المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "العقوبة الاجتماعية" تحول في مفهوم بدائل السجن



minshawi
01-31-07, 12:05 AM
نشرت صحيفة الوطن بعددها الصادر يوم الاثنين 10 محرم 1428هـ الموافق 29 يناير 2007م العدد (2313) السنة السابعة الخبر التالي:
مكة المكرمة: محمد دراج
يعد تطبيق العقوبة الاجتماعية على الخارجين على القانون بوصفها بديلا عن عقوبة السجن تحولا عميقا في فهم الجهات المعنية لموضوع "العقوبة" بحسب ما قاله المتحدثون لـ"الوطن" عن فكرة "العقوبة البديلة" خصوصا وأن الشخص الذي يتم تطبيق العقوبة بحقه يجني منها مكاسب عديدة كتهذيب السلوك وجلب المنافع الاقتصادية له ولأسرته.
وتم تناول فكرة "العقوبة البديلة" عن السجن في ندوة حضرها رئيس مجلس الشورى ووزير العمل ومدير عام السجون ورئيس هيئة التحقيق والادعاء العام.
وتحدث عدد من المسؤولين من مختلف القطاعات الحكومية عن الثمرة التي تجنى من عقوبة بدائل السجن. واعتبرها الدكتور خالد السميري مدير الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة نقلة حضارية تحدث تغييرا واعيا في مفهوم دور الفرد في المجتمع.
ولهذا يتعين على كل من يرتكب خطأ في حق المجتمع أن يدفع فاتورة هذا الخطأ أو كما يصفها السميري "ضريبة الفرد نحو المجتمع" الذي ارتكب بحقه الخطأ.
ويتوقع السميري أن يكون لها صدى كبيرا في الأوساط الاجتماعية المختلفة وبمقدورها أن ترسخ مفاهيم جديدة في حياتنا المعاصرة تخرجنا من إطار السجين والسجان وثقافة الأقفاص الموصدة، فهي ليست عقوبة فردية بل رسالة تحافظ على قيم المجتمع، وتردع في الوقت نفسه الشخص المخطئ بحيث لا يرتكب الخطأ مرة أخرى في حياته.
ويرى إبراهيم الموجان رئيس دائرة العرض والأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء العام في هذه العقوبة مصلحة للمجتمع.
كما أن بها مصلحة نفسية وأخلاقية واجتماعية واقتصادية للفرد المخطئ.
ويرى أن خدمة المجتمع لا تعني فقط اقتصار تلك الخدمة على مجال معين من مجالات المجتمع المختلفة، بل يمكن الإفادة من خدمة الفرد الذي تطبق بحقه العقوبة بانخراطه في أي جهة حكومية بحيث تتاح له العودة يوميا إلى أسرته على أن يقوم بتحضير نفسه في القسم التابع له وذلك بصفة يومية على أن يحدد له وقت من الليل لا يكون بوسعه الخروج منه نظاما..المهم أن تستثمر طاقة الفرد ليكسب خبرة عملية في حياته في أي مجال من المجالات..
من جانبه، قال مدير عام السجون اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي إننا نسعى إلى عدد من البدائل بحيث تغني عن عقوبة السجن. ويتم بحث ذلك مع كثير من الجهات سواء الجهات القابضة (أي أثناء التحقيق) أو الجهات العدلية (أي أثناء المحاكمة وما بعد المحاكمة).
وبالإضافة إلى الفوائد التي يمكن أن تتحقق للفرد نفسه وللمجتمع وتحديدا الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والأسرية، يرى اللواء الحارثي أن نظام العقوبة البديلة من الممكن أن يدفع بالسجين إلى العدول عن طريق الإجرام.
أما في حال عدم التزام السجين بالعقوبة البديلة المفروضة عليه فيتم الرجوع إلى القاضي ليوقع عليه ما يراه مناسبا مع قدراته وميوله ومهارته ومستواه الثقافي والتعليمي.
وأوضح اللواء الحارثي أن ما يسمى ببدائل السجن يتم في القضايا البسيطة.
ويذهب نواف آل غالب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة إلى أن نظام العقوبة البديلة يمكن أن يحقق الكثير من المنافع منها مثلا الإفادة من طاقة المخطئ وإمكاناته في خدمة المجتمع فضلا عن المحافظة على أسرته والحيلولة دون تشتتها عند دخوله السجن بالإضافة إلى الدرس التربوي الذي يوفره هذا النظام للشخص الذي ارتكب جرمًا ما بحق المجتمع ومن الممكن أن يدفعه هذا الإجراء إلى القطيعة مع ماضيه الإجرامي كله ومع دنيا الجريمة بصفة عامة..
ووصف الدكتور هاشم حريري وكيل جامعة أم القرى هذه الفكرة بأنها رائدة وفيها إشارة واضحة إلى إصلاح أبناء المجتمع المخطئين.
واعتبر صالح بن عبدالله العساف المشرف العام على مدارس تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة هذا الإجراء بأنه مشروع جيد.
ويرى أنه قد يخفف من أعباء السجن المالية كما يهدف إلى إصلاح السجين المهم أن تكون البدائل ملائمة لقدرات المخطئ الذهنية والجسدية.
واقترح العساف الاهتمام بالبيئة التي سيطبق فيها الشخص المخطئ العقوبة البديلة..
وطالب كذلك بتحسين ظروفه الاجتماعية ليتمكن من تقديم خدمة مفيدة للمجتمع..
وقال العقيد محمد المنشاوي مدير الأمن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة: كنا نسمع بمقولة السجن إصلاح وتهذيب وهانحن نكاد نلمسه واقعا ماثلا للعيان، ففي الآونة الأخيرة لم يعد السجن مكانا مخصصا لقضاء العقوبة بل أصبح مكانا للتهذيب والإصلاح والتغيير والتربية أو إعادة التربية.. ويلاحظ أن هناك ـ وعلى المستوى الدولي ـ في السجون نتيجة ازدياد أعداد المحكوم عليهم بالسجن ولذلك بدأت المجتمعات تفكر في تطبيق البدائل المناسبة لعقوبة السجن..وأثبتت التجربة الواقعية نجاحها.
وأوضح العقيد المنشاوي أن العقوبات الاجتماعية تتمثل في أن يخدم الشخص الذي ارتكب جرما ما المجتمع، فمثلا يقوم مرتكب الحوادث المرورية بحضور دورات متخصصة تناسب جرمه. كما أن مدمن المخدرات يلزم بحضور ندوات متخصصة في الإدمان بالإضافة إلى العلاج الإلزامي وهكذا.الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط