المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 4.2% من مستخدمي الإنترنت زاروا مواقع مشبوهة



minshawi
12-12-06, 12:56 AM
نشرت صحيفة الوطن الخبر التالي:
الرياض: حبيب الأسلمي
يرى اختصاصيون أن شبكة الإنترنت تعد مصدرا حقيقيا للخطر الذي يتهدد الأمن الاجتماعي العالمي، وبخاصة تلك المواقع التي تلقن التطرف وتعلم صناعة الموت وإنتاج الرعب والتخريب، ويشير الباحث في الإنترنت مدير قسم الإحصاء والدراسات الجنائية بشرطة مكة المكرمة العقيد محمد بن عبدالله المنشاوي إلى أن هناك مواقع على الإنترنت تستهدف تشويه الدول، بالإضافة إلى مواقع الجريمة المنظمة وخلايا الإرهاب وهما وجهان لعملة واحدة، إذ يتفقان في أسلوب العمل والتنظيم، وقد يكون أعضاء المنظمات الإرهابية هم أساساً أعضاء في عصابات الجرائم المنظمة، حيث يسعون للاستفادة من خبراتهم الإجرامية في التخطيط والتنفيذ.
ويضيف المنشاوي"هذه المنظمات الإجرامية ليست وليدة التقدم التقني، وإن كانت استفادت كثيراً منه، أصبحت وبسبب تقدم وسائل الاتصال والتكنولوجيا والعولمة غير محددة لا بقيود الزمان ولا بقيود المكان، وإنما أصبح انتشارها على نطاق واسع وكبير، متحررة من قيود الزمان والمكان ، كما استغلت هذه العصابات الإرهابية التسهيلات المتاحة على وسائل الإنترنت في تخطيط وتمرير وتوجيه المخططات الإجرامية وتنفيذها".
ويوضح العقيد المنشاوي أن المواقع السياسية المعادية يتم غالباً فيها تلفيق الأخبار والمعلومات ولو زوراً وبهتاناً، ومن ثم نسج الأخبار الملفقة حولها، وغالباً ما يعمد أصحاب تلك المواقع إلى إنشاء قاعدة بيانات بعناوين أشخاص يحصلون عليها من الشركات التي تبيع قواعد البيانات، ثم يضيفون تلك العناوين قسراً إلى قائمتهم البريدية، ويبدؤون في إغراق تلك العناوين بمنشوراتهم، وهم عادة يلجؤون إلى هذه الطريقة لإيصال أفكارهم الضالة إلى أكبر قدر ممكن.
ويبين العقيد المنشاوي أن دراسة موثقة أوضحت أن نسبة 7.5% من المتعاملين مع الإنترنت تعرضوا للاشتراك القهري في المواقع السياسية المعادية، ووفق النظام فتلك المواقع السياسية المعادية مخالفة نظامية وجريمة جنائية، لأن التساهل فيها يؤدي إلى الفتن، مؤكداً أن العقوبة الشديدة هي الأنسب لصرف الناس عن هذه الجريمة التي يدفع إليها الطمع وحب الاستيلاء، كما أوضحت دراسة حديثة شملت 570 ألف مستخدم للإنترنت في المملكة أن نسبة 4.2% من مجموع المشاركين في الدراسة سبق لهم ارتياد مواقع المنظمات الإجرامية ومعظمهم من السعوديين وكانت نسبتهم 3.3%، ويختم العقيد المنشاوي بأن الفيصل في هذه المواقع بصفة خاصة وفي استخدام الإنترنت بصفة عامة هو تحكيم العقل والشرع مع تفعيل الرقابة الذاتية فهي الضمانة والحصانة الحقيقية .
ويبرئ الكاتب والباحث في استخدامات الإنترنت الدكتور فايز بن عبدالله الشهري الإنترنت من اختراع الظواهر السلوكية السلبية، أو أن تكون المسؤولة وحدها عن ترويج التيارات الفكرية، بل إن مستخدمي الشبكة من الناس هم من يفعلون ذلك، ويوظفون خدمات الإنترنت لعرض بضاعتهم مستغلين حيوية الشبكة، وانعتاقها من الرقابة، وقدرة هؤلاء على التخفي خلف الرموز والأسماء المستعارة، ويضيف "إن الفكر المتطرف لا يجد له مكانا عادة في أوعية وقنوات النشر التقليدية، لأنها تمثل فكر مؤسسيها، كما أنها تخضع للأنظمة المرعية في البلدان الصادرة فيها، والإنترنت وفق هذا التقديم توفر للفكر المتطرف وغير المتطرف مكانا وقناة للنشر والتواصل مع مستخدمي الإنترنت دون قيود رقابية أو مادية، حيث لا يتكلف إنشاء موقع أو بناء منتدى حواري إلا مبالغ زهيدة لا ترهق حتى مصروف طالب صغير السن لم تكتمل لديه أدوات المعرفة العلمية بالفكر الذي قد يجد نفسه منخرطا فيه ويروج له.
وعن دور المنتديات في نشر بيانات الإرهابيين يقول الدكتور الشهري " لقد باتت الشبكة وسيطا مغرياً لبعض المجموعات المتطرفة لنقل بياناتها وخططها الشيطانية إلى وسائل الإعلام التقليدية، والترويج لنفسها"، ويضيف الدكتور الشهري "غالباً ما نطلق مسمى الصحف الإلكترونية على النسخ الإلكترونية من الصحف المطبوعة المعروفة والتي تعود ملكيتها إلى مؤسسات إعلامية معروفة، وكذلك يطلق المصطلح على الصحف الإلكترونية على الشبكة والتي ليس لها أصل مطبوع ، ولكنها تلتزم بالتقاليد المهنية للصحافة، وهذان الصنفان لا تطالهما مثل هذه التهمة، ولكن نشر الإشاعات والتشهير غالبا ما يتم عبر المواقع الإلكترونية التي تعود ملكيتها لأفراد غالباً مجهولين، أو من خلال المواقع التي تنشئها تيارات فكرية معينة، هذه الفئات بطبيعة الحال تحاول أن تروج الإشاعات عن خصومها بكل السبل الممكنة، ويشمل ذلك رسائل البريد الإلكترونية أو عبر مجموعات الأخبار و النشر على صفحات المنتديات الجماهيرية".
أما غرف الحوارات (الدردشة) فيرى الدكتور الشهري أنها مثل المواقع الإلكترونية ينشئها ويجتمع حولها مستخدمو الشبكة باختلاف مشاربهم وأفكارهم، وأصحاب الأفكار المتطرفة هم أكثر الناس رغبة في منافذ إعلامية بعيدة عن الرقابة التي تفرضها وسائل الإعلام على أفكارهم، وهي أيضاً قناة حرة للاجتماع بالأعضاء وتجميع المتعاطفين ومقارعة الخصوم.
ويؤكد الدكتور الشهري أن المواقع التي تتبنى الطرح الشرعي الوسطي تعد من أهم المراجع الفكرية التي تساعد الشباب الذين هم أغلبية مستخدمي الإنترنت على تبين طريقهم في المسائل المختلفة، وربما أسهم النقص الواضح لهذه المواقع الوسطية المؤثرة التي تعتمد صحيح الدين على شبكة الإنترنت في تنامي الفكر المتطرف، خاصة وأن رموزه وعناصره يتميزون بالحركية مما مكنهم من استقطاب أعداد كبيرة من متصفحي الإنترنت إلى مواقعهم ومنتدياتهم، مستغلين في ذلك جاذبية الخطاب المتطرف في دغدغة عواطف الشباب الذي يتسم في سنوات المراهقة والشباب الأولى بالتمرد والانفعال، وفي ظل هذه الظروف نجد أن هذا الخطاب الغالي المتطرف يجذب بعض هؤلاء الشباب.
ويضيف الدكتور الشهري "أن الإنترنت وسيلة إعلام في المقام الأول وتعتمد في شعبيتها على خدماتها الجماهيرية ومنها النشر والاتصال عبر المواقع والمنتديات وغرف الحوار وخدمات البريد الإلكترونية والمجموعات الإخبارية، وهذه الخدمات متاحة للجميع ويمكن توظيفها بشكل فاعل في مجال نشر وتعميم فكر التسامح ونبذ الغلو والتطرف، وتشجيع النقاش والحوار مع الشباب عبر الشبكة حول قضايا المجتمع، والتوعية بضوابط الشرع التي يحددها صحيح الدين والعلماء الراسخون في العلم".
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط