المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوكار عشوائية لصناعة الجريمة المنظمة في حي المنصور بمكة المكرمة



minshawi
01-16-07, 10:52 AM
نشرت صحيفة الوطن في عددها الصادر يوم الثلاثاء 27 ذو الحجة 1427هـ الموافق 16 يناير 2007م العدد (2300
مكة المكرمة: محمد دراج
سجل حي وشارع المنصور بمكة المكرمة رقما قياسيا في عدد الجرائم التي ارتكبها وافدون معظمهم من المخالفين من جنسيات إفريقية مختلفة خلال العام الجاري.
ويئن هذا الحي مثله مثل أحياء أخرى كثيرة في المدن السعودية تحت وطأة أعداد هائلة من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، الذين أضفوا عليه ملامح حياتهم في البلدان التي جاءوا منها حيث يقطنه آلاف الأفارقة ولاسيما من الجنسية النيجيرية.
ويقيم هؤلاء المخالفون في منازل عشوائية فوق سفوح الجبال، ويعملون في كل شيء سواء أكان ممنوعا أو مسموحا، فيما يفرضون نظاما صارما على مجريات الأحداث داخل الحي فهم يعرفون الغرباء عنه جيدا، ويضعونهم تحت وابل من نظرات المتابعة والمراقبة.. بل إن الأمر قد يصل إلى استيقاف أي غريب، ومساءلته عن سبب دخوله الحي وكأنه اخترق حدوده.
ووراء هذا الارتياب المشوب بالخوف من قبل سكان الحي تجاه أي زائر جديد، قائمة من الجرائم والأنشطة الممنوعة التي تمارس بداخله ولا يريد القائمون بها أن يطلع عليها أحد.
وتتركز جرائم سكان الحي من المخالفين في أعمال الشعوذة والسحر والسرقات والقضايا الأخلاقية حيث سجلت إحصائيات شرطة العاصمة المقدسة خلال عام 1427هـ القبض على 1937 وافدا من الأفارقة، فيما شملت الجرائم المسجلة 183 جريمة اعتداء على النفس، و371 جريمة أخلاقية ما بين اغتصاب وخطف للنساء والأطفال، و410 قضايا سرقات، و80 قضية سكر، و929 قضية متنوعة ما بين تزييف وتزوير وسحر وشعوذة.
ويدار الحي من داخله وفق نظام صارم يفرضه وافدون، يشكلون مراكز قوى تمارس السطوة والنفوذ والبلطجة على الضعفاء للاستيلاء على ما لديهم من أموال بالقوة وإلا فلن يسمح لهم بالبقاء في الحي.
ومن ينجح في الدخول إلى الحي سيكتشف أن أباطرته أقاموا سوقا في "حوش بكر" لبيع المسروقات من حديد التسليح والأدوات الصحية والجوالات وغيرها، فيما تنتشر المطاعم المكشوفة لبيع اللحوم التي يحصلون عليها من المجازر أثناء الحج، وفي الغالب تصل إلى الحي بعد أن تكون قد فقدت صلاحيتها للاستهلاك الآدمي لسبب أو لآخر خاصة أن الحي يعج بتلال من النفايات المتراكمة التي تجلب الأمراض ثم تعيد تصديرها إلى خارجه.
وقد شهد حي وشارع المنصور العديد من الجرائم التي روعت سكان مكة المكرمة عن بكرة أبيهم من فرط بشاعتها، ولعل أشهر هذه القضايا التي تحفظها ذاكرة مكة وكان مسرحها حي المنصور قيام 4 أشخاص باقتحام منزل واختطاف فتاة بالقوة من بين أهلها واقتيادها إلى منطقة معزولة، ثم تناوب فعل الفاحشة بها بوحشية، فيما كان الجناة في حالة غير طبيعية.
كما تم القبض على العديد من المزورين والمزيفين الذين يحترفون تزييف العملات وتزوير الإقامات من خلال الحملات الأمنية إلى جانب ضبط أعداد كبيرة من محترفي أعمال السحر والشعوذة حيث سقط منهم خلال أسبوع واحد فقط 5 من أكبر السحرة.
ويقول المواطن خالد كعكعى، إن هؤلاء المخالفين سيطروا على شارع المنصور بالكامل، وكل يوم تزداد أعدادهم، ويعملون في الممنوع وغير الممنوع حيث ينشئون منازل عشوائية للسكن، ويسرقون خطوط الكهرباء من بعضهم.
ويضيف أن مالك المنزل ما أن يؤجر منزله لعائلة واحدة ويوقع العقد حتى يفاجأ بعشر عائلات تتقاسم المنزل فهم لا يريدون أن يسكن معهم أي شخص غريب عن جنسيتهم، وإن حدث ذلك يتفننون في مضايقته حتى يرحل بعيدا عنهم.
ويقول المواطن عبدالله هوساوي، إن المواطنين يعانون من سطوة المتخلفين الذين يسكنون الحي وتزداد جرائمهم يوما بعد يوم مثل التزوير والسحر، فيما يقوم بعضهم بتدريب أبنائه على السرقة وسلب الحقائب النسائية بواسطة الدراجات النارية ثم إحضار المسروقات وعرضها في حوش بكر لبيعها لبعضهم.
وقال أحد المواطنين إن هذا الحوش الشهير، أطلق عليه اسم "حوش بكر" من قبل الأفارقة نسبة إلى أحد أباطرة السرقة منذ 40 عاما أو يزيد.
ويؤكد المواطن أحمد برناوى أن بعض هؤلاء المخالفين يشكلون خطرا على كل السكان من المواطنين والمقيمين النظاميين، مشيرا إلى أن منهم من يتخلف عن الحج والعمرة ويبقى أعواما طويلة يعمل في كل شيء لكسب المال بأي طريقة.
ويطالب باستمرار الحملات الأمنية على شارع المنصور حتى يرحل آخر متخلف به لحماية باقي السكان من الممارسات التي تتم من السرقات وحتى تجارة أدوية الجنس التي يعرضونها في وضح النهار حتى ساءت سمعة الحي.
ويشير المواطن أديب شامي إلى أن هؤلاء يشكلون خطرا مستغلين بنيتهم الجسدية القوية حيث يعمل الكثيرون منهم في غسيل السيارات في الظاهر للتغطية على أنشطتهم الإجرامية في سرقة المحلات والمنازل، لافتا إلى أن العشوائية المتفشية في مباني الحي وطرقاته الملتوية ساهمت في تحويله إلى ملاذ آمن لكل من يريد الخروج على القانون.
وبوضع هذه الشهادات أمام وكيل أمانة العاصمة المقدسة المهندس جمال حريري، أكد أنه لا ينكر وجود المخالفات في حي وشارع المنصور، مشيرا إلى أن الذين يتعاملون مع مرتكبي هذه المخالفات من نفس جنسياتهم، إذ يشترون منهم الأغذية التي تصنع في ظروف وأجواء مفعمة بالملوثات فضلا عن اللحوم الفاسدة التي تسبب الأمراض.
ويشير حريري إلى أن الأمانة لا تتوقف عن تحذير المواطنين والمقيمين من الشراء منهم إلى جانب مصادرة أطنان من اللحوم الفاسدة.
وحول إعادة تنظيم شارع المنصور، أوضح أن هناك مشروعا سوف ينفذ خلف مسجد بن حسن، فضلا عن مشروع الطريق الموازي لطريق الملك عبد العزيز.
أما الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان، فيؤكد أن الحملات الأمنية الميدانية مستمرة بشكل يومي على كافة أحياء مكة للقضاء على بؤر الجريمة.
ويعزو تكاثر أعداد المخالفين من الأفارقة إلى عدم مغادرة المتخلفين من الحج والعمرة، الذين يستقرون في منازل لأبناء جلدتهم ممن شملت جرائمهم السرقة والسلب والقضايا الأخلاقية والسحر والاعتداء على النفس، وإن كان هناك تقاسم للجرائم حسب الجنسيات بحيث يختص وافدون من جنسية ما بنوع معين من الجرائم وهكذا.
وبدوره يشير مدير الأمن الوقائي بشرطة العاصمة المقدسة العقيد محمد المنشاوي إلى تجمع المخالفين لأنظمة الإقامة على شكل مجموعات عرقية تتناثر في عدة أحياء تقام عشوائيا في رؤوس الجبال، وعلى أطراف المخططات فيما يعرف بالمناطق العشوائية.
ويضيف أن هذه المجموعات تشكل خطرا على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وأن ما يميز مثل هذه التجمعات العشوائية أنها بيئة حاضنة للجريمة حيث تتخللها بعض المجموعات غير السوية وذات الأهداف الإجرامية نظراً لعشوائية المساكن.
ويؤكد أن الدولة تبذل جهودا للحد من المناطق العشوائية ومحاربة التخلف وإبعاد المخالفين لأنظمة الإقامة في محاولة للتعامل مع الظاهرة قبل استفحالها للحد من خطورتها على أمن المجتمع.
ويشدد على أن أي عمل لن يحقق النجاح المخطط له ما لم تتضافر جهود الجميع، فالأجهزة الأمنية والخدمية ليست وحدها المسؤولة عن معالجة مثل هذه الظاهرة، وإن كان يقع عليها العبء الأكبر إلا أن دور المواطن مهم جدا في الوصول إلى الهدف المنشود وهو القضاء على بؤر الجريمة في الأماكن العشوائية.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط