المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدبي القصيم يقيم ندوة عن رؤية الهلال بين الشرع والفلك



الماوردي
12-02-06, 07:16 PM
بريدة - سلطان المهوس:
أقام نادي القصيم الأدبي ندوة بعنوان: (رؤية الهلال بين الشرع والفلك) ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور فهد اليحيى عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة القصيم وشاركه الإلقاء الباحث الفلكي المعروف الدكتور خالد الزعاق، وقد أثارت الندوة جدلاً واسعاً بين الحضور استمر ساعتين وربع الساعة ولم يقطع ذلك الجدل سوى مدير الندوة الذي اضطر لإنهائها وسط مطالبات عدد من الحضور بالرغبة في التعليق على الندوة.
بدأ الندوة الدكتور فهد اليحيى الذي أكد على أن المُعتبر في الأحكام الشرعية هو الرؤية، لكنه تساءل هل تكون الرؤية خاصة بكل بلد على حدة؟ أم يكفي أن يُرى الهلال في بلد واحد من بلاد المسلمين؟ ورجَّح فضيلته الرأي الثاني.. وأشار إلى أن هذا هو رأي معظم علماء المسلمين في القديم والحديث، ولهذا رأى فضيلته أن الواجب اعتماد دخول الشهر في البلاد الإسلامية جميعاً عندما تتم رؤية الهلال في أي مكان، فرؤية الهلال في بلد كافية لاعتبار رؤيته في سائر الأقطار، وذلك لأن الهلال حالة اعتبارية يُعرف بها دخول الشهر من عدمه، فإذا ثبتت الرؤية في أي مكان ثبت ما يترتب على الرؤية من أحكام.
وأكد فضيلته على أن اختلاف المطالع حقيقة لا ينكرها أحد، لكن لا اعتبار لاختلاف المطالع عند رؤية الهلال في مكان ما.. كما تمنى فضيلته أن تعتمد منظمة المؤتمر الإسلامي هذا الرأي وأن تعمل على اعتماد دخول الشهر عند وقوع الرؤية في أي بلد إسلامي، خصوصاً كما يقول فضيلته إن المجمع الفقهي الإسلامي (المنبثق عن المنظمة والمرجعية الشرعية للمنظمة) يرى هذا الرأي، ولهذا فهذا الرأي لا يحتاج إلى تنفيذ ليعم بلاد العالم الإسلامي كلها.
عقب ذلك تكلم الدكتور خالد الزعاق وأكد على أن المعتبر هو الرؤية الشرعية، لكن يجب أن تكون الرؤية في وقت تمكن فيه الرؤية، فعندما يغرب القمر قبل الشمس تستحيل رؤية الهلال، ولهذا يرى سعادته أن على القضاة رد شهادة الشهود إذا كانت مستحيلة عقلاً (كما هو الحال عند غياب القمر قبل الشمس)، لأن من شرط الشهادة عدم استحالة المشهود عليه، وقال إن الذين يشهدون بالرؤية لا نتهمهم بالكذب، لكنهم واهمون يقيناً.
ورأى أهمية حسم الموضوع وعدم تركه بمثل هذه الفوضى التي تتكرر مرتين كل عام نظراً لما تسببه من مشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية لا تخفى على أحد.
وقدم سعادته عرضاً مرئياً شرح من خلاله استحالة رؤية الهلال في رمضان الماضي وأن من ادعى الرؤية واهم بلا شك.
وشدد في الأخير على ضرورة توحيد التقاويم الإسلامية، وأشار إلى أنه عمل ويعمل مع آخرين على أن تصدر هذه التقاويم من خط عرض مكة المكرمة.
بعد ذلك تتالت تعقيبات الحضور ما بين مؤيد ومعارض، هذه التعقيبات التي استمرت أكثر من ساعة، إلا أن هذه التعقيبات فتحت المواجهة بين المحاضرين، فالشيخ اليحيى يرى أن الضجة التي تُثار كل عام لا داعي لها فالأمر يسير ولا يستدعي ذلك الهرج، والدكتور الزعاق يشدد على أن ما يحدث لنا في كل عام هو مهزلة يجب أن تنتهي وأن تضبط نظراً لأضرارها الكثيرة، كما يرى الشيخ اليحيى إمكانية حدوث الرؤية حتى وإن قال أهل الفلك بخلاف ذلك وذكر عدداً من الشواهد التي وقعت قبلاً، في حين أكد الدكتور الزعاق استحالة ذلك وقال إن هذه أمور حسابية دقيقة تعتمد على أجهزة معقدة بالغة الدقة ولا يمكن أن تخطئ أو مثلما يخطئ الرائي أو يتوهم.
الجمهور الذي حضر بكثافة وتفاعل مع الأمسية بشكل كبير خرج وهو في حيرة من أمره لا يدري أي الرأيين أصوب، ودون أن يصل إلى رأي يجتمع عليه الطرفان.
أدار الأمسية بكفاءة عالية الدكتور محمد الخراز عضو اللجنة الثقافية بالنادي وكان أحد نجوم اللقاء حيث استطاع السيطرة على المداخلات والمحاضرين بشكل واضح.


الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط