المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غرام على الإنترنت



الماوردي
12-22-06, 02:55 PM
علاقات لا تنتهي بالزواج.. غالباً ..
غرام على الإنترنت



أبها - مريم الجابر:
في ظل التطور الإلكتروني الذي نعيشه ودخول الإنترنت لكل بيت نشأ نوع جديد من العلاقات العاطفية عبر التعارف عن طريق غرف (الشات) وتتطور إلى اللقاء عبر المسنجر حيث يرى المحبون صورهم من خلال الكاميرا ليتخذوا في النهاية القرار بالزواج أو لا.
هنا سؤال لو حصل وأتفق الشابان على الزواج فهل الحب الإنترنتي الذي جمعهما يستند على أسس ومقومات زواج ناجح وقابل للاستمرار؟ وهل يعتبر هذا النوع من العلاقات نمطاً معتمداً في المستقبل؟

"الرياض" استطلعت آراء الشباب حول الموضوع وخرجنا بالنتائج التالية:

العديد من الشباب لديهم تجارب شخصية وعلاقات حب نشأت عن طريق الإنترنت ولكن أهاليهم قابلوها بالرفض سواء كان من ناحية أهل الشاب أو الفتاة وذلك لشبهة هذه العلاقة.

بينما الشباب أنفسهم لا يرون في المسألة أي شبهة ما دامت ستسير وفق ما أقره الله ورسوله وهو الزوج.

بالتأكيد تظل للتجربة الشخصية خصوصيتها وذلك لقناعة أصحابها بها حتى وإن لم نتفق معها فهي نابعة مما عاشوه ولمسوه ولكن للآخرين نظرة أخرى وتقييماً آخر.

ويقول محمد حنش: أعتقد أن الأمر هذا وارد جداً ونجاح العلاقة يعتمد على مدى الصدق بين الطرفين ما داما حريصين على اتخاذ السبل الكفيلة بإنجاح العلاقة وعلى قدر كبير من المسؤولية.

ولا يمانع محمد في أن تكون العلاقة الإلكترونية طريقاً للزواج، فيقول: ما دامت التربية سليمة فلا مانع بشرط التحري عنها وعن عائلتها لأن الإنترنت كوسيلة للتعارف مهما كانت دقيقة في نقل المعلومات إلا أنها تسقط الأساسيات التي يقوم عليها الزواج الناجح. أما الشاب مهند العلي فإنه لا يرى في الحب الإنترنتي أي مشكلة فهو كالمصادفة التي تلعب دوراً في الزواج ونحن في عصرنا الراهن حيث الانفتاح الذي شمل كل مظاهر الحياة أصبح التعارف والحب أمراً طبيعياً عبر النت والحكم على نجاح الزواج أو فشله لا يخضع في رأيي إلى كيفية التعارف يقدر ما يعود إلى طبيعة وسلوكيات الأشخاص المعنيين.

لكن يزيد القاضي يقول: لا أؤمن مطلقاً بهذا النوع من الحب بسبب صعوبة الحكم على أي شخص من خلال الإنترنت كما أننا محكومون من العادات والتقاليد التي لا تسمح بأن يكون الإنترنت وسيلة من وسائل التعارف التي تفضي للزواج.

وأضاف فالحب الحقيقي يولد من خلال التواصل بين اثنين عن قرب والتواصل الذي يتم عن طريق الإنترنت لا يمكن أن يولد شعوراً حقيقياً بل غالباً ما يؤدي لانخداع أحد الطرفين بالآخر.

ويتساءل عثمان عبدالحفيظ هل يمكن للأرواح أن تتلاقى عن طريق آلة صماء؟

ويضيف: أعتقد أنه حب يميز فترة المراهقة فقط تكون شريحة المراهقين من الجنسين أكثر ميلاً إلى التورط فيجدون فيه وسيلة لإشباع عواطفهم وغرائزهم إنما لا يمكن وصف تلك العلاقات بالحب الحقيقي الذي ينتج عنه زواج. لأن الزواج قرار يتجاوز الحب فهو يقوم قبل كل شيء على التوافق الفكري والاجتماعي أما إقامة الحب عن طريقها فليست سوى أوهام.

سعود عبدالله يقول: اعتبره زواجاً مخالفاً للعادات والتقاليد والدين وإن تم فهو محفوف بالمخاطر وعرضة للانهيار لأن الذين يتعارفون عبر النت وينخرطون في دردشات لا تنتهي هم في الغالب سطحيون وغير جادين يعانون الفراغ وانعدام المسؤولية.

آخرون تأخذهم المسألة لديهم بعداً أخلاقياً فمرام الشافي (معلمة) تقول: أرفض بشدة العلاقات التي كهذه وتلوم في الوقت نفسه الأسرة التي تمنح أبناءها الحرية المطلقة للتواصل مع الآخرين من خلال الشات بعيداً عن أي رقابة أو متابعة وعلى الرغم من التطور الذي لحق بكل جوانب حياتنا إلا أننا ما زلنا نعتبر أنفسنا مجتمعاً محافظاً.

أما سمر سليمان فتقول أنا أدخل لمواقع دردشة مع صديقاتي لكن سرعان ما اكتشفت عبثية هذا النوع من التواصل فأنا أرفض كشابة أن تبث مشاعري وأحاسيسي عبر الإنترنت لأن التواصل عن طريق النت يشوبه الكثير من الزيف والخداع والتلاعب بالمشاعر والأحاسيس لذلك لن يكون هناك زواج ناجح مهما كان الوضوح والصدق بالموضوع والمعلومات.

أما لبنى قاسم طالبة جامعية فقالت قائلة لا استطيع أن أجزم بنجاح علاقات من هذا النوع لأن عواقب التواصل عبر غرف الشات وخيمة وتؤدي لتدمير الكثير من الأسر خاصة في غياب الرقابة الأسرية ناهيك أن هذا الوضع غير مقبول اجتماعياً.

من جانب آخر يعتبر الدكتور جمال المنجد المختص بعلم النفس الاجتماعي أن ظاهرة الإنترنت إحدى أهم التحولات التقنية التي غزت حياتنا الاجتماعية في السنوات الأخيرة فقد أصبح الإنترنت وسيلة من وسائل الاتصال بين الناس بالتالي وسيلة لتبادل الأفكار والمشاعر ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك كله على شؤون الحياة الخاصة للإنسان ومن بينها التعارف بين الجنسين لكن الزواج عن طريق النت محفوف بالمخاطر لأنه لا يعطي فرصة كافية ليتعرف كل طرف على الآخر بصورة جيدة إذ يحاول كل واحد منهما أن يبرز الجوانب الإيجابية من شخصيته مدعياً ما لا يمت لحقيقته بصلة، مع إمكانية الاستفادة منه في تقريب العلاقات القائمة على ألا يكون هو المصدر الوحيد للمعرفة.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط