المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليمن: 85 % من الشباب والفتيات تزوجوا وأعمارهم بين 10 و17 عاما



minshawi
12-31-04, 11:17 PM
أشارت إحصائيات رسمية يمنية حديثة إلى ارتفاع نسبة الزواج المبكر في اليمن في وقتنا الراهن، وأوضحت اللجنة الوطنية للمرأة أن نسبة المتزوجين من إجمالي السكان عشر سنوات فأكثر بلغت 48 في المائة في اليمن لكلا الجنسين. وأكدت اللجنة أن نسبة النساء أعلى من نسبة الرجال نتيجة تزويج النساء في أعمار أصغر من أعمار الرجال وانتشار تعدد الزوجات. مشيرة إلى أن نسبة النساء المتزوجات وهن في أعمار صغيرة بلغت 48 في المائة، فيما بلغت نسبة الرجال 44 في المائة وبلغ متوسط أول زواج 4.17 سنة لكلا الجنسين. ويؤكد الجهاز المركزي للإحصاء في دراسة أعدها عام 2001 أن نسبة 75 في المائة من النساء المتزوجات قد تزوجن وأعمارهن ما بين 10 إلى 19 سنة وهي أعلى نسبة من الفئات العمرية، فيما الفئة نفسها من الرجال بلغت 25 في المائة.
ويحرص معظم الأسر اليمنية على تزويج أبنائهم بمجرد بلوغهم سن الزواج وإن كانت بعض الأسر تبالغ في ذلك حيث تقوم بتزويج أبنائها في سن مبكرة قبل وصولهم إلى السن التي تؤهلهم لتحمل تبعات الزواج ومسؤوليته.
وفي الغالب يتم ذكر الزواج المبكر باعتباره من الأسباب المهمة التي تعوق أفراد المجتمع اليمني من المشاركة الفاعلة في التنمية. فلا تكاد تذكر أي مشكلة اجتماعية يمنية إلا وجاء ذكر الزواج المبكر كمشكلة الأمية ومشكلة معدل الوفيات وارتفاع الخصوبة.. إلخ..
وفي اليمن أو غيرها ليس بغريب أن تسمع عن رجل عاش طوال حياته أعزب نتيجة الفقر أو المرض، لكن الغريب أن تجد أو تسمع عن رجل ينتمي إلى القبائل اليمنية من ذوي الدخل المتوسط وأصحاب العقارات وعمره فوق الـ 90 سنة ويتمتع طوال حياته بالصحة الجسدية والنفسية، لكنه لم يتزوج طوال حياته.
ولكن اليمني مبخوت دومة البالغ من العمر 92 عاما رجل يُشاهد في أغلب الأوقات يخرج من منزل واسع وجميل. ويصعد سيارات مختلفة بصحبة مجموعة من الشباب يهتمون به نظرا لكبر سنه. فتحسبه أبا لهم. لكن الحقيقة غير ذلك فأولئك الشباب هم أبناء وأحفاد أخيه الأكبر. وأما هو فلا أبناء له "ليس لأن زوجته لم تنجب. بل لأنه لم يتزوج طوال عمره. رغم أنه من قبيلة "أرحب" التي أغلب رجالها ممن هم أقل عمرا منه أو في نفس عمره أو أكبر. قد تزوجوا وأعمارهم ما بين 10 و19 عاما.
قصته لا يصدقها كل من يسمع بها خاصة أنه رجل ممن يعملون في التجارة ويملك أموالاً وعقارات ورثها عن والده ما تساعده على الزواج بأربع نساء في وقت واحد.
أصبح الشيخ مبخوت سواء في قريته أو في منطقته التي يعيش فيها حاليا في العاصمة صنعاء مثالا يضرب به في الأشخاص العزاب ممن وصلت أعمارهم إلى 30 عاما وما فوق وخاصة أبناء الأغنياء ومتوسطي الدخل. ويطلق عليه عميد عزاب اليمن والعالم. وقد أثار طلب "الاقتصادية" إجراء هذا الحوار معه اهتمام الكثير ممن يعرفونه، حيث حبذ بعضهم الحضور أثناء إجرائه. لكن الشيخ مبخوت فضل أن يكون الحوار معه بعيدا من الضوضاء التي قد تسببها تعليقات الحاضرين "النكات".
حب واختلاف ومفاجأة.
وعن سبب عزوفه عن الزواج حينما كان في ريعان شبابه يقول مبخوت "حينما أصبح عمري 51عاما تقريبا كنت معجبا بفتاة من قريتي. وهذا الإعجاب تطور إلى حب. وفي أحد الأيام صارحتها بحبي وأني أريد أن أتزوجها ولن أتزوج من أي فتاة غيرها. فاندهشت مما سمعته مني ولم ترد على كلامي وركضت نحو منزلهم، وبعد عدة شهور انتهزت فرصة ثانية لتتحدث معها وفي الوقت نفسه كنت مستعدا لتقبل أي ردود سلبية نحوي لأني لم أستطع الصبر. وقبل أن أنطق بكلمة واحدة فوجئت بكلمة منها مفادها "إن الذي يريد أن يتزوج يأتي من الباب لا من الطاقة". أي لا بد أن أطــــلبها من والدها.. وبعد أيام كنت أنوي التحدث مع والدي بشأنها حتى يطلبها لي من والدها. لكن والدي فاجأني قبل ذلك بأنه يريد أن يزوجني إحدى فتيات أقربائنا، فرفضت وتقبل والدي رفضي. لكني حينما كشفت له أني أريد الزواج بمن أحبها انزعج منى وأكد لي أنه لن يزوجني إلا بفتاة من أقربائنا وليس من غيرهم، وحينما أصررت اشــــــترط عـــلـــيَ عدم تحمله دفع المهر ونفقات العرس أي أن أزوج نفسي. وهذا جعلني أقرر العمل خارج قريتي وبعيدا عن الزراعة في أرض والدي حتى أكون مستقبلي بنفسي.ويواصل حديثة قائلا: وعملت لمدة عامين عسكري "جندي" في جيش الإمام يحيى حميد الدين وبعدها خرجت أبحث عن عمل في إحدى الدول المجاورة وظللت فيها خمس سنوات، وحينما عدت لقريتي لغرض الزواج من الفتاة التي أحببتها فوجئت بزواجها منذ سبع سنوات، أي حينما كنت أعمل في جيش الإمام. حينها انزعجت كثيرا وقررت الهجرة نهائيا عن قريتي وعرض والدي حينها الزواج بمن أريد وأنه سيــــعطيـــــنى ما أحتاج إليه من المال حتى أكون نفسي لكني ذهبت للبحث عن عمل في عدن وبلغ عمري حينها 30 عاما تقريبا.
ولماذا لم تتزوج بغيرها خاصة إن عمر الـ 30 هو عمر كان اليمنيون يروه كبيرا حينها؟
حينما قررت الزواج من إحدى فتيات قريتي وعمري يقارب الـ 40 عاما، وكنت حينها في عدن، ولكن أثناء عودتي إلى القرية تم القبض عليّ من قبل جيش الإمام بتهمة هروبي من الجيش، وقد بلغ عني أحد أفراد قريتي. وتم نقلي إلى المناطق الوسطى ولم أستطع العودة إلى قريتي، ولكني هربت مرة أخرى إلى عدن ولم أعد إلى قريتي إلا في عام 1963 أي وعمري 51 عاما تقريبا.
ندم ونصيحة.
هل تشعر بالندم لأنك لم تتزوج؟
الزواج قسمة ونصيب يا ولدي. وحاليا كنت أتمنى أن يكون لي أبناء، لكن الله عوضني بأبناء أخي الأكبر مني بعام، والندم هو على عدم إطاعة والدي خاصة بعد أن تزوجت الفتاة. لأني ركبت رأسي ولم أبق بجوارها.
في آخر هذا اللقاء ماذا تحب أن تقول؟
أحب أن أقول لشباب اليوم إن الله يعاقب عاصي والديه في الدنيا قبل الآخرة. فقد أصررت على مفارقة والدي رغم ذهاب السبب في خلافنا. فظللت محروما من الزواج لأن الله شغلني بأمور جعلت قطار العمر يمر كلمح البصر. فكنت كلما أنوي الزواج تظهر لي عوائق تمنعني عن السفر.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط