المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشكلات التعليم العالي تدرس في مجلس الشورى



الماوردي
02-05-07, 07:39 PM
كلمة وزير التعليم العالي تستغرق نصف وقت الجلسة
عضو شورى يتهم الجامعات باستقدام العناصر الرديئة والعنقري يعترف بضعف الكادر التعليمي

الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
الدكتور صالح بن حميد
الرياض: عبدالله بن فلاح
تركزت مداخلات أعضاء مجلس الشورى في جلسة أمس على الابتعاث ونظام الجامعات والجامعات الجديدة والمعايير المهنية للجامعات الأهلية.
وكان وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري قد استغرق في كلمته التي ألقاها في الشورى أمس نصف الوقت المتاح للفترة الثانية من الجلسة، وأكد رئيس المجلس الدكتور صالح بن حميد أن كلمة العنقري استغرقت (54 دقيقة)، مشيرا إلى أنها احتوت على معلومات ثرية.
وكشف العنقري عن خطة عاجلة لفك الاختناقات في الاستيعاب بالجامعات لافتا إلى أن القبول تخطى الطاقة الاستيعابية لها، وذكر أن المقيدين في جامعة الملك سعود عام 1418هـ بلغوا230% من الطاقة الاستيعابية، وبين العنقري أن عدد خريجي الثانوية تضاعف من عام 1413هـ حتى عام 1427هـ وخلال 14 عاما بنسبة 400% ولفت إلى أنها بلغت ذروتها في عام 1415هـ، وأضاف أن نسبة المقبولين هذا العام بلغت 100% في الجامعات وأن هناك توسعا كميا ونوعيا في إنشاء 11 جامعة حكومية إضافة إلى الموجودة، وبين وزير التعليم العالي أنه صرح مبدئيا لأكثر من 100 كلية أهلية، وأشار العنقري إلى زيادة القبول في الجامعات من 68 ألفا عام 1424هـ إلى 110 آلاف طالب هذا العام بزيادة 62% وتوقع العنقري أن ترتفع بنسبة 100% خلال السنوات الثلاث القادمة، وأكد أن 81% من المقبولين في الجامعات الفصل الدراسي الأول من هذا العام في تخصصات مرتبطة بسوق العمل، ولفت إلى أنه بعد 4 سنوات ستركز الجامعات في تخصصاتها على سوق العمل.
وحول الابتعاث بين العنقري أنه تم ابتعاث 18 ألف طالب وطالبة وسيلحق بهم 7 آلاف آخرون.
وبعد انتهاء كلمة وزير التعليم العالي في تمام 2.17 بعد الظهر أكد بن حميد أن الأعضاء يرغبون في توزيع التقرير الذي تلاه الوزير.
من جهته أكد رئيس اللجنة التعليمة والبحث العلمي خضر قرشي أن اللجنة لاحظت من خلال زياراتها للجامعات هيمنة وزارتي المالية والخدمة المدنية على القضايا الإدارية، مشيراً إلى أن ذلك شكل عقبة أمام الجامعات ورد العنقري أن عدداً كبيراً من الصلاحيات الإدارية والمالية تمارسها الجامعات وليست أقل من صلاحيات الوزير، مشيرا إلى أن كثيراً من الصلاحيات التي تعطى للمؤسسات تكون بحجم التمويل الذي تقدمه الدولة، وأكد أن جميع ما تحصله الجامعات من هبات أو أوقاف تتصرف فيه دون الرجوع إلى جهات أخرى تحدد الصرف، واتفق العنقري مع بعض أعضاء الشورى حول إعطاء بعض الصلاحيات لمديري الجامعات، مؤكدا أن هناك إمكانات داخل الجامعات تستطيع أن تمارس بداخلها صلاحيات.
وحول الاستقلالية في نظام الجامعات، بين العنقري أنه عند صدور النظام سيطبق على جميع الجامعات ويؤخذ في الاعتبار أن هناك 7 جامعات تختلف تجاربها وخبراتها وإمكاناتها جذريا، مبينا أنه تجب مراعاة ذلك الاختلاف والتباين بين الجامعات، وأشار إلى أن هناك دراسة للخطط الاستراتيجية في التعليم العالي قد يستعان بها في الخطط المستقبلية.
وتساءل عضو المجلس الدكتور أحمد آل مفرح خلال مداخلته عن الدراسة التي أمر بها مجلس الوزراء عند نقل كليات المعلمين والبنات التي كلف بها المجلس الأعلى للتعليم، كما تساءل عن برنامج (آفاق)، فرد العنقري مؤكداً أنه تشكلت لجنة لهذه الدراسة وتم عقد عدد من اللقاءات، وحول برنامج آفاق أكد العنقري أن ذلك كان من مهام التخطيط قبل 15 عاما إلا أنه كان يحمل اسماً آخر، مبينا أن ربط التعليم العالي والعام مع بعضهما قد لا يكون ملائما في مشروع آفاق، وسينفذ آفاق للتعليم العالي.
كما طرح الدكتور عبدالعزيز الحارثي خلال مداخلته موضوع الابتعاث مطالبا بفرز المبتعثين للدراسات العليا من الجامعات ليضمنوا وظائفهم عند عودتهم وأن يكون الابتعاث للبكالوريوس داخليا مطالبا بوقف الابتعاث الخارجي لهم خصوصا لصغر سنهم، كما تطرق إلى شكوى المبتعثين من الملحقيات، وكيف ستكون المتابعة الأكاديمية خصوصا في الوقت الذي انتشر فيه بيع الشهادات، وأكد وزير التعليم العالي أن المبتعثين للدراسات العليا كانوا من الجامعات مشيرا إلى أن إحدى الجامعات طلبت معيدين وتقدم لها عدد كبير (حوالي ألفي متقدم)، وأخذت الجامعة حاجتها منهم وابتعث باقي المتقدمين لصالح الجامعة، مؤكدا التنسيق مع الجامعات في هذا الأمر، وأضاف العنقري أنه في العام الأول كان هناك عدد كبير من المبتعثين لدرجة البكالوريوس، مؤكدا أنه لوحظ أن المبتعثين للدراسات العليا أقل من المتاح فاستكمل العدد من خريجي الثانوية والدبلوم، وأشار إلى أن الوضع اختلف هذا العام حيث بلغ المبتعثون للبكالوريوس 15% لتخصصات مطلوبة ونادرة مثل الطب والعلوم الطبية المساعدة و15% من خريجي الكليات المتوسطة التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني أما 70% فابتعثوا للدراسات العليا والزمالات.
واعترف العنقري أن عدد الموظفين في بعض الملحقيات لا يكفي لمتابعة أعداد المبتعثين الكبيرة، واستشهد بالملحقية في الولايات المتحدة الأمريكية مؤكدا أن زيادة العاملين فيها لم تكن بسرعة عملية الابتعاث، لافتا إلى أن وزارته تحاول تسديد المشكلات وتقليصها، مبينا بأنه تم تقليص الطلاب في أمريكا عند المرشد الأكاديمي حيث نقص من 500 طالب إلى 210 طلاب لكل مرشد أكاديمي وسيصل إلى 100 طالب وكشف العنقري عن إعادة هيكلة الملحقية في الولايات المتحدة الأمريكية وسيفتتح 4 فروع لها.
وتحدث الدكتور عبدالرحمن العاصمي عن الجهة الإشرافية التي تدرس طلبات الجامعات والكليات الأهلية للموافقة عليها وما هي آليات متابعتها، كما تساءل عن رؤية الوزارة لافتتاح جامعات أجنبية في السعودية، ورد العنقري مؤكداً أنه منذ بدء الترخيص للجامعات رخص لعدد جيد خصوصا إذا أخذ المستوى الأكاديمي والعالمي لهذه الكليات، مشيرا إلى أن من يشتكي تأخر الترخيص فإن ذلك بسبب عدم التزامه بالمعايير التي وضعت في اللائحة لضمان الجودة، مؤكدا اشتراط بعض المعايير قبل بدء العمل، ولفت العنقري إلى أن هناك جهازا يقوم بمراجعة الطلبات لاستيفاء الاعتماد، مبينا أن الهيئة الوطنية تراقب الأداء الأكاديمي لتلك المؤسسات ومستوى خريجيها.
ورحب وزير التعليم العالي بمراجعة طلبات أي جهة تلتزم بلائحة التعليم الأهلي، مؤكدا أنه حتى الآن لم ترد طلبات جادة من جامعات أجنبية مرموقة، وأشار إلى أن هناك دراسة وصفية من اليونسكو تؤكد أن جميع فروع الجامعات الغربية في الدول النامية ليست بنفس مستوى المراكز الأصلية لها.
وتساءل عضو الشورى الدكتور سالم القحطاني عن الجهود التي قامت بها الوزارة لمواءمة سوق العمل مع مخرجات الجامعات، كما تساءل عن مدى إشراك الطلبة في رابطة اتحادهم ومشاركتهم في مجالس الكليات، ليؤكد العنقري أنه لا يوجد إحصاءات دقيقه لاحتياج سوق العمل في كل تخصص، وحول الطلبة ورابطتهم أكد العنقري أنه لا يمانع ذلك، وقال: ليس لدي موقف ضد ذلك.
ورفض وزير التعليم العالي الإجابة على سؤال لعضو المجلس محمد نصر الله حول إعادة هيكلة وزارته كما في المادة 18 على أن تكون وزارة بحث علمي بدمجها مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وأكد العنقري أن هذا السؤال افتراضي لا يستطيع الإجابة عليه.
وتطرق الدكتور راشد الكثيري لمشكلة المبتعثين مع التأشيرات خصوصا الولايات المتحدة والتي حددت بسنتين إضافة إلى مشاكل القبول في الجامعات، واتهم الكثيري الجامعات بأنها لا تستقطب من أعضاء هيئة التدريس من غير السعوديين إلا المتردية والنطيحة، ليجيبه العنقري بأن 15 ألف مبتعث حصلوا على تأشيرة لأمريكا، مؤكدا أن وزارته لاحظت المشاكل التي تواجه طلابها لقصر مدة التأشيرة وتم بحث ذلك مع وزارة الخارجية لتصبح 4 سنوات، وقال العنقري حول القبول إنه كان مشكلة كبيرة في وقت من الأوقات وإنها خفت خلال العامين الماضيين، وتوقع العنقري أنه مع اكتمال هيكلة الجامعات سواء الكمية أو النوعية سيكون هناك فرص أكبر للقبول واختيار التخصصات، مشيرا إلى أن 90% من خريجي الثانوية قبلوا في مؤسسات التعليم العالي غير أن المشكلة هي رغبة الطالب في الحصول على مقعد في جامعة معينة أو مدينة معينة وهذا الأمر يحتاج إلى توعية، مبينا أن الاعتماد الأكاديمي للبرامج التعليمية في الجامعات سيساعد على سد تلك الثغرة.
واعترف العنقري بأن هناك ضعفا في الكادر التعليمي سواء كانوا أجانب أم سعوديين، مشيرا إلى أن هناك توجيها سابقا من الملك عبدالله بدراسة هذا الموضوع مبينا أن الدراسة انتهت وهي في المجلس الاقتصادي الأعلى وطالبت الوزارة بزيادة سلم الرواتب لأعضاء التدريس.
من جهته أشار عضو الشورى الدكتور خليل الخليل إلى الأعداد الكبيرة للمبتعثين بالنسبة لصغر الملحقيات التعليمية وتطرق إلى رسوم الماجستير والدكتوراه في بلادنا وأكد أن هناك مكاتب في المملكة تبيع الشهادات، ليؤكد العنقري أن هناك خطة لشراء مباني الملحقيات وتملكها، وحول بيع الشهادات أوضح العنقري أنها مشكلة تواجه مسؤولي الوزارة وتؤثر على عدد من الجامعات، مؤكدا أنهم استطاعوا اكتشاف حالات تزوير سواء في الملحقيات أو غيرها، مبينا أن تلك الجهات تتم إحالتها للجهات المختصة وتتخذ الإجراءات الصارمة بحقهم.
وأكد العنقري في ختام لقائه بأعضاء الشورى، ورداً على سؤال حول تأثير الجامعات الأجنبية، أن سياسة التعليم العالي تقيد الجامعات الأهلية الأجنبية الجديدة