المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لجنة إصلاح ذات البين بمنطقة مكة تنجح في تحقيق العفو في (109) قضايا



الماوردي
01-14-07, 07:09 PM
أخذت بعدا آخر في ظل متابعة الأمير عبدالمجيد لأعمالها
لجنة إصلاح ذات البين بمنطقة مكة تنجح في تحقيق العفو في (109) قضايا



الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يوقع قرار العفو في إحدى القضايا

مكة المكرمة: خالد الرحيلي
أكد الرئيس التنفيذي للجنة العفو وإصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني، أن عدد القضايا التي وردت للجمعية بلغ أكثر من 420 قضية حيث تم العفو في 109 قضايا فيما ما زالت أكثر من 320 قضية تبذل فيها المساعي.
أما في جانب الإصلاح، فقد بلغ عدد القضايا التي وفقت فيها اللجنة 334 قضية عائلية و832 زوجية و103 عقوق و88 مخدرات و32 قضية إيواء استفاد منها 160 فرداً، و413 قضية مالية، و472 اجتماعية و475 شفاعة. وقدمت اللجنة 195 برنامجاً وقائياً وساعدت 1170 مستفيداً.
وأشار الزهراني إلى أن البداية الفعلية كانت عقب الأمر السامي في ‏‏2/11/1420هـ والموجه إلى أمراء المناطق والمحافظات بوجوب السعي في طلب ‏العفو في قضايا القصاص وفي بذل شفاعتهم ووجاهتهم قبل أن ينفذ الحكم ‏بالقصاص ثم أراد أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أن يعطي المشروع بعداً آخر، فجاءت هذه اللجنة لتكون ‏صرحاً من صروح الخير والبر واللطف والرحمة.
وعن أشهر مواقف العفو، قال إن رجلا من مصر يعمل في إحدى القرى البعيدة عن مدينة الطائف كان له صديق مصري أيضاً، وكانا يتسامران الليالي الطويلة ثم نزغ الشيطان بأحدهما تحت الطمع الدنيوي والخلاف المالي فقتل صديقه، وأخفى كل أثر للجريمة، ولكن الله فضحه فتم القبض عليه ومن ثم اعترف بجريمته فمكث في السجن 12 عاماً احتسى خلالها كل أنواع الندم والألم والحرقة واقترب موعد تنفيذ القصاص ثم بعث من وراء القضبان برسالة استغاثة للأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يطلب شفاعته، وكان التوجيه لنا بدراسة القضية وبذل الشفاعة، وبعد دراسة الموضوع والتأكد من وضع الرجل في السجن قمت بالسفر إلى مصر وذهبت إلى بلد أولياء الدم الذين بُذِلتْ معهم كل المحاولات فرفضوا طيلة السنوات الماضية فلما أتيت إليهم فإذا بهم في حال من الفقر والعوز لا نظير لها، فلما رأوني وعلموا أني قادم من مكة المكرمة وممثل للأمير عبدالمجيد وأنه يدعوهم لزيارته ولزيارة مكة والمدينة وأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة بدأت بشائر الأمل تلوح على وجوههم وتم لهم ما أرادوا وأتوا إلى مكة، وقاموا بزيارة الأمير وأداء فريضة الحج وأثمر كل ذلك عن العفو عن غريمهم، وجمع لهم من أهل الخير عن طريق سموه مبلغ لا بأس به، وتم العفو وخرج السجين ليعود إلى أسرته بعد أن فقدت كل أمل في الحياة ولله الحمد والمنة.
وأضاف الزهراني أن من القصص التي مازالت عالقة في ذاكرته قضية قتل سعت فيها وفود إثر وفود من مختلف القبائل والمهتمين فكان والد القتيل يرفض بشدة التفاوض في الموضوع، ويردد قائلاً: "حرارة قتل ولدي مازالت تشتعل في صدري".. ولاسيما أن إحدى بناته تذكره بذلك باستمرار رغم أن إخوان القتيل كانوا على قدر كبير من الصلاح، وكانوا يذكِّرون والدهم بفضل العفو إلا أنه يأبى كل المحاولات، وبدأت بشائر الفرج في الزيارة الثانية التي قامت بها اللجنة إذ تمت مشاركته في فرح إحدى بناته والوقوف معه بالمساعدة والمؤانسة له في تلك الليلة ثم تمت زيارته بعد ذلك في منزله بترتيب مع أحد أولاده الصالحين، وبعد مداولات كثيرة كان فيها في منتهى الإصرار أعلن العفو فجأة لوجه الله تعالى وكان ذلك في ساعة متأخرة من الليل. وقد تم الاتصال مباشرة على سمو الأمير عبدالمجيد وبشر بالخبر وشكره على الهاتف، وكان ذلك في ليلة مباركة في صباحها موعد غسيل الكعبة المشرفة فقدمت إليهم دعوة من سمو الأمير للحضور.
وأضاف أن اللجنة بذلت جهودا كبيرة ومساعي عديدة في إحدى القضايا حتى تمت موافقة ولي الدم بعد ذلك على العفو، واشترط مبلغاً مالياً كبيراً على ألا يكتب شيئاً رسمياً إلا بعد أن يقبض المبلغ أو يُمضي حكم القصاص. وكان أولياء القاتل من أشد الناس فقراً وحاجة وأسى فحاولوا جهدهم وبذلوا طاقتهم علّهم أن يجمعوا شيئاً من المبلغ فلم يجدوا من ذلك شيئاً خصوصاً وأنهم من أطراف قرى مكة الذين لا يعرفهم إلا ربهم جل وعلا. وقبل تنفيذ الحكم بيوم انطلق في ظلمة الليل البهيم اثنان من الفضلاء من أهل مكة المعروفين بالخير إلى بيت والد القتيل، فقرعا الباب ودخلا عليه وهو لا يطيق رؤية أحد، فلم يقل لهما كلمة ترحيب ثم أخذا يناصحانه ويرجوانه بل لقد انكب أحدهما يقبل قدميه، وظلا يناشدانه أن يعفو عن القاتل، وأن يرحم ضعفه وأن يرفق بحال أسرته المنكوبة وهولا يرخي لما يقولان سمعاً، ولكنهما لم ييئسا أبداً. وفجأة بدأ يلين بأيديهما فهدأت ثورته وقال لهما: أنا أوافق ولكن بشرط أن يحضروا لي الآن في هذه الليلة مبلغ كذا وكذا. وكان هذا الرقم معقولاً بالنسبة لطلبه الأول، ولكنه كذلك صعب المنال والوقت أزف وبقي على القصاص ساعات فقالا له: "أبشر إن شاء الله ييسر الله". فاجتمعنا لحل المشكلة فقال أحدهما: أنا علي منها كذا وكذا وقلت وأنا علي مثلها ثم اتصلت ببعض المحسنين فكنت أقول للواحد منهم: "رجل ستضرب عنقه بعد ساعات هل تحب المساهمة في إنقاذه بما تجود به"، فما ردني منهم أحد ثم بقي مبلغ لا بأس به فهاتفت سمو الأمير عبدالمجيد فقلت له إن الأمر كذا وكذا والقصاص أزف، ولكن بقي لنا مبلغ نحن نحاول إكماله فنرجو من سموكم الأمر بإيقاف القصاص ولو ليوم واحد حتى نتمكن من إكمال المبلغ، فما كان من سموه إلا أن قال: "يكمل المبلغ من عندي أياً كان، ونصدر الآن أمر العفو من القصاص".
و أكد أن للجنة دوراً كبيراً في تحقيق الجانب الوقائي حيث لم تكن اللجنة في موقف المصلح في الخصومة والمعالج للقضية والساعي ‏في العفو فقط بل تبذل جهوداً كبيرة في النصح والتوعية والتربية والتوجيه ‏لأبناء المجتمع لتلافي هذه الخلافات والنزاعات والمآسي والمآتم ‏وقد سلكت في ذلك سبلاً متنوعة منها اللقاءات والمشاركة الإعلامية ‏عبر القنوات والإذاعة والصحف والمجلات ومنها تأليف بعض الرسائل ‏والكتب والمطويات في أهم الموضوعات الاجتماعية ومن الأمثلة إعداد رسائل مطبوعة في سعادة الأسر وبر الوالدين وفي صلة الرحم ورسالة في الغضب وفي الحلم وفي العنف الأسري وغير ذلك.
كما وفقت اللجنة في توزيع أكثر من 120 ألف نسخة كتاب (حج مبرور) هذا العام وهو مساهمة متواضعة من اللجنة لضيوف الرحمن وهو ‏عبارة عن هدية من سمو الأمير عبدالمجيد للحجاج طبع بعدة لغات إضافة إلى توزيع مطوية دليل أعمال الحج بأكثر من 70 ألف نسخة‏.
و ذكر أن من سبل البرامج الوقائية إقامة المحاضرات الثقافية والمنتديات العلمية ‏ذات الصلة بالأسرة المسلمة والترقي بأخلاقها وأذواقها وتفعيل موقع اللجنة على الإنترنت وبث كل مفيد ونافع من ‏خلاله.
وأشار إلى أن اللجنة تنوي عقد دورات منتظمة في مدن عدة حول موضوعات أسرية ‏مهمة‏ ‏وهناك عدد من الأنشطة والبرامج الوقائية والعلاجية التي تسعى اللجنة إلى ‏تحقيقها بإذن الله من أهمها حث أهل العلم والدين والاختصاص في علم الاجتماع والنفس ‏لإعداد البحوث المتخصصة لدراسة ومعالجة بعض المشكلات التي ‏ترى اللجنة تفاقمها في المجتمع ومحاولة إيجاد الحلول لها ونشرها في ‏إهداء خاص باللجنة.
وقال إن اللجنة شرعت في نشر ثقافة خلق العفو وإصلاح ذات البين وبيان مفهومها وفضلها ‏وثمارها وآثارها والعمل على الوقاية والحماية من حدوث وانتشار ‏بعض المشكلات الأسرية تحديداً وذلك من خلال الندوات ‏والمحاضرات والكلمات الوعظية في المساجد والجامعات والكليات ‏ومدارس البنين والبنات وغيرها ‏وكذلك إقامة دورات للرجال والنساء تتناول قضايا تتعلق بشؤون الأسرة ‏مثل أهمية الأسرة وحقوق الزوج والزوجة‏ وتربية الأولاد ومهارات في تحقيق السعادة الزوجية والخلافات الزوجية وأثرها على نشأة الأولاد وإيجاد نظام اتصال مباشر عن بعد باللجنة ومنسوبيها يسمح بالتحدث إلى ‏أحد المستشارين أو الفقهاء الشرعيين للإجابة عن استفسارات الناس ‏وتزويدهم بالحلول المناسبة وتطوير فريق عمل الإشراف على موقع اللجنة على شبكة الإنترنت ‏والإجابة عن استفسارات الزائرين للموقع والاستفادة من اقتراحاتهم ‏.
ولفت إلى أن اللجنة أصبح لديها قاعدة معلوماتية ‏وموقع يشرف عليه عدد من العلماء والمختصين ‏‏ومن الأفكار إقامة مسابقات ثقافية تخدم رسالة اللجنة بحوافز رمزية وإيصالها إلى الأسر ‏للاستفادة منها والعناية بالجانب الإعلامي والتواصل مع مختلف أجهزة الإعلام المحلية ‏لإبراز عمل اللجنة وحث أفراد المجتمع للتفاعل معها ووضع آلية جيدة للتواصل مع كل الجهات المهتمة بإصلاح ذات البين داخل ‏المملكة والمشاركة في المؤتمرات والمنتديات الدولية المهتمة بالعمل الاجتماعي ‏وحقوق الإنسان لإظهار جانب من جوانب الجمال والجلال بالمملكة ‏العربية السعودية والسعي إلى إقامة مؤتمر سنوي للعفو وإصلاح ذات البين ويدعى إليه عدد ‏من المهتمين بهذه القضايا من داخل المملكة وخارجها والسعي قدر الإمكان لأن تكون هناك لجنة أو هيئة للعفو وإصلاح ذات ‏البين على مستوى المملكة العربية السعودية.


الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط