموظفات إن المراقبة داخل الحرم شديدة، فيلاحظ أن الفتاة تأتي للصلاة وحدها، ثم تنزوي جانباً دون أن يكون معها مرافق، أو تطيل المكوث في الحرم، وعندما تسأل من قبل المراقبات داخل أروقة الحرم المكي الشريف عن سبب مكوثها كل هذا الوقت، يتبين أنها هاربة من أسرتها.
وعن الأسباب التي تدعوهن للهروب قالت إحدى الموظفات في الحرم "ليست محصورة في سبب واحد، فمنهن من كان سبب هروبها محاولة أهلها تزويجها بكبير في السن، أو العنف والضرب الشديد من قبل الأب، أو وقوعها في خطأ، وتخاف من العقاب الشديد، وغيرها من الأسباب.
وعن الإجراءات المتخذة معهن قالت الموظفة إنه يتم التحقيق مع الفتاة الهاربة، ثم الاتصال بأهلها، لأخذها والتعهد بعدم التعرض لها بالضرب أو الأذى.
وتقول موظفة أخرى "في أحد الأيام كانت هناك فتاة منزوية في جانب أحد أعمدة الحرم، وظلت على هذا الحال لفترة طويلة، وظنت المراقبة أنها تنتظر أحدا من أقاربها، وبعد أن تأكدت من أنها بمفردها، وعرفت المراقبة أنها هاربة، سألتها عن سبب هروبها، فعلمت أن السبب عنف أخيها الذي يكفلها، وضغطه عليها لتزويجها من رجل في سن والدها، وعند رفضها ذلك، أخذ يمارس معها أساليب التعذيب النفسي والجسدي، وحرمها من الذهاب لمدرستها، وكانت آثار الضرب بادية عليها، وبعد الاتصال بالأخ حضر لاستلامها، وقام أحد الشيوخ في الحرم بنصح أخيها، وأخذ عهدٍ منه بعدم التعرض لها بالأذى.

المعاملة السيئة قاسم مشترك
المعاملة السيئة للفتاة من قبل الأهل قاسم مشترك في معظم حالات الهروب، وتتعدد قصص الفتيات اللائي تعرضن للأذى من أهلهن، فهناك فتاة يمنعها والدها من النوم في غرفة نوم مغلقة الأبواب، ولابد من فتح باب غرفتها دائما، والأبواب تنزع بشكل كامل، وأخرى تقول يجبرها والدها على النوم في غرفة استقبال الضيوف، حتى تبقى دائما تحت النظر، وثالثة تقول "لا أخرج من المنزل حتى يتفقد والدي أو أحد أخوتي ملابسي ويفتش حقيبتي".
وتشكو أخرى من عدم موافقة والدها على إكمال الدراسة إلا عند المرحلة الثانوية فقط، وتقول أخرى "منعني والدي من دخول القسم الذي طالما كنت أحلم به، وهو قسم العلوم الطبية، فأصبت بحالة نفسية شديدة، وكان الأهل يعتقدون أن ذلك غضب سيمر، مما أدى إلى هروبي من المنزل، وتقول فتاة "لا توجد في منزلنا أبدا مفاتيح لأي غرفة، حتى دورة المياه ممنوع إغلاقها"، وتقول أخرى "لم أختر يوما ملابسي التي أرتديها أنا، إنما والدي أو أحد إخوتي هم من يختار"، وتقول أخرى "يسمح لإخوتي الأولاد بمشاهدة ما يريدون في التلفاز، حيث تم تخصيص جميع القنوات الفضائية وجميع أدوات التسلية لهم، ونحن الفتيات ممنوع، حتى لعب البلايستيشن ممنوع".

تجارب واعترافات
وتتوالى اعترافات الفتيات وشكواهن من تعسف الآباء والأشقاء، تقول فتاة "أنا طالبة جامعية، عندما فتش والدي حقيبتي ذات يوم، ووجد أدوات ماكياج من روج وكحل، ضربني ضربا مبرحا"، وتقول أخرى "إن الخروج من المنزل غير ممكن، إلا في الضرورة أو المرض، أما الترفيه فممنوع من باب أن بيت المرأة ستر".
وأحيانا يصل تعسف الآباء والأشقاء إلى حدود مخيفة، فهناك فتيات لم يخرجن من المنزل منذ ثلاث سنوات، وتقول فتاة "والدي يراقبني في كل شيء، حتى عند الرد على المكالمات الهاتفية، يتنصت علي دائما، وسار إخوتي على نهجه، مما سبب عداوة كبيرة جداً بيننا، وكل ذلك من باب عدم الثقة"، تقول أخرى "أبي يأخذ راتبي الذي لا يتجاوز 1000 ريال، رغم أنه مقتدر مادياً، بدعوى أنني لست في حاجة لهذا الراتب، وإذا اعترضت علي أن أتكفل أنا بمصروف المنزل بأكمله".
وفي بعض الأحيان تؤدي هذه المعاملة السيئة من قبل الأهل، إما إلى هروب الفتاة أو إقدامها على الانتحار، تقول فتاة في الخامسة عشر من العمر "حاولت الانتحار مرتين، مرة بسكين حادة، والمرة الثانية بمسدس، والسبب ضغوط أسرية، وعدم تفهم أهلي لي، وتجاهل وجودي في كل شيء، حتى في أدق أموري، هم من يقرر وأنا أجبر على التنفيذ".
وتعبر فتيات عن مشاعرهن المحبطة تجاه معاملة الأهل السيئة، تقول إحدى الفتيات "لماذا لا نعطى الثقة؟، ولماذا الشك؟، وما الذنب الذي اقترفته الفتاة حتى تعامل هكذا؟، لماذا الحرمان والقسوة، ومن أين نأخذ الحنان والرحمة والعطف؟ لمن نشكو همومنا إذا كان من حولنا أكثر قسوة علينا؟".
وتقول فتاة أخرى "كل فتاة بأبيها معجبة، كيف نطبق هذه العبارة في هذا الجو المليء بالشك والغيرة وعدم الثقة والإقلال من الشأن، وإحساسنا الدائم بالحرمان؟ ماذا نفعل ولمن نلجأ، ومن يسمعنا ويفهمنا؟".
وتقول فتاة ثالثة "نعم نؤيد الاهتمام والحرص واجب والملاحظة واردة، ولكن من حق الفتاة التمتع بحقوقها كما نص الدين الإسلامي، الشك الذي تواجه به الفتاة يؤدي إلى إحساسها بأنها أقل من غيرها من فتيات المجتمعات الأخرى، مما جعلها دائمة التقليد لهن".
وتقول فتاة "معظم الآباء هم من يحدد مصير الفتاة، فأصبحت مثل الدمى أو التماثيل يتحكم الواحد فيها تلو الآخر، ابتداء بالأب ثم الأخ، ومن ثم الزوج، فهم من يحددون طبيعة حياتها ومستقبلها، لذلك أصبحت الفتاة محدودة التفكير، ضعيفة الثقافة، في الوقت الذي ترى فيه الفتاة فتيات المجتمعات الأخرى يمارسن حياتهن كما يخططن، فأصبحنا ننظر إليهن على أنهن أكثر ثقافة".
وقالت فتاة جامعية "مازالت الفتاة في مجتمعنا التي تدخل مجالات معينة مثل الطب والتمريض والعمل البنكي وغيره مرفوضة اجتماعيا، وهذا التعامل مع الفتاة سبب لها الكثير من الأمراض النفسية ومن ثم الجسدية، وأدى إلى انتشار حالات الانهيار النفسي للفتيات كذلك انتشرت حالات الهروب والشذوذ.

التفكك الأسرى والتفرقة في التربية
تقول الباحثة الاجتماعية في مؤسسة رعاية الفتاة بمكة حفصة شعيب والتي تؤوي عددا من الفتيات الهاربات "نسبة الفتيات الهاربات ارتفعت في الآونة الأخيرة أكثر مما عليه في السابق، وربما يعود ذلك لأسباب عدة منها قلة الوازع الديني بين البنات، والاحتكاك بصديقات السوء، هذا غير أن الانفتاح الإعلامي له دور كبير في هذا الهروب، بسبب الأفكار التي يشحن بها عقول البنات الصغيرات، كما أن التفكك الأسري أحد أسباب الهروب، والتفرقة في التربية بين البنت والولد أيضا لها دور كبير في اللجوء للهروب، فخطأ الولد مغتفر ومقبول أما خطأ الفتاة فيظل لصيقاً بها أمام أسرتها الذين يمارسون على الفتاة شتى أنواع التعذيب النفسي والبدني من التحقير والضرب والتأنيب على الدوام"، مشيرة إلى أن أكثر فئة عمرية للبنات الهاربات اللائي تؤويهن المؤسسة مابين 14و 26 عاما أو في المرحلتين المتوسطة والثانوية.
وترى أستاذ الصحة النفسية المشارك بكلية التربية للبنات بمكة المكرمة الدكتورة هانم ياركندي أنه لا بد من الوقوف عند قضية هروب البنات كثيراً، وعمل الدراسات العلمية لحصر الأسباب الداعية لذلك، ومحاولة تفاديها، مشيرة إلى أن معالجة هذه المشكلة تبدأ في الأساس من داخل الأسرة، تقول "هناك فتاة قد هربت من أهلها من منطقة الجنوب إلى جدة، فما الأمر الذي يدفع فتاة إلى أن تقطع كل هذه المسافة هاربة بمفردها، لو لم يكن هناك تعامل سيء من الأهل، جعلها تبحث عن الأمان.
وتضيف أنه في عصرنا هذا لا يفيد أسلوب الشدة والعنف في التعامل مع البنات، بل يأتي بعواقب غير محمودة، مثل انحراف الفتاة ببحثها عن الحب المفقود داخل الأسرة وخارجها، أو دخولها في دوامة الأمراض النفسية، والتي قد لا تخرج منها أبدا.

اضطرابات المراهقة
وتشير الدكتورة ياركندي إلى عدم تفهم الفتاة لمعنى المراهقة بشكل صحيح، حيث تعتقد أنها بكونها في فترة مراهقة فإن ذلك يجعلها ترى أن كل ممنوع مسموح، فيصيبها أحيانا شيء من التمرد على بعض أنظمة وقوانين الأسرة التي تربت عليها، بحجة أنها مراهقة، مشيرة إلى أن فترة المراهقة هي فترة التكاليف الشرعية مع تغيرات جسمية وفسيولوجية، وليست فترة اضطرابات ونزوات وتمرد عن القيم والعادات والتقاليد التي تربينا عليها ويؤيدها ديننا الإسلامي ، مشددة على أهمية أن تتحكم الفتاة في الغرائز، وتسيطر عليها وليس العكس، حيث تستطيع أن تتعلم ذلك من الأسرة التي تعيش فيها.
وتقول الدكتورة ياركندي إن من أسباب هروب الفتيات القسوة في التعامل والتفكك الأسري والطلاق والحرمان الزائد التدليل مع الحماية الزائدة، فعندما ينعدم التواصل بين الوالدين والفتاة ليصبح من طرف واحد، يتم نقل التوجيهات والأوامر دون نقاش أو جدال ودون أخذ وجهة نظر الأبناء بما يتم التقرير بشأنهم، وعندما تشعر الفتاة أن حاجاتها النفسية للحب والاعتراف والقبول في الأسرة غير محققة، وعندما يتم تحقير رأيها والتقليل من قيمتها وتقديرها لذاتها، عندها تبدأ فجوة أزمة الثقة بين الفتاة والوالدين في الاتساع، فينفصل عالمها عن عالم والديها، وعن الواقع الذي يعيشونه، وتغرق في عالم خاص بها، قد يصل في نهاية المطاف إلى اللامبالاة ومشاعر الاكتئاب والهروب، وقد يصل لمحاولات الانتحار.
وتتابع قائلة "عندما تقرر الفتاة الهروب من المنزل، فإنها تكون قد وصلت في صراعاتها إلى نهاية المطاف، حيث لا تجد حلا وفق ما تعتقده إلا من خلال الهروب من المنزل، وهنا تكون معرضة لخطر أن تمشي وراء أول يد تمتد لمساعدتها، وغالبا ما تكون هذه الأيدي غير نظيفة تدفعها للانحراف والجنوح".

86.8% من دوافع انحراف الفتيات اجتماعية عاطفية و13.2% منها للحصول على منافع مادية

الرياض: فداء البديوي
اندفعت فتاة في السابعة عشرة من عمرها إلى مرحلة صارت معها لا تمانع بالخروج مع الشباب بغرض الحصول على المال - على الرغم من أن أسرتها ثرية - وبالتدريج أدمنت السهر والشرب، ولم تعد تفكر بالمال فقط، بل أصبح لديها في المرتبة الثانية.
حالة الثانية في عمر العشرين، عاشت مع زوجها في حي فقير وسط 3 من أطفالها، غابت عن منزلها قرابة العامين، دون أن يعلم الزوج السبب، وأنجبت خلال فترة غيابها طفلاً سفاحاً، ليفاجأ زوجها بالقبض عليها وسجنها، ولكنه اضطر إلى إعادتها إلى عصمته بعد خروجها، حتى تربي أبناءه الثلاثة، ثم أنجبت منه ابنتين، وبعدما كبر أبناؤها تزوجت الكبرى، وعاشت الابنتان في كنف أبيهما بعدما انفصل عن والدتهما، أما الولدان فأصبحا منحرفين ومن أرباب السوابق.
وسيدة عمرها 19 عاما متزوجة وأم لطفلين، كانت تسكن مع أسرتها في عمارة مكتظة بالسكان، حدث وأن اتهمت جارها الأجنبي الوسيم بأنه انتهز فتح باب شقتها، فدخل عليها واغتصبها، إلا أن زوجها صدم فيما بعد، عندما علم أن الجار صديق لزوجته، وأن الزوجة اتهمت الجار بالاغتصاب، بعدما افتضح أمرهما أمام الخادمة.
وضمن حالات أخرى روتها اختصاصيات في مؤسسة رعاية الفتيات بالرياض حالة إحدى الفتيات اللائي قضين فترة عقوبة بالمؤسسة عمرها 14 عاما، كانت تعاني من الجفاف العاطفي بينها وبين أفراد أسرتها، وعندما عرضت عليها صديقتها أن تسمع كلاماً جميلاً يلامس مشاعرها ستجده في رقم هاتف شاب أعطتها إياه - كانت الصديقة قد جربت الاتصال به - سمعت الفتاة ما أرضاها، وقنعت بالوقوف عند حد الكلام، لكن الشاب طمع في رؤيتها، فاضطرت للخروج معه، وتوالت مرات اللقاء بينهما ستة أشهر، حتى قبض عليهما، وأودعت الفتاة في المؤسسة.
وعانت فتاة أخرى في العشرينيات من انفصال والديها منذ كان عمرها 7 سنوات، ولم تكمل تعليمها، فتوقفت عند المرحلة الابتدائية، حيث عاشت في بيت أبيها الذي كان جافا في تعامله معها، مشغولا بزوجته الجديدة وأبنائه الآخرين، على الرغم من أن ابنته كانت تعيش معهم في نفس البيت، إلا أنه لم يكن يبالي بها أو يسأل عنها، وفي إجازة الصيف كان يتركها عند أعمامها بالأشهر، ولا يسأل عنها، وكانت تشعر خلال تواجدها عند أعمامها بعدم قبولهم لها، كما أن زوجته من النوع السلبي لا تسأل عنها، سهل لها ذلك تكوين علاقات مع أكثر من شاب، وكانت هي من بدأ بهدف البحث عمن تتكلم معه، وتجد من يسمعها، وارتبطت بأحدهم، وقويت علاقتها به، وصارت تخرج معه، وتقابله لفترة تجاوزت العام، حتى جاء الوقت الذي هربت فيه إلى هذا الشاب، فعرفت وقتها أنه متزوج، وكان قد أخبرها بالعكس - وكان أهلها خلال هروبها قد أبلغوا عن اختفائها - فقبض عليها معه.
واختلف وضع سيدة متزوجة، لاحظ أهل زوجها أنها تمارس عادة السرقة منهم، فأبلغوا عنها لتأديبها وردعها عن السرقة - بعدما يأسوا من إصلاحها بأنفسهم - لتعود إليهم بعد قضائها فترة عقابية في المؤسسة إنسانة سوية، وأدركت خلال تواجدها في المؤسسة حرص واهتمام أهل زوجها بها، وسؤالهم عنها، وزيارتهم لها، مقابل جفاء أهلها ورفضهم لها.
وأشارت اختصاصيات نفسيات واجتماعيات في المؤسسة إلى أن أغلب الفتيات اللائي يقعن تحت تأثير دوافع الانحراف تتراوح أعمارهن بين 14و 17 عاما، واتفقن على أن أبرز دوافع الانحراف لدى الفتيات ضعف الوازع الديني، وعدم وجود رادع ذاتي منذ الصغر، يجعل الفتاة تميز بين الصواب والخطأ، إضافة إلى تشديد رقابة الأهل على بناتهم، مما يصيبهن بعدم الثقة، ويدفعهن للانحراف في حال غاب أو فُقد أحد الوالدين، والرغبة في تجربة الجديد في مرحلة المراهقة - خلال المرحلة المتوسطة -، وتشجيع زميلاتها للإقدام على هذا الجديد، دون إدراك لخطورته.
وأجمعت الاختصاصيات على أن الفتاة عادة لا تتوقع وصولها إلى مراحل خطرة تترتب على هذه التجربة، متساهلات في البداية التي تكون مجرد معاكسة هاتفية، تحت تأثير مجاراة الصديقات، بعدها تكون في مرحلة لا تتحكم خلالها بعواطفها فور الدخول مع الشاب بالأحاديث، ومن الممكن أن يؤثر فيها فيدفعها لرؤيته.
وأرجع أستاذ علم الجريمة بكلية الملك فهد الأمنية اللواء ركن عبدالرحمن المعجل أهم أسباب انحراف الفتيات في المجتمع العربي والسعودي إلى تأثير بيئات الحي والمدرسة والأسرة وغيرها، وضعف الوازع الديني والثقافة الدينية، في ظل ما يبث عبر القنوات الفضائية من مفاهيم وقيم غير سوية، كذلك تزويج كبار السن من فتيات صغيرات، إضافة إلى انتشار العنوسة في المجتمع، التي تنتج عن غلاء المهور الفاحش، وما يتبعه من تكاليف باهظة تثقل كاهل الشاب، مما يؤدي إلى تأجيل فكرة الزواج إلى سن متأخرة، كذلك افتقاد الفتيات والسيدات إلى وسائل الترفيه البريء، مطالبا بإيجاد أندية نسائية يمارسن فيها هواياتهن، وتروحن عن أنفسهن تحت إشراف مسؤولات على مستوى عال من الوعي الثقافي والديني.
ودعا المعجل إلى التركيز على الثقافة الدينية للمرأة، وتحصينها، وتقوية رقابة الفتاة الذاتية، مع تنشئتها تنشئة صالحة، وتربيتها على الرحمة والمودة، مشيرا إلى أن العنف والتسلط في تربية الأبناء ينعكس سلبا على البنين والفتيات، مما يقود إلى الانحراف، كما دعا إلى مساعدة الفتاة في قضاء شؤونها، مع وجود رقابة غير مباشرة من الوالدين وثقة متبادلة بينهما وبين ابنتها، محذرا من ممارسة الكبت عليها.
وأكد المعجل أن جرائم المرأة في المملكة لا تقاس أمام جرائم المرأة في المجتمعات الأخرى، مرجعا سبب ذلك إلى العادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا الإسلامي، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى تقليص القليل قدر المستطاع، مستشهدا بإحصائية وزارة الداخلية لجرائم الإناث خلال عام 1423هـ، حيث بلغ مجموع الحوادث الأخلاقية 9580 حالة بينها 3075 حالة من الإناث، في حين بلغت جرائم القتل في نفس العام 202 حالة، بينها 8 إناث فقط، ولم تحدد جنسياتهن.
وكشف أستاذ الدراسات الاجتماعية ومناهج البحث في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور محمد السيف في دراسة ميدانية أجراها عام 1426هـ أن 135 فتاة محكوم عليهن بالسجن بسبب ارتكابهن جرائم جنسية أو مخدرات أو مسكرات أو جرائم اعتداء وأموال، منهن 59 في مؤسسة رعاية الفتيات في مكة المكرمة، و54 فتاة في مؤسسة الرعاية بالرياض، و22 في مؤسسة الرعاية بالأحساء.
وأكد الدكتور السيف أن 86.8% منهن كانت أفعالهن لتحقيق أهداف اجتماعية عاطفية، مقابل 13.2% فقط منهن كن يمارسن الانحراف للحصول على منافع مادية، مضيفا أنه توصل من خلال دراسته إلى أن الغالبية من البنات السعوديات كن يندفعن للانحراف بحثا عن مشاعر الحب والحنان بنسبة 32.5%، أو الانتقام وكراهية أفراد الأسرة بنسبة 33.8%، ونادرا جدا ما تنحرف الفتيات في المجتمع السعودي إشباعا للغريزة، حيث تمثل نسبتهن 6.1%.


الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط